الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رد فعلك مرآة حقيقتك!

ماريا خليفة

2010 / 7 / 25
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


" تعريفي للنجاح هو القبول التام. يمكننا الحصول على كل الممتلكات المادية التي نريدها بسهولة، إلا أن محاولة تغيير أفكارنا العميقة وتعلّم حبّ أنفسنا هما التحدّي الأكبر.."~ فرانكي

كلّ شخص منّا فرد، وفرديتنا هي طريقتنا الخاصة في استخدام كلّ ما أتينا إلى الدنيا مزوّدين به لنعيش تجربتنا على هذه الأرض. لقد ولدنا كلّنا فكراً وجسداً، بكل ما يحملان من قيمٍ خاصة وقدرات. كلنا أتينا إلى الحياة حاملين الزاد نفسه من المواد الأولية، وما من أحد يستعمل هذه المواد الأولية بالطريقة نفسها التي يستعملها بها أي شخص آخر. تلك هي فرادتك وهي تستحق التكريم. أما ردود أفعالك فمصدرها فرادتك وتجاربك.

نحن غالباً ما نشكّ بأنفسنا وبردود أفعالنا، وعندما نحلّل هذه الأخيرة إنما نفعل ذلك من خلال المقارنة. وفي الحقيقة نادراً ما تنفعنا المقارنة، ما لم نقرّ بأنه لا بأس بأن نكون من نحن، ونفكر بما نفكر به، وننفعل كما ننفعل. فالمقارنات يمكن أن تكون أحياناً فظيعة.

في فرادتك جمال رائع ينبغي تكريمه ومناقشته. لا بأس إن انفعلنا بهذه الطريقة أو تلك. لا بأس إن انتابنا شعور خاص. لا تشكّ بأحقّية رد فعلك على الأحداث. فانفعالاتك المتنوعة وغير المحدودة تكشف لك وللآخرين من أنت حقاً؛ شخص يستحق الاحترام، يستحق الإصغاء والإعجاب والتصفيق.

ثمة نظام داخلي تلقائي في داخلنا يحدّد كيفية استجابتنا للمثيرات. وهذا النظام يعتمد اعتماداً كاملاً على التجارب التي عشناها في حياتنا. أذكر مشهداً من فيلم "آن فرانك" الذي شاهدته في طفولتي. لقد أثرت بي الفظائع التي عاشتها تلك الفتاة في حياتها تأثيراً شديداً، حتى أنني لا أسمع مرة نفير سيارة الشرطة حتى تعود بي ذاكرتي بلمح البصر إلى الرعب الذي أحسست به أثناء مشاهدة ذلك الفيلم. هذا ردّ فعلي الأول. ومن ثمّ يعمل فكري التحليلي فأذكّر نفسي بأنني لست في العام 1944 حين كانت الحرب تمزّق أوروبا.

في أحد أكثر الكتب مبيعاً في مجال المساعدة الذاتية على حلّ مشاكل الحياة والذي يحمل عنوان "أنا بخير، أنت بخير"، يؤكد الدكتور توماس هاريس أن للبشر أنواعاً لا تحصى من الشخصيات المختلفة، إلا أن كلّ سلوك يعتمده أي إنسان يمكن قبوله والتعامل معه.

نحن غالباً ما نقارن ردود أفعالنا بردود أصدقائنا أو زملائنا، وأحياناً نحكم على أنفسنا بقسوة بسبب ردود أفعالنا الطبيعية لأنها مختلفة عن ردود الآخرين. تلك الانفعالات ناتجة عن شخصيتك الفريدة وتجاربك الخاصة. الآخرون لم يختبروا ما اختبرته أنت في حياتك، ولا أنت مررت بتجاربهم. أعتقد أن حكمة الهنود الحمر، سكان أميركا الأصليين، تجلّت في قولهم:" سر مسافة ميل وأنت تنتعل حذائي" ما معناه "ضع نفسك مكاني لتفهم ما أفعله". لا أحد يمكنه أن يفهم ما يحركك إلا إذا عاش التجربة التي تعيشها. كلّ إنسان منّا شخص فريد رائع وكلّ قصّة من قصصنا تحيّة تكريم لتلك الفرادة.
كن حكيماً وكرّم الإنسان الذي أصبحته!

" الموقف غير مهم.. المهم هو رد فعلك على هذا الموقف." ~ روبرت كونكلن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرانس كافكا: عبقري يتملكه الشك الذاتي


.. الرئيس الإسرائيلي يؤكد دعمه لحكومة نتنياهو للتوصل إلى اتفاق




.. مراسلتنا: رشقة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه كريات شمونة | #را


.. منظمة أوبك بلس تعقد اجتماعا مقررا في العاصمة السعودية الرياض




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقعات بمناقشة مجلس الحرب إيجاد بديل