الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموسوعة الدينية لكشف الشياطين

رأفت عبد الحميد فهمي

2010 / 7 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يتنوع الخطاب القرآني في استعمال الضمائر ونسبتها إلى مستحقيها لكن بداية الإشكالية تجلت عندما تحول خطاب الضمائر من الشيطان المفرد إلى صيغة الجمع الشياطين ولأننا نحن المنوطون بفهم رسالة السماء ونحن القوم الذين يعقلون ويتدبرون لذا تساءلنا متى تم هذا التحول من خطاب المفرد إلى خطاب الجمع أي من الشيطان إلى الشياطين ؟ يبدو أن جموع الصحابة لم يأبهوا لذلك التحول وكأن سقفهم المعرفي لا يعي تلك التجاوزات طالما كانوا في استقبالهم للأيات مؤمنين بخبر السماء فلماذا يتمنطقون ويستفسرون ويبحثون عن أصول المقولات أو يصولون مع تطورات الأفكار فشيطان أو شياطين لا تزيد ايمانهم فالمهم التحذير والتنبيه أما ملكة النقد الفلسفي والنقد التحليلي فهي منعدمة لديهم لأنها قضايا لا تمس حياتهم اليومية المعاشة . لكن آفة التحليل المنطقي هي التي تقودنا إلى نقد البنية المعرفية للنص وتجعلنا نتساءل إذا شاء الله لآدم أن يكون أباً للبشر فسيكون من المنطقي أن يكون إبليس أباً للشياطين كما تؤكد الأيات " أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو وبئس للظالمين بدلا [ الكهف – 50 ] و قوله تعالى : " إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم [ الأعراف – 27 ] فهل قبيله تعني عشيرته من بطون وأفخاذ وفق بنية القبيلة مثل بنية القبيلة الإنسانية ؟ لكن السؤال المركزي الذي نلح عليه هو متى وكيف وأين تم ذلك التحول إلى المجموع بعد أن ظهر خلال الأيات مفرداً ؟
ولنا أن نتتبع المنهج الإلهي الذي أدى للوصول إلى تلك النتيجة وهي تكاثر البشر المتزايد شعوباً وقبائل حيث أوجد الله الأنثى لآدم والتي سوف يقع عليها عبء الحرث واستقبال المني يمنى الذي يخرج من بين الصلب والترائب ثم تتوالى عمليات تطور وتخلق الجنين في بطن أمه من مضغة مخلقة إلى غير مخلقة من خلال مسار طويل يلتزم بانتاج الذرية من النطفة ثم العلقة ثم المضغة هذة المراحل التي أسهبت الأيات في ذكرها وتوضيحها تكشف لنا المنهج الرباني لجعل آدم أباً فعلياً للبشر لكن الأمر إذا خص الكائنات الأسطورية كالملائكة والجن و إبليس وجدناه يتسم بالإبهام والغموض ولم يذكر النص أن هناك ثنائية الزوجين الذكر والأنثى أو أن الله خلق من إبليس زوجة كيما يحرثها ويصب في رحمها المنى يمنى لكن جموع المؤمنين والفقهاء والعلماء قد تقبلوا النص دون تدبر فإذا أدركوا أن هناك إشكالية لم يجب النص عنها اخترعوا الروايات الخيالية كي ما تتوافق مع هذا التحول الغريب من صيغة المفرد إلى صيغة الجمع كما نطالعه في كتب التفسير المعتمدة وهي أقاويل لا يعتد بها لأنها مجرد تصورات لاسند يقيني لها من النص القرآني نفسه . واختلف الفقهاء هل لإبليس ذرية من صلبه ؟ فقال الشعبي : أنه لا تكون ذرية إلا من زوجة وقال مجاهد : إن إبليس أدخل فرجه في فرج نفسه فباض خمس بيضات فهذا أصل ذريته وقيل إن الله خلق له في فخذه اليمنى ذكراً وفي اليسرى فرجاً فهو ينكح هذا بهذا فيخرج كل يوم عشر بيضات يخرج من كل بيضة سبعون شيطاناً و شيطانة فهو يخرج ويطير لكن القشيري أبو نصر قال حسماً لتلك الخزعبلات : أن الله أخبر أن لإبليس أتباعاً وذرية وأنهم يوسوسون إلى بني آدم وهم أعداؤهم ولا يثبت عندنا كيفية في كيفية التوالد منهم وحدوث الذرية عن إبليس فيتوقف الأمر فيه على نقل صحيح [ تفسير القرطبي 6 / 4037 ] .
كما يتبادر إلى الذهن كون الشيطان هو صفة لكل متمرد عاص من طائفة الجن أو طائفة الأنس كقوله تعالى : " شياطين الجن والأنس "[ الأنعام – 112 ] حيث تؤكد الأية " فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه "[ الكهف – 50 ] وهو مما سيؤدي إلى المعضلة الشهيرة التي لم يحسمها المفسرون آلا وهي كيف تواجد إبليس ذو الطبيعة النارية من أصوله التي تنتمي لجموع الجن كما نفهم من سياق الآية و وقف وسط الملاء من الملائكة والخطاب صريح " وإذ قلنا للملائكة اسجدوا فسجدوا إلا إبليس آبى واستكبر و كان من الكافرين [ البقرة – 34 ] كما لنا أن نلاحظ مما لا يدع مجالا للشك أن تسمية إبليس كانت قبل العصيان والإباء والتمرد إذن آية " و خلق الجان من مارج من نار " [ الرحمن – 15 ] تخلو من الدلالة الثنائية آلا وهي دلالة الزوجين الذكر والأنثي وإن التبس الأمر على الفقهاء بالنسبة لآية " لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان " [ الرحمن – 56 ] حيث أكدوا أن ذكور الجن هم من سيقومون بفعل الطمث و هو النكاح بالتدمية كما ذكره القرطبي في تفسيره [ 9 / 6351 ] . هنا تزداد المعضلة ويتفاقم الإلتباس ولا نجد أن قرائح المفسرين قد صححت أو تجاوزت المشكلة بل زادت الأمر تعقيداً دون الإنتباه أن المشكلة قابعة داخل النص نفسه ونظراً لأن النقد مغيب وممنوع فلا يجرؤ أي منهم على إدانة النص لأنه جاء بالمستحيل اثباته والمستحيل تعقله لقوم ذوي ألباب يتدبرون .
ومن العسير أن نكره عقولنا على احتساب ذلك الأمر من الغيبيات التي استأثر الله بعلمها وهي ليست من شروط الإيمان ولا هي إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة و لكنها قضايا خرجت من رحم اللامعقول المقدس الذي يتعالى عن النقد والإدانة فكيف يمكن لنا احتساب التغاضي عن اثارة التساؤل رهناً بالإيمان من عدم الإيمان نظراً لأن وظيفة الشيطان من الأهمية الدينية التي لا يمكن إهمالها لما تتمتع به من مكانة مرموقة يحتلها داخل السياق القرأني ومعنى كلام المفسر القشيري أبو نصر أنه طالما كان النقل صحيحاً فنقمع تساؤلاتنا ونئد عقولنا أمام سلطة النص الباطشة فلا نقد ولا تحليل وهنيئاً لقوم لا يتدبرون.......... .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل هناك شياطين متخصصه بالاديان
AL ( 2010 / 7 / 6 - 13:10 )
اخ رآفت شكرآ على الموضوع الذي لم يتطرق له الكثير. نعم نريد ان نعرف كيف تكاثرو وهل لازالو يتكاترون, وهل هناك شياطين متخصصه بالاديان ام يصولون ويجولون بين الاديان. يقولون الشيطان يعلم الغيب وهو اول من استنسخ الاشياء قبل حدوثها, فهو مثلا استنسخ المسيح بمثرا الذي سبقه بخمس مائه سنه. اضافه انه يسكن مكه. شكرآ عل هذا الوضوع

اخر الافلام

.. بعد أنباء سقوط طائرة الرئيس الإيراني.. المرشد الأعلى: لا تعط


.. عالم دين شيعي: حتى القانون الألهي لا يمكن أن يعتبره الجميع م




.. 202-Al-Baqarah


.. 204-Al-Baqarah




.. 206--Al-Baqarah