الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوهم والمتوهمون

صادق سالم

2010 / 7 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن الوهم هو أن تسمع أو ترى أو تشعر وتحس بأشياء ليست موجودة بالحقيقة سوى بخيالك , ونتيجة لذلك تكون أعمالك وردود أفعالك بعيدة جدا عن ارض الواقع والتي بدورها قد تؤذيك وتؤذي من حولك .وحسب رأي فان هناك أنواع كثيرة للوهم منها الوهم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والنفسي والديني ....الخ . وذلك حسب المكان أو العمل الذي يشغله الإنسان المتوهم .
ولعل الوهم الديني يعتبر من اخطر أنواع الوهم لما له من تأثير كبير في سلوك الإنسان . فالإنسان بفطرته منقاد للدين ويتأثر به تأثر كبير فبالدين يعمل وبالدين يتكاثر ( يتزوج ) وبالدين يقتل ( يقاتل ) وبالدين يضحي بنفسه ( يستشهد ) وأيضا بالدين ممكن أن يفعل المستحيل بنفسه أو مجتمعه . وعليه سنركز هنا على هذا النوع من الوهم وربما سيكون لنا مقال أخر مع بقية الأنواع تباعا .
فيمكننا ان نعرف الوهم الديني هو أن تشعر وتحس انك وصلت إلى مرتبة في الدين هي بالحقيقة أعلا بكثير مما أنت عليه فعلا فتقوم بالتحليل والتحريم كيفما تشاء وتفسر فتاوى وأوامر المراجع كيفما يفسره وهمك وليست حقيقة الأمر أو الفتوى .
أما المتوهمون فهم نوعان .
الأول هو المتوهم الناتج بعد عملية غسيل المخ التي تحول الإنسان إلى آلة مطيعة ومنفذة لأي أمر مهما كان وتحول عقل الإنسان إلى حجر لا يفقه شيء . وطبعا غسيل المخ هذا تنفذه أجهزه خاصة وبوسائل كثيرة , منها تحريف معاني القران الكريم والسنة والأحاديث الشريفة وتزوير الكثير من الروايات والكتب الدينية , وهذا التحريف يكون متعمدا بغية تنفيذ أجندة سياسية ودينية ( أو دينية سياسية ), وعادت الفئة المستهدفة من عمليات غسيل الدماغ هذه هم الأشخاص ذوي التعليم البسيط وفي المناطق المتخلفة, ولعل الذي يفجر نفسه في سوق شعبي أو حافلة تقل مدنيين أو الذي يحمل السلاح ويقاتل دون أن يعرف على من يطلق الرصاص أو لماذا , خير مثال على هؤلاء .
أما النوع الثاني من المتوهمين فهم الذي يحسبون على فئة المثقفين , حيث إنهم عندما يتعلمون مجموعة من المصطلحات الفقهية وبعض التفاسير ويسمعون بعض المحاضرات ويقرئون بعض الروايات الدينية والأخطر إذا درسوا في المدارس والحوزات الدينية سنة أو سنتين يضنون إنهم وصلوا إلى مرحلة لا ينبغي أن يناقشهم فيها احد وإنهم امتلكوا الدين كله , ولكن حقيقة الأمر إنهم نعم قد تكون لديهم الكثير من المعلومات الدينية لكنهم يتعاملون معها تعامل المعلومة العلمية المجردة ( وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ) الحجرات14 والتي لا تؤثر فيهم نفسيا وروحيا , فعندما يحدثك بالحلال والحرام وأوامر المرجعية يناقشك كما يناقش معلومة علمية لا يتأثر فيها أبدا فتراهم يعملون وفق ما صوره لهم ضنهم ووهمهم وقد يجتهدون غاية الاجتهاد ويبذلون الوقت والمال والتفكير لكن في الطريق الخطأ بل المعاكس تماما للحق .
ولان المرجعية مرتبة لا يستطيعون الوصول إليها وأيضا من الصعب أن يقنعوا الناس إنهم خير منها ( حسب ضنهم ) فتجدهم يحاولون جاهدين وبصورة مستمرة وخبيثة بالكلام والكتابة والأفعال تسقيط المرجعية وتشويه سمعتها وبث الدعايات المغرضة عنها بل قد يستعينوا ببعض معلوماتهم الفقهية والتي فسروها كما صورها لهم ضنهم النيل من مرتبة المرجعية , كل هذا لكي يكونوا هم الأصح وهم الذين لا تجب مناقشتهم ولا مجادلتهم لأنهم يعرفون الكثير من الحكايات ( الروايات ) ويمتلكون الكثير من المفردات العلمية ( الفقهية ) .
المشكلة الحقيقية هنا إنهم يضنون أنفسهم يحسنون صنعا وقد قال جل من قال فيهم

{الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً }الكهف104








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا