الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعاة الدين الكنتاكي

نهرو عبد الصبور طنطاوي

2010 / 7 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


دعاة الدين الكنتاكي هم مجموعة من الرجال والشباب ظهروا فجأة عقب اندثار التيارات الدينية التي تتسم بالعنف عقب تلقيهم لكثير من الضربات الأمنية التي اقتلعت شوكتهم واستأصلت شأفتهم، فأصيب المجتمع بما يشبه الفراغ الديني الدعوي من خارج المؤسسة الدينية الرسمية، فسارع من يسمون بالدعاة الجدد لملأ ذلك الفراغ، وتجنبا للوقوع فيما وقعت فيه التيارات الدينية المتسمة بالعنف التي كانت لها أهدافا سياسية تستخدم الدين لتحقيقها وللوثوب إلى السلطة، قام الدعاة الجدد بتقديم دين تفصيلي له مواصفات خاصة ترضي أذواق فئات وطبقات بعينها من طبقات المجتمعات الراقية، ومن أبرز هذه المواصفات للدين الكنتاكي الابتعاد عن السياسة والسلطة، وكذلك الابتعاد عن الفقراء ومشاكلهم وهمومهم وبلاويهم تجنبا للوقوع فيما وقع فيه سلفهم من التيارات الدينية المتشددة وتجنبا لإغضاب السلطات الحاكمة.

فقاموا يستهدفون بدعوتهم أبناء الطبقة العليا وأبناء الأثرياء وتقديم الله لهم على أنه إله (فير، جينتل، حبوب وطيب) وكذلك قاموا بتقديم وجبة دينية مخملية لا تصلح سوى لأبناء هذه الطبقات، هذه الوجبة الدينية المقدمة لأبناء الطبقة الأرستقراطية تشبه إلى حد كبير وجبة الكنتاكي الشهيرة المكونة من الدجاج المقلي بخلطة الكنتاكي ذات القرمشة والطعم اللذيذين وذات السعر المرتفع والتي لا يقوى على شرائها سوى الأثرياء وعلية القوم.

ووجبة الدين الكنتاكي هذه أرى أنها أشبه بالتحايل للوصول إلى السلطة والسياسة ولكن من الباب الخلفي، إذ لم يفلح السلف من التيارات الجهادية المسلحة في الوصول بالدين إلى السلطة عبر العنف المسلح رأى الدعاة الجدد أن يتسللوا إليها من الباب الخلفي عبر استدراج أبناء الطبقات الحاكمة وأبنا العز والجاه الذين يرفلون في النعيم مستغلين بذلك عدم معرفة أبناء هذه الطبقات شيئا عن الدين ولا أحكامه، فقاموا باختزال الدين الإسلامي وتبسيطه وتسهيله وتسطيحه ليتفق وأمزجة وظروف وأوضاع آكلي الكنتاكي دون أدنى اهتمام لأبناء الطبقات الدنيا من آكلي الفول والطعمية، بل إن بعض الدعاة الجدد كالشيخ خالد الجندي كثيرا ما يزدري أبناء الطبقات الدنيا في أحاديثه ويحتقرهم ويسخر منهم في كثير من برامجه، كتحريضه لرجال الأمن على الأطفال والنسوة والعجائز المتسولين في الشوارع والميادين دون أن يتعرض لمسئولية المجتمع كله عن هذه الظاهرة ومئات الظواهر الأخرى التي كان سببها الفقر والتسرب من التعليم وفقدان العدالة الاجتماعية، ودون أن يتعرض للظروف الحقيقية التي أخرجت هؤلاء الأطفال والنساء والعجزة إلى التسول في الشوارع حتى ولو كانوا يتاجرون ويغتنون من وراء هذا التسول، وكذلك لأن الشيخ خالد الجندي الآن ينتمي بعد أن فتح الله عليه أبواب رزقه إلى الطبقة الأرستقراطية مما جعله يشعر بالقرف والاشمئزاز من هؤلاء المتسولين الذين يعترضونه في ذهابه وإيابه وهو داخل سيارته الفارهة، فكان لزاما عليه أن يصب جام غضبه وسخطه وسخريته على المتسولين وأبناء الشوارع ويحرض عليهم رجال الأمن كنوع من التودد إلى جمهوره من المترفين وآكلي لحوم الكنتاكي الذين يعانون مثله من ظاهرة تسول أطفال الشوارع أثناء تجوالهم بسيارتهم المكيفة في شوارع القاهرة.

هؤلاء الدعاة لا يمكن أن تجد أحدهم إلا وهو في صحبة سادة القوم من الإعلاميين والسياسيين والفنانين والفنانات وشيوخ وشيخات وأمراء وأميرات الخليج، ذلك لتفصيل الفتاوى البكيني والدانتيل والشرحة والقصيرة والشفافة وناعمة الملمس التي لا تضايق أصحاب المعالي والفخامة والسمو، وكذلك ما يجعل أهل الجاه والنعيم والترف يلجئون لهذا اللون من الدعاة هو أن أهل هذه الطبقات قد يشعرون ببعض تأنيب الضمير _هذا إن كان لديهم شعور أو ضمير أصلا_ أو بعض القلق نتيجة تضخم ثرواتهم وامتلاء كروشهم، وكذلك لشعورهم بالتعب النفسي من كثرة الترف والمتعة واللعب واللهو فتجدهم بحاجة لمثل هؤلاء الدعاة الجدد من أمثال السير خالد الجندي والمايسترو عمر خالد والشاب مصطفى حسني ومعتز مسعود وغيرهم من الدعاة لتسكين وتخدير ضمائرهم كي يجعلونهم ينامون بكروشهم على ثرواتهم وهم مرتاحي البال دون أي شعور بالذنب أو وخذ الضمير. ومن الممكن أن نسمع من الدعاة الجدد في المستقبل بعض الفتاوى الخاصة بأرباب هذه الطبقات كإباحة الصلاة أثناء الاستجمام والاسترخاء في حمام السباحة بالمايوه البكيني، وكذلك استبدال المسبحة أثناء ذكر الله بعدد الضربات التي توجه إلى كرة الجولف أو كرة البينج بونج، وكذلك قد يفتون لهم بأنه لا مانع من شرب كأس واحد فقط من الويسكي الفاخر بعد تناول الإفطار في رمضان لزوم الحبس عقب يوم شاق وطويل من الصيام، ألم يفتي الشيخ جمال البنا من قبل بشرب السجائر أثناء الصيام؟؟.

والملفت للنظر في هؤلاء الدعاة هو الغموض الشديد والظلام الدامس الذي يخيم على قناعاتهم الفكرية في ميولهم وتوجهاتهم السياسية ذات الصبغة الدينية، لذلك أرى أن هذا اللون من الدعاة هم دعاة خصوصي لاختراق أبناء المجتمعات الراقية ربما يفلحوا يوما فيما لم تفلح فيه جماعات العنف المسلح.

نهرو طنطاوي
كاتب وباحث في الفكر الإسلامي _ مدرس بالأزهر
مصر_ أسيوط
موبايل/ 0164355385_ 002
إيميل: [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كنتاكيارخص من الفجل
الان كاردوخي ( 2010 / 7 / 18 - 12:41 )
السيد الكاتب
صحيح ان الدين ا لجديد لم ينتشر ولكنه هناك البعض من المعلومات المغلوطه مثل ارتفاع سعر وجبه الكنتاكي وهي للاغنياء فقط فهي عباره عن وجبه سريعه من الدجاج وسعره غير مرتفع مقارته بمغعدل رواتب الغرب واوربا حيث ان سعرها مثل سعر وجبه شريحه الهمبرغر من مطاعم ماكدونالدز اي ما يقرب واحد دولار واذا اضيف اليه سعر البطاطا المقليه مع كاس كوكا كوكلا فهي بحدود الدولارين والنصف ونفس السعر في مطاعم الماكدونالدز ويعتبر الكنتاكي من الوجبات السريعه التي ييرتادها الفقراء وليس الاغنياء اي بمعنى ان فخذ الدجاج يساوي تقريبا واحد دولار واذااضيفا البطاطا والكولا فهي بحدود ال3 دولارا ت ناهيك اذا طلبت صدر الدجاج اوالجناح-اي ان سعر جناح+ فخذ+قطعه من صدر الدجاج فهي لاتتعدى3 دولارات ولذلك اعتقدان مقالك افقد المصداقيه بالتعرض الى سعر الكنتاكي والكنتاكي فقط يقدم لدجاج المقلي بالزيت على طريق الكنتا اكيا


2 - الشيخ والصبايا
على سالم ( 2010 / 7 / 18 - 23:58 )
الاستاذ نهرو,كلامك عن الشيوخ الجدد صح تماما واعطيك مثلا الشيخ خالد الجندى والذى اسميه الشيخ النعجه,هذا الشيخ الامعه يثير اعصاب اى فرد وذلك لانه يبدو وكانه عاهره,هذا الشيخ منافق وكاذب وبيمسح جوخ وايضا افاق وعنده هوس جنسى واهم شئ عنده هو الماده والاموال والاناقه والمظهر وخداع البسطاء والعلاقات النسائيه تماما مثل استاذه عمرو خالد والذى كانت له فضيحه جنسيه عندما حاول اغتصاب احدى الفتيات فى دبى فى فندق خمس نجوم منذ حوالى اربع سنوات ولكن لحظه العاثر فان الفتاه بدات فى الصراخ والاستنجاد بالامن وتم القبض على الشيخ الافاق ولكنه تمكن بالرشاوى والعلاقات على طمس هذه الفضيحه والتغطيه عليها,هؤلاء شيوخ مجرمون وفجره ويجب تعريتهم

اخر الافلام

.. أفكار محمد باقر الصدر وعلاقته بحركات الإسلام السياسي السني


.. مشروع علم وتاريخ الحضارات للدكتور خزعل الماجدي : حوار معه كم




.. مبارك شعبى مصر.. بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد دخو


.. 70-Ali-Imran




.. 71-Ali-Imran