الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعليم: قافلة اللغات إهانة للعقل العربي والمغربي- الحلقة1-

بوجمع خرج

2010 / 7 / 17
التربية والتعليم والبحث العلمي


في المغرب نحن لا نتكلم أي لغة بشكل سليم بما فيه العربية ذلك أن اللسان الدارج يأخذ من وقتنا المبكر منذ الطفولة خاصة وان المجتمع في شعباويته غير متمدرس كلية وغير مثقف بالمفهوم الفكري والعلمي. و قد شكلت هذه الحالة الطبيعية عقبة هامة جدا أمام إدماج اللغات بالمفهوم الأكاديمي واستعمالها كوسيلة تواصل مجتمعية في تلقائية التعامل اليومي المعاش. وهكذا بقيت اللغات كأداة للمعرفة الأكاديمية والعلمية في وضع رسمي بروتوكولي تعلما وتكوينا مما جعل الإنسان المغربي محكوما في التداول اللغوي بالمعاش اليومي أكثر من المدرسي ذلك أن الإنسان منذ رضاعته لا يتعلم بالتفكير بشكل منتظم وممتد خطيا ولكنه يتعلم بالتعود. فالوعي ليس قائما بشكل قار على امتداد كل اللحظات المعاشة. إنه يتأرجح بين اللاوعي والوعي في ما بينهما من عقل باطن أو ما دون الوعي حيث منطقة الترابط تعمل على توزيع المهام تنتشر تجليات معينة. ومنه بقي تعلم اللغات يتوقف على مدى صلاحياتها بركماتيا في ارتباط بالمصير ككل المواد التعلمية بعيدا عن الضرورة التواصلية المعاشة يوميا.
وفي هذا السياق يمكن القول على أن اللغة العربية ذاتها تحولت إلى مقام لغة أجنبية من حيث التعلم خاصة وأننا نلاحظ أن الأطفال بدؤوا يتعلمون اللغة الفرنسية منذ بداية إقبالهم على التعلمات. بمعنى أن المشكلة ليست وفقط مشكلة اللغات الأجنبية بل هي مشكلة تشمل حتى اللغة الوطن وبناء عليه فالإشكالية هي في الجوهر المؤسساتي لمجتمع بقي مبعدا عن عقله وعن فكره وعن وجدانه في مملكة لا يمكنها الا ان تتحول الى متحف تاريخي أكثر منه فضاء الإنتاج العلمي والتكنولوجي والتنمية المستدامة. ورغم المجهودات المبدولة فإن التيه بقي هو المعلم الذي عليه يتم تدريج كل الهندسات الإصلاحية أي أننا نمنهج سيرنا للإغماء الأكبر Chaos ثم نتساءل لماذا نحن هكذا في دوامة دون أن نغير السؤال كان نقول لنجدد العقد الوجودي المؤسسي.
هذه الأزمة الوجودية تتجلى في نمطية التعامل مع الموروث ومع العادات التي صارت شكلا فارغا من الحياة وهو ما جعل الإنسان المغربي كما لو أنه احد منتوجات الصناعة التقليدية.
فقافلة اللغات ليست هي الحل بل إنها تهين المادة الرمادية للإنسان العربي والإسلامي واخص بالذكر العقل المغربي. إنها اهانة لمنطق الإصلاح التعليمي وللعائلة التعليمية بل و إهانة للمملكة ذاتها في دستورها وفي شرفها.
إن قافلة اللغات لا تليق حتى بمحاربة الأمية ذلك أن هذه لا تحتاج وفقط إلى مداومة القراءة والكتابة ولكن تحتاج إلى محفز يجعل المواطن يشعر بأهمية الحاجة للتعلم الذاتي. فحينما أصبح الجوال والريموت لتشغيل عدد من الآلات و أصبح الوعي الصحي يستدعي قراءة وصفات وحينما الفاتورات وعدد من الوثائق ضرورة مقاولاتية وتجارية واستهلاكية... فإن المواطن دونما حاجة إلى إغرائه يتوجه من تلقاء نفسه إلى تعلم القراءة والكتابة ولو في لحظات الاسترخاء في وجبات الشاي.... ولعل كل حلول إشكالية اللغات تعليما وتعلما تكمن في هذه الحالة الذهنية والنفسية أمام الحاجة للتعلم.
للأسف أن هذا المتطلب يزداد استغرابا عن ذاته داخل الوعي الإصلاحي بالمملكة المغربية ذلك أنه وقع أسير الفهم النمطي للكفايات وكذلك للإدماج بدليل مجزوئة تكوين المدرسين التي بقيت في مرحلة الزخرفة الإصلاحية على مستوى الشكل الذي بدوره يفتقد لهندسة الشكل علاقة بالوظيفة. وطبعا يتحمل الجزء الأكبر في هذه - وان هي واقعة على كتف السيد وزير التعليم- كل من المسئولين عن إعداد هندسات التكوينية وإرساء بيداغوجيا الإدماج...يتبع
بوجمع خرج/ مؤطر بكلميم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الخلل في اللغة أم في الإنسان ؟
الطيب آيت حمودة ( 2010 / 7 / 17 - 11:54 )
يستحسن حشر كل اللغات في محشر يكتب على بابه ( لغات غير صالحة)، بما فيها العربية بوجهها غير القدسي إن كانت لها قداسة ؟
لأننا رغم تعاملنا معها على مدار 14 قرنا الماضية ، فإننا لم نتغير ولم نتبدل وبقينا نسير بر.. بر.. بر حسب تعبير القذافي. .
الأفضل لنا أن نختار الأنجليزية لعلنا سنقدر على منافسة أمة أوباما والله على كل شيء قدير .
تحياتي على التنوير .


2 - سؤال على سؤال
الشهيد كسيلة ( 2010 / 7 / 17 - 14:56 )
الاخ بوجمع خرج وانت تتحدث عن اللغة استسمحك في قراءة ومطق اسمك نطقا صحيحا
الا يمكن ان تكتب لنا اسمك بالتهجية اللاتينية او العالمية

المشكل يا اخي يكمن في هذه اللغى الاعرابية التي تشدك الى التخلف رغما عنك ولن يتحقق اي تقدم طالما ان هذه اللغة مفروضة علينا

الحرف العربي قاصر والبيئة الثقافية العربية بيئة متحجرة يسيطر عليها الفقهاء وها قد خرج الاستعمار لنعود بقوة الى المربع الاول وندخل العصر البيزنطي بما توفره التكنولوجيا الحديثة من وسائل نكرس التخلف والتحجر

الدارجة هي الحقيقة وهي اللغة الحية وهي تعبر افضل بكثير من هذه العربية المسماة فصحى مع انها عاجزة عن تسمية قطع محرك السيارة

لم تكن الفرنسية والانكليزية الا لغة دارجة ذات يوم ذات عصر
ولكن ها انتم ترون

فهل لا تزال من اولئك الذين يريد فرض الاعراب والقواعد علينا في سوق الخضار


3 - تحية
بو طرح عاد ( 2010 / 7 / 18 - 12:34 )
تحية من بوطرح عاد إلى أخي بوجمع خرج


أشكرك لكتابتك في هذا المودوع الهام جدا جدا
أدعوك للاحفاظ على لغة الضاض فهيا فيها القومية والثقافة المغاربية الاصيلة و هيا لغة القران الكريم ولغة أهل الجنة

العربية هيا لغة مستقبل كل الشعوب


4 - مشكلتنا ليست في اللغة
بوجمع خرج ( 2013 / 9 / 2 - 01:34 )
شكرا لراقيي الخطاب
أرجو أن لاتقلقوا للصراحة
أولا: المشكلة ليست في اللغة ولكن في الإنسان
فلتكن هذه العربية للنفايات .. فهل إذا جأنا بأفضل لغة في العالم ستغيرنا؟
من يفكر هكذا فهذا يستهلك الجاهز وليس عملي
المسالة تعني المأسسة والتعاقد والنظام الذي يحكم الإنسان وفي هذه فالعربي الكل يتكالب عليه ولو حتى يرحل إلى كوكب آخر سيبقى دائما يألم من يعلم عنه
وللإشارة إن اللغة اللاتينية والجرمانية يعترفون بأن اللغة العربية أكثرهم ثراءا
ثانيا:أكيد أن الدارجة ليست سوى للتواصل العادي الشعباوي
ثالثا: إخواني الموضوع هنا هو الشريط المرسوم الذي قلت على أنه سيكتب بلغات حددتها وعلى أنه وإن صحراوي لكنه كوني
اليس هناك حق الهوية؟ من ذا الذي يحرم هذه؟
رابعا : لو قرأتم فقط حوار الأطفال ستلاحظون على أنه ليس هناك لا سوق خضر ولا... ولكن ثمت لغة تربوية وعلمية وتكنولوجيةمستقبلية
لو قرأتم بهدوء وبدون تعصب لكنتم طرحتم أسئلة حول الشكل والوسلة والمضمون والتقنية والقصص ...وكيف لي ان أحقق عملا ضخما...ا
لو قراتم بهدوء لكنتم لاحظتم على انه لا وجود ولا خردلة من لغة العنصرية ... ولكن هي ذي المشكلة: إنها فينا وليست في اللغة

اخر الافلام

.. حملة بايدن تسعى لتبديد الشكوك بتبرعات مليونية


.. كلمات فتاة غزية تجسد معاناة غزة والسودان من الجوع




.. الخارجية الأمريكي: تمت مشاهدة تقارير مزعجة عن استخدام الجيش


.. موقع إسرائيلي: حسن نصر الله غيّر مكان إقامته خوفا من تعرضه ل




.. وقفة لرواد مهرجان موسيقي بالدنمارك للمطالبة بوقف الإبادة بغز