الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وعى التطور

ماريو أنور

2010 / 7 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يعد التطور عملية تنفتح فيها الطاقة المغلقة , أو الوعى المنطوى , أو الخصائص النفسية و العقلية المنثنية على ذاتها . إلى غاية هى تحقيق القطب الأسمى الذى تسير إليه بفعل كيف طاقتها , كم كتلتها ...
التطور ليس صراعاً بل تكاملاً , وليس انقراضاً بل تواصلاً فى النوع . فالنوع يتحول إلى نوع آخر فى عملية تحقيق لباطن وخارج لا يتعرض للانقراض لأنه يتابع مسيرته فى نوع يتكامل فيه و يبلغ لهدف أو الغاية المتضمنة فى القانون الذى يوجد من أجله لتحقيق ذاته على مستوى أعلى
وفق ما يراه العلم يوجد تحول متبادل بين الطاقة و الكتلة . وهكذا , يتابع الانغلاق انتقاله من مبدأ إلى مبدأ . ومن جهة ثانية , تستمر العملية التطورية فى كل المراكز الفردية . وقد استمرت عمليتا الانغلاق و الانفتاح , وسوف تستمر إلى أبد الهور . وعلى هذا الأساس , تكمن قاعدة التطور فى الروح المنطوية و المغلقة التى يتوجب عليها أن تتطور مفصحة عن ذاتها و كاشفة عن سرها , لتصير إلى مرحلة نهائية و ذلك عندما تحقق كل ذات هويتها ووحدتها مع الواحد ...
كانت هذه العقيدة , ومازالت , المبدأ الأساسى فى الحكمة الشرقية . ويتلخص هذا المبدأ على النحو التالى : ثمة حياة فى كل شىء , وثمة عقل فى أكثر أنواع المادة كثافة . ومن خلال التطور, يتكشف المزيد من العقل فى عملية الانفتاح , الأمر الذى يشكل التمييز بين المعادن , والنباتات و الحيوانات .... ولقد أفام العلم الفيزيقيى الدليل على وجود الحياة فى الذرة التى هى الوحدة التى يتألف منها كل شىء فالتمييز فى التركيب البنيوى للذرة هو الذى يساعد التطور على عملية الصعود .... وهكذا , تجتاز الحياة المتطورة من شكل إلى شكل آخر , وتختزن فى ذاتها الخبرات التى اكتسبتها عبر تكون الأشكال . ويشكل هذا الانتقال و التخزين قاعدة التجسد أو الولادة من جديد ...
عندما نشأت الأرض , كانت الروح متضمنة فى الجزىء ... ولم يكن هنالك وجود لغير المملكة المعدنية ... ولقد أثبتت الأبحاث العلمية أن عمر الأرض يقترب من أربعة آلاف مليون سنة ... وكانت الروح فى مرحلة أقرب ما تكون إلى غيبوبة أو استغراق فى كل جزىء من جزيئات المعادن التى كانت مظهراً لها .... فالشكل البلورى , وهو حصيلة المعادن و التفاعلات الكيميائية ... يقدم لنا دليلاً كافياً عن الحياة , وعن قليل من العقل يعمل فى ما ندعوه المعدن و التراب غير الحى ...... وبعد انقضاء ملايين السنين , تطورت أدنى أشكال الحياة تماماً كالبلورات , وتألفت من مادة مماثلة , ولقد أظهر هذا التطور المزيد من العقل ...... ونشأت هذه الأشكال البدائية الحية فى الماء وليس على اليابسة ... فقد بدأت بالنباتات و حيدات الخلايا ... وكان من الصعب تمييزها عما يسمى بالتراب اللاحى .. ومن ثم تطورت أشكال أعلى عن طريق التكاثر و التوالد ... وكانت كالمعادن ... تتألف من الأوكسجين , والكاربون , والهيدروجين , والنيتروجين وقليل من الفوسفور و الكبريت ... لذا ’ تشتق جميع المعادن من الهواء و الماء و التراب ... وعلى كل حال ... يلعب عنصر الكربون دوراً هاماً جداً , الأمر الذى يجعله العنصر السائد ... فالأشكال الحية كلها ليست أكثر من تكثيرات الخلية الواحدة ... وتعد البروتوبلازما الناتجة عن الكربون المادة التى تشكل كل خلية ... وهكذا ... نشأت الحياة فى البروتوبلازما ... وبالتالى كان الكريون .... الذى يؤلف أشكالاً مختلفة كالماس و الفحم الحجرى ... القاعدة الفيزيقية للحياة ...
هكذا تظهر كل خلية الحياة و تفصح عنها حينما تتكاثر بالانقسام بعد النمو . أما نقطة الانقسام هذه فإنها تكون فى النويات المركزية . وبعدئذ , تتشكل مجموعات الخلايا التى تتكون منها الاسفنجيات , والمديخات إلخ التى وجدت فى البحر . وبعد ذلك , تشكلت نباتات أعلى , ونمت و تطورت . و الحياة التى كانت غافلة تماماً فى المعادن بدأت تكشف عن ذاتها بالنمو , وفى الوقت الذى كانت المملكة النباتيه تزدهر و تنمو .... تولدت المملكة الحيوانية بعد مليونى سنة .... ولم تكن الحيوانات , فى أشكالها الأولية , تتميز عن النباتات ... ومع تقدم الأشكال عبر مسيرة التطور نشأ فرعان متميزان : كانت النباتات الأولى أعشاباً بحرية ضارة , وفطريات , وطحالب , واشنيات , ونباتات راسخة , وأعشاب صنوبرية , وشجيرات متأخرة كثيراً . لذا فقد بدأت المملكة الحيوانية , مثل المملكة النباتيه بالمتعضيات و حيدات الخلايا دعيت مونيرا – وهى نقطة لزجة صغيرة مؤلفة من بروتوبلازما شبيهة بالغراء ... وبعد كل ما حدث , ظهرت الاميبا – المنخربات ... و المرجانيات... وشقائق البحر ... وقنديل البحر ... وزنابق الماء ... ونجوم البحر ... والديدان ... والسرطانات ... و الحشرات ... والرخويات ... وإلخ ... وبعد ذلك ... ظهرت الحيوانات التى امتلكت عموداً فقرياً ... ودعيت بالفقاريات التى بدأت بالأسماك و الزواحف .... والبرمائيات ... والطيور ... وفى فترة لاحقة ... ظهرت الثدييات التى دعيت باللامشيمية – لأنها لم تكن تمتلك المشيمة ... فكانت هذه الثدييات – مثل البلاتيبوس – وآكل النمل ... أو الحيوانات الكيسية مثل الكنغر ... تسمى الجرابيات ... أما الشكل الأخير من الثدييات فقد ولد حيوانات ناجحة تملك المشيمة ... وتدعى ذوات المشيمة ... وكأن آخر ما برز فى هذه الرتبة هو الإنسان ...
يعترف العلم الفيزيقى بهذه العملية التطورية التى تستدعى التبدل من شكل إلى شكل ... أما العلم الروحى فإنه يفترض تطور الشكل من الروح أو النفس الكامنة ضمنه ... ولما كانت النباتات قد أظهرت انبثاق الحياة بالنمو ... وانبثاق المملكة الحيوانية بالحركة ... فإن الحياة خطت خطوات إضافية و أظهرت فعل العقل ... الأمر الذى أدى إلى مزيد من فعل العقل الذى وافق نحو و تطور الأشكال العليا ... وعلى هذا الأساس . توجب على الشكل أن يصل إلى مرحلة نهائية وذلك لكى تتطور الروح و تؤدى إلى بروز أشكال و خسوف أشكال أخرى .... و عندما تحقق الشكل فى ظاهرة الإنسان ... وافقت الروح و ارتاحت نتيجة لتحقيق اكتمال المخطط التطورى للوجود الأرضى ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم


.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا




.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت