الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نصر حامد ابوزيد : وداعا ايها الفارس النبيل

الفيتوري بن يونس

2010 / 7 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وسط صمت إعلامي شبه مطبق بل بفرح شامت – رغم انه لا شماتة في الموت – ودع عالمنا يوم الاثنين 5 يوليو الجاري المفكر العربي الإسلامي الكبير نصر حامد ابوزيد احد ابرز أصحاب الأسئلة الكبرى والقضايا الشائكة في الفكر الإسلامي الحديث كما وصفه يوسف القعيد .
ونصر رحمه الله اتفقنا معه أو اختلفنا يبقى احد ابرز المفكرين الإسلاميين على غرار صادق النيهوم في شريعة من ورق اللذين حاولوا نزع القداسة عن التراث الفكري والفقهي الإسلامي التي اكتسبها عبر التاريخ في الغالب نتيجة للقداسة المضفاة على أصحابه أو على من استنادا إليهم ولد هذا التراث حتى أصبح هذا التراث المتمثل في أقوال العلماء واجتهاداتهم نصا مشرعا وبالتالي جزء من الدين من يخرج عنه يعتبر خارجا عن الدين ذاته ، ذلك إن قوانين إنتاج المعرفة في الثقافة العربية كما يرى نصر تحددت على أساس سلطة النصوص و أصبحت مهمة العقل العربي محصورة في توليد النصوص من نصوص سابقة واقتصرت مهمة اللاحقين على أن تكون مؤلفاتهم شروحا لمؤلفات سابقة .
وبغض النظر عن خلق القرآن كما يرى المعتزلة و أشاطرهم في ذلك أو أزليته كما يرى غيرهم فإن نصرا رحمه الله يرى أن القرآن باعتباره خطابا إلهيا يمكن تحليله لأنه تجسد في لغة وبالتالي أصبح نصا له وجوده ، الزماني والمكاني يجب علينا أن نتعامل معه بحيادية وبمعزل عن النتاج الفكري والفقهي الموروث.
إن النص القرآني عند نصر باعتباره رسالة تستلزم مرسل ومستقبل ووسط ومن أهم شروط وصول الرسالة إن تكون مفهومة للمرسل وإلا فقدت جدواها بمعنى أن الخطاب القرآني نزل في بيئة لها منظومتها الثقافية والمعرفية ومحيطها ، وبالتالي لابد أن تخاطب من أرسلت إليه وفقا لهذه المنظومة وهذا المحيط وإلا كانت طلمسا غير مفهوم وبالتالي لا يولد أثره في سلوك المتلقي ليتحول إلى واقع لأنك كي تحول الشيء إلى واقع عليك إن تستوعبه أولا ، ومن هنا يرى إننا يجب أن نفرق بين ما جاء به القرآن وما جاء من اجله ، فما جاء به نسبي قابل للتغير باختلاف العصور بدليل النسخ نصا وحكما أو حكما فقط كما تذهب علوم القرآن أما ما جاء من اجله فهو ثابت مطلق ، وتوضيحا لهذه سأستشهد في هذا المجال بآية مصارف الزكاة الثماني التي جعلها عمر بن الخطاب سبعة مستبعدا المؤلفة قلوبهم ويعتبر رد عمر على معارضيه تأكيدا صريحا على نسبية ما جاء به القرآن والذي كان مؤداه إنها أعطيت للمؤلفة قلوبهم عندما كان الإسلام ضعيفا وبحاجة إليهم أما الآن فقد قوي الإسلام ولم يعد بحاجة إلى تأليف قلب احد رغم إن النص القرآني جاء مطلقا في هذا الشأن غير محدد بمدة أو تحقق شرط .
إن هذا الفكر الذي أتمنى أن أكون قد أعطيت إضاءة سريعة عليه ، دفع صاحبه ثمنه كما لم يفعل إلا الحلاج رحمه الله أيضا ، فإذا كان هذا الأخير – ذكرا لا عهدا – قد دفع حياته ثمنا لمواقفه فإن نصرا دفعه حكما بالردة وتفريق قرينته عنه والعيش شريدا في بلاد الغربة حتى أصبح كما قال في محاضرة ألقاها في مكتبة الإسكندرية في شهر ديسمبر 2008 أريد أن أتحدث بالعربية مرة أخرى بعد أن طال بي الحديث باللغة الإنجليزية في بلاد الغرب ومع هذا ظل على جواده شاهرا سيفه في وجه الزيف والخرافة ، محاولا خلق وعي علمي بالتراث العربي يكون جسرنا للعبور إلى المستقبل دون أن نخسر ديننا .
فرحم الله نصرا وغفر لنا وله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في