الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معالوت البطولة

عزام يونس الحملاوى

2010 / 8 / 2
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية



عملت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين منذ انطلاقتها على تأسيس جناحها العسكري المقاتل الذي عرف "بالقوات المسلحة الثورية", وقد سطرت هذه القوات عمليات بطولية نوعية, وكانت نبراسا مضيئا في تاريخ الشعب الفلسطيني رغم الإمكانيات المحدودة, وكانت مميزة ونوعية لأنها ساهمت بشكل كبير في تطوير أشكال الكفاح المسلح, ومن هذه العمليات على سبيل المثال لا الحصر:عمليات غور الأردن, ومناجل الشمال, وهوشي منه, وعملية شهداء الجبهة اللبنانية 23/4/1970 وعمليات أيلول الأسود عام 1970 وعمليات حرب تشرين السورية وعملية طبريا 23/5/1974 وعملية عين زيف 4/9/1974 وعملية بيسان 19/11/1974 وعملية هضبة الجولان السورية 2/11/1975 وعملية الناصرة في 20- 11- 1975 وعملية الليطانى 1978وعملية القدس الأولى في8 2/2/ 1984 وعملية القدس الثانية في1/4/ 1984 بالإضافة إلى ذلك كانت العملية الشهيرة التي نحن بصدد الحديث عنها وهى:
عملية ترشيحا (معالوت) 15/5/1974
صدرت الأوامر من قيادة قوات الداخل إلى إحدى المجموعات الفدائية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين للقيام بعملية عسكرية في داخل فلسطين, وتنفيذا للأوامر تمكنت مجموعة فدائية من القوات المسلحة بالعبور, واجتياز السلك الالكتروني الموجود على الحدود بين شمال فلسطين وجنوب لبنان, واستطاعت الوصول إلى بلدة ترشيحا في الجليل الغربي, وأصبح الأبطال الثلاثة يتجولون ويتحدثون مع المارة بعد أن اخفوا سلاحهم في حقائب وظهروا كسواح, وبعدها تمكنوا من اجتياز أسوار مستوطنة معالوت التي اقبمت بدلا من بلدة ترشيحا0وكانت المجموعة مكونة من ثلاث فدائيين مجهزين, وكان احدهم كان قد عاش في البلدة حتى عام1972 ويعرف المناطق جيدا, ويتقن اللغة العبرية بطلاقة.وتم تنفيذ العملية فى15/5/1974وتحول هذا اليوم من يوم النكبة إلى يوم فرح للشعب الفلسطيني, حيث نجح الأبطال الثلاثة من الوصول إلى هدفهم وهو السيطرة على أحد مباني الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في ترشيحا، وبها "مدرسة الشبيبة العسكرية الاسرائلية"0 وفور دخولهم المبنى سيطروا على الوضع بالكامل, وجمعوا الطلاب وعددهم230 رهينة في الطابق الثاني من المبنى, واعتبروهم رهائن وورقة ضغط على القادة الصهاينة لإطلاق سراح أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال, يحددهم الرفيق الأسير عمر قاسم والرفيقة عايشه عودة, وخلال عملية السيطرة بادر مسئول المجموعة الملازم أول محمد علي بإطلاق سراح أحد الرهائن محملاً إياه رسائل إلى كل من القيادة الإسرائيلية,والسفير الفرنسي,والسفير الروماني في إسرائيل, وأهالي الرهائن تعهد فيها بالمحافظة على حياة الرهائن ,وفى نفس الوقت استطاعت قيادة الجبهة التعامل مع الحدث بحنكة, وأصدرت مايقارب من ثماني عشر بيانا عسكريا منذ بداية السيطرة على المبنى وحتى نهاية القتال وتدميره0 وفى هذه الأثناء استطاع الأبطال الثلاثة أن يجبروا القادة الصهاينة على أن يقبلوا بشروط الفدائيين الثلاثة بالموافقة على التفاوض معهم, وكان على رأس المفاوضات في ذلك الحين موشى دايان, ورئيس الأركان الصهيوني موردخاى غور, اللذان كانا يتفاوضا عن طريق سفيري رومانيا وفرنسا وممثل الصليب الاحمر0وحاول العدو الصهيوني الخداع والتضليل كعادته, وادعى بموافقته على المطالب بشرط أن يتم تبادل الأسرى والتنفيذ في مستعمرة معالوت بدلا من دمشق, وحاول أيضا خداع الأبطال بإبلاغهم عبر مكبرات الصوت بان سفراء رومانيا وفرنسا ومندوب الصليب الأحمر الدولي قد حضروا للتفاوض, ولكن الفدائيين الإبطال اكتشفوا الخدعة وأعطوا مهلة إضافية لدايان حتى حضر السفراء. وطالب قائد المجموعة أهالي الرهائن بمنع القوات الإسرائيلية من الاقتراب من المكان حفاظاً على سلامة أبنائهم, وحدد كلاً من سفير فرنسا ورمانيا كوسطاء لانجاز عملية تبادل الرهائن والأسرى, إلا أن قيادة العدو الصهيوني بدلاً من الاستجابة للمطالب المحددة وتنفيذ اتفاق المبادلة, بدأت في الصباح الباكر بحشد قواتها حول المبنى، وقامت بمحاولات لاقتحامه وفشلت, وتمكنت المجموعة من صد الهجوم وقتلت ستة من أفراد القوات المهاجمة، كما أصيب ثلاثة من الرهائن بنيران القوات الإسرائيلية، وفى النهاية استطاعت القوات الصهيونية اقتحام المبنى مستخدمة طائرات الهيلوكبتر، وبعد صمود ومقاومة باسلة للهجوم من قبل الوحدة الفدائية وفى النهاية, فجر أبطال العملية أنفسهم والمكان بالأحزمة الناسفة والمتفجرات مما أدى إلى استشهاد الأبطال الثلاثة, ومقتل 73 من الشبيبة الصهاينة محملين القيادة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن الخسائر التي لحقت بالرهائن0 ونتيجة لهذه العملية البطولية والخسائر الفادحة التي منى بها العدو الصهيوني, تم تشكيل لجنة تحقيق صهيونية سميت لجنة جوزيف نسبة إلى اسم القاضي الذي يترأسها, وحملت اللجنة دايان وغور المسؤولية لما حدث, وأدانتهم بتهمة عدم تقديم بيانات كاملة وصحيحة للحكومة الاسرائلية, وعدم اطلاع الحكومة على مطالب الفدائيين , وكذلك حملت دايان المسؤولية عن إخفاء الرسائل التي تسلمها من الفدائيين عن طريق الرهينة التي تم إطلاق سراحها0 وبعد اكتشاف الحقيقة من خلال لجنة التحقيق, قوبل دايان عند زيارته لمعالوت بعد العملية البطولية بيافطات كتب عليها أنت القاتل0 وكان الشهداء الثلاثة هم: الشهيد أحمد علي حبايب, والشهيد عبد القادر المولوي الجندولي (محمد علي) ,والشهيد أحمد محمد غريب (عجاج)0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في إسرائيل: خطاب غا


.. حركات يسارية وطلابية ألمانية تنظم مسيرة في برلين ضد حرب إسرا




.. الحضارة والبربرية - د. موفق محادين.


.. جغرافيا مخيم جباليا تساعد الفصائل الفلسطينية على مهاجمة القو




.. Read the Socialist issue 1275 #socialist #socialism #gaza