الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحور الثلاثي :وازدياد النزعة الشوفينية تجاه الكرد

عبدالله مشختي

2010 / 8 / 2
القضية الكردية


مما يلاحظ في الاونة الاخيرة ازدياد النزعة الشوفينية المفرطة في معادة الكرد في الدول الثلاثة التي يقطنها الكرد هذا الارض الذي سكنوها منذ فجر التاريخ وهو ارض ابائهم واجدادهم ،وهذه الدول هي ايران وتركيا وسوريا مما يوحي للمتتبع والمراقب بان هناك شئ يحدث وراء الكواليس من اجل اخماد جذوة النهوض القومي المشروع للامة الكردية المجزأة بين هذه الدول اضافة الى العراق .الذي حقق الكرد بعضا من اهدافهم فيها بفضل نضال طويل وملئ بالدم وبالدموع لعقود من السنين .
ان توسع هذه النزعة والظاهرة في المواقف والاجراءات والتصريحات التي يدلي بها حكام ومسؤولي هذه الدول ستشكل خطورة كبيرة على مستقبل هذه الامة وهذا الشعب المجزء ،وكذلك تمثل خطورة جدية على سيادة الامن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط ايضا .لان استمرار سياسة الابادة وانكار الوجود للكرد في هذه الدول ستجر الاوضاع الى منحدر خطير ستكتوي بها هذه الدول وشعوبها .
فمن جهة استمرار الحكومة الايرانية باعدام المناضلين من شباب الكرد الذين يطالبون باحترام حقوقهم القومية وفتح الافاق لهم لممارسة نشاطاتهم السياسية والثقافية والاعتراف بهم كشعب لهم ما لغيرهم من شعوب المنطقة في تلك الدول من حقوق سياسية وثقافية ولغوية .ان اعدام الناشطين الكرد لن تحل مشاكل ايران المبتلية بالعديد منها داخليا وخارجيا في الوقت الذي هو الان بامس الحاجة الى ارساء الوحدة والاخوة القومية داخل حدودهم،لا ان تحاول اسكات صوت الحق والحرية لشعب مظلوم يعيش في كنف هذه الدولة ،هذا من جهة ومن جهة اخرى استمرارها في قصف المناطق الاهلة بالسكان داخل اراضي اقليم كردستان العراق بالمدفعية والصواريخ، تحت مبرر وجود جماعات من مقاتلي ومناضلي (ثذاك) داخل اراضي الاقليم انها لتفسر عن نية حكومة ايران في اخماد اية انشطة للكرد ومنعهم من المطالبة بحقوقهم القومية .وكان اجرائهم الاخير وحسب ما تناقلته الاخبار عن قرارها بمنع تداول اللغة الكردية في المناطق التي يسكنها الكرد وابعاد الكرد الذين لا يتقنون اللغة الفارسية عن وظائفهم في المواقع الاساسية .
وكأنها تريد تطبيق السياسية التركية والتي طبقتها قبل 80 عاما و منذ تشكيل دولة تركيا الحديثة والتي كانت تحكم على كل من يتكلم اللغة الكردية ب 6 اشهر من السجن هذا القرار الذي لم يعد بامكان تركيا الان العمل بها كونها كان قرارا شوفينيا ومجحفا بحق شعب يبلغ تعداده في تركيا ثلث السكان ،والتي اضطرت الى الاقرارليس بهذه اللغة فقط بل لاقامة فضائيات باللغة الكردية رغم القصد والغاية منه .واستمرار تركيا هي الاخرى ايضا في قصف المناطق الحدودية لاقليم كردستان العراق المتاخمة لتركيا بالمدفعية والطائرات وبعنف والحاق الاذى والضرر بسكان هذه المناطق ،وايضا تحت مبررات وجود قواعد (ب.ك.ك) في هذه المناطق،بدلا من التوجه الى الداخل والتحدث الى الكرد لحل قضيتهم بالطرق السلمية والحوار والتفاهم والاعتراف بحقوقهم كشب له خصائصه القومية ووجوده وهو يناضل للحفاظ على هويته في الوقت الذي تحاول الحكومة التركية على محو وازالة هذه الهوية التي تتجسد في وجدان وضمائر وشعور اكثر من 25 مليون انسان كردي .
وسوريا هي الاخرى الدولة التي تظم اراضيها جزأ من كردستان والتي حاولت ولاتزال الى الان وبكل السبل والطرق محو الصفة القومية من الكرد الذين يقطنون هذا البلد ،وتحريمهم من صفة المواطنة،وان التصريحات التي ادلى بها اخيرا السيد بشار الاسد رئيس الدولة السورية عن حماية عروبة العراق وقلقه بشأنها لتنم عن عن نيات مبطنة داخل الحكومة السورية التي تريد ان يكون العراق كسوريا ويكون كرد العراق لاجئين في ارضهم كما هو الحال بالنسبة للكرد في سوريا . وكأن قادة الحكم في سوريا متفائلين بانهم ستمكنون يوما من ازالة هذا الاسم من فوق الاراضي السورية ،ولكنهم ايضا في حلم ان كانوا يؤمنون بهذه الافكار التي سبق ان جربها من كان اكثر منهم قوة واصعب مراسا وامكرهم خداعا ولكنهم اصابوا بالخيبة ،عندما اعتقدوا ان بامكانهم ابادة شعب عن طريق القتل والابادة والسموم والاسلحة الكيميائية ولكنهم وجدوا ان هذا الشعب امسى اكثر اصرارا وقوة وابداعا في الصمود ومقارعة الذل وهم الان في عز وانتصار في اقليمهم كردستان وهم يمارسون حياتهم السياسية باحدث الوسائل والسبل العصرية ويبنون مجتمعا سيكون مستقبلا كباقي المجتمعات المتقدمة والمتطورة ثقافيا وحضاريا .
ان الكرد مدعوون الان اكثر من أي وقت مضى الى عقد مؤتمر قومي شامل تحضره كل القوى والاحزاب القومية والوطنية الكردستانية من اجل توحيد الخطط والبرامج الانية والاستراتيجية للبدأ ببناء الاسس الاستراتيجية للنضال القومي الكردستاني المستقبلي لجميع اجزاء كردستان ووضع الخطط لمجابهة الهجمة الشرسة التي تجابه نضال هذا الشعب من الدول التي تتالف وتتوحد وتتامر لاجهاض اية بادرة من شأنها تحرير شعب كردستان من الظلم الذي يعانيه منذ امد بعيد واحقاق الحق لاصحابه واعادة حقوق وحرية الكرد المسلوبة منذ قرون مضت وحتى الان .
ان الدول التي تضم الكرد في اراضيها لن تقدم على حل لهذه القضية تؤمن لهذا الشعب الحرية والعيش بكرامة ،بل بالعكس فانها تطرح دائما حلولا تتضمن في اسسها اخضاع الكرد وابقائهم اسرى مخططات تلك الدول وتوابع لهم يفعلون بهم ما يشاؤون دون ان يكون لهم حتى حق المواطنة المشروعة ،وحتى التكلم بلغتهم الام الذي منحهم الله سبحانه وتعالى وهو لغة ابائهم واجدادهم القدامى .لماذا انكار ومنع التحدث بالكردية ؟؟؟؟؟؟هل يروق لاصحاب هذه الافكار الشوفينية ان يمنع عنهم احد ما التكلم بلغاتهم العربية او التركية او الفارسية !!!!! .... وهل يقبلون بها ؟؟ فان كانوا يقبلون بها فلهم الحق ايضا ان يطالبوا الكرد بها .ولكن مصادرة حق انسان منحه الله عزوجل اياه فهذا هو الظلم بعينه .
والاكثر من ذلك فالمؤتمر الاخير لما سموه بمؤتمرعلماء الدين الاسلامي لوكانوا يمثلون بحق الاسلام الحقيقي المتسامح والذي يدعوا الى الاخوة في الدين ولافرق بين عربي واعجمي الا بالتقوى ، كان عليهم ان يلتفتوا ولو لحظة لاوضاع الكرد وهم شعب مسلم لكن العكس وهم يدينون الكرد وينسون الامهم ومحنتهم وما يتلقونه من ظلم واكراه من الانظمة التي تحكمهم . انهم داعية لانظمة تمولهم وهم يدعون الى الارهاب الفكري وقطع الرؤوس وتدمير البلدان وقتل الابرياء ولا يراعون ادنى اهتمام لشعب يذبح امام انظارهم ، كان الاولى بمؤتمر علماء الدين الاسلامي ان يلتفتوا الى اوضاع الكرد كشعب مسلم يعاني من الظلم والقهر والابادة على ايدي الانظمة التي تتحكم بهم ،وهم كشعب فلسطين الذي كان من المنطق ان يؤشر اليهم المؤتمر كونهم ضحايا السياسة الشوفينية والعنصرية المقيتة في بلدانهم .لا ان يتم وصفهم بالارهابيين او نسيانهم والقائهم وراء ظهورهم وهذا ما يؤدي الى اصرارهم اكثر في مقارعة ومقاومة الانظمة الشوفينية التي تنكر عليهم حقوقهم الطبيعية والمشروعة .ان المؤتمر ترك جانب الحق وايد الباطل بعدم الوقوف على اوضاع الكرد في ايران وتركيا وسوريا ومطالبة تلك الانظمة بمراعات حقوق شعب تعداده 40 مليون مسلم .ام ان المؤتمر اعتبرت الانظمة الثلاث مسلمة ومن يقاوم مخططاتهم بانهم كفرة وارهابيين ،ولا يحق لهم ابداء المعارضة لهذه الانظمة حتى لو ابادوا شعبا لكونهم ولاة امورويحق لهم ان يفعلوا ما يشاؤوا بالشعوب التي تخالف مخططاتهم ويرفضون ان يكونوا اذلاء وخدم لهذه الانظمة التي لاتملك ذرة انسانية في فكرهم وبرامجهم سوى فكرة الخضوع الاعمى لهم من قبل الشعوب التي تعيش تحت سيطرتهم وهم محرومون من ابسط حقوق الحياة التي اكدعليها الدين الاسلامي الحنيف في شرائعه وسننه .والتي لا يطبق منها الا ما يخدم و يفيد هذه الانظمة وهؤلاء العلماء الذين يسايرون تلك الانظمة الشوفينية ويسترضونهم لقاء مكاسب لاتغني ولاتسمن من جوع .
ان الكرد مطالبون اليوم باجماع كلمتهم والتعبير عن موقف واحد وصارم لمقاومة هذه الهجمة التي تشن عليهم من كل جانب من قبل الشوفينية العربية والفارسية والتركية ،وعلى الجاليات الكردية تقع المهمة الاكبر وكذلك حكومة كردستان وجميع القوى السياسية الكردستانية في التعبير عن رفضهم لهذه السياسات من خلال مؤتمرات تعبوية ومظاهرات جماهيرية وممارسة الضغط على المجتمع الدولي لايقاف هذه الانظمة من ارتكاب مزيد من العنف والقتل بحق الكرد والمطالبة بالوقف الفوري لقصف الايراني والتركي على اراضي الاقليم ،وتعويض سكان هذه المناطق جراء الاضرار التي لحقت بهم نتيجة هذه الاعمال الغير القانونية من قبل الفاعلين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلمتان فقط ...لتصنيف الدول والشعوب
فيصل حرسان ( 2010 / 8 / 2 - 12:55 )
الهمجية او الانسانية


2 - المحور الثلاثي المنافق
عـيـسى ابراهيم كردستان سوريا ( 2010 / 8 / 2 - 14:06 )
هذا المحور يعرف تماما بانهم لا يستطيعون طمس الهوية الكردية ولكن الاعيبهم هذه ما هي الا سياسة ممنهجة بحق الشعوب الموجودة على اراضي الدول الثلاثة كردا عربا وتركا وفرسا وغيرهم الموجودين على هذه الارض من الاشوريين والسريان والاذريين...اي لخلق المشاكل في هذه الدول لتمرير سرقاتهم وتواطئهم مع الخارج ولبقائهم اكثر فترة من الزمن على الحكم....
اي اشغال الراي العام بالقضايا المفتعلة ،لجعل المواطن دائما في حالة الاستنفار وعدم الاستقرار كي لا يستطيع ان يفكر بشئ اخر غير ما يريدون هم يفكرون بها....
واخيرا ....ان ارادة الشعوب اقوى من اي دولة او اي نظام عنصري شوفيني ....فهم لا يسطيعون حجب الحقيقة مهما طال الزمن ومهما ازدادت نزعاتهم الشوفينية....
تحياتي للاستاذ مشختي...


3 - تحية لكل اكراد العالم.
ءامناي ءامازيغ ( 2010 / 8 / 3 - 12:31 )
لا سبيل امام الشعب الكردي غير الصمود والتوحد من اجل كسر مخططات الاعداء ودحض التكالب العربي التركي الفارسي الغارق في الشوفينية والاحتواء والاقصاء.فخيار هدا الشعب العريق الدي كتب عليه ان يكون في مقاومة دائمة تماما مثل الشعب الامازيغي الدي اتشرف بالانتماء اليه هو المقاومة المسلحة . فنحن نعيش زمن الاعداء بكل رداءته ومكره ولا يكفي ان تكون صاحب حق حتى يسمع صوتك وتنال حقك في الحرية والكرامة . لا بد من دراع قوية مسلحة بنفس اليات الخصم تعمل بموازاة تامة مع قوى النضال الثقافي السلمي لان لغة القوة هي فقط التي بامكان العدو الانصات اليها. ولنا في الواقع عبرة وبرهان.فقضية الشعب الكردي حققت اشعاعا اقليميا ودوليا اعتمادا على قتالية البشمركة وحزب العمال الكردستاني الشيء الدي ما كان ليحصل لو انتفى هدا العامل المهم.


4 - ءامناي ءامازيغ
عـيـسى ابراهيم كردستان سوريا ( 2010 / 8 / 3 - 20:58 )
تحية لك على هذه الكلمات الصريحة والشفافة ......وصدقني لا احد يحس بالاخر سوى المتشابهين.....
اي الامازيغ والكورد ....هذه الشعوب ستحصل على حقوقها بصمودها كما تفضلت ....واخيرا تحية لكل شعب مظلوم وصامد والف تحيةللشعب الامازيغي وللنمور التاميل...


5 - فشل دولة المواطنة
شيرزاد همزاني ( 2010 / 8 / 4 - 09:57 )
تحياتي كاك عبدالله مشختي وأتمنى أن تكون بخير وسلامة أنتم والعائلة الكريمة . أن ما ذكرت في مقالتك عن سياسات هذه الدول تجاه شعب كوردستان يدل على فشل هذه الدول في الوصول الى دولة المواطنة التي تشمل كل المواطنيين الساكنيين في أرضها . هذا أولا وثانيا يدل على فشل سياستهم في صهر شعب كوردستان وهذا يؤكد أختلافنا الجذري عنهم وحقنا كشعب ووطن في أختيار مستقبلنا ومصيرنا . فائق أحترامي لكم


6 - شكر للاخوان الاعزاء
عبدالله مشختي ( 2010 / 8 / 4 - 16:52 )
الاخوة الافاضل المشاركين في التعليق على الموضوع
تحياتي القلبية لكم جميعا
وشكرا على مروركم الكريم على الموضوع،نعم انا معكم في تعليقاتكم ان اصرار هذه النظم على التمسك بالسلطة وخوفهم من سلطتهم لا تدع لهم مجالا كي يختبروا سبلا او طرقا انسانية وديمقراطية مع الشعوب التي تتعايش معهم في
تلك البلدان .
ونشكر مواقف الاخوة الامازيغيين الذين اثبتوا دوما تعاطفهم وتأييدهم لنضالات الشعب الكردي الذي نتشابه معهم في القضايا المشتركة وهو النضال من اجل الحرية والخلاص من الظلم الذي تمارسه الانظمة ضد شعبينا .

اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر