الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف ينظر العالم إلى النقاب؟

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

2010 / 7 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من المؤكد أن المسلمين الأوائل كانوا يهتمون بالقيم الأخلاقية والإنسانية حين يقومون بالدعوة للإسلام وهذا يفسر سر اعتناق أجناس مختلفة للإسلام فى أسيا وأوروبا وأفريقيا. أما مسلمو هذا العصر الذى يلجأ فيه بعضهم لأساليب منفرة وعنيفة تخلق انطباعا سيئا وتساهم فى تكوين صورة غير حقيقية عن إسلام السلام والتسامح فإنهم لا يلتفتون إلى جوهر الإسلام بل يولون اهتماما خاصا للمظاهر الشكلية كالدعوة إلى إطلاق اللحية وارتداء الجلباب القصير أو ارتداء النقاب. لعل هذا يوضح أسباب انتشار الإسلام الشكلى فى مجتمعاتنا فى الوقت الذى توارت فيه القيم الأخلاقية والتسامح الإنسانى ليحل محلها العنف والبلطجة والإرهاب. لقد جاءت النتائج عكسية فيما يتعلق بالنظرة إلى الإسلام حيث تتنامى الدول التى تناهض الحجاب والنقاب فى العالم بما فى ذلك الدول الإسلامية.

لا شك أن الأصوات التى تحظر من التواجد الإسلامى فى المجتمعات الغربية تتزايد يوما بعد يوم. فالكاتبة الهولندية من أصل صومالى هيرشى على ترى أن القيم الإسلامية لا تتفق مع القيم الغربية وأوضحت أن البرقع أو النقاب يدل على اضطهاد المرأة، كما يدل على وجود مجتمع متواز فى مواجهة المجتمع القومى. ويشير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، تونى بلير، إلى أن تمسك المجتمعات الإسلامية بالمظاهر الدينية فى الغرب يعد بمثابة دليل على النزعة الانفصالية حيث ترفض هذه المجتمعات الاندماج فى المجتمعات القومية فى أوروبا. أما الآراء الأكثر تشددا فقد نادت بتوسيع نطاق الحظر بحيث يشمل المدارس الإسلامية والمساجد الجديدة والهجرة من الدول غير الأوروبية.

ومن الواضح أن هذه الأصوات والآراء باتت مؤثرة ومسموعة فى الغرب. لقد قررت عدة دول أوربية حظر ارتداء الملابس التى ترمز إلى الدين فى المدارس والجامعات والمبانى الحكومية. ففى فرنسا ظهر قانون يحظر ارتداء ملابس توحى بالهوية الدينية فى المدارس الحكومية. وفى عام 2003م أيد الرئيس الفرنسى جاك شيراك صدور قانون جديد يمنع ارتداء أى علامة تشير إلى الهوية الدينية. وفى 22 يونيو 2009م صرح الرئيس الفرنسى نيكولاس ساركوزى أن البرقع أو النقاب غير مرحب به فى فرنسا حيث لا يمكن أن يقبل أن تحبس المرأة خلف ستار وفى حالة عزلة عن المجتمع. وتشير التقارير الفرنسية أن المرأة لا ينبغى أن ترتدى ملابس تخفى شخصيتها فى الأماكن العامة. وفى بلجيكا أصدرت عدة بلديات قوانين تحظر ارتداء ملابس تخفى الوجه. لقد تم فرض غرامة قدرها 75 يورو على سيدة مغربية بحجة ارتداء البرقع. وفى ابريل الماضى أقر مجلس النواب البلجيكى اقتراحا يحظر النقاب فى جميع أنحاء البلاد. أما فى هولندا فقرر مسئولو مدينتى أمستردام وبريخت قطع معونة البطالة عن النساء اللائى يرتدين البرقع على اعتبار أن البرقع يتسبب فى عدم حصولهن على فرصة عمل.

الغريب أن قرارات ووسائل حظر الرداء الاسلامى لم تنحصر على الدول الغربية فحسب بل تبنتها دول عربية وإسلامية حيث تعتبر تونس وتركيا من أبرز الدول الإسلامية التى تحظر ارتداء الحجاب. ففى عام 1981م قررت الحكومة التونسية حظر ارتداء الحجاب وغطاء الرأس فى المدارس والمبانى الحكومية على أن يتم إنهاء خدمة النساء اللاتى يرفضن الالتزام بهذه القرارات. وفى عام 2006 قررت الحكومة مواصلة تصديها للحجاب فى الأماكن العامة حيث يتم إيقاف النساء فى الشارع لمطالبتهن برفع الغطاء. أما فى تركيا التى وضع مصطفى كمال أتاتورك دعائم علمانيتها فى عام 1923م فإن الحجاب بات محظورا فى المدارس والجامعات. لقد فشلت الحكومة الإسلامية الحالية فى استصدار قوانين فى 2008م تسمح للمرأة بارتداء الحجاب فى المؤسسات التعليمية.

وخلاصة القول فإن القائمين على الدعوة الإسلامية فى حاجة إلى بذل جهد أكبر لإبراز صورة صحيحة للإسلام، صورة نحذف منها كل ألوان التطرف والمغالاة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا يكفي لا يكفي يا استاذ لابد ان نرتد ليرضوا
محسن علي غالب ( 2010 / 7 / 28 - 05:39 )

لا يكفي لا يكفي يجب ان يرتد المسلمون قاطبة عن دينهم ويلتحقوا بالمسيحية يا استاذ
حتى يرضى عنهم النادي المسيحي ويقبلهم في عضويته برتبة مراقب من الدرجة العاشرة ؟!


2 - المسلمون يهود اوروبا والافران بانتظارهم
شهدي علي صالح ( 2010 / 7 / 28 - 05:49 )

لا فائدة من هذه الاجراءات ضد النقاب لان هذا يمثل تحديا لارادة المرأة ودفعا لها للنضال ضد هذه التوجهات وتحديها
ان كان المقصود بهذا القرار الناحية الامنية فان النساء الذين اجبرن على ترك النقاب استبدلهن بنظارة شمسية غامقة تخفي نصف الوجه واشارب يغطي نصف الوجه الاخر من اسفل
في الغرب تستخدم المظاهر الاسلامية من اجل الوصول الى السلطة وتستخدمها الاحزاب الهامشية سلما وغرضا لذلك ومنها نشأت فكرة تخويف الناخب الغربي من خطر الاصولية
الاسلامية
يبدو ان المسلمين سوف يصبحون يهود اوروبا فتاريخيا مورس نفس الشيء ضد اليهود ا و المتهودة الاوربيون وقد عانى هؤلاء من اضطهاد المسيحيين لاسباب دينية ودنيوية ثم بالنهاية سيقوا الى افران الغاز
قد لا يسمح الظرف الحالي بسوق المسلمين الى غرف الغاز ولكن حتما سوف يتم التفكير في شيء اكثر حضارة ؟


3 - حاوي
حمورابي سعيد ( 2010 / 7 / 28 - 08:36 )
يا سيد احمد .....ما هي الصورة الصحيحة للاسلام؟ القران والسيرة المحمدية مثل جراب الحاوي تجد فيه كل المتناقضات ,فمن ايات السلم الى ايات القتال والارهاب ,فاين هو من كل ذلك ؟

اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah