الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكتاب المقدس

بطرس بيو

2010 / 7 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يصر بعض علماء الدين الإسلامي، و منهم حملة شهادة الدكتوراه، ان الكتاب المقدس محرف، و المعروف أن أي شخص يدلي بمعلومات من المفروض ان يوثق هذه المعلومات بمراجع موثقة و خاصة إذا كان من حملة الشهادات العالية. و الغريب ان أياً منهم لم يستطع الإجابة على التساؤلا ت التالية:
1 – متى تم تحريف الكتاب المقدس؟
2 – ما هو المرجع الموثق الذي يستندون إليه في إدعائهم؟
3 – أين الكتاب الغير المحرف؟

و الواقع أن المخطوطات التي وجدت في حفريات قمران عام 1947 في فلسطين قرب البحر الميت و المكتوبة باللغتين الآرامية و اليونانية والتي يعود تأريخها إلى سنة 1500 قبل الميلاد إلى 80 بعد الميلاد مطابقة للنسخ التي بين أيدينا في يومنا هذا. ثم إذا كان قد تم تحريف الكتاب المقدس فعلاً، هل تم جمع العديد من النسخ التي كانت موزعة بين الناس في حينه و إتلافها عند تحريفه؟ و هل ينكر هؤلاء أن كثير من القصص التي وردت في القرآن الكريم مقتبسة من الكتاب المقدس، كقصة آدم و حواء و نوح و غيرها من القصص؟

إني لست في معرض الدفاع عن الكتاب المقدس و خاصة العهد القديم منه ففي العهد القديم قصص مقتبسة من أساطير الأقدمين تتناقض مع العقل و المنطق.
و لما لم يتم إختراع الكتابة من قبل السومريين و الفراعنة إلا حوالي عام 3400 قبل الميلاد كانت هذه الأساطير تتداول بين الناس من جيل إلى جيل الأمر الذي يضعف التوثق من صحتها.،شفهياً

لنأخذ قصة آدم و حواء مثلاً التي يؤمن بها اتباع ألاديان السماوية الثلاثة. إنها قصة منافية للأخلاق إذ أنها تفترض مضاجعة المحارم لأن آدم وحواء لم ينجبا سوى ولدين فمن أين أتت ذريتهما؟ فإما أن أحد أبنائهما تضاجع مع أخته أو مع والدته. ثم ان الله يتصرف كالأم التي تضع الحلوى في متناول أيدي أطفالها و تأمرهم بعدم مساسها و عندما يعصوا أمرها تطردهم خارج الدار. ثم ان الله الذي يعلم المستقبل كما يؤمن أتباع هذه الأديان الثلاثة ألم يكن يعلم كيف سيتصرفان خليقتيه؟ كما ان توارث خطيئة آدم و حواء من قبل ذريتهما تفترض معاقبة إنسان لخطيئة غيره.

أما قصة نوح فهي مقتبسة من أسطورة كلكامش و تفترض ان نوح جمع في سفينته زوج من كل أصناف الحيوانات وهي تعد بعشرات الآلاف أو أكثر،هذا بإفتراض ان هذه الحيوانات لا تشمل الحبوانات المائية، فأي سفينة هذه التي إستوعبت كل هذه الحيوانات؟ ثم لنفترض ان نوح و عائلته و الحيوانات آكلة اللحوم إعتاشوا على الحيوانات المائية كيف أطعم الحيوانات التي تعتاش على الحشائش، كالخراف و الأبقارمثلا، لمدة خمسة عشر يوماً؟ً. و كيف تفادى سكان السفينة أذى الحيوانات المفترسة؟

و قصة يونان الذي إبتلعته السمكة و خرج بعد ثلاثة أيام حياً. لا أدري كيف يستطيع أي إنسان ان يعيش دون أن يتنقس لمدة ثلاثة أيام.

إن الإجابة على هذه التساؤلات من قبل المتدينين بسيط جداً "أن الله قادر على كل شئ" و هي إجابة تعتمد على الأيمان و ليس العقل.

ثم جاء في سفر التكوين من العهد القديم الآيات 25 إلى 27 ما يلي:
"و خلق الله البهائم كل على شاكلتها و خلق الماشية على شاكلتها ثم قال الله دعنا نخلق الإنسان و خلق الإنسان على صورته".
و في نفس السفر الآيات 18 و 19 جاء ما يلي:
"ليس من المستحب أن يبقى الإنسان و حيداً سأخلق رفقاء له و من الأرض خلق الله البهائم و الطيور الخ."
سألت أحد رجال الدين عن التناقض بين الآيتين فلم يجد أي تناقض بينهما.

من أقوال آينشتاين أن "هناك شيئان لا حدود لهما، الكون و غباء الإنسان و إني لست متأكداً من الفرضية الأولى".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا تدافع عن الكتاب المقدس
منتظر بن المبارك ( 2010 / 7 / 7 - 05:58 )
إما أن تؤمن أو أن تكفر والشك هو كفر. أنا أؤمن بأن الله خلق آدم وحواء كما يؤمن أي مثقف بأن الأسكندر الأكبر ونابليون بونابرت شخصيتان حقيقيتان. إن كان لا يؤمن بهما فهو لا يؤمن بأن أباه هو أباه، وبذلك نكون أمام حالة مرضية. حتى لا يكون هناك مضاجعة محارم لابد أن يخلق الله آدم أخر. من أين تعلمت أن مضاجعة المحارم فعل غير أخلاقي؟ أليس من الكتاب المقدس وشريعته المأخوذة من الأساطير طبقا لقناعاتك. حتى الآن الهندوسي يضاجع زوجة أبيه المتوفي حتى يطفيء نارها ولا يعتبر ذلك شيء غير أخلاقي بل دينا. آدم قص على أبنائه روايات الجنة فوعوها كل حسب إمكانياته الذهنية (لأنها كانت ثقافة شفهية كما جاء في متن المقال) وتم تطويع هذه الروايات طبفا للواقع وما يستجد من حكمة وظواهر طبيعية، فكل أساطير الخلق تتفق مع قصة التوراة في العناصر مثل آدم وحواء والشيطان لكن تختلف في العايات والمرامي
أرجوك لا تدافع عن الكتاب المقدس لأن له رجاله وأنت لست منهم كما تقول في مقالك


2 - غباء الإنسان لا حدود له
عبد المسيح ( 2010 / 7 / 7 - 06:17 )
ما معنى قولك: ثم جاء في سفر التكوين من العهد القديم الآيات 25 إلى 27 ما يلي.. و في نفس السفر الآيات 18 و 19 جاء ما يلي:. أسف فأنت إما لم تقرأ وإما نقلت، ففي الجملتين لم تذكر رقم الفصل، وهذا ليس سهوا.
المثل الذي أوردته: (ثم ان الله يتصرف كالأم التي تضع الحلوى في متناول أيدي أطفالها و تأمرهم بعدم مساسها و عندما يعصوا أمرها تطردهم خارج الدار) ليس له علاقة بقصة طرد آدم من الجنة. لأن الجنة مملوءة أشجار فاكهة كثيرة. وكانت الوصية بعدم الأكل لئلا يموت آدم وليس فقط للطرد. إنها كانت شجرة مسمومة فقد فقد آدم الحياة الأبدية، وفقد براءة الطفولة، وفقد الحياة مع الرب الإله. آدم لم يطرد من الدار، آدم طرد من الحياة. أعجبني ما ختمت به مقالك من أن غباء الإنسان لا حدود له.


3 - لا تنابزوا ايها الاخوة
محمد الرديني ( 2010 / 7 / 7 - 08:07 )
ارجوكم الا تتعصبوا لدياناتكم فالاديان الثلاثة من وضع ثلاثة منحوا عبقرية الخيال
محمد اخذ الكثير من عيسى ولاخير اخذ من موسى والاخير اخذ من الغراعنة
لم يعد الامر سرا وقبل ان يتعصب احدكم ليذهب الى فضاء المعلومات ويحكم عقله
فقصص القران واللانجيل بقديمه وجديده والتوراة لم تعد تقنع الا من لايريد ان يقتنع


4 - عبدة النص 1
كاره المذل المهين ( 2010 / 7 / 7 - 09:11 )
سيثور عبدة النصوص من كل دين على كاتب المقال
لن يثوروا لأن بالمقال غش في نقل القصص أو تدليس بل سيثيرهم قوة المنطق وراء الأفكار الواضحة التي قدمها الأستاذ بطرس بيو وحججه الدامغة

من يؤمن بوجود إنسان اسمه آدم و إمرأة اسمها حواء عدو للعقل وعدو للدين أيضا

آدم من (أدمة) بالعبرية (أديم بالعربية) أي الطين أو الصلصال المائل للحمرة كما تبين كلمة (دم) بالعبرية بمعنى اللون الأحمر ومنها اشتقت كلمة (دمّ) التي تعنى هذا السائل الحيوي

وحواء اسم مشتق من الحياة وترجمته حيّة أي عائشة...

الهدف من القصص الديني هنا هو التأكيد على خلق الله للانسان وبأن جسد الانسان من طبيعة الأرض و بأن الذكر والأنثى متساويا القيمة في عينيه

أما باقي الأساطير (نوح وابراهيم...) فمستوحاة من تراث شعوب شرق-أوسطية بعد تطعيمها بما يؤكد دور الخالق الواحد القادر على كل شيء فهذه هي الطريقة المثلى لإخبار الشعوب البدائية بدور الخالق في نشأة الكون والانسان وما هو منتظر منه

يتبع


5 - عبدة النص 2
كاره المذل المهين ( 2010 / 7 / 7 - 09:21 )
لم يتعالى الوحي على البشر بل أخذ بيدهم ليسير بهم من الحيوانية (داروين) نحو التحضر والمعرفة الكاملة خطوة فخطوة و منذ البدء لم يستعمل الخالق اسلوب الاعلان المباشر بل أراد استخدام البشر نفسهم بضعفهم وبدائيتهم وقصور ذاكرتهم ليجعلهم مشاركين في قصده الإلهي
(قساة القلوب) الأجلاف الذين تم التساهل معهم في زمن موسى جاء المسيح بعد ألف عام فطالب أحفادهم بمستوى أسمى في التطور الانساني النازع نحو الألوهة

هذا هو ايمان المستنيرين بقدر علمي...

أما أنا شخصيا فأميل لرفض فكرة وجود الخالق من اساسها لعدم اثباتها بما لا يدع مجالا للشك !


6 - تحية وإضافة
نبيل السوري ( 2010 / 7 / 7 - 11:08 )
تحية كبيرة للكاتب
كما أن تولستوي قال: الفرق بين العبقرية البشرية والغباء البشري هو أن العبقرية لها حدود

تحياتي للمحدودين من خارج الغباء


7 - خطأ
حسون الأمريكي ( 2010 / 7 / 8 - 06:42 )
لقد أخطأ المسيحيون حينما دمجوا التوراة اليهودية (بعد أن سمّوها بالعهد القديم) بإنجيل المسيح (الذي سمّوه بالعهد الجديد) في كتاب واحد هو -الكتاب المقدس-. صحيح أن المسيح جاء ليكمل لا أن يلغي. و لكن بمجيئه تحققت نبؤات التور اة عنه، فليس هناك من داعٍ للأخذ بها. المسيحي يؤمن بالتسامح و الغفران، فإن تم الإعتداء عليه هل سيسامح و يغفر حسب الإنجيل أم يأخذ بمبدأ العين بالعين و السن بالسن. هنا بيت القصيد. فالكثير من المسلمين الذين يهاجمون المسيحية يتهمون الكتاب المقدس المسيحي على انه ملئ بأوامر الإله بالقتل و الذبح لغير اليهود من البشر، و كذلك عدم الرفق بالحيوان و الزرع عند غزوهم لبلدة عدوة. و بما أنهم يأخذون بالتوراة فعليهم قبول تبعات أخطائها.
لقد فرض آباء المسيحية الأوائل التوراة اليهودية على المسيحيين لسبب ما...


8 - الاصل الوثني للديانة المسيحية
يانكاكونالي ( 2010 / 7 / 8 - 17:46 )
يقول روبرتسون في المسيحية والوثنية : ميثراس ، هذه الديانة فارسية الأصل ، قد ازدهرت في بلاد فارس قبل الميلاد بحوالي ستة قرون ، ثم نزحت إلى روما حوالي عام 70 م . وانتشرت في بلاد الرومان ، وصعدت إلى الشمال حتى وصلت إلى بريطانيا وقد اكتشفت بعض آثارها في مدينة يورك ، ومدينة شستر وغيرها من مدن إنجلترا وتذكر هذه الديانة أن :
ميثراس كان وسيطا بين الله والناس .
كان مولد ميثراس في كهف أو زاوية من الأرض .
وكان مولده في الخامس والعشرين من ديسمبر .
كان له اثنا عشر حواريا .
مات ليخلص البشر من خطاياهم .
دفن ولكنه عاد للحياة بقيامته من قبره .
صعد إلى السماء أمام تلاميذه وهم يبتهلون له ويركعون .
كان يدعى مخلصا ومنقذًا .
ومن أوصافه أنه كان الحمل الوديع .
وفي ذكراه كل عام يقام العشاء الرباني .
ومن شعائره التعميد Baptism .
واعتبار يوم الأحد يوم العبادة يوما مقدسا .
ويقول روبرتسون إن ديانة ميثراس لم تنته في روما إلا من بعد أن انتقلت عناصرها الأساسية إلى المسيحية على هذا النحو .


9 - ان الدين عند الله الاسلام
ناصر ( 2010 / 7 / 8 - 22:57 )
وجود قصة خلق ابونا آدم في الديانات الثلاث دليل على وحدانية المصدر وهو الله سبحانه وتعالى ومما شك فيه ان القرآن الكريم هو النسخة النهائية للكتب ا لسماوية المصحح لها والمهيمن عليها والناسخ لها ذلك انك عندما تعمل نسخة معدلة ومنقحة ومزيدة ونهائية فانك تستغني بها عن ما قبلها
وكذا الدين الاسلامي فهو النسخة الخاتمة النهائية الناسخ لما سبقه من اديان ذلك ان الدين عند الله الاسلام


10 - 88888888888888888888888888
مرقص ناجي ( 2012 / 7 / 21 - 15:55 )
الحياة بدون المسيح لا تسو اي شىء

اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah