الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التواصل داخلة الأسرة المغربية

فرح عبد الإله

2010 / 7 / 4
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تعد الأسرة نواة أي مجتمع نظرا لما تقوم به من أدوار صعبة تتمثل في نقل وترسيخ قيم المجتمع عن طريق التواصل الأسري، حيث يعد إشكال التواصل داخل الأسرة من الإشكاليات التي اهتم بها العديد من التخصصات كعلم الاجتماع وعلم النفس والأنثروبولوجيا والقانون وغيرها. من هنا يتبادر لنا السؤال التالي: ماذا نقصد بالتواصل؟ وما دور التواصل داخل الأسرة المغربية؟ هذا ما سوف نحاول الإجابة عليه انطلاقا من عرضنا التالي:
لكي نقترب أكثر إلى الدور الذي يلعبه التواصل داخل الأسرة علينا أن نحدد مفهومه، فالتواصل بصفة عامة هو عملية قصد نوعي تصدر بواسطتها إثارة استجابة نوعية لدى مستقبل نوعي، ونعني بالتواصل داخل الأسرة ذلك التوحد بين الأفراد والتفاعل حتى يصبحوا أصحاب لغة واحدة ومفاهيم موحدة، أو على الأقل مفاهيم متقاربة.
إن التواصل يعد من أهم المقومات الأساسية لما لها من قوة في التأثير على الآخر لبناء العلاقات الاجتماعية باعتبارها أهم قوة دينامية في التحول الاجتماعي، غير أننا أصبحنا نشاهد في الآونة الأخيرة وما تنقله لنا وسائل الإعلام حول التواصل داخل الأسرة ما نسميه بالاغتراب الأسري نتيجة لغياب التواصل داخل الأسرة خصوصا الأسرة المغربية، وذلك للتحولات الاجتماعية التي عرفتها الأسرة خصوصا في بنيتها مثل الانتقال من الأسرة الممتدة التي تتكون من جد وجدة وأبناء وأحفاد إلى ما يطلق عليه المختصين أو الباحثين سوسيولوجيين بالأسرة النووية والتي تتكون من أبوين وإبن أو عدة أبناء، وللإشارة فهذا النوع من الأسر أصبح يشكل اليوم أكثر من % 60 من مجموع الأسر المغربية (حسب الإسقاطات الديمغرافية التي يقوم بها مركز الدراسات والأبحاث الديمغرافية، فقد بلغ عدد الأسر على المستوى الوطني 6239 ألف أسرة سنة 2008، بينما لم تكن تشكل سوى % 51.1 سنة 1982).
إلى جانب هذا التحول نجد تحول آخر يتمثل في سلطة الأب حيث أصبحت هيمنة الرجل على مؤسسة الأسرة متزعزعة تتجه لصالح المرأة أو من يتوفر على المال لإعالة الأسرة أو السلط الأخروية كسلطة وسائل الإعلام وسلطة الشارع...إلخ.
لقد غدا التواصل داخل الأسرة خصوصا بين الأب والإبن مشكلة حقيقية، وكثيرا ما يعزوه البعض على الأباء بينما يعزوه البعض إلى الأبناء، فهل يعاني الأباء في تنشئة أبنائهم؟
لقد أثبتت معظم الدراسات أن الآباء الذين ينتمون إلى مستوى ثقافي متدني أو متوسطي لا يتواصلون مع أبنائهم، حيث نجدهم يكتفون فقط بإلقاء النهي والنصيحة والحديث عن المدرسة باعتبار أن الطفل أو الإبن لم يصل إلى مستوى النضج أو الوعي الفكري، على عكس ما نلاحظه في الأسر التي تنتمي إلى سوسيواقتصادي عالي ومستوى ثقافتهم العالية، بحيث أن علاقة التواصل بين هذه الفئة تكون دائمة وهذا ينعكس إيجابا على الأبناء.
كما أن الأب ليس له الوقت الكافي للحديث مع إبنه، بسبب ظروف العمل من أجل توفير المعيشة المناسبة للأسرة هذا من جهة.
من جهة ثانية نجد أن عامل فارق السن بين الأباء والأبناء يساهم أيضا في انعدام التواصل، فالأب يتعامل مع الإبن بنظرة علوية والإبن يكون عادة في موضوع المحكوم والتابع، وبالتالي تقل فرص التفاهم وتبادل جهات النظر وتعاطي الأفكار بينهما.
ونلاحظ أيضا في الأسر المغربية أن الأبناء يفضلون استشارة أمهاتهم على استشارة أبائهم، لأن الأب حسب منظورهم الخاص هو أب قاسي سلطوي يتصف بالضغط والإكراه، أي أنه غير قابل للنقاش.
وخلاصة القول وانطلاقا من الدراسات سوسيولوجية المتعلقة بالأسر المغربية أن إشكالية التواصل داخلة الأسرة أصبحت تتجه إلى انعدامها، مما سيؤدي إلى تفكك الأسرة، وهذا سينعكس بشكل سلبي على وظائف الأسرة داخلة المجتمع في انعدام التوازن وزعزعة المجتمع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة