الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراكز تكوين المعلمين:هل أزمة الذكاء أم العقل المغربي؟

بوجمع خرج

2010 / 7 / 9
التربية والتعليم والبحث العلمي


الخبر: اليوم الجمعة 08 يوليوز يجتاز عدد من طلبة الجامعات امتحان ولوج مراكز تكوين المعلمين والمعلمات للسنة الدلراسية 2010-2011
الحدث: وقع خطأ ليس مطبعي في أحد أسئلة الرياضيات يعتمد في أسئلة أخرى وطبعا كان لهذا أن يخلق اضطرابا على مستوى تركيز المختبرين من الطلبة.
القراءة: أكيد أن مراكز الامتحانات تعرف حركية غير معتادة خاصة وان هذا الاختبار لم يكن يجرى قبل شهر شتنبر. ولعل ما يستحق التقدير هو أن هذه المبادرة تدخل في سياق الاستعجال والإصلاح نظرا لكونها ستسمح للطلبة الفائزين بمباشرة تكوينهم في وقت إن لم يكن مبكرا سيكون محترما.
ولكن الكارثة هي ان هذا الخطأ يقع في بنائية المادة الرمادية أو فلنقل اصطلاحا سيقع في الذكاء الذي هو احد مكونات النشأة وهو أساس كل عمل سواء دهني أو معرفي أو مهاري او حركي ...
ربما تبدو المسألة بسيطة عند الإنسان العادي لكنها إشكالية عند العارف والأكاديمي. وبالمناسبة إن البنكيين يجدون أنفسهم في سجن بنكي حينما ينقص ولو سنتيم واحد في الحساب الكلي.
فالمنظومة التعليمية لا يليق بها هذا الخطأ الذي لا يعني الكم بقدر ما يعني الخطاطة العقلانية التدبيرية. لذلك يمكن القول على أن الخلل ليس في من ارتكبه ولكن في كيف ارتكبه على مستوى آلية التفكير التي تشمل المورد البشري والوسائل ومنهجية العمل ومعرفة التصرف في الإعداد لهذا الاختبار وهو ما يمكن تلخيصه في "معرفة التعبئة" أو في إجراءات الكشف الإرشادي عن مجريات الأمور المعنية...( Procédures heuristiques )
إن المسالة إذن تعني نقطة ارتكاز ضعف المنظومة التعليمية التي جعلت الارتجال يكاد يصبح مسلمة في العقل المغربي.
صحيح أنه لا يمكن نعت المغرب بالغبي أو بغير الذكي ولكن إذا المشكلة تعنيه في هذا فهل يجوز لنا أن نتعامل معها من المنظور الكونيتيفي بأنها عادية جدا؟
لا اعتقد ذلك إذا تفحصنا الأسئلة العلمية المطروحة في نفس اللحظة الاختبارية بحيث ولو انه يعتقد انه في تقارب المفاهيم عملية تستوجب العلمية والذكاء لكن الحقيقة أنها ليست سوى عملية الذاكرة تحت تمظهر ذكي.
الأزمة
إن حاجتنا لأطر تليق بمشروع الإصلاح ومدرسة النجاح تحتاج بالتأكيد إلى غير هذه الأجرأة ذلك أننا تعاملنا مع طلبة تم انتقائهم بمثل هذه الطرق التقناوية والتي لا انفي أهميتها لكن ليس لاختيار رجل تعليم. إنها تليق باختيار شخص يراد به الالتحاق تقناويا بمجال غير التعليم.
فأما عن التقناوية فإن اوراق تنقيط الطالب وشهاداته الجامعية كافية لمعرفة ملمحه المعرفي الذي ستم التعامل معه في المراكز في سياق ادواتيته ديداكتيكيا instrumentalisation didactique بمعنى أن الاختبارات عليها أن تأتي بأسئلة على الأقل تقدم رسيمة croquis لملمحه الاستاذي المسئول باعتبار أن هذه الرسيمة سيتم ترتبها في الانتقاء النهائي في الاختبارات الشفوية ثم بعد ذلك تاطيرها في سنة التكوين.
فهل نتحدث الإصلاح بمفارقة الصنافات الفعل ومعرفة الفعل والموقف. اعتقد ان ازمتنا هي أزمة عقل واحدد قولا العقل المغربي الذي بقي محنطا في انتظار "كودو" لسامويل بيكت الذي سيأتي مع الإصلاح المصاب بخلل في المادة الرمادية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حملة بايدن تسعى لتبديد الشكوك بتبرعات مليونية


.. كلمات فتاة غزية تجسد معاناة غزة والسودان من الجوع




.. الخارجية الأمريكي: تمت مشاهدة تقارير مزعجة عن استخدام الجيش


.. موقع إسرائيلي: حسن نصر الله غيّر مكان إقامته خوفا من تعرضه ل




.. وقفة لرواد مهرجان موسيقي بالدنمارك للمطالبة بوقف الإبادة بغز