الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صير سبع!!

سعد تركي

2010 / 8 / 1
التربية والتعليم والبحث العلمي


يصبح أزواج كثيرون آباء وأمهات كنتاج عرضي لزواج قد لا يكون أحد الطرفين راغباً فيه، أو من دون أن يكونوا مهيئين لهذا الحدث السعيد ـ عموماـ في حياتهم، من دون أن يعرفوا كنه هذا الكائن الذي دخل حياتهم، وكما جاء بدون تهيئة ولا تخطيط يُترك للصدفة أن تشكل ملامحه وتربيته وسلوكه العام.
نختار في الغالب زوجاتنا (أو يختارها لنا الأهل) ولا يمر في خاطرنا أننا لا نختار زوجة فقط إنما أماً لثمرة هذا الزواج، ننسى نصيحة نبينا الأكرم:(تخيروا لنطفكم، فإن العرق دساس)، ويسأل أهل المرأة أسئلة كثيرة عمن تقدم لخطبتها ليس من بينها إن كان صالحاً كأب يحسن تربية أولاده.
يولد الطفل صفحة بيضاء ننقش نحن الآباء والمجتمع من حولنا (شخابيطنا) فنلوث براءته بوعود لا ننجزها، نخبره إن الله يدخل الكاذب في النار ثم نعلمه الكذب من حيث لا ندري، فكم من مرة طلبنا من أبنائنا أن يقولوا لمن طرق الباب يسأل عنا أننا غير موجودين، وكم قسونا قسوة بالغة على أحدهم لهفوة بسيطة لأن مزاجنا كان عكراً، في حين تغافلنا عن أخطاء وخطايا جسيمة لأن مزاجنا كان رائقاً!!
وجود الطفل في حياة كثير من الأسر ليس أكثر من مدعاة للتسلية، فنعمد إلى استفزازه كي نضحك من غضبه، ونبتكر له ألقاباً نسخر فيها منه، ونُسّر كثيراً ونشجعه حين نسمع منه الشتائم والكلام البذيء بلسانه الألثغ، نشكّل منه شخصية ونعلمه قاموساً من الألفاظ، ونهجاً من السلوك نعاقبه عليها حين يكبر!!
آباء كثيرون يشكون من جحود أبنائهم وانحرافهم وتردي أخلاقهم وكسلهم، وأنهم عاطلون عن أي عمل أو موهبة أو تعليم، على الرغم من أنهم دائماً(الآباء) يحثونهم على إتباع الطريق القويم والاجتهاد في المدرسة والابتعاد عن رفاق السوء، وكأن التربية الصالحة لا تعدو عن كونها كلاماً نلقيه في مسامعهم، وكأن على أبنائنا أن يكونوا صالحين لا لشيء إلا لأننا صالحون نقدم لهم النصح!!
لعل أهم نصيحة نُسمعها أبناءنا حين يباشرون مكانا جديداً عليهم، سواء أكان دخولاً في مدرسة أم عملاً ما، هي (صير سبع)، فندخله بهذه النصيحة في متاهة جهل حين أردنا تعريفاً وطريقاً واضحاً للسلوك. نصيحة مائعة عائمة ليس لها من معنى محدد في ذهن طفل ربيناه على تسلطنا وقمعنا ومنْعنا لأبسط حقوقه علينا.
(السبع) ليس له تعريف واضح ولا محدد في استعمالنا اليومي، فمن سطا على مال عام، ومن اعتدى على آمنين، ومن خرق قوانين المرور، ومن (كوّن مستقبله وبناه) بالسحت الحرام، كل واحد منهم يُسمى(سبع). في مقابل إن من يرد ظلم ظالم، أو يحمي جاره، ومن يكدح في توفير لقمة حلال لأسرته، ومن يشق طريقه بجهده وعرقه وتحصيله العلمي (سبع) أيضاً.. فأي ( سبع) نريد من طفل دخل سنته الدراسية الأولى أن يصير؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمين المتشدد يتقدم في استطلاعات الرأي في بريطانيا.. والعما


.. بشأن مطار -رفيق الحريري-.. اتحاد النقل الجوي اللبناني يرد عل




.. قصف روسي على خاركيف.. وتأهب جوي في ست مقاطعات أوكرانية | #را


.. موسكو تحمّل واشنطن «مسؤولية» الهجوم الصاروخي على القرم




.. الجيش السوداني يوافق على عقد لقاء تشاوري مع تنسيقية -تقدم-