الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لن يُستهلك ماركس بعد الآن

روجيه عوطة

2010 / 7 / 21
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


كيف نطلب من قادة، تجلس على كراسيها المريحة، التغيير الثوري، وهي بحجة السياسة والليونة والدبلوماسية، التي تطال المراهق في عمره الأول، تسعى للوصول الى سلطة القرار من أجل المُشاركة في نظامٍ،أقله طائفي، وأعظمه، برجوازي، يُجدد نفسه بالإيديولوجيا المتغلغلة في عقول أفراد المجتمع، الكادحين، والمُغتصبة لقلوبهم؟
الأزمة هي أزمة "مثقفي" الطبقة العاملة، الجالسين وراء مكاتبهم الظريفة، المُحافِظة على مفهموم "المثقف" كشخصٍ يفكر عن الطبقة التي يُمثلها، "المثقف بإعتباره رجلاً يُفكر مكان الآخر آيل الى الإختفاء: أن نفكر مكان الآخرين، هذه سخافة تُدين مفهوم المثقف نفسه"، يعتبر سارتر.
أين المثقف الثوري اليوم من قيادة الحزب الشيوعي في لبنان؟
حب السلطة والسيطرة والوصول، للتحكم بعقول الناس، هي سمة "مثقفي" سلطة الحزب الشيوعي، الناتجة عن حِسَهم البرجوازي الصغير، المُتذبذب بين لعب دور الظالم أو المظلوم.
لم نعد نريد "مثقف" يتحكم بنا، داخل الحزب، وذلك بسبب قدرة على التفكير أكثر من الطبقة عاملة، يجب على هؤلاء الإكتشاف بأن الجماهير العاملة تعي واقعها، دون المرور بالوسيط المُتذبذب، وتقوله بشكل واضح تماماً.
لكن النظام العام، الطبقي الرسمي، والحزبي الداخلي الذي يشارك السلطة الرسمية، عن قصدٍ أو لا، يسد ويمنع ويقلل من قيمة هذه المعرفة الجماهيرية.
حان الوقت، لنكون غير مرتبطين بخطاب سلطة الحزب، ومُحاربين للغة السلطة البرجوازية القامعة لنا، ولكي نمتلك، كل واحد منا، أدوات وعيه الشخصي، التي على أساسها نثور ونُدَمر أنظمة "المعرفة" و"الخطاب" و "الحقيقة"، التي تستولي عليها السلطة وتعمل من خلالها على السيطرة أكثر وأكثر.
الحركة ليست ردة فعل، بل فعل خلاق، يخلق ثورته المُسقطة لمفهوم البيرو_مثقف.
كيف تبلور خطاب الحزب في قراءة النتائج الإنتخابية الأخيرة، التي خصلت في حزيران 2009؟
قرء الحزب الشيوعي الإنتخابات، التي شارك فيها في لبنان، على مستوى الواقع السياسي العام، بتحليل الذنب الذي إرتكبه، بمثالية الضحية أي أن خطأه الوحيد أنه ليس بظالمٍ، فقد رمى الطابة السببية لأحداث السابع من أيار في ملعب المُنتخب الإقليمي، وإعتبره السبب الأول والأخير للذي حصل في أيار، واعترف بأن قانون الستين يتناقض مع طموحاته الحزبية، فلماذا شارك إذاً؟
إنفصم الحزب عن مطالبته الممتعة لقانون النسبية والعمل على تحقيقها، وإعتبر أن سبب الإنفصام هو عدم القيام بتحركات شعبية عارمة، عذر أقبح من مئة ذنب، فهل يستحق قانون النسبية أي تحرك مطلبي "عارم" إلا أن المطالب الشعبية لا تستحق ذلك؟
إكتشف الحزب بأن نتائج الإنتخابات، الخاسر فيها، بأنها تَخدم الإدارة الأميركية، أولاً أين النظام الباسيج الإيراني من ذلك؟ والسوري أيضاً؟ ثم ما هو موقع القوى البرجوازية فيما حصل في الإنتخابات وبعدها؟
ألم تُعيد البرجوازية، في لبنان، ترتيب سيطرتها من خلال تحويل حقيقة ما يحصل من تناقضات طبقية الى صراع تَحسمه الصناديق الإنتخابية؟ ألم يُشارك الحزب الشيوعي في عملية التحويل هذه؟
المال السياسي/الطائفي، بالنسبة لقيادات الحزب ومثقفيه، حَوَل الإنتخابات الى تعداد طائفي بعيدأ عن معركة سياسية بإمتياز، أمام هذا التحليل البرجوازي، ألا يَحق لنا التساؤل عن أي معركة يتحدث الحزب، معركة مَن ضد مَن، فهل بوضع المال السياسي بين قوسيّ القانون الإنتخابي، تتحول المعركة الى معركة الحزب الشيوعي وتُحقق طموحاته؟ هل العقبة الوحيدة لكسب الحزب لمقاعده "المريحة" هي المال السياسي، بعيداً عن أن مُشاركته المُذنبة كان يجب ألا تحصل؟ أم بنية النظام الطبقي البرجوازي، في لبنان، وإيديولوجيته الطائفية؟
إعتبر الحزب أن القراءة الخاطئة التي قامت بها "المعارضة" اللبنانية لأحداث السابع من أيار، أدت الى إستهتارها بالمعركة الإنتخابية (عمل قيادي غير مُوحد، برامج غير فعالة...)، أهذا هو السبب الحقيقي؟ أم أن المُعارضة كطبقة برجوازية فتحت المعركة المسلحة مع الموالاة البرجوازية لكي تتقاسم القمع معها ثم السيطرة؟ وهل البرامج الغير فاعلة هي نتيجة الإنتصار الوسخ للمعارضة البرجوازية أم طبيعتها الطبقية؟
ماذا ينتظر الحزب الشيوعي من برجوازية المعارضة؟ تأجيج الصراع الطبقي؟!
ثم يروي لنا الحزب مؤامرة أسطورية تحصل في عمق النظام الأميركي من أجل مقايضة "المقاومة وسلاحها" مقابل "الإقتصاد وبناء الدولة"، عن أيّ مُقاومة يتحدث الحزب الشيوعي في لبنان؟ عن مقاومة حزب الله، البرجوازي ذات الصبغة الدينية؟ يُشرعن حزب "الشيوعيين القادة" لمُقاومة حزب الله في لبنان كأنها "مقاومة" لا بد من أبديتها، لو حلى حساب مطالب الكادحين العمال.
لا أريد إطالة الحديث عن تحليل الحزب الشيوعي اللبناني لذنب مشاركته للإنتخابات، فما قلته كافياً ليكون شاهداً على طبيعة قيادة الحزب الطبقية.
لا بد من القول أخيراً، أن ما تفعله قيادة الحزب ليست سوى إستهلاك ماركس وفكره من أجل الوصول الى حلم كل قوى برجوازية، والبقية تتبع من قمع وسيطرة دموية، فلننسى ما تعلمناه من تاريخ قيادات الحزب الحالية، ونبدأ برد شِعر إيديولوجيا السلطة الحزبية، والرسمية، الى نثر الواقع الطبقي، لنصل الى مجتمعنا المرغوب وقيمه الإنسانية.
فالذات الثابتة ليست سوى ذات مقموعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهدنة في غزة: ماذا بعد تعقّد المفاوضات؟ • فرانس 24


.. هل تكمل قطر دور الوساطة بين حماس وإسرائيل؟ • فرانس 24




.. 4 قتلى وعدة إصابات بغارة إسرائيلية استهدفت بلدة -ميس الجبل-


.. القوات الجوية الأوكرانية تعلن أنها دمرت 23 طائرة روسية موجّه




.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. والضبابية تحيط بمصير محادثا