الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة السيدة ثورة الأخيرة: شريعة أم مشرحة؟

سعيد علم الدين

2010 / 7 / 12
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


تقول السيدة ثورة في رسالتها الأخيرة:
" ان اكثر ما يؤذي الروح حقا، والاشد ايلاما للنفس، هو هذا الرجم والقطع للأطراف في ربوع الاسلام !
والتي تعبر ممارسته او العوده لتطبيقه في بعض الدول المنكوبة به، على ان شريعة الاسلام قد حولتنا الى شعوب معدومة الرحمة بلا قلوب.
فأي اجرام! واي همجيه! واي وحشية! واي بربرية! ترتكب بحق الإنسان في القرن الواحد والعشرين بسم الدين والشريعة الذي قال فيه القرآن في سورة التين: "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيم"4
وقال في الصافات: ( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96
هل من يدعي خلق الانسان في احسن تقويم وخلق معه اعماله، يعود ليحمله مسؤولية اعماله بتقطيع اطرافه؟
الا ينتفي عقاب النار عندئذ؟
والا فان العدالة الإلهية هي ملهاة تخدير كبرى للبشرية!
يولد الانسان كاملا، بأي حق ومن اعطى البعض الحق بقطع اطرافه: يده، رجله، لسانه، واذنه ورجمه؟
وهل من العدالة والانصاف أن يعاقب من اخطأ بجريمة أشنع؟
السارق تقطع يده! اين العدالة بقطع اليد؟
فالمادة المسروقة اذا ثبتت التهمة ممكن ان تعوض بالمادة المضاعفة واكثر،
ولكن هل ممكن تعويض اليد المقطوعة بكامل مال الأرض؟
اين الميزان؟
هذه الحقيقة الجلية تؤكد ان ميزان العدالة الاسلامي مكسور!
هذه شريعة حامورابي التي تلقفها اليهود واخذها محمد عنهم. ربما كانت ابنة عصرها وتناسب العهود الغابرة اما اليوم فهذه مشرحة لجثث انسانية حية تقشعر لها الابدان وتصيبنا بالغثيان كلما شاهدنا صور لرجم امراة حتى الموت او جلدها او قطع اليد او الراس كما يحدث حتى اليوم في السعودية وايران ونيجيريا والصومال والسودان وباكستان وافغانستان وبلاد اسلامية كثيرة.
واي الآم عظيمة؟ واي تعاسة لا متناهية تصيب الشخص وأهله؟
اليست هي تعاليم كتاب محمد: الرجم بالحجاره والضرب بالسيف؟
من حسن حظ الانسان ان ينشأ في دوله ديمقراطية علمانية تحترم حقوق انسانها وبمجتمع قيمه الاخلاقية والمجتمعية والفكرية الراقية السامية هي مبادئه واساسه ودعائم نظامه.
وانا شخصيا لطالما اعتبرت ان ديني هو مجموعة قيمي الاخلاقية الفكرية السلوكية المتأتية من ذاتي من شخصي من كياني ومن روحي ومن ثقافتي ومن وجداني دون اكراه كما يفعل اتباع ومشايخ الدين الاسلامي في اكراه الناس للسير في تيارهم الجارف الى التخلف.
بل انا ارفض بشده ان أُحسب على هكذا دين يهين ويحطُ من شأن المرأه-الانسان، وبالتالي انا لا احسبُ نفسي لا على الدين الاسلامي ولا على دولتي العربية التي تعتمده.
اقولها صارخة في وجوه كل المشايخ العلماء الدهماء الجهلة وايات الله القتلة الذين نصبهم دين الاسلام حراسا على المجتمع واوصياء على المرأة:
أنا ارقى منكم وأرفع مستوى وشأنا وقيمة ًومنزلة ًواخلاقا وعلما وعقلا وأدبا بمراحل،
ومن هكذا دين متخلف بدوي بدائي صحرواي جاف قاحل لا يخرِّج لنا الا الشيوخ الجهلة المتخلفين.
انا أعرِّف نفسي بشخصي بقيمي ومبادئي واخلاقياتي وهي المهم والاهم وليس بديني. واشعر روحيا بالانتماء للدول الديمقراطية العلمانية التي تحترم الانسان، ووجودي هنا في وطني هو مجرد جسدي لا غير! كان وسيبقى حتى لو متُ هنا لكن عقلي وفكري كله مع الدول الحرة العصرية الحديثة الليبرالية، حيث المرأه بإمكانها ان تعيش شخصها ذاتها كما هي.
في الثمانينات(الزمن الرديء):
ففي مصر فتح السادات للاخوان وباقي جماعات الاسلام الابواب على مصراعيها فارتدوا عليه برصاصات قاتلة،
وفي السعودية فتح النظام السعودي الباب وسخر اعلامه وامواله لما يسمى الصحوة الاسلامية ومشايخ الصحوة وفتاوي الصحوة ومجاهدي الصحوة والتي لم تكن سوى غفلة ارتدادية ارتدت على العالم اجمع وعلى المملكة بالمتفجرات والدمار والاعمال الارهابية، كل ذلك ساهم وبقوه في زيادة تعاسة حياتنا وباطراد وتأزيم وضع المرأة في العالم العربي.
اين نحن اليوم من انطلاقة النهضة في بداية القرن العشرين امام قوى الظلام الاسلامية الاصوليه التي جُل وكل كفاءتها وقابلياتها وطموحها ليس في اصلاح هذا الخراب المجتمعي الكارثي، بل زيادته وتتعيسه بتتعيس حياة النساء وقمعهن بسجن البيت. كالعاده: المرأه المرأه المرأه
لا اريد التعميم ولكن هناك ثقافة اسلامية عربية ذكورية شوهت شخصية وجمالية الرجل العربي:
الفارس الشجاع المقدام الكريم النبيه الغيور الذكي، وحولتها الى رجل: ضعيف الشخصيه في الغالب مهزوز مغرور مهزوم خانع شبقي عديم الكفاءة الحقة، كسول، ازدواجي ومتناقض يحلل لنفسه ويُحرم على اخته، متلون المواقف ضعيف القيم والمباديء.
ان الرجل العربي في نظري مع احترامي لكل الرجال المستنيرين هو كالطاووس هو كصدام حسين ممثلا لكل طواويسنا كبارهم وصغارهم، فقط الريش الملون الباهي هو الذي يتركه يتباهى على الجميع.
انه كالبالون واسع الحجم، فارغ المحتوى ضئيل القيمة خفيف الوزن. فالحاكم العربي عندما يحكم يكون طاووسا فخورا بعشرات آلاف ريشاته وعندما ينهزم يصبح ريشة ذليلة واحدة بيد أعدائه.
الرجل العربي عنده شعور بالثقة المفرطة بالنفس والتعالي! على ماذا؟ النظره الفوقيه؟ ممتليء بالزهو!؟ شعور بالعظمه ينتابه!؟
انها القيمة الوهمية التي منحها له دين محمد؟
والتي ارتدت على مجتمعاتنا وبالا وهزائم وكوارث ودموع وسفك دماء وفتن مذهبية.
وهل اتى من الرجل بما يوازي وما اعطاه المجتمع ودينه الاسلامي؟
وقد اعطاه الكثييييير خلاف المرأة فقد اخذ منها الكثيييييير!
كفاءته الوحيدة في جعل الحياه غير جميله وحلوه كما يفترض ويجب ان تكون.
هو يُصيبك بالكآبه والاحباط والصُداع. يَسعى جاهدا ليُصِيبك بعَطب الرُوح والنفس والقلب. يُكرهَكَ بالحياه خلاف ماتريد. لتجد نفسك بالآخير حزين متآلم متأثر. وانت تستجدي السعاده والفرح ولو لوقت قصير من معرفتك بأن حياتنا قصيره.
ولتسعى بالآخير ان تكون منعزلا وحدك وانت المُحب للآخر فرح به.
في كثير من الاحيان انظر بعدم الاحترام الى الرجل داخليا، بل احيانا اشعر بالشفقه عليه لانه سمح لنفسه ان تكون مُسَيرة ومُخدرة بمحمده وهو الخطأ الفادح الذي زرع بذور عقم وعوق تفكيره، وتجذرها بعقلية العربي المسلم لينتج هذا الخراب الآبدي.
وواقعنا العربي الاسلامي خيرُ دليل معاش ولعقود طوال ونتمنى ان لا يبقى على هذه الحال. فما الدول العربيه اليوم الا خُلاصة وفحوى لهذا التخلف المستأصل المتجذر بها ومن محمدها، كفاءتها الوحيدة من دون الدول الاسلاميه بانتاج علماء من نوع خاص. نعم علماء تخلف فتاوى الكهوف الظلاميه وارهابي القتل الانتحارية الجماعية. انه الانسان العربي المسلم المعقد(باجلى صوره واشكاله) الحاقد الكاره الناقم لفشله الذريع وكسله وغبائه ولعقلية البداوة المتجذرة فيه تحديدا، وما الظواهري ومحمد عطا الا نموذج للاسلامي الكتلة عقد!
وهل اثرت شهادتهما وتخصصهما على تكوين شخصية متزنة عاقلة واعية مدركة مفكرة؟ لا! لانهم كانوا ادوات. والاداة تفقد الشعور والاحساس والفكر والعقل مستسلمة لقرار سيدها.
ان تاثير محمد الاسلام وسجع الكلام وحوريات الجنان لهو اقوى من اي تأثير على مخ العربان.
ان الشهاده العلمية هي صيغه تفكير وسلوك عام. وليس ورقه فقط، والمجتمع العربي مجتمع شهادات، هل اثرت؟ لا ثم لا ، بينما تأثير محمد وقرآنه مضاعف!؟
لا اصلاح لحال العرب المسلمين إن لم ينعتقوا من محمد وقرآنه!
جُل كفاءة الحكام العرب في الاستبداد والقمع والمخابرات والأمن. وهي امتداد لسيف محمد.
لِما كل هذا؟ لانهم نتاج محمد (سيفه كان بدل قلمه) قطع راس كل من لم يُسلم (أسلم تَسلم) كذا الحكام العرب.
اين التطور، اين التقدم، اين الدولة الديمقراطية العربية؟
ان السبب الرئيسي هو عدم كفاءة الرجل العربي المسلم. لاننا مجتمع ذكوري آبوي مُسَير ومسيطر من قبل الرجل والعتب كل العتب على من بيده زمام الامور. ويا لتعاسة المرأة العلمانية الواعية الغيورة المندفعة في هكذا مجتمع عربي اسلامي منغلق!
واي مجتمع يُرتجى من هكذا بيئة تُهمش قيمة المرأة الانسان وتقصيها عن التفاعل والعطاء. فتتحول حياتها الى استنزاف واستهلاك لقابلياتها الذهنية والفكرية والروحية والمعنوية والقلبية وكل شيء، وبالتالي هي الخاسر والمجتمع هو الخاسر الاكبر."
من جهتي لا استطيع الا ان اوافق السيدة ثورة على افكارها الجريئة جدا التي طرحتها بصراحة وعبرت فيها بصدق عن معاناتها المريرة في مجتمعها وايضا عن حقيقتنا التي يجب ان نعيد صقلها بالفكر الحر الرشيد. لكي نلمع بين الامم من جديد. ونجلس في مقدمة الصفوف ونربح كاس العالم ونرقص بالعمائم والدشاديش والدفوف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اعتقد
عادل السيد ( 2010 / 7 / 12 - 19:13 )
تحيه لك استاذى
وتحيه اخرى لثورة الفكر الحر
هل تعتقد فى امل فى الفكر العربى والاسلامى على وجه الخصوص فى تغير معتقداته الموروثه من عشرات القرون
استاذى انا تكلمت مع الكثير من النساء الاصدقاء والاقرباء فى هذا الموضوع بالذات وهو المساوة بين الرجل والمرأة فى كل شئ حتى الميراث ولكنى كنت اخرج من كل لقاء مهزوم وحيد وشريد الفكر لأن كان كلامهم لى بأن المرأة مخلوق جبار ويجب ان يكسر وان يسجن فى حكم الرجل ولو ترك حر سوف تكون المصيبة الكبرى على المجتمع حتى ضربوا لى امثله فى مكان عملهم ان المرأة عندما تتولى منصب اعلى منهن بتكون اسوء من الرجل وكل النساء بتحب ان يكون رئيسها رجل وليست امرأة
وعندما اشاهد برامج الفضائيات اندهش من المرأة الواعظه وهن كثرة فى الفضائيات وكل كلامهن بأن المرأة معززه مكرمه فى الاسلام وبنفس اللفظ ينطقون هى المرأة عايزه ايه تانى اكتر من كده
حتى المرأة نفسها استاذى مقتنعه بهذا الكلام بل بتحارب لكى تبقى هكذا ولا اريد ان اكتب لك اسمائهن لأنك اكيد تعرفهم اكثر منى
فأنا اعتقد انه لا امل فى ظل وجود عقول نسائيه بهذا الفكر
شكرا استاذى لسعة صدرك


2 - مفهوم اليد في القرآن
أحمد أبو أحمد ( 2010 / 7 / 12 - 19:30 )
قبل أن أذرك في خوضك ولعبك أعيد للسيدة ثورتك أو من يهمه أمر البحث القرآني المحايد ما يلي :
اللفظ في القرآن مفهوم وليس موجود وموجودات اللفظ أي مشتركاته الجذرية تدخل في هذا المفهوم حسب ما تحمله من دلالة المفهوم .
اليد في القرآن مفهوم يدل على ما به نسعى لتحقيق هدف أو مشروع معين ويدخل تحت هذا المفهوم تجمع أو معارف أو حزب أو حاسة .
حتى الناس تقول يده طايله !!!
وبالتالي فقطع اليد يعني العزل أي عزل السارق عن مصدر إعانته على السرقة وليس فصل أذرع البشر كما يرى عبدة الرب السادي والأخ سعيد فيبدو أنه مشارك مع هؤلاء السادين في عبادة رب واحد لكن بمخالفتة حيث أن مفهوم الرب في القرآن هو من تربو به معارفنا فالأخ سعيد ومن ينتقدهم في وحشيتهم وهمجيتهم سواء ويشربون من نبع واحد وجدوا عليهم أبائهم فهم على أثارهم مهتدون .
وبالمناسبة سأضع هذه الآية لمن له عقل لكي يرى معنى القطع وهو العزل أو التفريق :

وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَمًا مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ سورة الأعراف آية 168 . تحياتي


3 - سوف يأتي التغيير
اقبال حسين ( 2010 / 7 / 12 - 22:24 )
التحية لك ولثورة ،رغم ان الواقع محبط الان ولكن سوف يأتي التغيير،ربما احتاج جيل اوجيلين ولكنه آتي لامحالة.


4 - عزيزي عادل والعزيز/ة اقبال
سعيد علم الدين ( 2010 / 7 / 13 - 03:23 )
نحن في صراع فكري مع هؤلاء يا عزيزي عادل. والرد الصحح جاءك من المشتركة او المشترك رقم 3 العزيز/ة اقبال حسين بان التغيير قادم لا محالة رغم الواقع المحبط. المهم ان ننطلق بالفكر الحر في وجه هذه الردة الظلامية التي تدمر عالمنا العربي. ونحن على نور وهم يتخبطون في ظلام. ولن يصح الا الصحيح!! تحياتي لك ولاقبال.


5 - شكرا يا اخي ابو احمد
سعيد علم الدين ( 2010 / 7 / 13 - 03:29 )
ويا ليتهم اخذوا بمفهومك ولم يقطعوا ارجل وايدي الناس. ولكن يثيرني ان اعرف مفهوم الرجم عندك؟


6 - مفهوم الرجم في القرآن
أحمد أبو أحمد ( 2010 / 7 / 13 - 16:52 )
أخي العزيز سعيد علم الدين أنا لست مثقفا يهتم بأن يقنع أحدا فأنا أبحث عن قناعتي فقط وتحاوري مع الآخرين من أجل ترسيخ قناعتي أو الحنف عنها لما هو أصح لو وُجد .
أما عن عملية رجم الزاني بالدبش والحجارة بالمفاهيم الشائعة فهي حتى لم ترد في القرآن هذا للعلم وإنما في الكتب الصفراء القاتم لونها ولا تسر الناظرين وطبعا كي نتحدث عن الزنى والجلد والرجم وو فهذه أمور تحتاج لإدراك قاعدة المفاهيم القرآنية بعيدا عن أي من ما يسمى قواعد اللغة العربية كما أوضحت لك أعلاه وبدون إستيعاب لهذه القاعدة سنظل نلف وندور بغير جدوى .
أما عن مفهوم لفظ الرجم في القرآن ومن خلال بحثه وكل مشتقات جذره فهو مفهوم متعلق بطول المكوث في مكان ، وليس له علاقة بحدف طوب وزلط ودبش وحجارة على ذكر أو أنثى بسبب علاقة ما ولك أن تبحث وتجتهد بنفسك لتتحقق من ذالك والأمر أخي سعيد كما ذكرت لك من قبل ليس نقل وترديد أو شهرة وترفيه إنما بحث وفكر وتألق الروح . تحياتي


7 - اخي ابو احمد
سعيد علم الدين ( 2010 / 7 / 13 - 18:32 )
انك تضفي على القران مفاهيم انسانية جميلة. وتبقى المشكلة في التطبيق. . جميل جدا ان نجتهد. وانا ارحب بك اخا وصديقا محاورا . تحياتي لك

اخر الافلام

.. الكاتبة المغربية الأمازيغية خديجة إيكن


.. الدكتور المصرية ومديرة دار العين للنشر بمصر فاطمة البودي




.. الشاعرة حياة بوترفاس


.. الصحفية يسرى بن حطاب




.. الناشطة النسوية في الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات نبيل