الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أجل إسلام معتدل...الإصلاح الإسلامي ضرورة شرعية وتاريخية

عبد الستار الكعبي

2010 / 7 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من أجل إسلام معتدل...الإصلاح الإسلامي ضرورة شرعية وتاريخية
بسم الله الرحمن الرحيم
( ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين ) الأعراف/89

تتعرض امتنا الإسلامية في هذه الفترة الحرجة من تاريخها إلى هجمة شرسة متعددة الأشكال والمنافذ وتحت ذرائع مختلفة الغاية منها النيل من الإسلام والمسلمين عقيدة وتاريخا وحضارة ووجودا والعمل لتفتيت المسلمين وعزلهم عن دينهم وإبقائهم في دائرة التخلف الاقتصادي والعلمي والفكري والصناعي من اجل ترسيخ تبعيتهم للقوى الكبرى . وقد استطاع أعداء الإسلام السيطرة على الكثير من الحكام المسلمين ووفروا لهم الحماية من شعوبهم وسخروهم لخدمة مصالحهم وأهدافهم بعيدا عن مصالح الشعوب الإسلامية كما استطاعوا أن يشكلوا ويدعموا ويتغلغلوا في صفوف وقيادات تنظيمات إسلامية متعددة ودفعوها في مرات عديدة لارتكاب أبشع الجرائم ضد الإنسانية وقتل المدنيين الأبرياء من غير المسلمين من دون التفريق بين الأطفال والنساء والرجال تحت شعار نشر الإسلام ومحاربة الكفار مما عمل على الإساءة إلى الإسلام وتشويه صورته في أذهان غير المسلمين ووفر المبررات والدوافع لأعداء الإسلام لغزو بلاد المسلمين واحتلالها تحت ذريعة محاربة الإرهاب كما حصل في أفغانستان والعراق .
ومما يزيد من شدة هذه الهجمة ويسهل مهمة أعداء الإسلام لتحقيق أهدافهم التفرق الواضح والخلافات الشديدة بين المذاهب والمرجعيات الإسلامية وخصوصا بين السنة والشيعة في مختلف المجالات العبادية والعقائدية والسياسية والفكرية والنظرة إلى التاريخ والشخصيات الإسلامية . ومن علامات الانقسام بين المسلمين عدم وجود تنظيم فكري سياسي وديني يقرب بينهم ولا عمل ميداني مشترك كبير ومؤثر يجمعهم حوله ولذلك نجد الفتاوى والبيانات والتصريحات التي تصدر من علماء وقادة المذهبين تحمل في طياتها بذور التعصب والخلافات وتمتد الخلافات أحيانا كثيرة إلى حد التناقض بين أبناء المذهب الواحد مما زاد في انقسام الأمة وجعلها مرجعيات ومجاميع وفئات متعددة متعصبة حتى وصل الأمر إلى تبادل الاتهامات بالجهل وعدم الإخلاص للإسلام بل أكثر من ذلك أخذت بعض الفرق الإسلامية تكفر فرقا أخرى وتخرجهم من الإسلام حسب فتاواهم فتحل سفك دمائهم وتستبيح أموالهم من دون وجه حق كما حصل في المذابح المذهبية التي جرت في العراق بدعم من الاحتلال وبعض القوى الاقليمية الذين ادخلوا أعدادا كبيرة من العناصر المتدربة لإثارة الفوضى والصراعات على كل الأصعدة الاجتماعية والسياسية والمذهبية والقومية والدينية والذين اندسوا في مختلف المجالات وخاصة السياسية والإعلامية والدينية والعشائرية ومعهم الألوف من الذين يدعون الإسلام والتأسي بالسلف الصالح ويوهمون أنفسهم والجهلة من الأمة بان أفعالهم هي ضد قوى الاحتلال ولصالح الإسلام والمسلمين وقد وفرت فتاوى الحقد والضلالة الصادرة من العديد من المتعصبين المدفوعين بعمى الطائفية الذين سمحوا لأنفسهم التحدث باسم الدين الإسلامي الحنيف غطاءا سموه شرعيا لأفعالهم الوحشية متغافلين في هذا كله عن أمر الله تعالى ((وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )) الأنفال /46
وفي مثل هذه الأحوال حيث تكثر البدع ويتعرض الإسلام والأمة إلى خطر كبير من الداخل والخارج فان التكليف الشرعي يقتضي منا جميعا المشاركة في انتشال الأمة من واقعها المؤلم وجمع شملها تحت راية التوحيد والتوحد وعلى العلماء والمؤمنين المخلصين إظهار علمهم والقيام بدور فاعل في توعية الأمة وإرشادها إلى الحق وإصلاح ما فسد من أمورها والعمل على إحياء السنة وإماتة البدع وصولا إلى التمسك التام بالقران الكريم والسنة الشريفة للنبي الأكرم محمد (صلى الله عليه واله وسلم) وقد جاء في الحديث النبوي الشريف (إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه وإلا فعليه لعنة الله) .
والتزاما بهذه المبادئ الشريفة من ديننا الحنيف وانطلاقا من المسؤولية التاريخية واستجابة لمتطلبات المرحلة وحاجات الأمة نرى إن العمل المنظم وتشكيل التجمعات التي تعمل لخدمة الإسلام والمسلمين واجب شرعي ومطلب ضروري ، وقد هدانا الله تبارك وتعالى بعد معاناة كبيرة مع الواقع الديني والسياسي والاجتماعي للأمة إلى الدعوة لتشكيل تجمع يحمل اسم ( تجمع المصطفى للإصلاح الإسلامي) ويؤمن هذا التجمع بان الطريق السليم لتغيير المجتمع الإسلامي نحو الأحسن في كل المجالات هو الإصلاح على وفق الشريعة الإسلامية وذلك بإتباع ما يلي باعتباره خطوة أولى ومقدمة صالحة للتغيير:-
1- دعوة علماء المذاهب المختلفة إلى إصدار فتاوى وبيانات صريحة وواضحة تجيز للمسلمين عبادة الله والتقرب إليه باتخاذ ما يشاءونه من المذاهب وسيلة لذلك وانه وغير موجب لتكفيرهم ولا تفسيقهم وان قبوله أو رفضه موكول إلى الله تعالى وليس إلى قرارات الحكام ولا إلى فتاوى المفتين وان انتقال المسلمين من مذهب إلى آخر خاضع لإرادتهم الخاصة.
2- احترام كافة المراجع والقادة الإسلاميين العاملين بإخلاص وصدق لرفع راية لا اله إلا الله محمد رسول الله والذين يحترمون المذاهب الأخرى ويرشدون أتباعهم إلى الأخوة الإسلامية بعيدا عن التكفير وتوجيه التهم والتنابز بالألقاب والسب والشتم.
3- دعوة المذاهب والتيارات الدينية المختلفة لنبذ الخلافات وترك الأحقاد والعمل على فتح باب الحوار وخلق حالة تفاهم وتعاون واسعة بينها لتكون قاعدة قوية ننطلق منها لتحقيق الوحدة الإسلامية.
4- إشاعة ثقافة إن العمل للإسلام والمسلمين أسمى من العمل للمذاهب وان عز المسلمين وقوتهم وكرامتهم ووجودهم في وحدتهم وان ذلهم وضعفهم وسيطرة الآخرين عليهم في
تفرقهم.
5- دعوة المسلمين الى التفاعل الايجابي مع الشعوب والديانات والحضارات الاخرى واحترام تاريخها واراداتها والاستفادة من التطور العلمي والتقدم التكنلوجي والقيام بدور اساسي في المشاركة في بناء الحضارة الانسانية.

وعلى هذا ندعو كل الخيرين من أبناء الأمة للتكاتف معنا في ( تجمع المصطفى للإصلاح الإسلامي ) بنشر مبادئه المذكورة آنفا بين المسلمين خدمة لديننا الحنيف ولامتنا الإسلامية قربة إلى الله تعالى لنكون قادرين بإذن الله وبتكاتفنا وصفاء قلوبنا وإخلاص نوايانا على تحقيق الأهداف الاسلامية السامية والتي من اهمها إحياء السنة وإماتة البدع والوحدة الإسلامية
أيها الاخوة المسلمون...
إن الإصلاح الإسلامي كما بيناه واجب شرعي على الأمة ولا يجوز لأحد التخلي عن
القيام بالدور القادر عليه لقول الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه واله وسلم):
- كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته .
- من أمسى ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم .
وعلى هذا فان جميع المسلمين مدعوون كل على قدر استطاعته للعمل بما يخدم الإسلام والمسلمين وبالوسائل الممكنة والنافعة فان الفلاح كل الفلاح في التصدي لهذا الأمر في الوقت الذي عزف عنه الكثيرون وتكاسلوا عن أداء واجباتهم .
والحمد لله رب العالمين الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله والصلاة والسلام على نبينا محمد المصطفى (صلى الله عليه واله وسلم) وعلى اله الطيبين الطاهرين والرحمة الرضوان لأصحابه الكرام الميامين وللتابعين ولسائر المسلمين المخلصين.

{ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } فصلت/33
اللهم إني دعوت وعملت وإنني من المسلمين
اللهم إني بلغت... اللهم فاشهد

عبد الستار ألكعبي
مؤسس تجمع المصطفى للاصلاح الاسلامي
1/5/2010
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تاليف
حمورابي ( 2010 / 7 / 8 - 18:42 )
يا سيد عبد الستار....اذا اردت تطبيق الفقرة الخامسة من دعوتك فعليك اقتراح تاليف لجنة من المختصين لاعادة النظر في كل القران والاحاديث وشطب ما يسيئ الى الاديان الاخرى ,اي تاليف قران حديث عصري .


2 - الفرقة الناجية
خيري يوسف ( 2010 / 7 / 8 - 19:54 )
السيد الكعبي
قولك
تتعرض امتنا الإسلامية في هذه الفترة الحرجة من تاريخها إلى هجمة شرسة متعددة الأشكال والمنافذ وتحت ذرائع مختلفة الغاية منها النيل من الإسلام والمسلمين...

سيدي مللنا من هذا الادعاء وكان امتك فيها ما يستوجب هذه الهجمة, ان العالم المتمدن فقط يحاول ان يتوقى شر هذا الفيروس الذي ابتلى به و اذا كانت فعلا امتك قد تعرضت لما ذكرته لكانت انتهت من زمان ولكنا ارتحنا وريحنا العالم المتحضر من شرها وعالتها, امتك هذه دودة تنخر في جسم هذا العالم الجميل, قل لي بمحمدك ماذا قدمت هذه الامة للعالم سوى خراب البيوت
كيف تعمل على ان تكذب رسول الله فاذا نجحت دعوتك واصبحت امة الاسلام واحدة فاين تضع الحديث التالي
ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة)
فاذا كنت مؤمنا مثلك بدين محمد لعملت بوصيته وحاربت جميع الفرق المخالفة حتى لا يبقى منها سوى تلك الفرقة الناجية. سيدي هل يوجد في الاسلام مفردة احترام الاخر المخالف وقرانه يدعوكم الى قتلهم في عشرات الايات


3 - هذا هو الحل
mahmoud ( 2010 / 7 / 9 - 03:38 )
نعم ياسيد عبدالستار هذا هو الحل الاول والاخير للخلاص من واقعنا المرير لقد نطقت بلسان جميع المخلصين الشرفاء لديننا الحنيف .واعاضدك واقول لاتابة للشتامين الحاقدين كما وصفتهم فهؤلاء مرضى في قلوبهم زيظ


4 - صعبة
هادي وادي ( 2012 / 9 / 20 - 19:02 )
اتمنى لكم التوفيق في هذا الطريق الصعب


5 - صعبة
هادي وادي ( 2012 / 9 / 20 - 19:27 )
اتمنى لك التوفيق

اخر الافلام

.. عشرات اليهود الحريديم يغلقون شارعاً في تل أبيب احتجاجاً على


.. بابا الفاتيكان يحذر من تشريع المخدرات ويصف التجار بـ-القتلة-




.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: المسلمون خائفون واليهود منقسم


.. 137-An-Nisa




.. 136-An-Nisa