الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لسنا بحاجة إلى العلمانية !

ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)

2010 / 7 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وكأن لسان حال الكثيرين منا يقول ما يحمله عنوان هذا المقال : لسنا بحاجة إلى العلمانية ، فإلى ماذا نحتاج إذن ؟.
أترانا نحتاج إلى التكفير ، كأسلوب عمل وأداة تفكير وطريقة حياة ، بدلاً من حاجتنا إلى العلمانية ، أم ترانا أشد ما نكون إلى مزيد من الأسلمة والإغراق في التدين بمختلف أشكاله ومستوياته ، ولا يسلم من ذلك حاجتنا إلى التبرك بالعمائم والتمسح بالقلنسوة ، وفرض المزيد من الضرائب والإتاوات على أنفسنا ومستقبلنا .
قد لا نكون بحاجة إلى العلمانية قبل ثلاثمائة عام ، أي في لحظة انطلاقتها الأولى في عواصم الغرب ، فالعلمانية وقتذاك ، كانت بالنسبة إلينا لا تعدو كونها نظرية تآمرية على أساس أن قيمنا الأخلاقية والدينية والشرعية ، تتنافى مع جوهر العلمانية التي وجدت في بيئة شرطية لا تتواءم البتة مع بيئتنا .
إذا كانت العلمانية معولاً لهدم الدين ، كما يفهما الكثيرون ، فإن لسان حالهم لازال يلهج بنفس الاسطوانة : لسنا بحاجة إلى العلمانية ، لكن أين دليلهم على وقوفها ضد الدين في أوروبا والصين ، حتى لو جرى فهمها على أنها الوجه الآخر للإلحاد أو اللا دينية ؟ ألم تبق المعابد والكنائس على ما هي عليه ، في ظل تطبيق العلمانية على نطاق واسع ؟.
إن ثورة العلمانية في الغرب ، لم تكن الغاية منها ، إقصاء الدين ، بقدر ما كانت تحديثاً للنظم السياسية ( إلغاء الإقطاع ) والدستورية ( سن القوانين والتشريعات ) فضلاً عن تطوير النظم الاجتماعية والثقافية ( إطلاق الحريات ) والسؤال هنا ، ألسنا بحاجة إلى تحديث نظمنا السياسية والتشريعية المتكلسة والمتعطلة أصلاً بفعل الوصاية الدينية والاستبداد السياسي ؟.
تجربة أنظمتنا السياسية الراهنة مع العلمانية ، كانت عبارة عن تجربة قشور لا جذور ، ولا يستطيع أحد أن يحاجج بغير ذلك ، ففشل تجاربنا الاشتراكية والقومية واليسارية ، عائد بالمقام الأول إلى تقليدنا العلمانية على مستوى طبقتنا السياسية الحاكمة من دون تطويرها أو مراجعتها ، وكذلك دون اعتمادنا لها على مستوى طبقات المجتمع وشرائحه المتنوعة ، وإلا لماذا نجحت تلك التجارب في موطنها الأصلي ، وفشلت عندنا ، أليست العلمانية هي الأساس التي تنبعث منه تلك
التجارب ؟.
إن حاجتنا للعلمانية ، أشد ما تكون كحاجتنا للعلم والثقافة ، وإلا فإن البدائل أشد قتامة مما يتصوره البعض أو يعتقده ، وقد يعيب البعض على العلمانية خلوها من الديمقراطية ، على أساس أن بعض تجاربها في كوريا الشمالية وكوبا وتركيا قد خلت منها .
وقد لا تكون العلمانية مسئولة بالضرورة عن غياب الديمقراطية ، لكن تطبيقها الصحيح سيؤدي طريقه إلى الديمقراطية ، كتحصيل حاصل لسلامة نظامها السياسي الاقتصادي ، ونتائج ذلك بدأت بالظهور في تركيا .
كما أننا بحاجة إلى إزالة اللبس الذي يلفها ، وسوء الفهم والظن تجاهها ، فالزمن الذي مر علينا قبل 500 عام ، حينما كان الشرق بأسره ممالك وولايات تخضع لسلطان الخليفة أو الحاكم بأمر الله ، انقضى ولم يعد كما هو ، فالزمن في تغير مستمر، وحاجتنا في الأمس تختلف عن حاجتنا اليوم .
فليست العلمانية التي أبدعها عقل الإنسان على تضاد مع معتقداته ، بقدر ما هي على توافق تام وكامل مع رغباته في العيش ضمن حياة أكثر انتظاماً في فهم متغيرات العصر البناء عليها ، بروح ملؤها العدالة أو المساواة أو الحرية الفردية ، كل بحسب نظامه السياسي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العلمانية او ربطة الخبز !!
شهدي علي صالح ( 2010 / 7 / 28 - 16:51 )

ياعمي خلينا اولا نخلص من الاستبداد الحزبي والقطري والعسكري والعائلي بعد ذلك نفكر في العلمانية كترف

عن اذنك انا راكض على الفران علي احصل على ربطة خبز لعشاء الاولاد ؟!

اخر الافلام

.. 251-Al-Baqarah


.. 252-Al-Baqarah




.. 253-Al-Baqarah


.. 254-Al-Baqarah




.. 255-Al-Baqarah