الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشكلا ت الجامعات الى أين - ملاحظات حول تدخل رجال الدين وحرية البحث العلمى

رمضان الصباغ

2010 / 7 / 13
التربية والتعليم والبحث العلمي




أ.د.رمضان الصباغ

تعانى الجامعات المصرية ، بدرجات متفاوتة ، العديد من المشكلات التى تعوق تطوير العملية التعليمة والبحث العلمى .
ففى حين نجد اهدارا للاموال فى امور ثانوية ، او فى الاجتماعات فى فنادق فاخرة للمجلس الاعلى للجامعات ( راجع الدستور - العدد 1026 ) او تجديد المكاتب لكبار المسؤلين. نجد ندرة الاعتمادات المخصصة للمكتبات ، سواء لشراء الكتب الحديثة والمراجع او اعتماد التقنيات الحديثة والاهتمام بابنيتها وتعيين المتخصصين والمدربين او عقد دورات تدريبية تؤهلهم للعمل بالمكتبات وحصولهم على الدخل المناسب والذى يجعلهم يهتمون بما يقومون به .
كما تعانى الجامعات ايضا من مشكلة ازلية - هى المشكلة الثانية - تتمثل فى الكتاب الجامعى والذى يعده - ولا اقول يؤلفه - فى احيان كثيرة غير المتخصصين لانه يمثل مصدراللدخل لعضو هيئة التدريس مضافا لدخله الهزيل الذى لايكفى لسد حاجاته الضرورية ، وحاجته للمراجع التى تفتقر اليها مكتبات الكليات .
ولعل المشكلة الثالثة تكمن فى التوقف تقريبا عن تعيين اعضاء جدد الا فى حالات نادرة، سواء لان الجامعات تدعى قلة المصادر الماية ،او ان اعضاء هيئة التدريس انفسهم لا يرغبون بضم اعضاء جدد يقاسمونهم فى الدخل الذى تدره عليهم الكتب والمذ كرات الهزيل ، وغالبا مايتم تعيين ابناء الاساتذة اوابناء المسؤلين اوبتوصيات منهم ويتم فى حالات كثيرة تفصيل الاعلانات .وكل هذا يؤدى الى تعيين اعضاء غير اكفاءعلى حساب العملية التعليمية والبحث العلمى
وتاتى المشكلة الكبرى من تدخل رجال الدين ، ومن يدعون انهم حراس التقاليد والثوابت ، هذا بالا ضافة الى تدخل السياسة والامن فى شئون الجامعة . خاصة التدخل فى حرية البحث العلمى والمادة العلمية المقدمة للطلاب فى مجالات العلوم الانسانية والتى يتسع فيها المجال لحرية الراى والابداع والاجتهاد .
--------
ان ماحدث بجامعة اسيوط بخصوص الشكوى المقدمة من احد رجال الدين كان يمكن الا يحدث لو ان الجامعات لاتعانى من المشكلات التى ذكرتها .
فالمشكلة المثارة كان يمكن تداركها لو أن قسم الفلسفة عين أو انتدب استاذا متخصصا فى فلسفة الدين .فمشكلة الكتاب المقررأن معده اعتمد على مصادر غير متخصصة ، بل رجع الى احد الشيوخ المتعصبين والذى دأب على مهاجمة غير المسلمين بطريقة مستفزة ، ودون الرجوع لاى مصادر موثوق بها . وذلك لان معد ( المذكرة ) ومجازا الكتاب المقرر يقوم بتدريس مجال لاعلاقة له بتخصصه وهذه مسئوليته ومسئولية القسم الذى ينتمى اليه حيث لايوجد بالقسم غير استاذ غير متفرغ واحد ( وهو الوحيد الذى يقوم بتدريس تخصصه الذى لا يتجاوز مادتين او ثلاثة فى بعض الاحيان ) بينما يقوم بتدريس ما يتجاوز الاربعين مادة ثلاثة اعضاء فقط ، ولم يعين حتى الان ومنذ عشر سنوات اى عضو فى التخصصات الشاغرة ومنها على سبيل المثال : ( الفلسفة الحديثة -الفلسفة المعاصرة - اليونانية - علم الجمال -فلسفة العلوم - فلسفة التاريخ -المنطق الرمزى -فلسفة السياسة - فلسفة الدين - فلسفة العصور الوسطى المسيحية - الميتافيزيقا --)وغيرها
وانا اذ اطالب بضرورة حرية البحث العلمى حرية مطلقة وألاتتدخل أى جهة او أى اتجاه كان حتى يعمل الباحثون بعيدا عن أية ضغوط من أى نوع ، وان هذا هو حجر الاساس للابداع والتقد م .وان يكون الا ختلاف فى الرأى عن طريق الحوار العلمى سواء كان كتابة او شفاهة ، وألايعاقب استاذ على رأى علمى سواء كان المختلف معه من داخل الجامعة او خارجها .ومن جهة الاستاذ يجب ان يكون ملتزما بأصول المنهج العلمى فى اختياره للمصادر والمراجع والتوثيق الدقيق وكتابة الهوامش وفقا للاساليب العلمية المتبعة فى ذلك ، وألا يعتمد على كتب الدعاية والتى لاتتبع المنهج العلمى فى الكتابة وكذلك مواقع الانترنت الدعائية او التى تنشر التعصب او تنقل بعض المواد دون الاشارة الى مصادرها .
وجريدة الدستور عندما فتحت المجال للبحث عما حدث فى اسيوط قد اتاحت الفرصة لكشف المستور . فما كتبه الاستاذ يوسف سيدهم ( وقد تابعت بعض مقالاته عن طريق الانتر نت ، وادركت انه غير متعصب )عن التعصب ضد المسيحيين هو امر معروف ولاينكره احد ، بل التعصب عند البعض يشمل المراة وهذا يؤدى الى مانراه من مشكلات فى بعض الاقسام وبعض الكليات . وانا اذ اؤكد على حرية البحث انما أعنى البحث العلمى الحق ولاشىء اخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يؤكد إن إسرائيل ستقف بمفردها إذا اضطرت إلى ذلك | الأ


.. جائزة شارلمان لـ-حاخام الحوار الديني-




.. نارين بيوتي وسيدرا بيوتي في مواجهة جلال عمارة.. من سيفوز؟ ??


.. فرق الطوارئ تسابق الزمن لإنقاذ الركاب.. حافلة تسقط في النهر




.. التطبيع السعودي الإسرائيلي.. ورقة بايدن الرابحة | #ملف_اليوم