الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرجل عربي

طلال سعيد دنو

2010 / 7 / 5
المجتمع المدني


كُنا في حوار أنا وبعض الزملاء ، حول المرأة في المجتمع الشرقي ، أو بالتحديد المجتمع العربي. وكان محور الحديث ، قهر المرأة وإنفصام الشخصية ألاجتماعية لها . فسألت إحدى الزميلات ، عن الجهة الاخرى ، الرجل العربي ، ومساحة الحرية التي يتمتع بها . فرأيت ان اكتب هذا المقال ، عن الرجل العربي ، الذي هو انا وانتَ وباقي قادة المجتمع في البلاد العربية .
يتمتع الرجل العربي بسيادة كاملة داخل العائلة ، وهو الآمر الناهي ، وبالتالي السيادة على المجتمع بشكل كامل . وحسبما يُعرف بأنه مجتمع ذكوري ، ولكن هل فكر احد بان هذا الذي يتمتع بالسيادة ، هل لديه الحرية ما يجعله يفعل ما يفكر به ؟ ، ولنفترض جدلاً بان الرجل هو المسيطر ، أو فارض نفسه على باقي أفراد العائلة ، وأقصد بهذه الكلمة الُاُم ، الإبنة ، وألزوجة ، والأُخت ، ولكن هذه الحالة ، لاتوفر له إلا فرصة العمل كشرطي ومجاناً . الشرطي الحقيقي ياخذ أجراً على عمله ، بينما الرجل العربي يصرف من جيبه الخاص حتى ينال هذه السيادة إذن في هذه الحالة التميُز فقط لانه يُعطي مقابل السيادة ، فهنا لاشئ مقابل شئ ، والرجل الذي لايستطيع ان يوفر لعائلته الكفاف ، سيجد نفسه مرفوضاً من قبل الجميع ، اولنقل تهتز سيطرته ، وبهذا يفقد قيمته كرب العائلة .
ألمحور المهم الذي اتطرق له الان ، هو محور المشاعر وألأحاسيس ، والتعبير عن ما في النفس البشرية ،ومقدرة الرجل العربي ان يعبر عن مشاعره بصورة طبيعية . الرجل العربي ، مستنفر بشكل دائم ، وعقده كثيرة ، وأبسطها عندما ننظر الى اى رجل في الشارع ، في الحال يسألك ، هل هناك شئ ؟ أتريد شيئاً ؟ ، وبشكل عدائي . وهذه الحالة غير موجودة في المجتمعات الغربية ، فتراهم يبتسمون ويحيونك بهزة رأس ، أو كلمة لطيفة وبدون عدائية .
لايجد الرجل العربي الجرأة في أن يحمل زهرة جميلة ويشم رائحتها ، لان في ذلك رقة قد يسخر منها الاخرون . يخاف الرجل العربي أن يرتدي ملابس بالوان زاهية ، لان هذا عيب ، والرجل يجب ان يكون رزيناً ، وهذه الالوان ليست رزينة ، وهنا لا ادري ما دخل الالوان برزانة العقل ، وهنا حددت الالوان الزاهية ولم اقل الالوان الصارخة . وأجمل من هذا ، هو ان الوان الشباب غير الوان الرجل الناضج ، وغير الوان الشيوخ والمسنين ، وهنا لاادري من حدد هذه الاشياء ، وهي كلها ملابس غربية ، وموديلاتها تأتي من الغرب ولا دخل للعرب فيها .
ليس للرجل الحق بالاعتذار للمرأة ان أخطا بحقها ، وليس له ان يقول بانه يحبها او متوله بها ، لان في ذلك إقلال من قيمة الرجل المعنوية ، والمرأة يجب ان تكون هي التابعة وهو المتبوع ، فأن قال لها كلام فيه مشاعر رقيقة ، وأحاسيس جميلة ، فيكون بذلك قد قلل من هيبته ، كأن هيبة الرجل بجبروته وبسطوته ، لا بشخصيته وحكمته ، وقدرته على إدارة عائلته ونجاحه في عمله . فتراه لايجيد من الاعمال شيئاً ، يقبل باقل الاعمال ، وتراه جباراً قاسياً في معاملته لافراد اسرته .
اذا حفظ الرجل العربي ، أبياتاً من الشعر ، فتراها في الغالب في مجال الشعر الحماسي او الشجاعة ، أما الابواب الاخرى من الشعر ، فلا يقولها حتى لو اعجبته ، لانه يشعر بذلك انه رقيق ، ولا شئ من الرجولة ، في ان يكون رقيقاً
هنا الطامة الكبرى ( إخشوشنوا فان الترف يزيل النعم ) ، العربي يسير على هذه الحكمة منذ أن قيلت ، كانها أمر واجب التنفيذ ، وهنا لاادري لم التطور العلمي والتقني الذي نحن فيه ، وما يستوجب مني أن أخشوشن ، وكل هذه النعم حولي ، وأستطيع إستعمالها بسهولة ويسر ، ومن دون ان ابذل جهداً إضافياً وهل يجب ان اكون خشناً وفظاًحتى لاتزول النعمة ، وهي التي وصلت لي من جراء عملي وأجتهادي .
هناك ايضاً مسألة مهمة للرجل العربي الا وهي الشرف ، ومعنى الشرف لديه ، والذي رفض فيه كل انواع الشرف ، من شرف الكلمة وشرف العمل ، ولخصها في مكان واحد موجود بين ساقي المرأة وهو يقتل ويذبح في الذود عن هذا الشرف ، وفب نفس الوقت بجلسة عشائرية يقبض نقوداً مقابل شرفه هذا ، وهذا اصبح ( ـ ـ ـ ـ ) ، او يعطوه إمرأة بدل اخته وهذه اوسخ من التي قبلها ، فاين الشرف في هذا ؟؟ .
ما سطرته نقاط بسيطة ، لو تأملناها لرأينا ان الرجل العربي ، فقد من انسانيته الكثير ، واصبح يسير وفق ضوابط واعراف قديمة قيدته ، فلا يستطيع ان يستمتع بالعالم من حوله ، ومهما تظاهر بانه السيد ، فنحن نعرف وهو ايضاً يعرف ، بانه العبد الذي يعمل طوال عمره لراحة غيره ، وليس لراحة نفسه .
فلينعم الرجل العربي ، بالعالم الذكوري ، الذي افقده ، نعمة الحب وتذوق الجمال الطبيعي ، والحلم وتحقيق الحلم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عزيزي الكاتب المحترم
قارئة الحوار المتمدن ( 2010 / 7 / 5 - 08:06 )
اسمح لي أن أختلف مع حضرتك . حتى لو كان الرجل عونطجي وبابا حسن ويقضي يومه على المقاهي والمرأة تعمل مكانه فإن على راسو ريشة تطير به إلى السموات العليا ونحن النساء على راسنا جرن كبة يخسف بنا إلى أدنى قرار . ثانياً , الألوان لا عمر لها ولا تصنف , هذا لون شبابي وهذا عجائزي , هذا كلاسيكي وهذا حديث , أعرف إذا كان يلبق لي أو لا ؟ حتى لو كان فاقعاً وصارخاً , ما العيب ؟؟ أخيراً الحق معك علاقة المرأة واستمرارها مع الرجل تحددها بمدى قبولها لترهاته , وإلا .... الرجل أيضاً مكبل بالعادات والتقااليد وأنا مع السيدة نوال السعداوي التي نادت بتحرير الرجل أولاً من المفاهيم الذكورية وهذا لا يخفى عليك يحتاج إلى انقلاب ولا انقلابات تموز وشباط وآذار . تحياتي إليك


2 - الرجل العربي
اياد بابان ( 2010 / 7 / 5 - 10:56 )
الرجل العربي مكبل بقوانين ومنهج الانظمه التي فرضت عليه .فالذي يربي ويثقف هي السلطه التي تمثل الاب الاكبر وهي التي تمتلك الوسائل التثقيفيه وتسيطر عليها وتحجم وعي المواطن بموجب سياساتها وعليه ان يرضخ لماهو .مقبول وماهو مرفض.ولا خلاص الا بثوره على المفاهيم الباليه ومواكبه عجله التقدم واشاعه الوعي .تحياتي لك اخي طلال .


3 - ليس لديه خيار
فاتن واصل ( 2010 / 7 / 5 - 14:13 )
الرجل العربى مكبل وليس لديه خيار ليكون غير ما هو عليه ، مهما بلغت ثقافته وتحرره ، فصدقنى هو تحرر ظاهرى ،لا يملك أن يخرج أفكاره التحررية الى الواقع فى صورة سلوكيات الرجل العربى مسكين فرضت عليه الأديان والعراف والتقاليد ، قالبا معينا لا يخرج عنه وأصبح لا يحب الخروج عنه ، هل يبكى الرجل ؟ منذ نعومة أظفاره يقال له لا تبكى أنت رجل ، البكاء للنساء ، وكأن البكاء ليس تعبيرا عن الحزن ، إنما تعبيرا عن الضعف ، أعزائى جميع الرجال العرب ، انتم تحتاجون لثورة أكبر بكثير مما تحتاجه المرأة ، انتم عبيد لأغلال وأفكار وأكاذيب وخدعة أشد فتكا مما يستعبدنا نحن النساء ،هبوا لتحرير أنفسكم ، بالعلم والثقافة وليس بموروث غبى ، لا يضعكم إلا فى قائمة المرضى والمتخلفين ، مقارنة بالرجل فى الغرب .


4 - مقال جميل
نانا امين ( 2010 / 7 / 5 - 16:55 )
هل لا بد من القول علي صفحات الحوار أني اتفق معك يا فاتن!!! نعم الرجل العربي مكبل ومقهور بعادات وتقاليد بالية ، وقيم لا معني لها ، واخلاق تشده للقاع، ، هو من صغره حامل هم العائلة ، اكلها ومسكنها وحتي الحفاظ علي عاداتها وتقاليدها ، ، وكما قال الاستاذ طلال في مقاله فان هذا الرجل فقد الكثير من إنسانيته ، كيف لا وهو مطالب بكل هذا، فمثلا سأعطي مثال علي الرجل في امريكا ، وهذا ليس عموما ولكن في بعض العائلات تري الرجل يخرج للعمل من التاسعة صباحا ويرجع الي بيته الساعة الواحدة ليلا لكي يستطيع ان يوفر لعائلته المسكن والطعام، وزوجته تقضي وقتها علي التلفون او في الاسواق، وعندما تقول لها ساعدي هذا المسكين قليلا ، فترد عليك هو مجبور فينا!!!!!! لماذا ، طبعا المجتمعات العربية كما قلت غرست افكار بالية لم تعد تصلح لوقتنا هذا كمثل المعيل للعائلة ، الحامي لشرف العائلة ، . هذه الوظائف افقدت الرجل إنسانيته وشخصيته ، فمثلا هل هناك أصعب من قتل نفس إنسانية اخري ، فكيف بقتل أختك او اي امرأة اخري في العائلة لمجرد انها مارست حقها الطبيعي في اقامة علاقة مع الاخر، يتبع


5 - يت
نانا امين ( 2010 / 7 / 5 - 17:01 )
قيمنا العربية الاسلامية ، قيم هادمة للنفس الانسانية سوا كانت رجل او امرأة ، فهذه المنظومة من القيم لم تخلق سوا تابع ومتبوع، شرطي ومظلوم، ، قاتل ومقتول ، يجب علينا التحرر سوا كنا رجال او نسا التخلص من هذه القيم البالية الهادمة لانسانيتنا ، لنتعلم ان نعيش بهنا وسعادة وخالين من الامراض النفسية


6 - تحرير المرأة يمرمن خلال تحرير الرجل
الحكيم البابلي ( 2010 / 7 / 5 - 17:48 )
في المجتمع الشرقي ، أو تحديداً العربي الإسلامي ، تُرفع كل يوم عشرات ومئات الشعارات الطنانة الرنانة من أجل تحرير المرأة ، لدرجة فقدت بريقها وتأثيرها
ولكن فات كل الأخرين أن مهمة تحرير المرأة لن تتم ولن تحصل ولن تتحقق إلا من خلال تحرير الرجل
البعض - للأسف الشديد - يتصور بأن الرجل حر !!!! ، لمجرد أنه يتمتع بحريات هامشية وبائسة كحرية ( سي السيد ) داخل الدار ، أو حرية السفر والتنقل ، أو السيطرة على المرأة والخ من الترهات ، متناسين أنه لا يملك الحريات الأساسية في الحياة ، وهي حرية الفكر والعقيدة والإختيار والكلام والتعبير والرفض والمجاهرة والسباحة عكس التيار في حالة الضرورة ، وما أكثر التيارات التي تقودنا الى المزبلة الحقيقية في المجتمع الشرقي
وعليه فقد أصبحت حرية المرأة مرتبطة وثيقاً بحرية الرجل ، ومتى ما أحس الرجل العربي المسلم أنه يملك عقله ولسانه وشخصيته ، عندئذٍ وبصورة تلقائية عفوية إنسيابية سيساعد المرأة في أن تنال حريتها ، وعسى أن يفهم بعض الذين لا يملكون عقولهم وألسنتهم وشخصياتهم ، ويحاولوا التحرر من سلطة الأموات ونصوصها البائسة
تحياتي


7 - ردود
طلال سعيد دنو ( 2010 / 7 / 6 - 00:57 )
المشاركين بارائكم
شكرا لمشاركتكم
ان مشكلة الرجل العربي هي مشكلة العالم العربي لانه القائد وعقدته الاساسية هي خوفه من الاعتراف بخطئه لان مذهب العزة بالاثم موجود في شخصيته ولهذا السبب لن يتغير الا بمعجزة
شكرا لكم
اخيكم طلال

اخر الافلام

.. لميس:رغم اختلافنا مع بعض مضمون قرار الجنائية الدولية لكنه و


.. اتهامات للاتحاد الأوروبي بتمويل اعتقال المهاجرين وتركهم وسط




.. مدعي الجنائية الدولية يتعرض لتهديدات بعد مذكرة الاعتقال بحق


.. مأساة نازح فقد فكه في الحرب.. ولاجئون يبرعون في الكوميديا بأ




.. صلاحيات ودور المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة مرتكبي جرائم ا