الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جاهلية الإسلام أم جاهلية العرب ؟

ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)

2010 / 7 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من أقاصي الجزيرة العربية ، انطلقت رسالة الدعوة إلى الدين السماوي الجديد ( الإسلام) بالسيف تارة ، وبالحجة والبرهان تارة أخرى ، ولو أن السيف غلب الحجة ، نظراً لصلادة منطق عرب الجاهلية ، وشدة بأسهم وتفكيرهم .
ومن أواسط الشام ، حملت رسالة التبشير بالمسيحية إلى شتى أصقاع المعمورة ، تلك البقعة الجغرافية التي كانت موطن النبوة ومهدها على مر التاريخ ، وما بين المسيحية والإسلام ، كانت اليهودية حاضرة دوماً ، ومحافظة على طقوسها ، دون أن تعير بالاً لنشر رسالتها الدينية بين صفوف من هم ليسوا على شريعتها من الشعوب والأقوام الأخرى .
ما ساعد المسيحية على الانتشار عالمياً ، من غير أن تكلف مبشريها أبهظ الأثمان ، أنها انطلقت رسالتها الأولى من سورية قلب الشام ، بما تعنيه تلك البقعة من تسامح ونزوع عفوي نحو التعايش والتجانس ، ونصرة المظلوم على الظالم ، والذي تجسد في مشهد الصراع المرير بين قيم المسيح وتعاليمه وبين الرومان .
وما أن صمدت تلك القيم والتعاليم ، حتى وجد الرومان أنفسهم ، كأعتى قوة على وجه الأرض ، قبل ألفي عام ، من أشد مناصريها ، بل ومن أشد معتنقيها ، وهو ما ساهم في انتشارها ( المسيحية) داخل مجتمعات الرومان وحواضرهم في عوالم الغرب ، وانتشارها تالياً إلى العوالم الأخرى ، حيثما وطأت أقدامهم .
فالانتقال السلس للمسيحية ، واجهه انتقال صعب ومعقد للإسلام ، فالأرض هنا ( مكة ) بطبيعة شعبها ، وعاداتهم القبلية ، ونزعة العصبية لديهم ، نحو تقديس العرق ، وتمجيد القوم على ما سواه من مقدسات أخرى ، عسر من مهمة ولادة الإسلام ، ولادة طبيعية ، حيث كانت الولادة الأولى ، غير طبيعية ( قيصرية ) استخدم فيها المسلمون سلاحهم الأمضى ( السيف ) لإخراج ما يعتقدون أنها رواسب الجاهلية والظلام من رؤوس أبناء القبائل ، مثلما يستخدم الطبيب المبضع لإخراج المولد في حال تعسر الولادة .
وإذا ما كانت الولادة الأولى ( عزوة بدر ) استدعت عملاً جراحياً ، فإن الولادات التالية ( الغزوات ) لن تتم أيضاً ، إلا بعمليات جراحية مماثلة ، وهو ما حصل في كل الغزوات اللاحقة ، التي لم تتوقف إلا عندما انثلم السيف وحامله .
ولعل حروب الردة التي شهدت ارتداد بعض القبائل العربية عن الدين الجديد ، كافية للتدليل على عدم اعتقادهم بفحوى تعاليم الإسلام ، التي اعتنقوها عن غير قناعة وعلى حساب التخلي عن مكتسبات جاهليتهم ، تحت طائلة دفع الجزية أو تحت تهديد السيف .
وعندما وصل الإسلام في أوج قوته ، إلى وطن المسيحية الأول ( دمشق ) انبهر بالعمران وبتحصين القلاع وأسوارها التي حالت دون دخوله بعد حصار طويل ، ووقف مشدوهاً بعيون المسلمين ( عرب الجاهلية ) أمام عظمة الصناعات اليدوية ( الذهب ، الزجاج ، الخزف .. الخ ) التي يندر وجودها في البلاد الأخرى ، بما فيها بلاد فارس التي دخلها قبل الشام ، فما أن استقر الإسلام في وطن المسيحية ( الشام ) بعد صراع محتدم مع الروم ، حتى غربت تلك الصناعات والأيدي الماهرة التي أبدعتها إلى عوالم أخرى ، ولم يبقَ أمام المسلمين من آثار سوى القلاع والأسواق والكنائس التي تحول بعضها إلى مساجد ، كالمسجد الأموي .
وبالرغم من خلافة المسلمين لبلاد الشام ، وتأسيسهم الدولة الأموية ، التي جسدت بدايات نشوء السلطة السياسية ، إلا أن الانتكاسة الأولى التي عرفتها تلك البلاد ، تمثلت في تدشين واليها معاوية بن أبي سفيان لعهد الوراثة السياسية ، ونقله السلطة السياسية والدينية لنجله يزيد ، فضلاً عن افتتاح عهد الحروب والنزاعات الداخلية بين حكام الشام والعراق ومصر والجزيرة العربية .
وما كانت لتلك الحروب والنزاعات أن تدب ، لولا رغبة حكام المسلمين ( عرب الجاهلية ) الطامحين لنيل شرف الزعامة السياسية والدينية ، بما تنطوي عليه من إمامة جامعة لكل البلاد والعباد ، وهي صراعات مزقت الدول والشعوب نفسها ، وأعادتها عهوداً إلى ما قبل الجاهلية .
فمن هو المسئول عن تقهقر المجتمعات الشرقية بالنظر إلى تقدم المجتمعات الغربية ، أليس الإسلام بصراعاته وحروبه الداخلية ، وحده المسئول عن هذا التأخر ، أم أن المسئولية تقع على عاتق عرب الجاهلية ( المسلمون الأوائل ) الذين ظلت نظرتهم مشدودة إلى القبيلة ولم تتعدَ حدودها ، ولا حدود الدول التي ورثوها وأورثوها ما يحملونه في ذاتهم من طبائع وعادات تلك الجاهلية ؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مغالطات الاسلام انتصر على السيف وليس العكس
علي جاسم غانم ( 2010 / 7 / 12 - 09:11 )
غير صحيح ما يذكره الكاتب فالمسيحية لم تنتشر بالموعظة الحسنة خاصة لما تلبتستها الدولة الرومانية الغربية سليلة الوثنية فقد تم اخضاع الشرق والعالم فيما بعد بالسيف والقوة يكفي ان تعرف ان مفردة السيف ترددت اكثر من ثلاثمائة مره في الاناجيل الاجنبية واربعمائة مرة في الاناجيل المعربة بينما لانجد ذكرا للسيف في القرآن الكريم مثلا ولا لمرة واحدة
اما الاسلام فقد انتصر على السيف وكان يدافع عن نفسه ضد الاستئصال وهذا حقه ان السيف استخدم فقط في ازالة السلط الزمانية من فارسية ورومانية وعربية ثم ترك للناس حرية الاختيار وحرية مزاولة اعتقادهم الدين وهذا مالم يتيسر في اليهودية او المسيحية الرومانية الاسلام ازال الاحتلال الروماني والفارسي للشرق القديم وحرر المسيحيين العرب وسواهم من هيمنة الاحتلال الروماني والفارسي الاسلام التقى مع الحاميات الرومانية والفارسية خارج المدن في السهول المفتوحة وحيد المدنيين حروب الردة عصيان مسلح على الدولة المركزية لا تقبل به اليوم اعتى الديمقراطيات بريطانيا حاربت الانفصاليين الايرلنديين عشرون سنة حتى جنحوا للسلم الحرس الوطني الامريكي جاهز لاحباط وبالعنف اي انفصال وتمرد


2 - جوابي على سؤال الكاتب
خالد عتال ( 2010 / 7 / 12 - 09:30 )
المسؤولية في التأخر والانحطاط اللذين يستمران بقوة حتى أيامنا هذه تقع
على الإثنين : العرب والإسلام.
رغم جميع ما نشر في التواريخ الكاذبة لم نقدم أي شيء إلى الإنسانية سوى الحقد والحروب والكراهية .
لم ننتج لا علما ولا صناعة
وكل ما نستهلك مستورد من الغرب الذي نكفره كل يوم , وغايتنا اللجوء إليه
حتى نهرب من واقعنا البائس الأليم.


3 - الانسان الناقم والساخط لا يرى الامور كما يجب
علي جاسم غانم ( 2010 / 7 / 12 - 09:53 )
يا اخ عتال المسلمون والعرب امر واقع اين ستهرب منه وعليك ان تكون واقعي وتتعامل معه ان الاسلام والعروبة امر واقع كما هي المسيحية والانجليزية في امريكا امر واقع المسلمون والعرب جيرانك وحواليك وفي كل مكان
نحن لم نكفر الغرب ولكن الغرب هو الذي اعلن كفره عندما اعلن موت يسوع وقال ان الحياة مادة ولا حياة اخره
هذه الحدية والقطعية منك غير موضوعية وغير علمية ان فضل العرب والمسلمين على الغرب كان عظيما فهو الذي اخرجهم من دياجير ظلمات القرون الوسطى الى النور والمعرفة عندما احتكوا بالمسلمين في مراكز الحضارة في الاندلس وصقلية وعبر الحروب والتجارات والاسفار يبدو انك شخص ناقم وساخط هدي شوي حاول تشرب ليمون بارد مثلج في هذا الجو الصيفي الحار الخانق هدي اعصابك وروق ولو ؟!


4 - تعليق على تعليق
شوكت خزندار ( 2010 / 7 / 12 - 11:27 )
أخي الكريم / خالد جاسم غانم / بعد التحية .. كنت رقم واحد في تعليقك على المقال وأبديت بحرية تامة لما تعتقده ونشر تعليقك .. فلماذا تقمع الآخر كما يعتقده أيضاً وهو الأخ / خالد عتال / أتخيل لو لم تكن خلف شاشة الكومبيوتر لحملت سيفك وقلت : اما الشهادة أو الجزية أو السيف ..؟ أتدري احترام الرأي والرأي الآخر هو ركن أساسي لتقدم والرقي للانسان .. هل تريد العودة إلى ما قبل 1432 عاماً من الماضي العتيد وعن أي إسلام تتحدث عنه ..؟!
لقد حملتُ درعي كي لا اصيب بطعنة من سيفك البتار ..!


5 - رد ضروري للمدعو علي جاسم غانم
سـنـاء حـنـاوي ( 2010 / 7 / 12 - 14:43 )
قرأت تعليقك البيزنطي على هذا المقال, وعلى مقالات وتعليقات أخرى. فلاحظت أسلوبك العبثي في النقاش ,كأنك تلميذ لطلعت خيري المعلق المحترف في هذا الموقع. أو كأنك طلعت خيري نفسه. تغير اللون والحديث واللباس والاسم, حسب الحاجة ومادة الاعتراض وبث الفتنة. لأننا تعودنا نحن قراء هذا الموقع علىالدس والفتنة اللذين هيمنا عليه من محترفي التبشير الإسلامي الوهابي الذي يندس اليوم في كل موقع وفي أية زاوية إعلامية. لذا أحذر أخواتي وأخواني القراء من هذه السموم المعسولة التي تتسلل في الكتابات المختلفة. ولا غاية لها سوى محاربة كل فكر وكل حرية. وخاصة كل الأفكار العلمانية والتي رغم الأخطار التي تحيط بها, بدأت تنتشر بسرعة لدى العديد من المفكرين العرب والمسلمين.


6 - ولو روقونا يا جماعة
علي جاسم غانم ( 2010 / 7 / 12 - 21:46 )

يبدو ان الاخوين سناء و شوكت من النوعية الاستئصالية التحريضية وهما يضيقان بالرأي والرأي الاخر
قليلا من الهدوء
نحن هنا نتناقش بلا سيف ولا رمح من الغرابة ان اسلوبكما اشد وقعا على النفس من الحسام المهند ؟!
وروق ولك منك لها نحنا عم بنتاقش


7 - هذا من ذاك
محمد بودواهي ( 2010 / 7 / 13 - 01:59 )
جاهلية الإسلام أم جاهلية العرب؟
عنوان استفساري لا يمكن لأي تحليل علمي ومنطقي أن يستنتج منه إلا حلاصة واحدة ووحيدة هي كون جاهلية الإسلام من جاهلية العرب . فالعرب وجاهليتهم أسبق من الإسلام ، وطبيعي جدا أن يكون الإسلام ابن بيئته ورغم كونه جاء ليطورها ويهدبها ويزيل عنها الشوائب والطفيليات الضارة إلا أنه لابد أن يتأثر ببعض نواقصها العصية عن الإقلاع
هذا ما أفهمنا إياه الديالكتيك


8 - حول انتشار الاسلام في البلدان
بلال احمد الحلبي ( 2010 / 7 / 13 - 13:31 )
لقد بدأت غزوات المسلمين مع كفار قريش عند اعتراضهم لقافلة ابي سفيان القادمة من بلاد الشام و التي اعتبروها من الاموال التي تركوها في مكة و التي أخذها الكفار عقابا لهم على هجرتهم الى المدينة .و توالت الغزوات التي دافع فيها المسلمون عن أنفسهم
لقد انتشر الاسلام فكريا و عقائديا في بلاد الشام و العراق قبل انتشاره عسكريا
حيث تمنى أهل البلدين أن يأتي الاسلام و يفتح هذه الدولتان المحتلتان من قبل الامبراطتوريتين الفارسية و الرومية
قال الله تعالى : ( غلبت الروم * في أدنى الأرض ) و كان الانتصار الاسلامي على الروم في موقعة اليرموك و هي موقعة منخفضة
كما ان انتشار الاسلام قد وصل الى أدنى الشرق عن طريق التجارة و ليس عن طريق العسكر .
سيدي العزيز الاسلام ينتشر في العالم بسبب الاقناع و سيظل ينتشر في العالم أيضا بسبب الاقناع و ان الحكم الموجودة فيه لهي الأفضل بين جميع الديانات السماوية
و ان الذي يحصل في عصرنا حتى الآن لهي نتيجة تراكمات سياسية خاطئة في
و إدارة حكم الدول الاسلامية بدءا من خلافة معاوية بن ابي سفيان و حتى الآن .
وان شاء الله نكون رافعين لكلمة الله تعالى في الارض.


9 - Mr Tair lignorance arabo-islamique par tout
AMAZIGH AMEQRAN ( 2010 / 7 / 14 - 14:34 )

merci


10 - هذا حوار متمدن فاين احترام راي الخر
يوسف طالب ( 2011 / 1 / 3 - 13:35 )
من حقك انتعبر عن رايك ومن حق الآخر ان يرد
للأسف اشعر ان الكاتب يتحامل على الدين الاسلامي كثيرا وهو لا يستند الى مرجع تاريخي موضوعي حقيقي في مهاتراته تلك وفي كل الاحوال مثل هذه الروح الهجومية العدائية لا تصب في مصلحة السلام والتعايش السلمي مع الاخر فاذا كنت لا تتقبل الاخر ولا تتقبل فكره و لا تكف عن مهاجمة دينه بحجة وبدون حجة .....لماذا تتوقع من الاخر ان يفهمك ويستوعبك ويتلقى اراءك برحابة صدر ويعيش الى جانبك بسلام ومحبة
لا تكن متحيزا ضد الا خر
النقطة الثانية استغرب من الهجوم الذي وقع على علي غانم خصوصا اننا في حوار متمدن وليس متعصب ومتخلف
اتساءل الان من يعيش في جاهلية حقا اعتقد جازما انهم اولئك الذين للان لا يدركون معنى الحوار و لايحترمون الاخر ولا يتقبلون رأيه فضلا عن ديانته ويسعون دائما لضرب الاديان ببعض والشعوب ببعض ويرفعون لواء العنصرية وينعتون الاخرين بديانتهم واعراقهم وتاريخهم بالجاهليةو يتناسون انفسهم......عيب هذه عين الجاهلية..

اخر الافلام

.. لماذا| ما أثر قانون -مكافحة الانفصالية الإسلامية- على المسلم


.. -السيد رئيسي قال أنه في حال استمرار الإبادة في غزة فإن على ا




.. 251-Al-Baqarah


.. 252-Al-Baqarah




.. 253-Al-Baqarah