الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التلفاز المغربي، إنتاج للعطب

محمد المستاري

2010 / 7 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


طالب باحث في علم الإجتماع

أخدت التلفزة المغربية تفقد الإهتمام بالمادة المنشورة ما إذا كانت تتوافق وتنسجم مع القيم والثقافة أم غير ذلك، فالتلفزة المغربية لم تعد تقوم بوظيفتها المتوقعة في إفهام أفراد المجتمع لمهامهم وإحتياجاتهم في التربية على الإعداد النفسي للعمل والحركة، بمعنى فقدت وظيفتها في التربية والمعرفة التي إقترنها العالم البريطاني أنطوني جيدنز بـ " أن لوسائل الإعلام أهمية تعادل ما للمدارس والجامعات في إقامة مجتمع المعرفة" بحيث أصبحت تهتم لا غير بالوظيفة التي تخدمها تمرير الأهواء وتحقيق المصالح، ولم تعد تراعي القناتين الأولى والثانية لا الهوية الثقافية، ولا الخصوصيات الأخلاقية، ولا المعايير الإجتماعية.
لقد أصبحت التلفزة المغربية تترك آثارا عميقا في حياة الناس، إذ نجدها لا تقوم بتوصيل رسالة تزود المشاهد بالتثقيف والتعليم وبث مواضيع علمية تهم الحياة اليومية وخالية من كل توجهات أيديولوجيا، بقدر ما نجدها تبث تفاهات وتوهمات، أفلام ومسلسلات، مكسيكية وتركية ويابانية مترجمة إلى اللغة العربية واللغة الدارجة. فأي إفادة سينتظرها المشاهد المغربي من هذه الأفلام التي تعرض واقعا غير واقعه وقيما منافية لقيمه وهويته المغربية؟؟ فقر للثقافة وإغناء للتفاهة.
وبالإضافة إلى ذلك، السهرات الليلية في يوم السبت التي تعرض الممثلات بأجسادهن الخليعة التي لا تكاد الأعين تصدق بأنها على القناة الأولى والقناة الثانية دوزيام 2M، فهل القناة الأولى وقناة دوزام لا تدري بأن الآباء مع أبنائهم يشاهدون معا مايعرض؟؟ فضلا على الوصلات الإشهارية التي إحتكرت التلفزيون وتُعرَض بجميع أشكالها مع العلم بأثرها السئ الذي يحمل في طياته جملة من الأيديولوجيات المتلاعبة بالعقول لتحقيق الطلب على إستهلاك منتوجاتها على الرغم من اللاشرعية في طرقها.
وبناء على ما سبق، فعلى المسؤولين والمعنيين بالمجال الإعلامي إعادة مراجعة مايبثون من مواضيع وقضايا لأنهم سيجدونها حقيقة وبلا شك ماهي إلا إنتاج للعطب على الجيل الواعد، الذي إفتقد المرجعية السليمة نتيجة لها، وأصبح موضوع حديثه يتجه على ماورد في الأفلام المترجمة بتفاصيل التفاصيل، دون أن يميز في ذلك ماهو أخلاقي وغير أخلاقي، إلى حد الحديث حتى عن اللحظات التي يقبل فيها الشاب الفتاة أمرا بديهيا ومقبولا. فهل دور المؤسسة الإعلامية التي أخدت ثقة كل من مؤسسة الأسرة والمدرسة هو تشريب المتلقي للأعطاب الدخيلة والهجينة المنافية للمبادئ والقيم المغربية العربية الإسلامية؟؟.
محمد المستاري،
طالب باحث في علم الإجتماع
المغرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هكذا دخلت شرطة نيويورك قاعة هاميلتون بجامعة كولومبيا حيث يت


.. وزير الدفاع الأمريكي يقول إن واشنطن ستعارض اقتحام رفح دون خط




.. وقفات احتجاجية في جامعات الكويت للتضامن مع غزة


.. وزير الخارجية الأمريكي: إسرائيل قدمت مقترحات قوية والكرة الآ




.. الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد قال إنها لتجهيز فرقتين للقتال في