الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفقدان مرة أخرى: عبور ليلى محمد

واصف شنون

2010 / 7 / 26
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية



ببساطتها وحيويتها وعدم تكلفها وتصنعها الثقافي والإجتماعي والفكري ثم الإنساني وهذا هو الأهم (فقد عملت لسنين في مجال مساعدة ودعم اللاجئين والعائلات ) ،رسخت ليلى محمد ( منى علي الجوهري ) نموذجها النسوي النادر في اوساط النساء العراقيات ليس داخل العراق ، بل في الخارج الذي يسمى مغتربات أو منافي ، نموذجها النسائي في الإصرار على الحياة وعناصر استدامتها ومكافحة الموت والظلام والتخلف قبل أن يغزو جسدها المرض الفتاك أو بعده والذي لم تتهاون أمامه أبدا ً،مثلما لم تكن تتهاون ابدا ً في الدفاع عن الحريات الإنسانية وحقوق البشر ومساواتهم ، بل الموت من أجل قضيتها الصميمية ( حرية المرأة ونصرة الكادحين والنازحين والجياع ) ، وكانت قد شفيت وتوردت خدودها فمازحتها يوما (عمي انطينه شويه سرطان ) ،لكن بسري اعرف الكوامن واللواحق وبواطني تحترق قلقا ً وشاهدي الوحيد هي بشرى صديقتها.
هي رحلت الأن ،وقد برهنت واقعيا وعلميا وماديا على عقم وكذب وزيف مقولة ( اذا اجتمع امرأة ورجل فأن ثالثهما هو الشيطان !!!) فلـ منى علي اصدقاء رجال وشباب ربما يوازي صديقاتها من النساء ،أصدقاء تتحدث معهم عن كل قضية وعن كل مشكلة وعن كل اغنية أو فيلم وتسمع النكتة وتضحك وترقص وتشرب وتتعلم وتتعارك ، واتحدى رجلا ً مشوربا ً يستطع التحرش بها حتى لو كانت وسط تسعين من الرجال ( الكلاب او البزازين ) ،وقد كنت أنا أحد اصدقائها من فصيلة ( الغزلان ) بسبب رشاقتي كما كانت تسخر مني ومن غيلان وجان دمو حين التقيناها اول مرة في امسية دمو الشعرية عام 1998 في سيدني !!. و من المؤكد ان هناك القليل من امثالها على الرغم ان طموحها منذ البدء كان كبيرا والواقع يثبت عكس ذلك ، لكنها بعنادها واصرارها كانت تبرهن على ان للنساء العراقيات على الخصوص دورا هاما ً ، فطالما تصدت لأراء واقعية بأفكارها المستقبلية الوردية الإنسانية ،فحين اقول ماذا يفعلن البرلمانيات (ذوات السواد) في البرلمان العراقي ،تقول منى انت واحد من الذين أيدوا الإنتخابات ..،، فاضطر الى الصمت والضحك وتغيير الموضوع ،لكني بعض الأحيان أشغل الهاتف معها في نقاش لاينتهي .هي الأن هادئة وأنا صاخب.
لقد تعبت انا شخصيا من كثر حجم فقداني ، فجميع الذين افقدهم هم من الشباب ومن محبي الحياة والحرية ، ومنى قد لحقت باخي حازم وزوجتي احلام وعمي محسن وصديقي فريد ...وجميعهم ماتوا شبابا وجميعهم كانوا يحبذون النور وينبذون الظلام .

ليس بودي أن أصنع من هذه الكائنة الراحلة امرأة اسطورية أو بمعنى أن ليس هناك غيرها ، فهي تركت ابنة طبيعية هي (لينا )في مقتبل العمر متفوقة دراسيا وزوج ( أسعد ) طيب ونبيل ،وتركت ابنة مكتسبة بالحرية والفكر هي الفتاة نورس ، ابنتان يتمثلانها في القوة وفي الإصرار وصنع المستقبل واصدقاء وصديقات واخوة ورفاق ورفيقات يمجدون الذكرى والدمع ويتسامون مع الأخوة ألإنسانية .

لنصرخ جميعا ...
الى لقاء أبيض وملون ايتها الأخت والأم والصديقة ..
ايتها الشابة ..
الى لقاء ايتها التفاحة
الى لقاء ايتها الوردة
الى لقاء ايتها الأرض
الى لقاء ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الخلود لروح الفقيدة الراحلة منى محمد
مريم نجمه ( 2010 / 7 / 26 - 10:10 )
الأستذا الفاضل واصف شنون
نقدم تعازينا الأخوية الحارة لكم يا أصدقاء ( الوردة منى ) , ولعائلتها ولكل من فقدها إبنة العراق البارة الإنسانة الطيبة المحبة .. والرحمة لروحها
لكم سلامنا وتحياتنا القلبية
مع الحب والتقدير لوفائكم


2 - ياه، يا واصف!!؟
حسن صالح ( 2010 / 7 / 26 - 13:18 )
كم صاف و رشيق أنت يا غزال. تحية من العمق لنبلك الحيواني، إيها النقاء


3 - قاعدة
فايق علي الموسوي ( 2010 / 8 / 29 - 23:09 )
اي قواعد ايها الاخوة لم ينشر فيها العزاء لاننا ذكرنا الله وكان ذكره سبة على حواركم المتمدن
اولا يشغل الناس اكان موجودا ام لا


4 - واصف الحالات
فايق علي الموسوي ( 2010 / 8 / 30 - 06:37 )
عزيزي واصف كلي شوق لك راسلني [email protected]
انا عرف قديم لك احيي حروفك دوما


5 - الأخ فائق
واصف شنون ( 2010 / 8 / 31 - 04:15 )
اليميل اعلاه لايعمل ، ايميلي ظاهر اعلى الصفحة يمكنك مراسلتي من خلاله وشكرا لك وللحوار المتمدن مع المعذرة للقراء الأعزاءلتحول التعليقين الأخيرين الى امر شخصي

اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في تل أبيب وسط مطالبات بإسقاط


.. نقاش | كيف تنظر الفصائل الفلسطينية للمقترح الذي عرضه بايدن؟




.. نبيل بنعبد الله: انتخابات 2026 ستكون كارثية إذا لم يتم إصلاح


.. بالركل والسحل.. الشرطة تلاحق متظاهرين مع فلسطين في ألمانيا




.. بنعبد الله يدعو لمواجهة الازدواجية والانفصام في المجتمع المغ