الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عزرائيل و لعنة المبتدأ و الخبر

عمرو اسماعيل

2010 / 7 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كم كان نزار قباني صادقا عندما قال في لحظة ثورة علي وضعنا المزري:


"أحاول أن أتبرأ من مفرداتي

ومن لعنة المبتدأ والخبر .. 

وأنفض عني غباري

وأغسل وجهي بماء المطر .. 

أحاول من سلطة الرمل أن أستقيل

 ..
وداعاً قريش

وداعاً كليب

وداعاً مُضر"
فسلطة الرمل لم تعرف الا عزرائيل كوسيلة لتبادل السلطة .. لقد بدأ فقهاء سلطة الرمل عملهم باستحياء بعد أن انتصرت قريش وتسلطت علي حقوق الآخرين في اجتماع السقيفة ثم خلعوا برقع الحياء تماما بعد سيطرة قريش وانتصار بني أمية أعداء رسول الاسلام السابقين بزعامة معاوية بن أبي سفيان وزينوا له حقه في تحويل الحكم الي ملك عضوض يورثه الأباء للأبناء دون أن يكون للشعوب المقهورة أي رأي سوي الرضوخ لحكم السيف .. ألم يزين هؤلاء للحكام وأقنعوا العامة أن طاعة ولي الامر من طاعة الله .. الم يسكت هؤلاء و أغمضوا عيونهم عن القتل والسلب والنهب التي مارسها حكامنا طوال اربعة عشر قرنا ضد الشعوب المغلوبة علي أمرها .. ليستمتعوا هم بالحياة في القصور بين الاماء والغلمان بينما الشعوب تعاني شظف العيش .. الم يكن بيت المال الذي يملأ بالضرائب (الخراج) المقتطعة من عرق وكد الغلابة يتحكم فيه من ادعي انه خليفة رسول الله في كل عصور الخلافة بدئا من الدولة الأموية ومرورا بالدولة العباسية وحتي عصرنا هذا ويوزعه علي من يشاء بدون اي حساب و بدون أي قواعد من الشرع او القانون اوحتي العدالة..

المشكلة الكبري ان القطيع المسمي الشعوب العربية قد تعود واستمرأ الترويض و أكتفي بقليل من الماء والكلأ مما يسمح به له راعي الغنم المسمي حاكما وتخلي عن جميع حقوقه طالما كفاه الراعي مشقة التفكير في و ضعه المزري او أبعد عنه الألم المصاحب للعصا .. حتي أنه اصبح لا يثور ألا علي رفاقه المتمردين من القطيع لأنهم يجلبون له العقاب أو المشقة المصاحبة للتفكير التي تتعارض مع ما استقر في العقول من التراث حتي لو كان كاذبا والمألوف من العادات والتقاليد حتي لو كانت ضارة.

أدرك العالم كله منذ قرنين او يزيد ان التداول السلمي للسلطة من خلال نظام اسمه الديمقراطية اخترعه اهل اليونان و أعاد أحيائه فلاسفة التنوير في الغرب بعد قرون من اهدار الدماء دون طائل كان عزرائيل ملك الموت هو الوسيلة الوحيدة لاقصاء الحاكم عن كرسيه وهو الوسيلة الوحيدة للتغيير .

لقد استبدل العالم كله عزارئيل ملك الموت في السياسة بصناديق الانتخابات و أصبح صندوق الانتخاب الذي تحول الي صندوق زجاجي ضمانا للشفافية هو الذي يقبض روح اي حكومة لا ترضي شعبها بينما في عالمنا مازلنا نعيش ثقافة عزرائيل في تغيير الحكام .

وملك الموت في وعينا المريض له وسائل عديدة في القبض علي الارواح منها المرض والشيخوخة والحوادث و الكوارث الطبيعية . . بينما في السياسة والحكم وسيلة ملك الموت هي في الغالب القتل سحلا او طعنا او رميا بالرصاص الافيما ندر عنما تصبح الشيخوخة او المرض هما نهاية الحاكم ليس لانه عادلا ارضي الشعب ولكن لأنه كان قويا يملك من اجهزة التجسس و القهر ما يضمن له ان يطيح ملك الموت بروح من يفكر في الاطاحة به حتي قبل ان يحاول ان ينفذ ما في رأسه من أفكار .. ولنا في زعمائنا النشامي أسوة حسنة .. وعلي رأسهم البطل الهمام صدام حسين الذي انقذه هولاكو من الوسيلة المفضله في التغيير في العراق وهي السحل في الشوارع بعد أن قبض عليه هولاكو القرن العشرين وليس هولاكو القرون الوسطي .. فهولاكو القرن العشرين يؤمن بتغيير حكوماتنا بصواريخ كروز والقبض علي الحاكم في حفرة و أذلاله حتي يعتبر الباقين من أمثاله.

هل تعتبروني مخرفا .. من حقكم .. ولكن من حقي ان أذكركم أن عزرائيل ملك الموت كان هو الوسيلة الوحيدة في التغيير في عالمنا منذ عهد من سميناهم ولا أدري لماذا الخلفاء الراشدين رغم أن ما يقال عن عدالتهم هو تلفيق وكونهم من العشرة المبشرين بالجنة غير مفهوم فقد قتل بعضهم البعض .
ابو بكر الصديق هو الوحيد منهم الذي تغير بالموت الطبيعي علي فراش المرض بينما كان الموت طعنا هو مصير من خلفوه عمرا كان أو عثمانا وحتي عليا .. واستمر نظام الحكم بعدهم يعتمد علي السيف في وصول اي حاكم الي السلطة وعلي السيف في تغييره الا من أعمل السيف في رقاب شعبه ومعارضيه فوقي نفسه شرهم حتي يأتي ملك الموت ليقصف روحه مرضا نتيجة آثار التخمة من كثرة الاكل او الارهاق من كثرة الجواري والزوجات وما ملكت الايمان .

هل أقول غير الحقيقة ..من عنده غيرها فليأتي بها ..

حتي في العصر الحديث .. لم يتخلي عزرائيل ملك الموت عن دوره في تغيير الحكام عندنا الا في الفترة التي كنا فيها تحت الاحتلال من قبل الامبراطورية المتخلفة المسماة بالبريطانية التي كانت تؤمن بتلك الوسيلة المتخلفة .. التغيير السلمي للحاكم عزلا عندنا وانتخابا عندهم!!!! .

ثم رجعت ريما لعادتها القديمة

تم تغيير ملك العراق سحلا وعبد الكريم قاسم رميا بالرصاص ..

وكانت ثورة يوليو اكثر رحمة بالملك فاروق لانها تعرف ان نهمه للأكل والخمر والنساء سيقوم بالمهمة ولكن هذا لم يمنع ان يتم تغيير ناصر بالسكتة القلبية والسادات قتلا بالرصاص.

هل يوجد اي رئيس او ملك عربي سابق .. الا ان كان منفيا ليتم قتله في المنفي في الغالب باستعمال السم الهاري .. فنحن نعتبر ان اي رئيس او ملك سابق هو تهديد محتمل للحالي حتي لو لم يكن بيده حيله ومشغولا بالاستمتاع بما نهبه من نقود شعبه وهربها الي الخارج .

ومما يدعو الي الاستغراب و الحيرة ان الاغلبية في عالمنا تتغني ليل نهار بنظام الحكم الذي كان يعتبر عزرائيل هو ملك التغيير فيه وتريد ان نرجع اليه وتترحم علي الخلافة و آخرها الخلافة العثمانية التي استبدلت السيوف والمشانق بالخوازيق فاستطاعت السيطرة بفضلها لمئات السنين علينا واجبرتنا علي ان نغلق عقولنا بالضبة والمفتاح حتي لا يخترق العقول خازوق سفلي علوي .. واحتجنا هولاكو فرنسي اسمه نابليون لنعرف ان هناك شيء في العالم اسمه الحرية والاخاء والمساواة وان هناك مخترعات حديثة لم يعجبنا منها الا المدفع والبندقية والبارود فاستبدلنا السيوف بها ليستعملها عزرائيل في قصف ارواح الحكام طلبا للتغيير او قصف ارواح المعارضين طلبا للأستقرار ..الاسم الحركي في بلادنا للجمود و الديكتاتورية وسيطرة حكامنا الطغاة علي الارض وما عليها و ما في جوفها .

اني لا اري املا في المستقبل المنظور الا ان اقتنعت شعوبنا فعلا وليس قولا فقط انه آن الاوان ان نستبدل ملك الموت كآلية لتغيير الحكام بصناديق الانتخابات ويا حبذا لو كانت صناديق زجاجية شفافة يشرف عليها القضاء وتراقبها الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان و المنظمات الغير حكومية حتي نضمن ان لا يصبح تزييف الانتخابات هو البديل للموت كآلية للتغيير .. فحكوماتنا خبيرة في الضحك علي الذقون و خاصة ذقن أوباما ومن يشبهه في الغرب .
أما عن نفسي فآنا أكرر ما قاله نزار قباني مقدما لكل من سيعترض ويتهمني أنني علماني منبطح :
أحاول أن أتبرأ من مفرداتي ومن لعنة المبتدأ والخبر.. وأنفض عني غباري وأغسل وجهي بماء المطر.. أحاول من سلطة الرمل أن أستقيل
وداعاً قريش.. وداعاً كليب.. وداعاً مُضر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكاتب يخدم المستبد الشرقي بكتاباته اليائسة
حمدي حسن طلب ( 2010 / 7 / 19 - 20:44 )
يا ابني اوروبا لتصل ما وصلت اليه احتاجت الى اربعمائة عام من الاقتتال الداخلي الذي ذهبت فيه رؤوس باباوات واباطرة وامراء وبارونات وسبعة ملايين انسان ابيدوا هم نصف سكان اوروبا في ذلك الزمان واحتاجت الى حربين عالميتين
فهل انت وطابور المثقفين المحبطين قادرون على التضحية بارواحكم من اجل الصناديق الشفافه ام ستختبؤن كالعادة خلف مكاتبكم او تحت اسرة نومكم
الامر يحتاج الى شغل كتير والى تضحيات جسام فالمستبد الشرقي لن يسلمك السلطة الا على رقبته او رقبتك الهروب الى التاريخ اعتبره هروبا من الواقع اعني به هروب المثقف من عينتك لايحتاج المستبد الى من يبرر له استبداده مع اننا شاهدنا مثقفين علمانيين يبررون للطغاة تصرفاتهم وقد ضبطوا بالصوت والصورة في احضان المستبدين
في قضية معاوية نجد ان هناك من عارض توجهه نحو التوريث وصارت هناك معارضة مسلحة مما يذهب بمزاعم الكاتب الذي لم نره يمارس اي شكل من اشكال الاعتراض على التوريث في مصر ولو بوقفة احتجاجية على الرصيف مع الذين احتجوا في مصر وفي بعض العواصم ا لغربية هذا الاسلوب الشتائمي لا يفيد لانه يعبر عن احباط واكتئاب وينشر اليأس وهذا غاية منى كل مستبد


2 - وداعاً قريش

وداعاً كليب

وداعاً مُض
عمرو اسماعيل ( 2010 / 7 / 20 - 02:08 )
هذا هو الحل يا حمدي يا بني فعندها لن يستطيع مبارك احياء السنة .. سنة من تطلقون عليه صحابي وكاتب الوحي ابن زعيم الطلقاء


3 - اعتقد ان حمدي القمكم حجارة كبيرة
لطفي القوصي ( 2010 / 7 / 20 - 06:25 )

اعتقد ان الاخ حمدي قد افحمك والقمك حجارة كبيرة فلم تستطع ان ترد لذلك توجهت الى السخرية منه
!! وعامل نفسك كاتب ؟! ما تخليك من الكتابة وتحاول تبدع في تخصصك يمكن البشرية تستفيد منك


4 - تحاولون عبثا ستموتون وتتعفنون وينتصر الاسلام
نجم محمد علي ( 2010 / 7 / 21 - 03:33 )
اعتقد انكم تحاولون عبثا ستموتون وتتتعفنون وسينتصر الاسلام لان للاسلام اكثر من دورة
ان هذا الدين هذه الامة عصية على الاستئصال لان الله تعالى تكفل بحفظه وحفظها انتم كتيار شعوبي كنسي والحادي مصيركم الى الفناء والى مزابل التاريخ ما تعبرون عنه من احقاد وامان هي اضغاث احلام كان غيركم اشطر


5 - شهادة غربي الى الحمقى من ابناء المسلمين
نجم محمد علي ( 2010 / 7 / 21 - 03:41 )
الكاتب المسرحي البريطاني جورج برنارد شو، رفض أن يكون أداة لتشويه صورة الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما طلب منه البعض أن يمسرح حياة النبي حيث جاء رفضه قاطعاً.

ومما قاله عن الإسلام ورسوله: -قرأت حياة رسول الإسلام جيداً، مرات ومرات لم أجد فيها إلا الخلق كما يجب أن يكون، وأصبحت أضع محمداً في مصاف بل على قمم المصاف من الرجال الذين يجب أن يتبعوا-.

و-لما قرأت دين محمد أحسست أنه دين عظيم، وأعتقد أن هذا الدين العظيم سيسود العالم ذات يوم قريب مقبل إذا ما وجد الفرصة لانتصاره، ليتعرف العالم عليه بلا تعصب-.

وقال أيضاً -لو أن محمداً وجد في هذا العالم اليوم لاستطاع بقوة إقناعه أن يحل كل مشكلات العالم وان يجعل الحب والسلام هم الحياة، ولاشك أن الإسلام ونبي الإسلام، استطاعا أن يجعلاني أقف باحترام شديد للرسالة ورسولها وتمنيت دائماً بأن يكون الإسلام هو سبيل العالم فلا منقذ له سوى رسالة محمد-.

-أرجوا أن تفهموا نبؤتي فالإسلام قادم ليصبح العالم به في حب وسلام فقد دخل ومايزال يدخل الإسلام كثرة هائلة من بني قومي ومن الأقوام الأخرى حتى ليمكن أن يقال أن تحول أوروبا إلى الإسلام قد بدأ-.

اخر الافلام

.. -هجمات منسقة- على كنيس لليهود وكنيسة في داغستان


.. هجمات دامية على كنائس ودور عبادة يهودية في داغستان




.. روسيا: مقتل 15 شرطيا وكاهن إثر هجمات على كنائس أرثوذكسية وكن


.. القوات الروسية تستعد لاقتحام الكنيسة حيث جرى الهجوم الإرهابي




.. قتلى وجرحى بهجمات على كنيستين وكنيس يهودي ونقطة شرطة في داغس