الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى موون.. الحديث الاخير ...

نادية محمود

2010 / 7 / 25
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


كامرأتين شيوعيتن، اتفقنا قبل عقدين ونصف على اننا سنعطي العالم ما نستطيعه، واننا سناخذ منه ما نحتاج.

هكذا قلنا ..و هكذا عملنا..

الان.. ها.. نحن هنا.. عند سريرك في مستفشى ويستميد في سيدني، نراجع... و بدون كلام ذلك الاتفاق.

اخبرتنا طبييتك، انها النهاية.

فكرت في سري: ان هذا اخلال بالاتفاق..لقد منحت العالم ما تستطيعيه على امتداد ربع قرن…

و ها انت حين احتجت اليه لم يسعفك.

كل الذي يراد تقديمه الان.. ان تموتي براحة.. و ان يمنح الكادر الطبي اسرتك الدعم المعنوي.

ممرضات و طبيبات، يمنحنك الدواء برقة و يخاطبنك بـ" سويتي". اصدقاء يذوبون الما. و حب احتجنا الى ان نكتب رسائل من ان اجل ان نوقفه. من اجل ان يتوقف محبيك عن زيارتك لتحضين بفرصة الموت بهدوء.

ها نحن هنا الان.. انت تذوين يوما بعد يوم.. وانا، معك، في كامل عجزي عن ان اقدم اي شيء لك، سوى النظر في عيونك، و احتضان يدك، اكلمك حين تنظرين مباشرة في عيوني:

- موون ..كنا نتوقع ان الحياة سهلة، و لكنه يبدو انها صعب مما كنا نتصور.

رددت و بصوت ضعيف: كنا نتصورها سهلة، و لكنها تبدو الان صعبة.

و لذت بالصمت يوما بعد يوم، و اثرت السكوت.

اسال الطبيبة: هل تعرف ما تمر به الان؟ تجيب: نعم انها تعرف.

يا للكبرياء و لعزة النفس التي تملكين، انك تعرفين انك سائرة الى الموت، كمن يقف امام فوهة مدفع، الا انك لم تفزعي، و لم تخافي، و لم يختل هدوئك. تنظرين بعيوننا و تكتفين بالسكوت. الا حين ياتي صديق لك..تشهقين لرؤيته،، تعبيرا عن احتفائك بمجيئه!

و لم تكفين عن الدفاع عن الحزب و انت واهنة القوى...حين شاكسك جمال الحلاق مناكدا حول الحزب، ضربتيه بكوعك الواهن!.

حين تنظرين في عيني طويلا دون كلام: اشعر بالخجل. و كان صمتك ادانة لنا جميعا، للعالم، الذي لم ينقذك.. و كأن لسان حالك يقول "انه مجرد ورم في الجسم" كيف حدث ان العالم عاجز عن القضاء عليه؟

يقول لي جمال الحلاق: - انها قلة معرفة العقل البشري.

اناقشه بصوت خافت و نحن نجلس على مقربة منها: و لكن كيف يحدث ان البشرية تمكنت من اختراع القوة النووية، الوصول الى القمر، عمل تجربة الضربة الكبرى، الكومبيوتر و الانترنت، و ثورة الاتصالات، الا انها لم تتمكن من ايجاد علاج لورم سرطاني!

الاطباء يعانون بان ليست هنالك اموال تدفع لاجراء البحوث لايجاد علاج لامراض السرطان. الدعايات التلفزيونية في اكبر القنوات العالمية مثل قناة البي بي سي، تطالب المشاهدين بدفع ما يتمكنوا منه لتمويل ابحاث ايجاد علاج امراض السرطان. لم تضع البي بي سي اعلانا تطلب من الناس ان يتبرعوا لتمويل التسلح و الحروب، او لتمويل ابحاث التسليح، حيث لهذا تدفع الاموال بسخاء، اما تمويل ابحاث السرطان تستجدى من المشاهدين؟!.

انه هذا العالم الذي ناضلت لتغييره ليلى، هذا العالم الذي يخذل مرضاه ومحتاجية و فقراءه و ضعفائه.

يقول لي زوجها اسعد: كل الذي احلم به، ان اؤسس مركزا طبيا باسمها في بغداد، لمعالجة امراض السرطان التي تصيب النساء، حتى لا نفقد نسائنا بسببه.

تطلبين مني و انت على الفراش ان اتابع قضية اراس، المرأة الايرانية التي ابعدها زوجها من استراليا الى كردستان ايران و هي حامل، و طفلتها اليوم في السادسة من العمر، لا الحكومة الايرانية تعترف بالطفلة و لا الحكومة الاسترالية، و تشير علي الى الدرج لاستخراج الملف، حيث لا تقوين على ان ترفعي رأسك

اقول لك: موون، هذا وقت يجب ان تركزي فيه على صحتك و راحتك، العالم مليء بالمشاكل، من حقك ان تفكري بوضعك الان و ليس بوضع الاخرين.

بشرى و جمال، قالا في عيد تاسيس حزبكم في الحادي و العشرين من تموز، سنعد لليلى فرصة الاحتفال بحزبها، و سنجلبه الى غرفتها في المستشفى، مضوا لاعداد الحفل بعفوية، بصدق، اناس لم ينتسبوا للحزب يوما، الا انهم لهذا الحد و ابعد يمضون من اجل اسعادك.

ذهبنا اليوم ايتها الحبيبة الى مقهاك المفضل.. و ضعنا باقة ورد عند مكانك..

و قريبا سنحتفي بحياتك التي قلت لي بصوت واهن: انك لا تملكي دقيقة ندم واحدة على ما عشتيه فيها، و انك تمتعت بكل ما قمت و بكل ما عملت و بكل حياتك الجميلة التي عشت..

حزينة يا صديقتي.. لان هذا كان هو حوارنا الاخير..

25 تموز 2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خبر مؤسف
بيان صالح ( 2010 / 7 / 25 - 17:09 )
عزيزتي نادية
كم هو مؤلم ان توصفي اللحظات الاخيرة في حياة المناضلة القوية ليلى
لم اقابلها ولكن الحوار الاخر الصامت بينكما هزت كياني وانا اقرا ما كتبته و الدموع تنزل بغزارة
حزينة جدا لفقدان ليلى و غاضبة جدا من شراسة هذا النظام الراسمالي القذر الذي لم يستطيع لحد الان ايجاد علاج لمرض السرطان ولكن يستطيع حتى خلق الانسان

كان بودي ان اكون بجانبها و احاورها ايضا بصمت وارى قوتها وهي على حافة الموت

اتقدم بالمواساة لعائلة الراحلة ليلى وجميع الرفاق و الرفيقات

مع كل المودة


2 - التعازى لزوجها اسعد منهل
على عجيل منهل ( 2010 / 7 / 25 - 19:20 )
نفدم لزوجها وابنتها التعازى- وكل الصبر على هذه المصيبة التى المت بهم --ونتمنى ان يكونوا اقوباء لمواجهة الفاجعة المؤلمة- هذه التى احزنتنا- للمناضلة الرحمة والسعادة فى الاخرة- ولاهلها الصبر والسلوان


3 - أحر التعازي
محمد عثمان ابراهيم (السودان) ( 2010 / 7 / 26 - 00:39 )
خبر مؤسف ومحزن. لم أعرف الراحلة لكني أذكر أنني حاورتها لصالح راديو إس بي إس في مدينة سيدني قبل عدة سنوات. أذكر أنها كانت متحمسة ومرتبة الذهن وشديدة الإعتداد بأفكارها. كان ليها كثير من اليقين بأن القادم في بلادها العراق سيكون أجمل وأن مستقبل أهل كوردستان سيكون مغايراً تماماً للماضي المثقل بالدم والجراح. هل تحقق ما كانت الراحلة تحلم وتعمل من أجل تحققه؟ ليس بعد، لكن حسبها أن أدت دورها بتجرد وعزيمة وجَلَد. تغمدها الله بواسع رحمته.


4 - نسأل الله الرحمة لها
سمير فاضل ( 2010 / 7 / 26 - 07:22 )

احر التعازي لعائلة الفقيده ليلى محمد ستبقى افكارها والأهداف النبيله التي عملت وناضلت من اجلها نبراسأ مضيئأ وخالدأ في مسيرة الحياة


5 - تعازينا القلبية لعائلةالفقيدة ورفاقها
جريس الهامس ( 2010 / 7 / 26 - 11:39 )
خسارة المناضلة ليلى لاتعوض رغم عدم معرفتنا بها إلا من خلال نضالاتها واّرائها لها الرحمة والخلود وللرفيقة ناديا ورفاقها وعائلة الفقيدة الغالية تعازينا الأخوية مع كل الحب


6 - أحر التعازي بوفاة المناضلة منى علي
كاظم حبيب ( 2010 / 7 / 26 - 18:34 )
أقدم تعازي الحارة ومواساتي الشخصية إلى عائلة الفقيدة وإلى رفاقها واصدقائها راجين لهم الصبر والسلوان وللفقيدة الطيبة الذكر الطيب , لقد كان لها دور ملموس في الحركة الاجتماعية وفي النضال من أجل حقوق المرأة ومساواتها بالرجل. وهي خسارة كبيرة لزوجها وعائلتها ولكل المناضلين في العرق. كاظم حبيب


7 - رحمها الله
جلال البعشيقي ( 2010 / 7 / 26 - 18:42 )
انه خير محزن ن ومؤسف ولأكن لاعتراض على أمر الله . ويمكن القول أن في بعض الأحيان يختار الله من أحبهم لانهم حبوا شعبهم بل ضحوا من اجل هذا الشعب... رحم الله الاخت ( ليلي محمد) وجعلها في احد قصور الجنة أن وجدت بالفعل هذه القصور


8 - الحزن العميق
طه معروف ( 2010 / 7 / 26 - 22:22 )
رحيل المناضلة الجسورة رفيقة ليلى التي كرست حياتها من أجل تحقيق المساوات والعدالة الإجتماعية ومحو الطبقات خسارة جسيمة للحركة الشيوعية المساواتية وللحركة النسوية في العراق وفي المنطقة وبهذه المناسبة الأليمة اتقدم ببالغ الحزن والاسى مواساتي إلى جميع افراد عائلة ورفيقها وذويها
رحيلك خسارة لا يعوض وإسمك خالد محفورة في قلب كل المناضلين والمناضلات من اجل حرية والمساوات



9 - خالص التعازي
قاسم علي فنجان ( 2019 / 7 / 25 - 17:10 )
احر التعازي واصدقها لأسرة الفقيده ليلى
ولاصدقائها ومحبيها

اخر الافلام

.. الشرطة الكينية تطلق الغاز المسيل للدموع على مجموعات صغيرة من


.. شاهد: تجدد الاحتجاجات في نيروبي والشرطة تفرق المتظاهرين بالغ




.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: أي سياسة خارجية لفرنسا في حال


.. مخاوف من أعمال عنف في ضواحي باريس بين اليمين واليسار مع اقتر




.. فرنسا: تناقضات اليمين المتطرف حول مزدوجي الجنسية..وحق الأرض