الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حدث في مثل هذا اليوم

وصفي احمد

2010 / 8 / 2
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


نمر علبنا الذكرى العشرين للاجتياح العراقي للكويت الذي كان بمثابة الزلزال لما احدثه من اضرار فادحة لم تشمل العراق وحده بل تعدته الى عموم المنطقة.
لم تكن فكرة (استعادة الكويت )وليدة الثاني من اب 1990 , فقد راودت هذه الفكرة الملك غازي لكنه سرعان ما تراجع عنها بسسب النصائح التي قدمت له من قيل ساسة تلك الايام و يقال ان هذا القرار كان وراء حادث مصرعه الغامض. بعده راودت عبد الكريم قاسم تراجع هو الاخر لخطورة الفكرة بسبب اهمية الكويت للمصالح الغربية حنى ان العديد من المتابعين للشان العراقي كانوا بعتقدون ان هذا الفرار كان وراء كل المؤامرات التي حيكت ضده الى ان انتهت بسقوط حكمه في انقلاب 8 شباط . ولم تغب الكويت عن مفاوضات الوحدة التي جرت بين الرئيس جمال عبد الناصر و علي صالح السعدي رئيس الوفد العراقي اذ طرح السعدي فكرة ضم الكويت الى دولة الوحدة المفترضة فما كان من عبد الناصر الا ان رفض الفكرة بقوة و هدد يالانسحاب من مشروع الوحدة في حالة أصرار الوفد العراقي على هذه الرغبة بعد ان وضح لهم اسباب الرفض المتمثل في اهمية هذه الدولة ذات المخزون النفطي الهائل بالنسبة للمصالح الامريكية و قال لهم بالحرف الواحد حتى الاتحاد السوفيتي يعترف لهم بهذا الحق.
بعد انتهاء حرب الثمان سنوات مع الجارة أيران ظن صدام انه اصبح الاقوى في المنطقة و ان انظمتها و خصوصا الخليجية منها لابد وان تدين له بالولاء خصوصا و انه كان يهتقد انه خاض الحرب للدفاع عنها و هذا ما ازعج هذه الدول و حليفتها امريكا التي قررت احتوائه. و في نفس الوقت كان يعاني من اعباء الحرب على بلاده اقتصاديا و اجتماعيا , فعلى مستوى الاقتصاد كانت ميزانيته تعاني من ديون ثقيلة و اجتماعيا خروج اعداد كبيرة من الشباب العراقي من الجيش ليبحثوا عن فرص عمل لهم بالاضافة الى الاعداد الكبيرة من ألأرامل و الايتام و ما يتطلبه واقع في اعالتهم . ثم زاد انخفاض اسعار النفط في تضييق الخناق على صدام الذب اخذ يهدد باجتياح الكويت خصوصا وانه اصبح الفائد الاوحد و لا يستطيع اي احد الوقوف بوجهه وقد قيل ان السبب الكامن وراء سقوط طائرة عدنان خير , صهره ووزير دفاعه كان بسبب معارضة الاخير لما كان يفكر به صدام لاجتياح الكويت خصوصا و ان عدنان كان يتمتع بنفوذ وايع داخل الجيش العراقي .
كان دخول صدام الكويت كفيل بدفع ادارة بوش الاب التي اصبحت القطب الاوحد عالميا بعد ان اصاب الوهن الاتحاد السوفيتي السايق و بات واضحا انه سيسقط لا محالة الى استعراض قواتها لاثبات هذه الحقيقة حيث قامت بتحشيد اكبر تحالف دولي ذد دولة من دول العالم الثالث بعد ان استصدرت حزمة من القرارات في مجلس الامن ضد العراق و كان اهمها فرض الحصار الاقتصادي الجائر ضد شعبه و ادخاله ضمن البند السابع الذي يعني بالضرورة استخدام القوة ضده.
و لم تتورع هذه الادارة من ضرب البنية التحتية للشعب العراقي بحجة اخراج جيشه من الكويت . بعدها اعلنت عن رغبتها باسقاط صدام غير انها تراجعت عن قرارها هذا بعد ان ورطت المعارضة العراقية لتحريك الشارع بغية تحقيق الهدف المذكور تراجعت لاسباب اقليمية لتسمح لصدام بقمع انتفاضة الجماهير بالوحشية المعروفة لدى صدام . ثم قامت بافشال كل المحاولات التي جرت لاسقاط النظام عن طرق انقلاب عسكري . لانها كانت تريد اسقاطه بنفسها .
وقد واتتها الفرصة اخيرا بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر لتقرر اخبرا اسقاطه متذرعة بحزمة من الحجج الواهية منها علاقة صدام بالالرهاب الاسلاموي. و بعد الاحتلال اخذ المحفظون الجدد يطلقون التصريحات حول رغبتهم بتغغير الخارطة الجيوبولوتيكية للمنطقة مما اثار مخاوف انظمتها ليدفعها هذا الخوف الى التدخل السلبي في الشان كل على طريقته فالنظام الايراني اعتقد ان الفرصة أصبحت مواتية له للهيمنة على مقدرات البلاد من خلال سيطرة حلفائه على مقاليد السلطة, في حين عملت دول الجوار العربية على دعم المجاميع المسلحة التي نشطت فب المناطق ذات الأغلبية السنية بسبب شعةر هذه المناطة أنها همشت نتيجة للممارسات الطائفية للأحزاب الإسلاموية الشيعية, ثم أخذت تضغط على الإدارة الامريكية لفسح المجال امام التيار القومي العروبي للدخول في العملية السياسية ولو على حساب حلفائها السابقين فكان لها ما أرادت .
في ظل هذه الأوضاع جرت الانتخابات البرلمانية الاخيرة في شهر اذار المنصرم لتخرج نتائجها كما راينا حيث لم يتمكن أي طرف سياسي من الحصول على اغلبية مريحة تمكنه من تشكيل الحكومة حسب ما يشتهي و بهذا بدات المسيرة المارثوني بغية تشكيل الحكومة لكن دون جدوى فالكل متمسك بالدفاع عن مصالحه و لو على حساب دماء الجماهير.
كل هذه الوقائع تثبت بالملموس عقم العملية السياسية و ان لا فائدة ترنجى منها ولابد للجماهير ان تلتف حول قوى اخرى قادرة على لملمة شعثهم عن طريق اقامة حكومة علماني غير اثنية يكون هدفها الاول تحقيق الخدمات الاساسية لهم و العمل على تحسين الاوضاع المعاشية عن طريق شن حملة قوية على الفساد المستشري و لتحقيق هذا الهدف لابد من قيام الجماهير بأخذ زمام المبادرة بايديها و الوقوف صغا واحدا للخلاص من هذا الواقع المؤلم مع عدم الانخداع باكاذيب القائميت على السلطة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وول ستريت جورنال: إسرائيل تريد الدخول إلى رفح.. لكنّ الأمور


.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: مسودة الاتفاق الحالية بين حماس




.. صحيفة يديعوت أحرونوت: إصابة جندي من وحدة -اليمام- خلال عملية


.. القوات الجوية الأوكرانية تعلن أنها دمرت 23 طائرة روسية موجّه




.. نتنياهو يعلن الإقرار بالإجماع قررت بالإجماع على إغلاق قناة ا