الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رب شرير أم إسلام قديم؟

محمد شرينة

2010 / 7 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إذا كنا ضالين وكان الله عاجز عن إصلاحنا فلِمَ يزيد بلاءنا بلاء بأن يتوعدنا بالعذاب؟
أليس ما تقتضيه أبسط قواعد الخلق الحسن أن يحزن لنا أو على الأقل يحل عنا؟ أليس علمه بفسادنا مع عجزه عن إصلاحنا زيادة على توعده لنا بالعذاب خسة كبيرة وكيد؟
لقد حج أبو الحسن الأشعري شيخه (أظن واصل بن عطاء) عندما أصر على أن الخلق مسئولين عن تصرفاتهم كالتالي:
تصور طفلين مشركين مات الأول طفلا وشب الثاني مشركا ثم مات كبيرا مشركا، أليس الأول الذي مات طفلا لا عذاب عليه لأنه لم يبلغ مرحلة التكليف؟ بينما الثاني خالد في النار؟ أفلم يكن الله قادرا على أن يميت الثاني ويجنبه العذاب!
أما إذا كان ربكم قادر على إصلاحنا ثم هو لا يصلحنا بل يتركنا ضالين ويتوعدنا بالعذاب الأليم، ففي أي أخلاق يصنف هكذا متشفٍ؟
جوابهم هو أن حكمة الله اقتضت وجود الضال والمهتدي، هذا لا بأس به فهل هي أيضا اقتضت تعذيب الضال؟
الحكمة من العقاب الذي نطبقه نحن البشر واضحة:لو أن المخطأ لم يعاقب لكثر الخطأ وما ارتدع أحد فالعقاب ليس انتقام بل ردع للمخطئ ولغيره. ولكن هذه حكمة من يعجز عن تغيير البشر وتجنيبهم الخطأ، حكمة عاجز هو الانسان فحتى في كثير من المجتمعات المتقدمة كالسويد قلت الجريمة والخطأ كثيرا لأن المجتمع حل مشاكل الناس فلم يعودوا يخطئون. علم التربية الحديث يؤكد ان الناس ليسوا مسئولين عن أخطائهم تماما ولكن هناك ظروف تدفعهم للخطأ ولما كنا نحن البشر عاجزين عن تغيير هذه الظروف لم يبق أمامنا إلا العقاب. فهل الله هو الآخر عاجز؟
أليس هو الذي يخلق تلك الظروف وثم يعاقب الذين يخطئون لتعرضهم لتلك الظروف؟
إذاً السويد أكثر رحمة وحكمة من الله فهي تمنع الكثير من الأخطاء بإزالة ظروفها والباقي تعاقب عليه برحمة دون جلد أو إعدام بينما الله يسلخ جلود الناس وكلما نضجت بدلهم غيرها!!
هذا من جهة ومن أخرى القرآن يقولها صراحة مرارا وتكرارا أن العذاب إنما هو انتقام من البشر فأي رب هذا الذي ينتقم من الذين يصفهم بالضعفاء؟
كلمة الانتقام اختفت من عرف جميع الشعوب المتحضرة ونصف المتحضرة وهي باقية فقط لدى الهمج فإلى أي الفئات ينتمي الرب الذي ينتقم من البشر الذين يقول عنهم: "وخلق الانسان ضعيفا"!
في عرف القرون الوسطى كان الانتقام والتعذيب أمر ضروري بل هو مصدر فخر للمنتقم وفي تلك الأيام كتب – أو نزل – القرآن.
هل هذا رب أم هو تصورات حكام وديكتاتوريات العصور الوسطى؟
حاشى لله، هذا ليس الا انعكاس لثقافة الجلافة البدوية لدى بني إسرائيل والعرب فلا يمكن أن تكون السويد أكثر حكمة ورحمة من الله!

علم التربية الحديث واضح في أن الناس ليسوا شريرين وإنما ظروفهم هي التي تدفعهم لذلك وحتى عندما يكون البعض منهم عدوانيين فان ذلك يعود إلى مورثاتهم التي لا يتحكمون بها ومن هنا تميل القوانين في الدول المتقدمة لأن تكون رحيمة أكثر وأكثر، فما بال الله لا يفعل ذلك مع أنه من المفترض أنه هو صانع تلك الجينات والظروف الشريرة؟
دول كثيرة – معظم دول العالم المتقدم والكثير غيرها – ألغت عقوبة الإعدام حتى بحق الذين يقتلون عمدا العشرات بل المئات من الناس. أما التعذيب فمن المفروغ منه أنه محرم لديهم تماما، استحوا هل تلك الدول أكثر رحمة من الله!

لم يبق لدينا سوى حل من اثنين الايمان بإله أكثر شرا من هتلر دونما سبب سوى حب الشر أو ن نسلح على كل العلم الحديث بتربيته وعلم نفسه ونصر على أن الانسان شرير لا بد له من عذاب أليم حتى يستقيم وأن جميع تلك الدول ضالة ولا بد من إعادة العمل بالتعذيب والإعدام حسب سنة الله ورسوله فما بالنا نمتنع عن فعل شيء يفعله الله ورسوله!!!.
هكذا إسلام ليس له إلا واحد من الحلين السابقين وأنا أرفض بإصرار أن يكون الله شرير مما يعني ان هذا الإسلام كما يفهمونه لا ولن ينسجم مع العلم والحداثة.
اتقوا الله لا تهينوه ولا تقدموا أي شيء عليه حتى لو كان القرآن ومحمد والإسلام كما تفهموها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المخرج عايز كدة
قصري سعيد ( 2010 / 7 / 17 - 20:29 )
عزيزي الكاتب انا لااعتقد ان اله عظيم خلق هذا الكون العظيم والذي لا تشكل الارض سوى ذرة رمل في صحراء ما بالك في هذه الخلوقات والتي تعتبر اقل من البكتريا كل هذاه العظمة في الخلق وجدت فقط حتى يقوم الناس ببعض الحركات الرياضية مع بعض التمتمات والتي سماها المخرج صلاة او ان ينخر الجوع بدن الانسان والتي سماها صيام ومن قال كذا 100 مرة له كذا حسنة ومن قاتل شخص اخر لانه لا يؤمن بهذه الاقوال والتي لا دليل عليها وقتل له 72 حورية وجعل الجنة مثل النايت كلب كل المحرمات في الدنيا ستجدها مباحة في الجنة اي تناقض هذا كل ذلك لان المخرج عايز كده


2 - الهداية والضلال كما في هذا المثال
حمدي حسن طلب ( 2010 / 7 / 18 - 03:06 )
لا تضربوا لله الامثال انت احد الرجلين رجل تاه في مكان تقدم منه شخص ليساعده فما كان منه ان نهره وطرده ورجل سعد لان احدهم تبرع لهدايته الى المكان ولم يكتف هذا الشخص بالوصف ولكن اخذه في سيارته وقال سأوصلك الى اقرب نقطة تريد الوصول اليها ثم زاد على ذلك ان اوصله بالفعل الى المكان الذي يريده وزاد على ذلك ان دله على فندق نظيف وذي سعر مناسب بل انه لم يكتف بذلك بل حمل عنه حقيبته الى بهو الفندق ثم اعطاه رقمه واستحلفه بالله ان يتصل عليه ان كان يريد اي خدمه


3 - الذي رفض الهداية هلك
حمدي حسن طلب ( 2010 / 7 / 19 - 11:43 )
نسيت ان اخبرك ان الذي رفض المساعدة بصلف وقال سأستخدم عقلي للوصول هلك / اما الذي قبل الهداية فقد استراح بالفندق واستمتع بكل مرافقه / / والذين اهتدوا ـ طلبوا الهداية ـ زدناهم هدى .

اخر الافلام

.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس


.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال




.. قطب الصوفية الأبرز.. جولة في رحاب السيد البدوي بطنطا


.. عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي




.. الآلاف يشيعون جـــــ ثمــــ ان عروس الجنة بمطوبس ضـــــ حية