الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما ينتصر صراخ المعدمين على سياط الطغاة

عباس جبر

2010 / 7 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


خواطر على طريق موسى بن جعفر عليه السلام
عندما ينتصر صراخ المعدمين على سياط الطغاة
في الخامس والعشرين من شهر رجب من العام الهجري تمر على المسلمين ذكرى اليمه على نفوسهم الا وهي ذكرى استشهاد الامام السابع من ائمة الهدى على يد حكام بني العباس ومع مرور زمن ليس بالقصير الا ان الذكرى متجددة بشواهدها الماساوية اذ مازال اتباع اهل البيت كلما ادلهم زمن الظلم عليهم يتمسكون باولئك العترة البررة ولعل هذا هو التفسير الذي يؤكد ديمومة الذكرى مع وجود الطغاة وتغييب الحقوق وظهور رايات الظالمين يتمركز الناس الى اولئك الخلص الذين تطهروا تطهيرا وكانوا رمزا نادرا للحق والعدالة والمساواة ، ولكن هل من مدكر فهل من معتبر؟ ، ان التاريخ الدامي يعيد ذاته على العراقيين وما زال الظلم قد اصاب منهم العظم وهم في انتظار الخلاص ، ان الكلام عن الظالمين والمظلومين يطول ولكن مانود قوله هو جلالة وضخامة تلك الاحتفالات وتلك المسيرات المليونية التي تغص بها الشوارع وينقطع دونها الطريق ففي كل عام ياتي بعده عام اكثر وانضج من سابقه وترى فيه اصحاب المواكب وقد عدوا عدتهم لخدمة زوار الكاظم عليه السلام وقد اطلق على هذا اليوم (عاشوراء بغداد) ولم يثني الزائرين التهديدات ولا المتربصين في قطع التواصل مابين قاعدة المؤمنين وهرمهم المتمثل برجال العترة الشريفة ، اصحاب المواكب فخورون بتقديم الخدمات ومتفنون بتقديم مالذ وطاب لمن تجشم عناء الطريق من الطعام والشراب ، انه لمشهد لايضاهيه مشهد لبس رداء العفوية ونزع طيلسان التصنع والتكتل والتحزب والتسيس الضيق وانطلق بفضاء المحبة الخالصة لدين الله ودين محمد وحب الانسانية التي هي مادة الاسلام وماارسناك الا رحمة للعالمين ، وما زال التاريخ الامامي يجسد الرسالة المحمدية الحقة التي تبنت قول الرسول الكريم "لا فرق بين عربي واعجمي او ابيض واسود الا بالتقوى "،ويقول امير المؤمنين علي عليه السلام في عهده لواليه على مصر ( احسن الى الناس فان لم يكونوا اخوانك في الدين فهم نظراء لك في الخلق) ، واليوم حيث تخرج الجموع بلا رتوش وبلا ستائر مواجهين الموت وباذلين الانفس والمال في حب الائمة المنتجبين ماهو الا تعبير عن حب الحياة الكريمة ونبذ حياة الذل تحت سياط الظالمين كما رفضها اولئك الرموز وقال في ذلك الحسين سيد الشهداء "ان الحياة مع الظالمين برما وفي الموت سعادتي" ، انها صرخة الثوار وطموح الاحرار ، التي علمت الثوار في كل مكان كيف ينتصر صراخ المعدمين على سياط الطغاة ، افواج وافواج شيوخ ونساء واطفال ومعاقون وصابرون يستصرخون السماء ويدقون باب الحوائج ، ان الحاجيات كلها تهون ومايصيب الفقراء يتصاغر امام العروة الوثقى التي يسعى الزاحفون لطرقها بعد ان عجز الناس ان يجدوا من اولياء امورهم السياسيون حاليا ان ينالوا الا الوعود والتسويف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يؤكد خلال مراسم ذكرى المحرقة الالتزام بسلامة الشعب الي


.. نور الشريف أبويا الروحي.. حسن الرداد: من البداية كنت مقرر إن




.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت


.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان




.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر