الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التزاوج الميمون بين الإستبداد والمشيخة الدينية

رأفت عبد الحميد فهمي

2010 / 7 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عديدة هي تلك المظالم السياسية التي يحفل بها التاريخ الإسلامي وهي المظالم التي تتمخضت عن تواطؤ المشيخة الدينية و الممثلة في الفقهاء مع السلطة المستبدة وذلك بالعمل على هيمنة الفتاوي والإدعاء بنقاء الشريعة وصلاحيتها لكل زمان ومكان ورغم ذلك قامت الخصومات الدموية بين مختلف الشيع والفرق وهي خصومات ظاهرها الدين وباطنها الإستئثار بالسلطة والثروة والنفوذ وقد مارست الدول ذات الطبيعة الدكتاتورية عبر التاريخ الإسلامي كل المظالم السياسية بالإفساد في الأرض وأباحت دماء المخالفين والمعارضين تحت دعوى اعلاء الدين ومازالت السلطات الحاكمة والقابضة بخناق الإنسان العربي تمارس شيزوفرينيتها وتناقضاتها وليس أدل على ذلك اطلاق بعبع هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو استصدار قوانين الحسبة بتكفير العقل التنويري إما بمباركة عمليات الإغتيال كإغتيال فرج المفكر الراحل فرج فودة أو الحكم بالتطليق والتفرقة بين الزوجين كما حدث للمرحوم الدكتور نصر حامد أبو زيد.
وتتضخم وحشية المشيخة بالتدخل في عقول المفكرين وضمائرهم بالبحث والتنقيب في ابداعاتهم وأبحاثهم بإختلاق مقولة " إنكار ما هو معلوم من بالضرورة " وهي مقولة مخادعة ليس لها سند من نص أو حديث مع مطاردة الناس في الأسواق و ذلك باحتساب أن المواطن المسلم هو دوماً كائن فاسد بطبعه شهواني المنشأ غارق في البحث عن ملذاته ومتعه النهمة للإستحواذ على المال و النساء . فيتجلى بالتالي دور تلك الهيئات في ارهاب العامة والخاصة من أولوا الفكر والتنوير فتمارس عدوانيتها متخفية بسربال الدين والتدين الشكلي والزائف والعمل على الهاء الجماهير بقضايا السفاسف كالحيض والنفاس وتفسير الأحلام واغراقهم في عوالم الخزعبلات للشياطين والجن حتى تنطلي حيلهم وتأخذ بعقول السذج من الناس المغرر بهم حيث تبدو كأنها حامية منظومة القيم والأخلاق المفترض أنها مفقودة دوماً في الواقع الإجتماعي دون أي دعوة منها إلى ترسيخ قيم العمل والإنتاج أو المشاركة في وضع خطط التنمية الإقتصادية والإجتماعية والعمل على ارساء اعتبارات المروءة والكرامة والشرف بل جاءت معظم صولاتهم في تحجيم دور المرأة والعمل على اقصائها عن المشاركة في خطط التنمية بوصمها دوما أنها كائن مثير للغرائز وليس لها دور اجتماعي ناشط سوى الإنجاب وخدمة السادية الذكورية الحمقاء .
هذة الهيئات المتوحشة توهمت أن لها فاعلية حقيقية في ضبط الواقع الإجتماعي بمباركة الشريعة السماوية وكأنها حارسة الفضيلة و الأخلاق كيف وهي تتشدق عبر وسائل الإعلام المقروء والمسموع والمرئي بالتقوى والورع كيما تظهر للقاصي والداني وكأنها راعية شؤون المقدس في مجتمعات تئن مفاصلها من انهيارات اقتصادية كبيرة وتشكو خزائنها من تنامي المديونيات المتراكمة لمصادر التمويل الخارجي . لكنها في مماراساتها القمعية يجب عليها أن تحذر الخطوط الحمراء للمحرمات التي سيّج النظام الحاكم المستبد بها قصوره وبذخه وسفاهته فلا نسمع عن غطريس أوفلحوس من أساطين المشيخة يطالب بضرورة إيجاد آلية شرعية نهتدي بها لمحاسبة الحاكم أو المطالبة بتشديد الرقابة على الذمم المالية للوزاء وكبار رجال الدولة ومحاكمتهم وفق ألية لا يأتيها الباطل أو تعمل على المشاركة في سن القوانين الملزمة بالشفافية السياسية للسلطة الحاكمة لكنا نراها أمام عمليات السطو على السلطة عبر التاريخ لكل من هب ودب باختراعها مقولة ( خلافة الغلب ) وتناسوا مبادئ الشورى وآليات المبايعة وراحوا ينظرون لغاصب الخلافة كافة التسهيلات المؤيدة لإستلاب السلطة دون أن يرمش لهم جفن للمظالم والإنتهاكات التي مارسها بنو أمية وبنو العباس عبر القرون المتطاولة. هذة المشيخة كانت حاملة لسياط الحاكم في فرض جشعه وأطماعه التي لا تشبع وهي تتشابه و كهنة آمون الذين كانوا يمتلكون الأراضي و الضياع والأسرار الإلهية والعبيد والإماء فتشارك الحاكم اقتسام الأوطان المغلوبة على أمرها . لذا ظل التزاوج بين الإستبداد والكهنة مستمراً كقانون طاغ مازال يجوس في بلداننا العربية والإسلامية وهيهات أن يتعملق الوعي السياسي الذي يعلي من قيم الديموقراطية و الحرية والمساواة في دولة الدستور والعدالة الحقيقية مادمنا منبطحين أمام تواطؤ السلطة مع سلطة المشيخة الدينية .؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - منذ اليوم الاول
محمد البدري ( 2010 / 7 / 17 - 07:30 )
منذ اليوم الاول لظهور الاسلام والاستبداد قرين متزاوج معه حيث تفرض الواجبات ولا نسمع شيئا واحدا عن الحقوق. الم يكتبوا في تراثهم البدوي القبلي ان رسول الاسلام بعث احد اتباعة الي قبيلة او الي اليمن وقال له : اعرض عليهم ان لا اله الا الله وانني رسول الله فاذا اطاعوك فقل لهم ان عليهم صلوات عددها كذا وكذا فاذا اجابوك فقل لهم بالزكاه فاذا اطاعوك فقل لهم بالصوم ثم الحج. بهذا يصبح مجرد القول بشئ غيبي لا برهان عليه هو تكليف باعباء لالزوم لها. فهل من عاقل يقبل ان تفرض عليه اعباء واتاووات واعترافات دون حقوق. فما الاستبداد إذن؟ شكرا للاستاذ رافت صاحب القلم النزيه والعقل الراجح الواعي.

اخر الافلام

.. بعد أنباء سقوط طائرة الرئيس الإيراني.. المرشد الأعلى: لا تعط


.. عالم دين شيعي: حتى القانون الألهي لا يمكن أن يعتبره الجميع م




.. 202-Al-Baqarah


.. 204-Al-Baqarah




.. 206--Al-Baqarah