الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مازال شيوخ الاسترزاق يقتاتون على ذبح الفن المصري

أمنية طلعت

2010 / 7 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مازال مشايخ النصب والاسترزاق، يقتاتون على الفن المصري. في الماضي...ليس بعيداً جداً. تطايرت الفتاوي الدينية من أفواه مشايخ، رسخوا لأنفسهم بين المصريين الطيبين، وروجوا لحرمانية الفن. تلاعبوا بألفاظ مثل العري والقبلات والمشاهد الساخنة في السينما، واتهموا الفنانين والفنانات بالزنا، بل ذهبوا إلى القول بأن كل تمثيل وغناء حرام. اعتزلت العديد من الفنانات مرتديات الحجاب، وعادت بعضهن إلى الحظيرة الفنية، ليعلن أنه تم دفع الأموال لهن حتى يعلن تبرأهن مما قدمن من فنون. فنانون آخرون، تم تمويل مشاريع إعلامية لهم، لإنتاج أوعية إعلامية ذات محتوى ديني وهابي، يروج لفكر التحريم والحجاب والفن الحرام، وإطلاق اللحية وقص الشارب، وغيره من قشور الإسلام، أو بدع الوهابيين.
تغير فكر المجتمع نفسه. أصبحت كل الراقصات عاهرات في نظر الناس، وكل فنانة داعرة حتى تتحجب وتعتزل. بل إن الفنانين أنفسهم اضطروا أن يركبوا الموجة، حتى لا يفقدوا أعمالهم وقبول المجتمع لهم، ورددوا أقول بلهاء مثل، السينما النظيفة! اضطرت فنانات مثل المخرجة إيناس الدغيدي، أن تعيش حياتها كلها بين قضايا التكفير والاتهام بالترويج للفسق وغيره. لكن الشهادة لله وحده، أن أمثال إيناس الدغيدي وغيرها، كانوا سبباً رئيسياً في أن لا يموت الفن المصري تماماً، لكن علينا أن لا ننكر، أنه ظل قابعاً في غرفة الإنعاش قرابة الثلاثة عقود على الأقل، ليبدأ في الانتعاش قليلاً قليلاً، مع منتصف التسعينات.
انساق المصريون وراء ترهات الفتاوي الوهابية، وساروا وراء المشايخ المصريين المرتزقة، الذي اقتاتوا على بيع ريادة مصر الفنية والثقافية، بأرخص الأثمان، حتى استيقظنا ذات يوم، لنجد أن السعوديين نهبوا تراثنا الفني والثقافي واحتكروه لأنفسهم، وأنهم سحبوا من أسفل أقدامنا ريادتنا الفنية والإعلامية، وأصبحوا هم الآن محتكري الإعلام العربي ورواده، وأصحاب أقوى شركات إنتاج سينمائي وموسيقي. من الذي اشترى تراث مصر السينمائي واحتكره في قنواته الشهيرة؟ أليس الأمير الوليد ابن طلال السعودي؟ من الذي احتكر الإنتاج السينمائي بعد ذلك؟ أليست شركة روتانا للإنتاج السينمائي؟ من الذي أنتج أول فيلم سينمائي سعودي؟ أليست نفس الشركة؟ من الذي احتكر المطربين المصريين والعرب في شركته للإنتاج الموسيقي، وكاد أن يتسبب في خراب بيت محسن جابر وشركة عالم الفن؟ أليس الأمير ابن طلال وشركته، روتانا للإنتاج الموسيقي؟ من صاحب أكبر وأقوى مجموعة تلفزيونات عربية الآن؟ أليس الشيخ السعودي الوليد الإبراهيمي صاحب مجموعة تلفزيون الشرق الأوسط " إم بي سي"؟
بالطبع لا أنفي عنا التواطؤ مع الوهابيين ضد أنفسنا؟ مصر مليئة بالخونة والأرزقية، الذي سهلوا بيع تراثنا الفني من أجل حفنة ريالات. هؤلاء الخونة من مشايخ وإعلاميين ومثقفين، مازالوا يسيرون بيننا إلى اليوم، يركبون أفخر السيارات ويرتادون أفضل الأماكن ويعيشون في أرقى الأحياء والمنازل، بينما نحن نشقى بغبائنا واتباعنا لفتاويهم الممجوجة والعميلة. ما لا يعرفه بعضنا أيضاً، أن أصحاب تلك الفتاوي العظيمة يعيشون الحياة الفاسقة والماجنة بأدق تفاصيلها في قصور الأمراء العظام، بل بإمكانكم أن تتأكدوا، أنهم يمارسون تلك الأفعال، التي قد تقرأونها في ألف ليلة وليلة، وتتخيلون أنها ضرب من خيال المؤلف، أو حياة قديمة انتهت بتطور وتحضر الإنسان.
كنت أعتقد، أن فتاوي النصب والاسترزاق الخاصة بالفن، انتهت وعفا عليها الزمن، لكن فيما يبدو، أن مشايخ الاسترزاق، لم يهن عليهم أن يخرج الفن المصري من الإنعاش ويبدأ في تنسم بعض الهواء النظيف، فقد عاد أحد أكبر أساطين الاسترزاق الديني، الشيخ المزواج، الذي يجمع أربع زوجات على زمته، يطلق واحدة ليأتي بأخرى، وكله بالدين وكله بأمر الله. خرج هذا العفن، ليشوه سمعة الفن والفنانات المصريات من جديد، وتحدث من خلال قناته غير المعلوم مصدر الإنفاق عليها، مثلها مثل كل قنوات الاسترزاق الديني، ليتحدث عن الفنانات ويصفهن بأن كل رصيدهن الفني سرير وخروج عن الآداب العامة. يا شيخ يا مبجل، وما هو رصيدك أيها المزواج " بتاع النسوان والزواج العرفي" أليس سريراً أيضاً ؟ إن الفنانات المصريات أشرف منك ومن أمثالك.
أيها المرتزقة، يا من تبيعون الإسلام بالجملة والقطاعي. يا من حولتم مصر إلى مجتمع متطرف متوهبن، يصدر الظلام للمنطقة، بعد أن كنا رواد العلم والفن والثقافة والمعرفة. إرفعوا أيديكم العفنة، وتوقفوا عن فتاويكم القذرة، اتركونا نحيا من جديد، ربما استطعنا أن نلحق ما فات ونعود لنصبح منارة الكون من جديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اصح يامصر
جواد كاظم ( 2010 / 7 / 29 - 12:55 )
عندما ستصحوا مصر يوما ...ستصحوا معها كل الارض التي تنطق بالضاد(المسماة زورا ارض العرب والمسلمون) ...لكن السؤال متى ستصحو؟...مقال رائع


2 - انه تعريص وليس فنا ايناس مثالا
ناصر سعيد الشهابي ( 2010 / 7 / 29 - 14:10 )

طرح فكري متطرف جدا من قال ان ايناس وغيرها يمثلن الفن الحقيقي انه شغل تعريص ايتها الكاتبة المحترمة


3 - مقال رائع
Yousef Rofa ( 2010 / 7 / 29 - 14:44 )
كلمة تـ عريص كلمة رجعية متخلفة/الدول المتحـضرة تطلق عليه فن الفنون اي
arts&artistics
ماذا اذن يسـمى حفلات الزواج والنكاح مع الجواري في عصرالعباسـي؟!؟فن إسلامي على سـنة اللة ورسوله/////تحياتي


4 - السيدة أمنية طلعت
نرمين رباط ( 2010 / 7 / 29 - 15:55 )
أحييك على هذا المقال فعلاً مصر تراجعت فنياً كثيراً بعد أن كانت بالمقدمة, انتزع الفن والرياضة وكل العلوم , بعد أن أسلموها , يقولوا لك انهم يفكروا بالاصلاح , لا اصلاح مع هذه الهجمات من بلاد البدو الذين لم يعرفوا شيء من الثقافة شكراً لك


5 - الدين منظومة موت لذلك تعادى الفن عزيزتى أمنية
سامى لبيب ( 2010 / 7 / 29 - 18:10 )
تحياتى عزيزتى أمنية
مقال رائع تطرقتى فيه إلى فن التمثيل والدراما ولكنك لم تخوضى فى الفنون الأخرى كالفن التشكيلى .
فإذا كان أصحاب العقول المنغلقة يخوضون فى التمثيل كونهم تحركهم نظراتهم الجنسية فما قولك بعدائهم للفن التشكيلى ولكل لوحة فنية وتمثال .

كونى لى إهتمامات بالفن التشكيلى فدعينى أذكر بأن مصر عانت ولا زالت من نظرتهم المتخلفة تلك ..فبينما نحن من علمنا الإنسانية الرسم والنحت والجمال ..أصبحنا متخلفين بعد الغزو البربرى لمصر ولتمنع كل الأعمال التشكيلية وتناصب العداء لنفتقد هذا الإبداع ومعه الذوق الفنى والجمالى .
مازال هناك تحريم لكل لوحة وتمثال وكأننا سنعبد تلك الأعمال .

لى مقال سابق أشرت فيه أن المنظومة الدينية تناصب الفن العداء كونها منظومة موت بينما الفن منظومة حياة .
فالدين يتكأ على إستحضار الموت لترسيخ قواعده ..فتكون أى منظومة تصرف البشر عن الموت وتعطيهم أمل وجمال فى الحياة تصبح منظومة معادية .

خالص مودتى


6 - رائعة!!!
نعيمة عماشة ( 2010 / 7 / 29 - 19:00 )
الغالية أمنية
سيدتي ما دامت مصر تحملُ في جنباتها مَن هم مثلك ِ شجاعةً وقوةً وإبداعًا فهي بألف خير ، غاليتي فأما الحق فيبقى ، وأنت ِ الحق ، فالفن هو ثورةٌ ضد الموروث وهؤلاء هم مومياواتٌ ترفضُ التحديث ، إيناس الدغيدي رائعة ، أفلامها ملتزمة وتحمل قضية، قضية المرأة أولاً وليسَ أخيرًا ، الفن غاليتي لا يقبلُ التأطير في بوتقة الموروث، وهم يعتبرون الإبداع بدعة ، فماذا ترتجين منهم ؟؟! صعبٌ أن نروض مَن لا يُروض ، هذه العقلياتُ التي أكل عليها الدهر وشرب هي هي الموجودة في كل الأصوليات ، ووجودها بهذا القدر الظاهر في الإسلام سببهُ أنهم يجيزون لأنفسهم ما شاؤوا ثم يستشهدون! الموسيقى غذاء الروح ، والفن نزهةُ القلب ، والغناء صداحُ البلابل ، الطبيعة نفسها تحملُ الفن والغناء بحفيفها وخريرها وصداحها وتغريدها ، فكيفض إن ما ثلنا الطبيعة نكفر ؟؟ في الفن كما بغيره ، هناك بعض الخارجين عن لياقة المصلحة ، فهل خروج بعض القضاة عن -مصلحة- الفتاوى يُسيءُ للقضاء؟ وهل تلف الجزء يتلف الكل ؟ الإنسان بحاجة لهذا - الكاترزس- والفن رسمًا وتمثيلاً وكتابةً وشعرًا وغناءً هو الواحة التي تستريحُ فيها الأرواح المتعبة!


7 - انهم ضباع جبانة
محمد البدري ( 2010 / 7 / 29 - 19:31 )
البربريات السعودية الاسلامية الوهابية تحمل فكرا بدائيا يكره الجديدن فهو قابع علي نصوص اسلامية وفرت له غذاءا وكساءا علي حساب الحضارات القديمة كلها. هذا الفكر مثله مثل الضباع تعيش الجثث وتحول الحي الي ميت من اجل التهامة لانها غير قادرة علي ان تكون مبدعة وخلاقة ولهذا تردد القرآن والاحاديث رغم عدم جدواها في الحياه اليومية. انهم لن يتصيدوا الفن فقط بل كل ما هو جميل في الحياه انهم بربريات طفيلية لا يجوز السكوت علي فلسفاتها الدينية فلا قداسة للمتخلف الجاهل الطفيلي. شكرا للاستاذة امنية وتحية لشجاعة الطرح ونقاء الفكرة.


8 - كل سنه والمشايخ اغنياء
حكيم العارف ( 2010 / 7 / 30 - 02:16 )
قناة ابو ظبى .... اثبتت لنا ان الفنانين المصريين قد تاهوا وخرجوا عن ازهى عصورهم وسحبت السجاده من تحتهم لتعطى للفنان للخليجى المتنور ...
هل تعرفون لماذالايوجد مشكلة حجاب فى قناة ابو ظبى ...

لانهم صدروا الغباء للمصرين بدون رجعه ... كل سنه والمشايخ اغنياء بدلا من .... كل سنه وانتم طيبين


9 - الكاتبه
على سالم ( 2010 / 7 / 30 - 03:01 )
السيده الكاتبه تحاول ان لاتتعرض لدين الاسلام ياى طريق,المشكله ليست فى شيوخ الاسلام,المشكله المروعه هى الاسلام نفسه وتعاليمه البربريه وشيوخ الفته المنافقين


10 - ترهات الفتاوي الوهابية،
elias melbourne ( 2010 / 7 / 30 - 03:02 )
سيدتي العزيزة
مقالة رائعة . ولكن قوللى كنتم فين من تلاتين سنة .سبتوا السرطان يأكل بجسم مصر حته حته وبعد ما تفشي السرطان جايين تعا لجوها يمكن تأخرتوا......... تحياتي


11 - ترهات الفتاوي الوهابية،
elias melbourne ( 2010 / 7 / 30 - 03:02 )
سيدتي العزيزة
مقالة رائعة . ولكن قوللى كنتم فين من تلاتين سنة .سبتوا السرطان يأكل بجسم مصر حته حته وبعد ما تفشي السرطان جايين تعا لجوها يمكن تأخرتوا......... تحياتي


12 - مقــــال رائع
أيمن قدرى ( 2010 / 7 / 30 - 03:46 )
مقال رائع بأسلوب السهل الممتنع يضع الحقائق تحت نظر الجميع
ندعوا الاستاذه امنيه الى كتابــــــه المزيد


13 - السيد ناصر سعيد الشهابي
منتظر بن المبارك ( 2010 / 7 / 30 - 06:47 )


عذراـ فأسلوبك لم نعتاد عليه. كما أن التجاوز موجود في كل شيء في الحياة، وإلا ما كان هناك داع للقانون. هناك تجاوز في المرور والتعليم والصحة والأمن، هل نلغي كل ما به تجاوز؟ هل يروقك استبدال المطوعين بالفنانين.
تحياتي للكاتبة ذات الأسلوب الرشيق الجريء


14 - شكرا سيدتى
ليلى ابراهيم ( 2010 / 7 / 30 - 09:46 )
شكرا سيدتى لهذا المقال الرائع .ان مصر تحتاج الى عشرات ومئات من امثالك لكى تتخلص من السرطان البدوى الوهابى الارهابى .فالارهاب يبدأ بفكر التكفير واولها الفن. مصر وكل شعوب حوض البحر الابيض المتوسط بلاد حضاره ورقى وفن منذ الالاف السنين. كل المثقفين يتطلعون الى -منقذ- لمصر الحضارة من هذا التخلف .


15 - القادم اكثر مرارة
محمد سعيد ( 2010 / 7 / 31 - 10:37 )
سيدتي الكاتبة الشجاعة ان هؤلاء السلفيين ان فتح لهم المجال مؤكد سيقودون المجتمع الى حالة لا يحسد عليها من التخلف منع الفن بكل اشكاله الحضارية والسماح فقط للاناشيد الدينية منع الادوات الموسيقية جميعها باستثناء الدف والطبل منع حميع اشكال الرياضة النسوية لانها تظهر عورة المرأة اما عورة الرجل لا بأس لا يوجد مشكلة


16 - مقال مميز
امجد احمد ( 2010 / 12 / 24 - 17:21 )
مقال جديد ومميز فعلا مصر بحاجة الي العودة من جديد الي تراثها الفني والأدبي الحقيقي للأسف فان سيطرة عقول مشايخ العرب والوهابية القادمة من حضارة الصحراء ورعاة الغنم والماعز اثرت بشكل كبير علينا ولم نعد نعرف الحقيقة من الصواب واصبحنا كلنا متهمين بالبعد عن الدين والله اذا لم نتبع تعليمات واومر هؤلاء المنغلقين فكريا المتخلفين عقليا والمشوهون نفسيا وشكرا لك

اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah