الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إله الإنسان الحقيقي ضميره

مروان المعزوزي
أخصائي نفسي من المغرب

(Merouane Elmaazouzi)

2010 / 7 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


"اعتزل ذكر المحرمات , فلي من ضميري محكمة تقضي بالعدل علي و تقيني العقاب إن كنت ذا برارة , و تحرمني الثواب إن كنت من المجرمين " جبران (دمعة و ابتسامة )

ما أدق معاني جبران و ما أكثرها عمقا و تفصيلا ! إن ضمير الإنسان هو ذلك الإله الذي يجازيه بالخير إن كان خيرا و بالشر إن كان شريرا .
فلا يجب على الإنسان أن يصلي لإله خوفا من عقابه الجنهمي أو طمعا في جزائه الفردوسي..كما لا يجب عليه أن يقوم بالخير لنفس السبب..
..بل ما يجب هو خوفه من ضميره ! فالضمير هو الله الذي بداخلنا..و ما سواه - مجرد أوهام نسينا أنها كذلك - كما قال نيتشه.
الكثير من الناس يرون في الملحد شخصا كارها لله و الدين..لكن الحقيقة هي أن الملحد الحقيقي لا يكره شيئا إلا الأوهام ..و ذلك لشدة محبته للناس و لخيرهم !
أظنك أنك تسأل الآن في نفسك : إذا كان الدين و الله مجرد أوهام..إذن فكل شئ في الدنيا مباح ?. و أجيبك :لا يا أخي..إنه بداخلك إله و هو ضميرك..و قد قال عبد الله القصيمي قديما وهو ملحد:" إنني أفضل الرجل الرجعي المستقيم على الرجل التقدمي المنحل "..نعم هاته هي أخلاق الإنسان الغير مؤمن بالأديان الحالية..و المؤمن بدين الحب و الإنسانية !
إنني لا أدعوك لتبني أي فكر كان..فأنا لا أريد منك سوى الاستماع إلى صوت الفطرة..تلك الفطرة التتي نحس معها بأننا أبديون على هاته الأرض و بأننا وُجدنا لوحدنا و كل ما وُجد بعدنا من دين و فكر و فلسفة ليست إلا تفسيرات وضعناها نحن لكي نفسر بها وجودنا..فليس الله هو من خلق الإنسان..بل الإنسان من خلق الله و أمثاله ليفسر به وجوده.!

أظنك تسأل مرة أخرى : ما هي أسباب كتابة مثل هاته الخواطر الإلحادية ? هل زعزعة العقائد أم حقد على دين معين أم ...?!!
كلا..بل السبب هو أن الدين بصفة عامة (و لست أتكلم على دين معين ) يجعل الشخص يعيش في الخيال و الأحلام..و يجعله جاهلا أسباب وجوده..بل و يجعله يتنازل عن الكثير من الأشياء و ذلك لحساب جنه وهمية ما !
إنني أريد كل إنسان أن يعيش إنسانيته بكل حرية..و إذا كانت حريتك هي التدين فأنت حر في ذلك..و اعتبر كلامي هذا غير موجه إليك
أما إن كان الدين يقيد حريتك..فكلامي لك من كل قلبي..اسمع لنداء قلبك..و ضميرك..و اخدم ما استطعت إنسانيتك كإنسان و عش بمعزل عن أفكار الآخرين ممن تفلسفوا في الحياة أو تنبأوا بدين ما..ابتعد عن كلام الأنبياء المخرفين و الفلاسفة الضالين و اتبع أفكارك التي تعلمتها أنت من الحياة...لأن الحياة هي أفضل كتاب يقرأه الإنسان.
.....لقد حان وقت آذان الفجر و أنا لا زلت لم أقل كل ما أود قوله..تابع
3h40
14/07/2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعم
محمد بودواهي ( 2010 / 7 / 15 - 14:14 )
كثيرون هم الذين يؤمنون بهذا المنطق لكن في صمت

اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال