الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موسى والعقيدة الموسوية، حقيقة أم خرافة

نضال الصالح

2010 / 8 / 1
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


في قصة أسطورية تحدثنا التوراة عن قصة الطفل الإسرائيلي موسى الذي ألقته أمه في سبط على شاطئ النيل فوجدته ابنة فرعون التي نزلت إلى النهر لتغتسل، فعرفت حالا، ولا ندري كيف، أنه من أولاد العبرانيين، ورغما عن كراهية المصريين لبني إسرائيل أو ما تدعوهم التوراة العبرانيين، والجو المعادي لهم في مصر فإن ابنة فرعون تبنت الطفل الإسرائيلي وربته في القصر الملكي . ولكن الطفل يكبر فيقتل مصريا تعصبا لبني جنسه، فتطارده العدالة و تطلبه للقصاص فيهرب إلى مديان بسيناء حيث يلتقي بالرب يهوه، ثم يعود إلى مصر بأمر من يهوه ليقود خروج الإسرائيليين من مصر . فلقد سمع الرب يهوه أنين شعبه المحبوب ورأى مذلته في مصر، فتذكر ميثاقه مع إبراهيم وإسحق ويعقوب، فقرر إنقاذهم من أيدي المصريين وإرسالهم إلى" أرض تفيض لبنا وعسلا ، إلى مكان الكنعانيين والحثيين والأموريين والفريزيين واليبوسيين" ( خروج 3 / 9 ) .
لم يكف سحر موسى ولا عصاه التي انقلبت إلى أفعى أن تقنع فرعون بالاستجابة لمطلب موسى بإطلاق الإسرائيليين من أرضه، فقرر موسى قبل خروجه من مصر ،وبمباركة رب إسرائيل يهوه وبمساعدته، الانتقام من مصر وشعب مصر فصب جام غضبه عليهما وأعمل فيهما قتلا وإبادة، فيضرب موسى بالقوة الممنوحة له من يهوه بعصاه نهر النيل فتتحول مياه النيل إلى دماء ويموت جميع السمك في النهر، وكان الدم في كل أرض مصر حتى في الأخشاب والأحجار (خروج : 7 /17 ) . ويضرب موسى بعصاه ضربة ثانية ، فتمتلئ مصر كلها بالضفادع( خروج 7/ 26 ) وبالضربة الثالثة يحول غبار مصر إلى بعوض ، ( خروج 7/ 12 ) وبالضربة الرابعة تمتلئ سماء مصر بالذباب السام ، وتمتلئ بيوت المصريين وأرضهم ذبابا ( خروج: 7/16 ) ويضرب موسى ضربته الخامسة فيحل بمصر وجميع المصريين مرض الطاعون وتنفق جميع مواشي مصر. أما مواشي بني إسرائيل فلم يمت منها واحدا ( خروج : 9/ 5 ) ، أما الضربة السادسة فتصيب جميع المصريين و مواشيهم بالدمامل ولا ندري من أين جاءت المواشي وقت نفقت جميعها بالضربة السابقة ؟! ( خروج: 9/ 12 ) والضربة السابعة تنزل على مصر و جميع المصريين و مواشيهم البرد والصقيع فيموتون ، "وضرب البرد في كل أرض مصر جميع ما في الحقل من الناس و البهائم ، و ضرب البرد جميع عشب الحقل و كسر جميع شجر الحقل"، طبعا إلا الأرض التي كان يقيم فيها بنو إسرائيل فلم يصبها ولم يصبهم ولا مواشيهم أي أذى ( خروج : 9/ 20 ). لم يكتف موسى وربه بذلك فتلاحقت الضربات وجلبت الضربة الثامنة لمصر وللمصريين الجراد، فصعد الجراد أرض مصر و حل في جميع تخوم مصر حتى اظلمت الأرض، وقد أكل الجراد كل شيء حتى لم يبق في مصر شيء أخضر (خروج : 10/15 )، و أحلت الضربة التاسعة على كل مصر الظلام الدامس ولم يبصر أحد أخاه ولكن جميع بني إسرائيل ككل مرة، لم يصبهم أي أذى و كان لهم نور في مساكنهم ( خروج : 10 / 21 ،22 ). و كأن كل ذلك لم يكف فجاءت الضربة العاشرة لتميت كل بكر في أرض مصر حيث يهبط الرب يهوه بنفسه لتحقيق الضربة القاضية لقتل الأطفال المصريين ." وقال موسى : هكذا يقول الرب : إني في منتصف الليل أخرج في منتصف مصر، فيموت كل بكر في أرض مصر، من بكر الفرعون الجالس على كرسيه ، إلى بكر الجارية الجالسة على الرحى ، وكل بكر بهيمة و يكون صراخ عظيم في كل أرض مصر ." خروج / 11 . " وفي تلك الليلة ، كان صراخ عظيم في مصر ، لأنه لم يكن بيت ليس فيه ميت " خروج / 12 . وطبعا لم تنس التوراة أن تذكرنا بأن شعب الله المختار كمثله في كل مرة لم يصب بأي أذى.
وتحدثنا التوراة عن قيام فرعون وجيوشه بمطاردة الفارين،( وفي نصوص أخرى تقول مطرودين. خروج 12/39 )، الذين خرجوا بعد أن سلبوا بامر الرب أواني وحلى وأمتعة شعب مصر،(خروج 3/22 ) حيث أدركوهم عند البحر. وهنا تحدث المعجزة الكبرى ، حيث :
" مد موسى يده على ا لبحر، فأجرى الرب البحر بريح شرقية شديدة كل الليل، وجعل البحر يابسا وانشق الماء ، فدخل بنو إسرائيل في وسط البحر على اليابسة والماء سورا لهم عن يمينهم وعن يسارهم ، و تبعهم المصريون و دخلوا ورائهم … فمد موسى يده على البحر ، فرجع البحر عند إقبال الصبح إلى حاله الدائمة … فدفع الرب المصريين وسط البحر . " خروج / 14 وهكذا يغرق فرعون و جيشه و ينقذ الرب يهوه شعبه المحبوب ،
" فخلص الرب في ذلك اليوم إسراءيل من يد المصريين ونظر إسرائيل المصريين أمواتاعلى شاطئ البحر، ورأى إسرائيل الفعل العظيم الذي صنعه الرب بالمصريين، فخاف الشعب الرب وآمنوا بالرب وعبده موسى."( خروج: 14 :30 )
وفي الحقيقة فإن قارئ التوراة ليتعجب كيف استطاع فرعون أن يجمع جيشا من المصريين بعد كل ما فعله موسى التوراتي وربه في الشعب المصري من قتل وإبادة. ففي كل ضربة تحدثنا التوراة عن الدمار والخراب والإبادة التي حلت بالشعب المصري حتى أن القارئ يصل إلى قناعة جازمة بأنه بعد كل تلك الضربات لم يبق في مصر مصريا واحدا على قيد الحياة وقد تحولت مصر إلى أرض قفراء عفراء خالية من كل حياة. ولكنه من المعروف أنه في الحكايات والقصص الشعبية والخرافية لا حدود لخيال المؤلف.
تحاول الحكاية التوراتية هنا التأكيد على استمرارية التاريخ الإسرائيلي وربط نسب الموسويين الخارجين من مصر بشجرة نسب يعقوب وإسحاق وإبراهيم . هذا بالإضافة إلى التأكيد على أن يهوه ما هو إلا نفس الإله الذي ظهر لإبراهيم وإسحق ويعقوب باسم "إيل" ، وهو الان يظهر باسم جديد وبحلة جديدة ليجدد العهد القديم لإبراهيم ونسله بأرض الميعاد، فلسطين. وليؤكد على أنه لم ينس شعبه المختار الذي كان دائما وسيبقى في حماية الرب يهوه ورحمته مهما فعل من موبقات . (خروج 6 / 2-5 ). وفي سيناء تعقد اتفاقية بين يهوه وبين بني إسرائيل يمنحهم مقابل الاخلاص له أرض اللبن والعسل فلسطين خالصة لهم .
تشرح التوراة في إسهاب مسرحية اللقاء بين موسى والرب يهوه حيث ناداه من الجبل:
" هكذا تقول لبيت يعقوب وتخبر بني إسرائيل ، أنتم رأيتم ما صنعت بالمصريين ، وأنا حملتكم على أجنحة النسور وجئت بكم إلي، فالآن سمعتم صوتي وحفظتم عهدي تكونون لي خاصة من بين جميع الشعوب، فإن لي كل الأرض ، وأنتم تكونون لي مملكة كهنة،و أمة مقدسة.( خروج 19 / 6) ثم نزل الرب على جبل سيناء إلى رأس الجبل ودعى موسى إليه وكلمه قائلا: " أنا الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية. لا يكن لك آلهة أخرى أمامي، لا تصنع لك تمثالا منحوتا ولا صورة ما مما في السماء أو فوق الأرض ، لا تسجد لهن ولا تعبدهن، لأني أنا الرب إلهك ، إله غيور أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضي..." ويملي الرب على موسى وصاياه وشرائعه ويقول لموسى: " إصعد إلى الجبل وكن هناك فأعطيك لوحي الحجارة والشريعة والوصية التي كتبتها لتعليمهم( أي بني إسرائيل)" ويطلب الرب أن يصنعوا تابوتا من خشب السنط مغطى بالذهب الخالص من الداخل والخارج ، " وتضع في التابوت الشهادة التي أعطيك" (خروج : 19-25 ). كما طلب الرب يهوه من موسى أن يطلب من بني إسرائيل أن يقدسوا السبت :" كل من صنع عملا في يوم السبت يقتل قتلا"( خروج 21 /12- 18 ).
بني إسرائيل كعادتهم عملوا الشر في عين الرب، فصنعوا عجلا مسبوكا وسجدوا له وذبحوا له، فأثاروا غضب ا لرب فقرر إفناءهم ولكن موسى طلب من الرب أن يعفو عنهم ، فندم الرب على الشر الذي قال إنه يفعله بشعبه.( خروج 31/ 7-14 )
تحددثنا التوراة كيف أن موسى قاد الاسرائيليين حسب أوامر يهوه إلى حدود أرض كنعان، ووفقا لتعاليم الرب يهوه يرسل قائدا من كل قبيلة من القبائل الاسرائيلية الاثنى عشر كجواسيس لاستطلاع المنطقة والعودة إليه بأخبارها. يندهش الجواسيس من ما وجدوه ويعودون إلى موسى والرعب في قلوبهم قائلين: " الأرض التي مررنا فيها لتجسسها هي أرض تأكل أهلها، وجميع الشعب الذي رأيناهم فيها أناس طوال القامات، وشاهدنا من هناك الجبابرة، جبابرة بني عناق، فصرنا في نظرنا أناس صغرا كالجراد، وكذلك في نظرهم." ( العدد : 13: 32-33 ) ولقد جلب الجواسيس معهم عينة ،ليؤكدوا صدق قولهم، عنقودا من العنب يحتاج لرجلين لحمله، كما أكد الجواسيس أن البقر والنحل أيضا عملاقة ، لأن أنهار الوادي كانت تفيض باللبن والعسل.( العدد : 13 : 23-23 )
يرتاع بني إسرائيل من أخبار الجواسيس ويرفضون دخول أرض كنعان رغم تأكيد الرب يهوه لموسى" إني أضربهم بالوباء وأفنيهم وأجعلك أنت أمة أعظم وأقوى منهم" ( العدد: 14 /12 ) ، فيغضب الرب على بني إسرائيل لعصيانهم ويحكم عليهم بالتيه أربعين عاما في صحراء سيناء.


يعد موسى من الشخصيات التي حيرت المؤرخين واختلفوا في كل ما يتعلق به، في أصله وموطنه، وحياته ومماته وتعاليمه، وخروجه من مصر ومن هم الذين خرجوا معه، وهل هو شخصية تاريخية أم خرافية من نسج خيال مؤلفي التوراة لأن المصدر الوحيد الذي يتحدث عن تاريخ موسى ، هو التوراة.

القرآن يحدثنا أيضا عن موسى ولقد ذكر موسى فى القرآن مئة وستا وثلاثين مرة . فى أربع وثلاثين سورة، وهو النبي الذي عاش في القصر الفرعوني والذي كان يدعو إلى عبادة الله الواحد ، خالق السماوات والأرض. ولكن القرآن لا يحدثنا عن أصوله العرقية، ولا نعرف من الآيات القرآنية من هو أبوه ومن هي أمه، ولكننا نعرف أنه كان له أخا اسمه هارون. ولا نعرف من الآيات القرآنية من هو الفرعون الذي حكم مصر في زمانه وفي أي وقت حكم . كما لا نعرف من الآيات من هم الذين خرجوا معه، وهل خرج معه بنو إسرائيل وحدهم أم خرج معه جماعات أخرى، وكم عدد الذين خرجوا معه. كما لا تحدثنا الآيات القرآنية عن موت موسى وكيف مات وأين دفن. موسى بالنسبة للديانة الإسلامية والتراث الإسلامي نبي من أنبياء الله ويرفضان رفضا باتا أي تشكيك في حقيقة ذلك.
المؤرخون العرب، التراثيون منهم و المعاصرون يؤرخون لموسى بناءا على الحكاية التوراتية، فعندما نقرأ مثلا كتابا جادا اسمه العرب واليهود في التاريخ للمرحوم للدكتور أحمد سوسة فإننا نجد مثلا تحت عنوان " أريحا" في الصفحة( 767 ) ما يلي: مدينة كنعانية قديمة يعدها الخبراء أقدم مدن العالم . ويتابع وكانت أريحا أول مدينة حاصرها الموسويون بزعامة يشوع وافتتحوها عنوة بعد عبورهم نهر الأردن ثم أحرقت بكل ما فيها ما عدا آنية الذهب والفضة والنحاس والحديد التي نقلت إلى خزائن الرب، وقد أعيد بناء المدينة في عهد آخاب بن عمري، ويضيف الكاتب بين قوسين،( ملك إسرائيل بعد الانقسام ). وتحت عنوان ايلة في الصفحة 774 نجد : ميناء في رأس خليج العقبة بناه الأدوميون ، ويتابع وقعت في أيدي الموسويين في زمن الملك داود ( 1004-910 ق.م)، وغيره كثير لا مجال لذكره هنا . ومن الواضح أن كل هذه المعلومات، كما نجد في مرجع المصادر التي أوردها المؤلف مستقاة من التوراة.

يقول لويستر . ر ( الأسطورة والتاريخ في كتاب الخروج : نشر في " رلجن= الدين" عام 1979 رقم 6 ص: 167) " أن قصص كتاب الخروج هي في الحقيقة حكايات أسطورية محولة إلى تاريخ ، فمن وجهة نظر علم التاريخ الحديث فان هذه الوقائع لم تحدث في التاريخ أبدا.” المؤرخ الإسرائيلي إسرائيل فنكلشتاين أكد في كتابه " التوراة اليهودية مكشوفة على حقيقتها" والذي قام بتاليفه بالإشتراك مع المؤرخ ألأمريكي نيل سيلبرمان أن قصة الخروج الإسرائيلي من مصر كما تصفه التوراة يتناقض مع علم الآثار ولم يتم اكتشاف حتى شقفة فخارية واحدة وحيدة في سيناء لتدل حتى على جماعة صغيرة جدا من الهاربين.

لقد قامت جامعة كارل التشيكية المعروفة عام 1997 ، بإصدار موسوعة كاملة عن التاريخ المصري القديم، قام على تأليفها ثلاثة من أشهر علماء المصريات في الجمهورية التشيكية ( وعلم المصريات التشيكي له باع طويل يعرفه المختصون. تتحدث الموسوعة عن تاريخ مصر القديم منذ نشوء الدولة إلى عصر البطالسة والرومان، كما تتحدث عن ملوك وممالك مصر القديمة وأهراماتها ووثائقها المكتوبة والمنقورة على الألواح والمسلات والقبور والجدران، وكل ما له علاقة بتاريخ مصر القديم بالقلم والصورة. إن هذا التاريخ مع كل وثائقه التفصيلية إلى حد كبير، لا يذكر في وثائقه على الإطلاق ولو إشارة، لنبي أو أمير أو قائد باسم موسى ،أو لصبي من بني إسرائيل تبنته ابنة فرعون وربي في القصر الفرعوني وصار له شأن . كما لا يوجد أي ذكر لفرعون غرق وجيشه في البحر. على أهمية حدث من هذا النوع.

التاريخ كعلم بحفائره و آثاره الشاهدة يعرف تاريخ مصر جيدا، وقد انتهى إلى ترتيب تاريخها الزمني عبر أسرات ودول من( مينا) موحد القطرين مرورا ببناة الأهرام حتى الشناشقة والبطالمة. فأرض مصر تفيض بالحفائر والآثار والوثائق والمعلومات.

لقد ترك لنا المصريون القدماء مئات الألواح والرسومات والوثائق التي تتحدث بالتفصيل عن تاريخ مصر وملوكها وعلاقاتها الخارجية وحروبها مع الدول المجاورة. فاللوحة التي وجدت في معبد سيتي الأول و رمسيس الثاني تحدثنا بلغة هيروغلافية واضحة عن أسماء 76 ملكا مصريا والتي تبدأ بالفرعون (مينا) و تنتهي بالفرعون رمسيس الأول. أما اللوحة الثانية، من أيام رمسيس الثاني فإنها تحتوي على 48 اسما لفراعنة مصرين . هذا إلى جانب عدد كبير من لفائف البردى المتعددة الحجم والتي تحتوي على سجل بأسماء الملوك خاصة لفائف تورين الذي تحتوي على أسماء خمسين ملكا مصريا من الأسرة الأولى إلى الأسرة الثانية عشرة. إلى جانب ذلك فلقد وجد العديد من الوثائق التي تتحدث عن مدد محددة من تاريخ مصر، وتتألف من نقوش على المباني والمعابد والمسلات المصرية القديمة وعلى الأعمدة التذكارية والحاجات الشخصية وعلى الصخور وخاصة في البلدان التي غزاها المصريون و احتلوها وأيضا على شواهد قبور القادة والنبلاء ، كثير منها يحتوي على معلومات مفصلة لدرجة أنها تحتوي إلى جانب أسماء الملوك المحبوبين و كذلك أسماء كلابهم . ( فويتيخ زامورسكي: آلهة و ملوك مصر القديمة ،نشره باللغة السلوفاكية بيرفيكت- براتسلافا عام 2000 ، ص: 1-18 )
مصر تعج كذلك بالوثائق المكتوبة والتي تمكننا من فهم فنون مصر القديمة، مثل التماثيل و الرسوم والنقوش والمسلات ،و من بين أقدمها نصوص " أهرام ملوك الدولة القديمة" . و من الدولة الوسيطة نجد نصوص توابيت ما بين الطريقين من المقبرة التي تقع بجانب بيرشي غير بعيدة عن إشمونة، أما من الدولة الحديثة فلقد عثر على نصوص تحتوي على معلومات تفصيلية عن مختلف جوانب الحياة المصرية في تلك الفترة، كثير منها وجد في مقابر عاصمة الدولة الحديثة " واسط "، و من بين الوثائق المهمة و ذات القيمة التاريخية والفنية " كتاب الأموات " الذي يحتوي على مجموعة من النصوص تشرح تصور المصريين القدماء عن الحياة والموت و مملكة العالم السفلي.( زامورسكي : سبق ).
إلى جانب كل ذلك فإن مصر تعج بمئات الوثائق التي تحتوي على نصوص أدبية وفنية وعلمية وتعليمية ، تتحدث عن علم الحساب والطب والفلك و التجارة والاقتصاد والادارة وأخبار الحروب والفتوحات والقادة العسكريين والمفتشين والمحاكم مما ساعد علم التاريخ الحديث على رسم صورة دقيقة لتاريخ مصر القديم.. ( نفس المصدر) . كل ذلك دفع بالباحث زامورسكي للقول بأننا اليوم نملك صورة واضحة لتاريخ مصر القديم أوضح وأدق بكثير من الصورة التي لدينا عن تاريخ ممالك أوروبية مثل المملكة المورافية الكبيرة" في القرن التاسع الميلادي" . ( نفس المصدر)

التاريخ كعلم بوثائقه المتنوعة في مصر و بين الرافدين و في فلسطين والشرق الأدنى لا يعرف اميرا أو نبيا أو قائدا بإسم موسى، كما أنه لا يوجد أي ذكر لا من قريب أو من بعيد لموت كل بكر في مصر و لصراخ عظيم في كل مصر لأنه" لم يكن بيت ليس فيه ميت" كما تحدثنا التوراة ، كما لا نجد أي ذكر أو أي رمز يشير إلى تحول مياه النيل في مصر إلى دماء، كما ورد في التوراة، كما لا يوجد أي ذكر لقوم عاشوا في مصر يدعون بني إسرائيل ولا يوجد لهؤلاء أي أثر تاريخي في وثائق مصر هذه.

السؤال المطروح الآن كيف يمكن أن تمر مثل هذه الحوادث البالغة الأهمية من دون أي ذكر لها في الوثائق المصرية؟ هل من المعقول أن تمر تلك الحوادث من دون ذكر لها في هذه الوثائق التي شرحت كل شاردة وواردة من جميع جوانب الحياة المصرية، لو أن هذه الحوادث كانت قد حدثت فعلا كما تحدثنا عنها التوراة ولو أن شخصية موسى كانت فعلا تاريخية و ليست مختلقة أو أسطورية؟ أليس لنا حق بهذا السؤال ؟
لقد حظيت شخصية موسى اهتماما بالغا من قبل الباحثين والمنقبين والمؤرخين قلما نالته شخصية أخرى في التاريخ ، و لقد حاول الباحثون التنقيب عن أصله وميلاده ونشأته ومماته وتعاليمه و زمن خروجه من مصر و من هم الذين خرجوا معه إلى سيناء ،وعددهم وقصة عبوره البحر الخ . لقد بقيت كثير من الأسئلة المطروحة بدون جواب شافي حتى اعتبره بعض الباحثين شخصية أسطورية، بل وأكثر الشخصيات ميثولوجية على الإطلاق.
كما اعتبر كثير من الباحثين أن قصة إلقاء موسى الطفل باليم يحمله التيار إلى بيت فرعون أو إلقائه على شاطئ النهر ما هي إلا قصة أسطورية كانت معروفة في ذلك الزمان و كانت تروى عن شخصيات أخرى ألقيت ووجدت بنفس الوسيلة مثل سرجون البابلي .

ومن أهم القضايا التي أثارت جدلا بين الباحثين هي علاقة عقيدة التوحيد الموسوية بعقيدة إخناتون التوحيدية ، فقلما نجد باحثا تناول بدراسته النبي موسى إلا وذكر الفرعون إخناتون فرعون التوحيد . ولقد قام كثير من الباحثين بدراسة العلاقة بين العقيدة الأتونية التي نادى بها الفرعون إخناتون في مصر وبين عقيدة التوحيد الموسوية . ولقد ربط الباحثون بين العقيدتين بناء على شواهد عدة منها تلك التي قدمها ديورانت والتي قدمها بريستد ،عن التشابه الدقيق بين أناشيد إخناتون لربه الواحد وبين المزامير والأمثال في التوراة .
لم يكن التشابه بين عقيدة أتون الإخناتونية وعقيدة موسى التوحيدية هو السبب الوحيد الذي دفع الباحثين لدراسة العلاقة بين إخناتون وموسى ولكن هناك أسباب عدة دفعت إلى ذلك ، منها، الصمت التام للوثائق التاريخية المصرية عن ذكر موسى وعقيدته وحياته ومماته، إلى جانب بعض التشابه في حياة موسى كما ورد في التوراة وبين حياة إخناتون، حيث كلاهما أقام عند أقاربه في مدين في صحراء سيناء فترة من الزمن إلى جانب زواجهما من أجنبية يعتقد أنه في كلا الحالتين ميتانية وأنه لحد الآن لا يعرف كيف مات إخناتون وأين دفن ولم يستطع علماء الآثار العثور على قبره إلى جانب أسباب أخرى متعددة.
يظهر أن صمت الوثائق التاريخية عن ذكر موسى وقصته الواردة في التوراة، هذا بالاضافة إلى التشابه الملحوظ بين عقيدته وحتى حياته الموصوفة في التوراة و بين عقيدة إخناتون وحياته دفع ببعض الباحثين للاعتقاد بأن موسى وإخناتون هما شخصية واحدةومن هؤلاء الباحث المعروف السيد قمني.
في عام 1999 طلع علينا الدكتور سيد القمني بكتاب من أربع أجزاء تحت عنوان " النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة" وهو كتاب جاد يتحدث عن جزء هام من التاريخ المصري القديم و يشرح في الكتاب رأيه في كثير من الأمور التي تتعلق بهذا التاريخ . أهم موضوع يطرحه ويبذل الجهد لتقديم البراهين والبينات لاقناعنا به هو موضوع علاقة الفرعون إخناتون والنبي موسى.
بذل الدكتور القمني عبر مئات الصفحات أقصى ما يستطيع ولم يبخل علينا جهدا ليقنعنا بأن النبي موسى و الفرعون إخناتون هما شخصية واحدة، إخناتون هو النبي موسى والنبي موسى هو إخناتون . لقد كانت العلاقة بين النبي موسى والفرعون إخناتون أو بين التعاليم الموسوية وتلك الاخناتونية موضوعا للبحث منذ أعوام وجاء الدكتور القمني ليؤكد أن موسى وإخناتون هما شخصية واحدة .
الدكتور القمني يعي تماما ماذا يعني ذلك ، والدكتور القمني يعي أيضا في أي مجتمع يعيش وما هي مساحة الديموقراطية و حرية الرأي في هذا المجتمع ولذلك نجده يقول في مقدمة كتابه (ص:15 ) : " ما يجب هنا التوكيد عليه وإعلانه واضحا أنه رغم وجود بعض أوجه الشبه في تفاصيل قصة موسى بين التوراة والقرآن، فإن أوجه الخلاف بدورها كبيرة، سواء في الرؤية العامة لمفهوم الألوهية أو النبوة ، مع خلافات أساسية حول بعض التفاصيل والدقائق. وهو ما يجعل من موسى التوراتي شخصا آخر يختلف اختلافا بينا وحادا عن موسى القرآني، ومن هنا نقول بل ونعلن أن بحثنا هذا يتناول شخص موسى كما ورد بالتوراة وبقية العهد القديم فقط ، ولا علاقة لبحثنا بشخص النبي الجليل موسى الكليم عليه أفضل الصلوات وأزكى السلام ، لا من بعيد ولا من قريب ، وإذا وجد القارئ متناثرات نادرة عن النبي موسى : كما هو في الاسلام ، فإن ذلك جاء على سبيل الاستضاءة ليس إلا، ولا يعني أننا نتحدث عن موسى كما هو في الاسلام .
الحقيقة هي أن الدكتور القمني وضعني كقارئ في مأزق لا أعرف الخروج منه،فأنا أفهم كل الفهم أن شخصية ( البروفايل) النبي موسى القرآنية تختلف عن تلك التوراتية. الحقيقة أن شخصية الأنبياء من إبراهيم إلى داود وسليمان تختلف في القرآن عنها في التوراة، ولكن إذا كان موسى ،كإنسان من لحم ودم، هو الفرعون أخناتون نفسه، ألا يعني ذلك - بغض النظر عن الفرق بين تفاصيل شخصيته المرسومة في القرآن الكريم وفي التوراة- بأن موسى القرآني هو أيضا الفرعون أخناتون ، هل قال الدكتور القمني ما قال تقية و تجنبا لنهش أولئك الذين نصبوا أنفسهم الناطقين الرسميين باسم مقدسنا وأعطوا لأنفسهم ولأنفسهم فقط الحق في الحديث في أمور الدين؟ وإذا كان الجواب نفيا فهل هناك شخصان مختلفان، وأعني شخصان من لحم ودم ،باسم النبي موسى واحد قرآني والآخر توراتي ؟
في الحقيقة أن قارئ التوراة يكتشف أن التوراة ذاتها تقع في شراك التناقض بين نصوصها حيث تعتبر أن موسى من بيت لاوي و في نفس الوقت لا تعتبر هذا السبط إسرائيليا ولا تعده من صفوف الاسرائيليين فنجدها تقول:
" وذهب رجل من بيت لاوي واخذ بنت لاوي فحبلت المرأة وولدت ابنا ( الذي هو موسى ) الخ النص " خروج 1 / 15 –22 . وفي نصوص أخرى تقول أن سبط لاوي ليس من الإسرائيليين،
" أما سبط لاوي فلا تحسبه ولا تعده من بني إسرائيل " عدد 1 /49 وفي نص آخر " لا يكون لكهنة اللاويين – كل سبط اللاوي – قسم ولا نصيب مع إسرائيل ." تثنية 18 / 1، 2 وكذلك في نصوص تثنية 12 / 12 و 19 .
لقد حاولت التوراة جهدها ،رغم تخبطها الواضح ، إقناعنا أن موسى والذين خرجوا معه من مصر هم من نسل الاسرائيليين الذين خرجوا من صلب يعقوب وإسحاق ولكنها لم تستطع أن تفسر صمتها المطبق عن حقبة تزيد عن أربع مائة عام منذ زمن يوسف إلى زمن موسى، وجاءت بعد هذا الصمت الغير مبرر لتقنعنا بالارتباط العضوي بين موسى وجماعته و بين بني إسرائيل،وهو قول لا ينسجم مع المنطق ولا يتقبله العقل، وهذه الثغرة بين العهدين: عهد إبراهيم ونسله وعهد موسى والموسويين، لم يستطع كتبة التوراة سدها أو تبريرها.

في الحقيقة أن كل ما طرح حول شخصية موسى وعقيدته والذين خرجوا معه، سواء اعتباره مصريا أم أنه نفس الفرعون إخناتون بعينه وسواء خرج معه بني إسرائيل أو مصريون، كل ذلك ليس إلا فرضيات وتكهنات واستنتاجات وتأويلات للنص التوراتي، وتبقى الحقيقة الواضحة الجلية التي ستظل كالسيف فوق رأس الباحثين والمؤرخين التوراتيين ورجال الدين اليهود و المسلمين والمسيحيين و هي أن التاريخ المصري القديم بكل وثائقه المختلفة صمت صمتا كاملا ومطبقا عن أي ذكر لموسى وكل ما يتعلق به وسيظل هذا الصمت هو الحقيقة المعروفة التي لا لبس فيها بالنسبة لقصة موسى التوراتية والقرآنية، وكل ما عداه هو تأويلات وفرضيات واستنتاجات. هذه حقيقة يصعب تجاهلها وجميع التأويلات اللاهوتية غير قادرة عقلانيا على ضحدها إلا إذا كانوا مستعدين لموافقة كمال صليبي على نظريته بأن الحكاية التوراتية وقعت في جزيرة العرب وليس في مصر أو فلسطين، وهذه قصة أخرى.

د. نضال الصالح/ فلسطين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أخي نضال
فؤاد النمري ( 2010 / 8 / 1 - 10:48 )
أنت تقتحم موضوعاً في غاية الأهمية ولي فيه ملاحظات أوردتها في موقعي
لا يمكن فصل قصة موسى عن الثورة الاجتماعية التي قام بها أخناتون وطرد الكهنة وشيوخ القبائل من رعاية الفرعون وقال بإله وحيد مختلف هو إله الشمس. مات أخناتون شاباً وجرى انقلاب دموي على رجاله وأنصاره
ما علينا القبول به هو أن موسى وهو اسم لمصري وليس ليهودي فاليهود لم يكونوا قد تكونوا بعد كان من رجال أخناتون طورد من قبل الانقلابيين وعبر مع أنصاره من الرعاة في غرب الدلتا إلى سيناء. الوصايا العشر التي نزل بها موسى عن الجبل هي أصلاً وصايا أخناتون ونشيد أخناتون هو حرفياً مزمور داؤد رقم 104 على ما أتذكر. في كتب الخروج يلاحظ أم موسى لم يذكر اسم الله ولوم مرة واحدة باستثناء الكتاب الأخير وأعتقد أن هذا أدخل فيما بعد
التوراة هي بالواقع توارتان واحدة لموسى وهي تاريخية كما يؤمن الفريسيون والثانية خرافة سومرية عن ابرام وزوجته ساراي نقلهاالعبيد من ىالسبي البابلي أشعيا وحزقيال ودانيال هذه كلها خرافات لم تحدث ولم يأت ابراهيم إلى فلسطين وكانت في الأصل لا تذكر اسحق ويعقوب الذي هو اسرائيل الذي أسر الله كما خرف أولئك العبيد. اخترعوا الخرافة خو


2 - نعم هي أسطورة
مايسترو برتو ( 2010 / 8 / 1 - 14:21 )
والحقيقة فقط هي المذكورة في الأوابد التاريخية المصرية والتي تتحدث بالتفصيل عن كل الملوك والكهنة الفراعنة، ولا تأتي بأي ذكر عن موسى ، الذي أتوقع بل أجذم انه شخصية اسطورية نسجتها الحكايا الشعبية في ذلك الزمان واستمرت حتى ولدت شيء اسمه النبي موسى والدين اليهودي، الذي هو المصدر الأول للمسيحية والاسلام، اللذين استقيا الكثير من الأسطورة اليهودية وبطلها موسى، ولك جزيل الشكر يا أستاذ نضال على هذه الدراسة الكافية الوافية.


3 - شكرا للكاتب المحترم الأمين
رامز محب ( 2010 / 8 / 1 - 20:49 )
الأستاذ نضال الصالح كان أمينا للعقل والعلم فيما كتب عن موضوع موسى وأوضح بأن الشك شديد في الوقائع كما جاءت فيما يسمى الكتب المقدسة وأكد احتوائها على الكثير من الاساطير ، لكن الأمانة العلمية منعته من مسايرة أنصاف المتعلمين في نظرياتهم المتسرعة التي تضر أكثر مما تفيد...

فها أحدهم يصر بكل ثقة على أن اسم موسى (آمون مس) والآخر يدعي أنه (اخناتون) .... كلا هذين الكاتبين يجهلان اللغة المصرية القديمة ولم يدرسا علم المصريات فكانت ادعائاتهم شطحات في الخيال تعتبر سبة في جبين كل عالم أكاديمي محترم أفنى عمره في علم المصريات وعلوم التوراة

قد يكون الدافع البحث عن الشهرة السريعة أو محاربة خرافات الأديان لكن من يحارب الخرافة يجب أن يكون أول من يلتزم بالأمانة والدقة و البحث الأكاديمي الجاد لألا يفقد المصداقية

تحية للأستاذ نضال لالتزامه الجدية والأمانة في البحث...وشكرا للحوار المتمدن لنشره هذا البحث الجاد


4 - نظرية ثالثة مختلفة تماما
sayed chtioui ( 2011 / 6 / 2 - 16:45 )
شكرا دكتور نظال فما قولك لو ان موسى وكل بني اسرايل وانبيائهم لم يخرجو من ارض كنعان ولم يتحولوا الى مصر الفرعونية يوما بل كانوا تحت الحكم المصري في الفترة التي كانت ارض كنعان تحت الحكم الفرعوني قبل ان تفتك منهم من طرف الاشوريين وبعدهم الفرس.

هذا الاستنتاج دكتور ناتج منى دراسة قرانية في مفهوم كلمة مدينة في القران والتي تعني تفسيرا واحد هو --القدس- او او شليم او جلعاد يبيش او الياء وهذا اعتماد على قاعدة عدم الترادف فيه.

وعليه حتى القران ككتاب لم ينزل بجزيرة العرب بل في ارض كنعان وبالمدينة --القدس- وليس بيثرب وهذا بالطبع يعني سرقة جغرافيا القران وزمانه من طرف مدعي عربي.
....


5 - يتبع النظرية الثالثة
sayed chtioui ( 2011 / 6 / 2 - 16:47 )

موسى وقومه سكن المدينة --القدس-- بعد ان جلب يوسف اهله من صحراء سيناء اليها لكن بعد يوسف لم تبق مكانة لبني اسرايل عند حاكم القدس الوالي الفرعوني التابع للامبراطرية الفرعونية فجاء قرار من ربهم بهجرتهم الى اصل ارض اجدادهم ابراهيم ويعقوب حيث البيت الاول اللذي وضع لهم من طرف ابراهيم في عمق صحراء سيناء عند جبل موسى ان هجرة الاسرائيليين من تلك المدينة كان محاولة من الرب لاعادة صياغتهم من جديد فكان موسى بطل الملحمة واليم الذي تم عبوره هو البحر الميت شرق القدس والذي يبعد عنها قرابة الخمس وعشرون كلم وهذا البعد معقول ومنطقي لفرار العبرانيين بالليل ليحلو في الصباح على حدوده وكذلك هو معقول لفرعون وجنوده للاتحاق بالفارين ليدركهم عند اطراف البحر.


6 - يتبع النظرية الثالثة
sayed chtioui ( 2011 / 6 / 2 - 16:48 )

بعد عبور البحر الميت توجه موسى والذين معه جنوبا عبر وادي عربه لتحدث قصة الماء والعيون وهنالك تقع عيون موسى المعروفة اليوم بهذا الاسم ثم بعدها يتوغل موسى في صحؤاء سيناء ليسكن في وادي مركة عند جبل موسى الذي تلقى فيه الوحي والقريب من البيت العتيق ففي تلك الارض اقام بنوا اسرائيل مجتمعهم الحر الجديد ومنه اسسوا اول ملكية على يد ملكهم الاول شاوول --طالوت-بامر من نبيهم صمويل وتنطلق قصة بنوا اسرائيل الفعلية والمؤثرة على العالم

اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -