الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة (1) .. متى يفكر الشعب بالدولة !!

دينا الطائي

2010 / 7 / 28
المجتمع المدني


رسالة (1) .. متى يكفر الشعب بالدولة ؟

لنقل أن الدولة هي مؤسسة تضم بين طياتها جمع من الناس متجانسين فكريا ومعنويا .. وقد أقاموها ليتطوروا في كنفها ويؤدوا الرسالة التي شاءت العناية الالهية ان تكن أمرها اليهم !! وهذا المعنى العام للدولة .
وأخطأ من قال ان الاقتصاد هو علة وجود الدولة وانما هو وسيلة من وسائل تحقيق غاية وجودها .. ولايمكن .. لا بل ومن الخطورة ان يكون الاقتصاد هو غاية وجودها .. الا اذا كانت الدولة تقوم على اساس غير سليم !! .. إن الدولة التي تجعمل غاية وجودها الاقتصاد .. تكون قد فقدت ما للدول من مقومات البقاء !! .. وللاسف أن الانصراف الحالي لدولنا نحو الاقتصاد وحده على حساب فضائلنا وقيمنا ومثلنا .. لا يلبث ان تتسبب تلك التوجهات الى انهيار دولنا واقتصادنا وشعوبنا .
إن الذي ينشئ الدولة ويصونها هي العقل والارادة والتضحية .. فإن فقدت الدولة هذه القوى الثلاث .. آن للدولة الزوال !! .. لكن متى تنقلب القوى الثلاث على الدولة ؟؟ وبمعنى اخر متى يكفر الشعب بالدولة !! .. هنا نقول ان الفقر صنو الجهل وهو صنو المرض ايضا .. ومتى ما اجتمع الثلاث .. مات في النفوس كل شعور وطني .. وكفرت الشعوب بدولها !! .. لأن الانسان لا يناضل الا من اجل ما يحب .. ولا يحب الا من هو حري بالتقدير والاحترام .. فكيف يطلب من مواطن ان يحب وطنه ويقدره ويحافظ على امنه وهو يجهل تأريخه .. ولا يشعر بكنفه بأي نعم تؤمنها الدول الاخرى لرعاياها .
إذن لا يحق للدول أيا كانت ان تفرض احتراما على الشعوب عندما تعبث بالمصالح العامة .. وتحرض .. لا بل و تتعمد الاذى لشعوبها .. إن سلطة الدولة لايمكن أبدا ان تكون غاية وجودها .. وان الحكومة التي تقود شعبها الى الخراب بشتى الوسائل والامكانيات .. أقول لها حينها (( من يبني على الشعب .. يبني على الطين )) .. وهنا ارفع انذارا للجميع .. بإن عصيان كل فرد من افراد الشعب حقا من حقوقه .. لا بل واجبا وطنيا .. لأن العالم على سعته يضيق بالشعوب الضعيفة .. وآن للشعوب ان تنصف نفسها بنفسها !! لكن يبقى السؤال كيف !! .. إن السواد الاعظم من الشعوب لا يتحلى بالوعي السياسي ومشغول بين العصا والطبلة !! وماتبثه الفضائيات والاعلام الموبوء .. فلا ينتظر من هذا السواد ان يحسن الاختيار لممثليهم ليعبروا عن ارائهم والافصاح عن رغباتهم .. وهؤلاء ينتظر منهم التغيير الحقيقي .. كما أن جيلا من الشباب .. لا بل اجيالا من الشباب يتبرم من الحال الذي هو فيه ويكتفي بهذا التبرم بدلا من ان يجتهد لازالة بواعثه .. أن مثل هذه الاجيال شأنها مقضي عليها بالزوال .
الاخلاص ونكران الذات خصال لابد لكل شعب عظيم ان يتحلى بها .. وآن للمثقفين والواعين واصحاب العقول الكبيرة والعلماء بشتى المجالات والاعلاميين الشرفاء ورجال الدين وغيرهم ممن سبقونا للسياسة والقلة من شباب اليوم ان يتخذوا دورهم ويوحدوا صفهم لاجل توعية شعوبهم ولاجل التغيير .. لان نزاعا بين شعب مضطهد وحكام طغاة وسياسين - يبيعوا ويشتروا من اجل مصالحهم - لن تفصل بينهما سوى الحنكة والقوة .. وان الدفاع عن النفس وعن مقومات الوجود يصبح فيه اللجوء الى كل وسيلة ممكنا في ظل الجهل القائم .. وان حق الانسان يتقدم على حق الدولة .. واذا غُلِبَ الشعب .. سقط !! .. فإن ميزان القدر قد وجده اضعف من ان يستحق التمتع بالبقاء .. ونعود لنذكر ان العالم على سعته ليضيق بالشعوب الضعيفة .. ويبقى السؤال الاخير !! كيف يراد لشعوب ان تسند الدولة في وقت يقوم دليل تلو دليل على خضوعها والاعلام ومن حولهم للقوى الخارجية والدولية التي سببت خرابا لاوطاننا وجرتها الى المصير المحزن .
ختاما .. ان شعبا مثقفا واعيا سلاحه العلم والتكنلوجيا والقيم والمثل العيا والتضحية .. ينهض لتحرير نفسه .. سينمو فيه الشعور الوطني نموا عجيبا وستتنبه افكاره دوما الى اي نشاط من نشاط العناصر الهدامة للوطن .. فيحاربها دون هوادة .. واخيرا لكل حادث حديث .

د. دينا الطائي
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الوثنية في السياسة
آكو كركوكي ( 2010 / 7 / 30 - 23:54 )
الدكتورة دينا الطائي رغم أني أقرء لك لأول مرة, إلا أن فكرة مقالتك كانت فيها جاذبية, لربما لأنها تنطلق من قيمة, انا مؤمن بها وتشغلني كثيراً, وقد عبرت عن نفسها جلياً في جملتك -ان حق الانسان يتقدم على حق الدولة- .
فيا سيدتي الكريمة مايستفزني كثيراً تلك الظاهرة المنتشرة والاشبه بالوثنية تجاه الدولة من قبل الكثيرين.. فرغم أن الجماعات والمجتمعات والقوميات والأمم والدول هيّ من صنع الانسان نفسهُ ومن أجل الانسان نفسهُ الا إن العقل السياسي لدينا بات يضعها في خانة المقدسات والخطوط الحمر والمحرمات التي لا يجب أن تمس . ولا حتى أن نفكر في اعادة النظر في بنائهِ وشكله ووظيفته وأدائهِ وأن يطالها النظرة النقدية والاصلاحية.. لقد أقتبس البعثيين الدولتية من الفاشية ولربما بات العقل الجمعي العراقي أسير تلك الفكرة ولايمكن أن ينعتق منها بسهولة بل تفاقمت لئن أصبحت تشبه حال العرب في الجاهلية حينما بنوا الاصنام بيدهم وأضحوا يعبدونها دون وعي! أرجو أن تتبلور هذه القيم الفكرية والنظرة الجديدة الناقدة للدولة وهي أول الطريق الى التغيير.. ومني لك تحية.

اخر الافلام

.. البنتاجون كأنه بيقول لإسرائيل اقتـ.لوهم بس بالراحة..لميس: مو


.. مستشار الرئيس الفلسطيني: المخطط الإسرائيلي يتجاوز مسألة استع




.. مخيّمات المهاجرين في تونس: صفاقس.. -كاليه- التونسية؟ • فرانس


.. متظاهرون إسرائيليون يطالبون نتنياهو بإتمام صفقة الأسرى مع حم




.. حماس توافق على مقترح الهدنة المصري القطري.. وقف إطـ ـلاق الن