الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو فهم افضل لعلاقة الدين بالدوله الشرقيه

هادي العلي

2010 / 7 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




لا خلاف حول دور الدين في بلدان الشرق خصوصا, فتاريخ الشرق يبدو تاريخ اديان وقد ترك دلك اثره على طبيعة مجتمعاته ولسنا بصدد دراسة الاسباب لتلك الظاهره ولكن لا بد من اخد الحاله في الاعتبار عند الحديث عن علاقة الدين بالدوله. فالدين في بلاد الشرق له سطوة كبيرة على الناس حيث يتخد موقعا سلطويا في المجتمع دات طابع اخلاقي بالدرجه الاولى.
ان العصر الدي نشات به الاديان هو عصرماضي بعيد وليس من المحتمل ظهور دين جديد في عصرنا هدا, و ان كل ما يظهر في الساحه من نشاط ديني هو بالحقيقه تاويل او تقليد او تعبير عن انتماء لدلك الدين ولدلك المدهب القديم, و هدا يعني ان الفكر الديني والمدهبي في الزمن الحالي هو ليس نتاج العصرالراهن وانما عصر سابق رغم ان دلك لا يعني نهاية الانتماء الى دين ومدهب معين في الحاضر ولا يعني ايضا انتفاء تاثيرها في دهنية او زوال مبرراته فهدا الانتماء له التاثيرفي الناس وسلوكهم وسيبقى متوارث في المدى المنظور والبعيد و سينعكس على الصراعات القائمه الراهنه لتبقى المصلحه وصراع المصالح الفئويه هي السائده والرائده في الصراع ومن هنا تنشأ الطائفيه من تلاقح ادين او المدهب مع المصلحه , فكيف تتحجم الطائفيه ؟.
ادا لم يكن هدا العصر هو عصر ظهور اديان فمادا يكون ادن؟ هل يكف الزمن عن الاظهار والتعبير عما يجول في خواطر ودهن الانسان من فكر عن وجوده و معيشه وعلاقاته..؟ هل يكون عصرا لظهور طروحات اخرى لا دينيه الى جانب ما مطروح من ديني استجابة لحاجات انسانيه تختلف في السعه والعمق عن العصور القديمه ( اي من ناحيتي الكم والنوع) والجواب نعم وهو حاصل فعلا , اد لا بد من طروحات تتناسب مع حالة التطورالتي طرأت في نمو البشريه ونموطريقة معيشتهم بفضل انجازاتهم عبر مراحل التاريخ الانساني على المستوى المادي والمعرفي وهي انجازات تشترك بها البشريه كلها وتزداد اشتراكاتها بفضل تلك التطورات التي اوجدها الانسان داتها عبر انجازاته الماديه والمعرفيه وبالتالي في تطور علاقاته بها و علاقاته الانسانيه والمنظومات الناشئه من دلك كله والتي تتطلب اعادة هيكلة مستمره مع حضور المصالح وصراعاتها التي لن تنتهي ابدا, ان الجواب على دلك واضح من ما آلت اليه الانسانيه في عصرنا الراهن من نظم وهياكل تشترك بها المجتمعات البشريه كل قدر مستوى تطوره وبالتالي تتحجم بقدرها النزعات الطائفيه.
ان الجامع والموحد للناس هو تلك الانجازات التي افرزتها حركة التطور رغم حضور المصالح المتناقضه اما العلاقات بين الاديان فلم تكن عاملا موحدا الا بالقدر الدي يستدعي التعايش بينها , فمزايدات الاديان و المداهب تبقى عامل فرقه خصوصا مع صراعات المصالح حيث ان المزايدات بين الاديان والمداهب مع وجود المصالح المتناقضه يشكل حالة من التلاقح في الصراع يعمق استخدام الدين او المدهب في الصراعات المصلحيه مما يحيد ويبعد الناس عن الاهتمام بتقدمها و يعيق عملية التطور بشكليها المادي والمعرفي ويمنعهم من التمتع بانجازات الانسانيه وبالتالي يعيق تحقيق السعاده.
فالخلل الاساسي هو ليس الدين او المدهب الناشئ قديما والباقي اثره في سلوك ودهنية الناس وانما في استخدام دلك من اجل تحقيق مصلحه, لدلك لا ينبغي ان يكون الدين سلطه عليا او دوله للوطن او المجتمع ولا ينبغي لرجال الد
ين ان يكونوا سلطه او دوله فالسلطه هي وسيلة عظمى لتحقيق المصالح ,ولكن دلك لا يعني د عزل الدين ورجالاته عن السياسه كما هو دارج في مفهوم العلمانيه , فللدين ورجالته موقف من الحياة وتطوراتها , اي ان المهم هو استقلال السلطات فما دام الدين يشكل سلطه هامه لا تقل اهميه عن باقي السلطات فينبغي ان يكون مستقل عن السلطه السياسه كما ان السلطه السياسيه تبقى هي الاخرى مستقله عن بقية السلطات بما فيها السلطه الدينيه . ان العلاقه بين السلطات تبقى قائمه وهدا يشمل علاقة السلطه الدينيه بالسلطات الاخرى بما فيها السلطه التشريعيه والتي ينبغي ان تكون مستقله عن السلطه الدينيه وينطبق هدا على السلطه القضائيه وبقية السلطات
ان هده المفهوم هي اكثر المفاهيم علمية وواقعية ومعقوله في عالمنا الاسلامي من مفهوم العلمانيه القادم الينا من تجارب شعوب وامم اخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال