الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


د. سعاد صالح : تفتي علي ذهب المعز أم علي سيفه

محمود طرشوبي

2010 / 7 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لم يكن الجدل الذي صاحب فثوي الدكتورة سعاد صالح الذي أعلنته علي شاشة " اون تي في " و الخاص بموضوع تولي الأقباط رئاسة الدولة , هو الجدل الأول من نوعه في هذا الموضوع لم يكن هذا هو الطرح الأول فبين الحين و الآخر يتم طرح الموضوع بين السياسيون و المثقفون و كل يتكلم حسب رأيه و فكره بغض النظر عن رأي الشرع .
و لكن العجيب أني شاهدت الحلقة كاملة و أصرت فضيلة الدكتورة علي فتواها بأنه لا يجوز تولي الأقباط منصب رئاسة الدولة , حتي عندما اعترض المستشار القانوني لحزب الوفد الأستاذ صلاح سليمان قائلاً إن هذا لا يتفق و ثوابت الحزب أصرت علي موقفها و فتواها , و قالت إني لا أغير رأيي حتى لو من اجل حزب الوفد , وانتهت الحلقة و هي مصرة علي موقفها و رأيها ان رئاسة الدولة مثلها مثل الولاية العظمي لا يجوز ترشيح غير المسلمين ( الأقباط ) لرئاسة الجمهورية , و أكدت رفضها وصول مسيحي إلى الرئاسة، وأنها لن تنضم لأي حزب يتنافى مع مبادئها الدينية، وأن الولاية من المسلم على الكافر وليس العكس، لذلك أباح الله زواج المسلم بغير المسلمة وليس العكس، وأن شهادة غير المسلم على المسلم غير جائزة بالإجماع لأنه أقل ديناً".وقالت صالح: ان "أي مبادئ تخالف ثوابت ديني لن أتبعها ولن يجبرني أحد على مخالفة ديني إرضاء لمطالب بشرية، في ردها على الاتهامات التي وجهت إليها بتناقض فكرها مع مبادئ حزب الوفد الذي يتبع مبادئ علمانية والذي انضمت اليه منذ أيام قليلة".كما رفضت أستاذة الفقه المقارن خلال الحوار "تولي المسيحيين منصب رئيس الجمهورية مع إعطائهم الحق في تولي كل المناصب القيادية، مبررة ذلك بأن الأقباط لا يعترفون برسالة الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، في الوقت الذي يعترفا المسلمون بكل الأديان السماوية" و في اليوم الثاني مباشرة : قالت الدكتورة سعاد إنها لا تكفر الأقباط ولا يمكن أن تقول شيئا يسيء لهم. رغم انها قالت بعكس ذلك في بداية اللقاء , و بالنسبة لموقفها من تولى المسيحي رئاسة الدولة غيرت كلامها تماماً و أوضحت إن ما قالته كان فى معرض تولى الخلافة، وان نظام الخلافة انقرض وتحول الأمر إلى دولة مؤسسات وعليه يصبح للمسيحي حق تولى رئاسة الدولة بينما يظل التحريم متعلقا بالخلافة، مؤكدة أنها لا تعترض مطلقا على مبادئ حزب الوفد، وأنها لو كانت تعترض لما اتخذت قرار الانضمام إليه.
هذه هي السيدة الفاضلة التي تطالب بان يكون للمرأة نصيب في تولي الإفتاء في مصر , و لست أعرف أي دين يسمح بأن من تنتمي لحزب لا يتبني الدين في أيا من أفكاره و أحكامه و أدبياته أن تكون مفتية فيه , و من يريد أن يصبح مفتياً علي هوي الجماهير و المسئولين في الحزب هل هذا من الممكن أن يكون مفتياً في دين جعل رضا الله هو الهدف الوحيد لأي قول أو عمل , و لا يمكن أن يصبح من يفتي علي خوف أو رضا من البشر أن يصبح مفتياً في ديناً لم يترك شأناً من أمور الدنيا و الآخرة إلا و له فيها حكماً , و لا يقول قائل إنها تراجعت لأنها وجدت الحق في غير ذلك , قد يكون ذلك معقول لو أنها تراجعت من نفسها و ليس تحت ضغط من حزبها الرافض لجعل الدين من أساسيات الحياة في المجتمع إضافة إلي الهجمة الإعلامية الشرسة التي تعرضت لها , و هذا يجعل من صاحب الدين لعبة في يد أصحاب السلطان , إضافة إلي خضوعه إلي هوي الناس و هم الذين خلقهم الله مختلفين فماذا سيفعل تجاه ذلك ؟
إن من يفتي علي ذهب المعز و سيفه لا يجوز أن يتصدي للقتيا , خاصة و إن كانت كل أحكامك السابقة خاصة في السياسة الشرعية تنم عن جهل مركب بقضايا ه .
إننا لن نذكر فثاوي و أحكام خرجت من فضيلة الدكتورة لم يكون مصدرها الدين الإسلامي بل أي شيء إلا الإسلام , و لم يكن حربها علي النقاب يساوي حربها علي العري و السفور المنتشر في أرجاء البلاد .
لقد صنف الإمام أبو حامد الغزالي باباً في كتابه ( إحياء علوم الدين ) تحت عنوان ( علماء السوء و علماء الآخرة ) ذكر فيها أصناف شتي من علماء طلقوا الدنيا و السلطان و الذهب و ما خفوا السجن و الجلاد و كانت آراؤهم سيوف مسلطة فوق رقاب الجماهير و السلاطين و ما تنازلوا يوماً لأجل شيء من متاع الحياة , و ذكر أصناف من علماء الدنيا و هم الذين يفتون علي ذهب المعز و سيفه , و لقد زادت الأوضاع سؤ في بلادنا فأصبحت الفتوى علي ذهب المعز و سيفه و فضائيته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انها تثبت صدق ايمانها لما في النصوص
محمد البدري ( 2010 / 7 / 21 - 10:42 )
انها مفتية لا يمكنها الهروب من نصوصها. انها متاكدة من صحة كل النصوص المؤمنة بها. فهل تريدها ان تكون علي درجة من الاستنارة والعقلانية وتدعي انها ليست ناقصة عقل ودين؟ تحية وشكر وتقدير لك وللمفال.


2 - الدكتور طارق البشري يرى خلاف رأي الدكتورة
سعد الدين احمد غانم ( 2010 / 7 / 21 - 11:45 )
الدكتور المستشار طارق البشري اسلامي مستقل له رأي حاسم في موضوع تولي غير المسلم والمرأة السلطة فقال وارجو ان اكون موفقا في النقل ان الحكم في ايامنا هذه مؤسسي اي انه يأتي عن طريق الاحزاب السياسية وهي التي ترشح قاعدتها الحزبية والشعبية مرشحيها للمناصب السيادية يفترض هنا ان يكون المسيحي المصري وطنيا نظيفا له سيرة ذاتية محمودة و منضويا الى احد الاحزاب المعترف بها وان يحوز على ثقة قاعدته الحزبية والشعبية وان يتقدم بما يسمى خطته للترشيح و برنامجه الانتخابي وان يترشح ضمن اخرين فاذا قبل به الناس رئيسا فاهلا وسهلا به واهلا بها ان كانت سيدة لكن انتم اعرف باحوال السياسية في مصر الدكتاتورية العسكرية التي ترتدي الازياء المدنية وتختفي تحت حزب اوحد ووحيد لا يسمح للاخرين بالعمل حتى داخل اسوار احزابهم ويدبر لهم مكائد وتعلمون بان الاحزاب في مصر كرتونية وانها في مثل هذا الجو لا يمكن ان يصعد الى السلطة احد ما لم يحز على مواقفة اطراف دولية واقليمة ولذلك يعد هذا الكلام عن ترويس مسيحي مصري ضربا من الترف الفكري المهم الان العمل على ازاحة النظام الحاكم الذي يسعى للتوريث واسقاطه بكافة السبل


3 - انا اتحدى
توما خوري ( 2010 / 7 / 21 - 14:46 )
الافتاء بالشريعة, هي اسخف نكتة متداولة في بلداننا مند 1430 سنة وحتى الان! بدأت بقثم صلعم والناسخ والمنسوخ واية الافك, وما زالت مستمرة مع القرضاوي وصالح وغيرهما!!
قال علي ابن ابي طالب بان القراّن حمال اوجه!! وقالوا بان الشريعة الاسلامية هي عبارة عن سوبر ماركت تجد به ما تشاء. اي بكلام اخر الشريعة الاسلامية هي الشريعة الوحيدة التي ليست بها اي شريعة محددة, وبنفس الوقت, يمكنك ان تشرع منها اي شئ, اي انها شريعة زئبقية, يمكن ان تشكلها كما تشاء !!
انا اتحدى علماء الشريعة كلهم, بان يأتوني بأي فتوى يتفق عليها جميع الفقهاء, وانا افتي لهم بفتوى صحيحة معاكسة ومناقضة لفتواهم اعتمادا على الشريعة والكتاب والسنة والناسخ والمنسوخ وعلم القياس!! بالرغم من اني لست مسلما؟
وتحياتي للجميع
تي خوري


4 - ارهاب الدكتورة سعاد فكريا من مثقفين ؟!
جابر القيناوي ( 2010 / 7 / 23 - 05:03 )
من الواضح ان الاستاذة سعاد صالح تعرضت للارهاب الفكري من جهة الكنسيين والملاحدة في مصر ورغم اعتذارها فانهم لم يقبلوا منها مما يؤكد على النزوع الاستئصالي لدى هذا التيار المعادي للاسلام والمسلمين في مصر والذي يحلم ليل نهار بتطهير مصر من المسلمين ولكن هيهات

اخر الافلام

.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا


.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية




.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟


.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي