الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مواطنون أم مسلمون؟

غسان المفلح

2010 / 8 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قبل البدء نقدم تعازينا للأصدقاء في جماعة "الاخوان المسلمين" في سورية, على وفاة رمز من رموزهم التاريخيين الأخ عدنان سعد الدين المراقب الأسبق للجماعة, الذي توفي بالأردن ودفن فيها بعيدا عن أهله, لأنه محكوم عليه بالإعدام في وطنه سورية. كما نبارك للأخ رياض شقفة, بانتخابه مراقبا عاما جديدا للجماعة, خلفا للسيد علي صدر الدين البيانوني, وذلك في اجتماع مجلس شورى الجماعة, والذي سنناقش بعضا مما ورد في بيانهم الختامي .
أول الكلمات في البيان" تمر أمتنا.." استوقفتني هذه العبارة وتابعت فوجدت أن الحديث عن أمة إسلامية, ولم أجد في البيان كلمة واحدة عمن يعيش في كنف هذه الأمة من غير المسلمين, ومن غير السنة, والحديث الوحيد عنهم وخصوصا غير السنة, هم أصحاب مشاريع طائفية, اعتقدت أن الحديث يدور عن سورية, فوجدت أن الحديث يدور عن العراق,وعن أفغانستان, أما عن سورية فما وجدته هو عبارة عن إنشاء عابر له جانب حقوقي في قضية المعتقلين, حتى قضية الجولان, تم تناولها من خلال العودة إلى خطاب أن صراعنا مع إسرائيل هو صراع مصير, أي صراع وجود. وتابع الحديث عن غزة. الأسطوانة ذاتها, والتي سبق وناقشناها كثيرا كما ناقشها غيرنا من المهتمين بالشأن السوري, وتبين تهافتها.
تحولت غزة إلى بؤرة مولدة للخطاب السياسي الإخواني لسبب بسيط, وهو أن غزة محكومة من حركة "حماس", ولا سبب آخر يمكن أن يظهر في خطاب الجماعة, دعم "حماس" وهي في الحكم. وأي حكم?
تراجع مريع عن الخطاب الأخواني في مشروعهم لمستقبل سورية. لا وجود لدولة مدنية ولا لديمقراطية ولا لتعددية سياسية وفكرية, والأطرف من كل هذا وذاك, ان النظام الآن يهاجم الإسلام? أين تم ذلك وكيف, وهل منع منقبات منعا ارتجاليا من دخول الجامعة يعد هجوما على الإسلام? هل تبنى "الإخوان" أن النقاب فرضا إسلاميا أم سنة, باعتبارهم هم حماة السنة? لا اعرف...النظام لم يقترب من الحجاب, وأيضا لم يقترب من النساء المنقبات, كل ما فعله, هو خطوة في سياق سياسي, واضح للجميع, ألم يخرج مفتي سورية السيد بدر حسون, وعلق على الخطوة رافضا لها, وهل المفتي شخصية مستقلة عن النظام السياسي?
ثم ولا كلمة واحدة, عن موقفهم هل مازالوا معارضة, أم ما زالوا معارضة مع وقف التنفيذ تناسبا مع قرارهم تعليق معارضتهم للنظام كرمى لعيون أردوغان وخالد مشعل أقصد كرمى لعيون غزة أليس مطلوبا توضيحا إلى أين ماضية القيادة الجديدة? رغم أن البيان يقول حرفيا لقد حسمت القوى الكبرى أمرها وموقفها تجاه النظام السوري: الاستقرار لا الاستبدال, والاستمرار ولو بالاستبداد!" طيب مادام قوى الشر التي هي القوى الكبرى حسمت موقفها بدعم استقرار النظام, وهي تلك القوى التي تتجبر على الإسلام كما يقول البيان في أكثر من مكان, ألا يقتضي هذا موقفا من" المعارضة مع وقف التنفيذ?
وأكثر ما لفت نظري في هذا المقطع, هو كلمة ولو" هذه التي توحي أن الوضع ليس بالاستبداد, ولكن إن اقتضى الأمر ذلك فيمكن أن يستخدم الاستبداد! البيان توليفة غير موفقة مطلقا, لأنهم بعد قليل يؤكدون على استبدادية النظام...طيب مفهوم ولكن كيف يكون الرد على الاستبداد? هذا ما لم نلمسه في البيان الختامي, مع أن مواجهة الاستبداد أولوية وطنية لا مراء فيها, وبغض النظر عن الطرق والآليات.
أين الحديث عن دولة المؤسسات والقانون والديمقراطية? وأين مفهوم الدولة المدنية? كلها أسئلة سنتركها لمقالات مقبلة, ولكن أحببنا أن تكون البداية كنوع من المدخل لحوار أعمق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العيب ليس في ألأخوان المسلمين يا سيدغسان ؟؟
الحارث السوري ( 2010 / 8 / 4 - 22:46 )
تاريخحم أمامنا منذ إمامهم الأول المودودي إلى حسن البنا ومعه السفير البريطاني في القاهرة إلى سيد قطب وغيرهم ,, وحاكمية السماء بأيديهم وبيدهم البر اء لايأتيهم الإنحراف والخطأ من أية جهة .. لكن العيب في أدعياء المعارضة المفلسين عملياً ولو امتلأت جيوبهم بمال المتاجرة بالوطن مثل سيدكم خدام وأنتم نسخة مستنسخة عنه . وعن من سبقه بسنين في زعم معارضة النظام الكاذبة وعودتهم إلى أحضان نظام اللصوص بدمشق مجرد إشارته لهم بسبابته وراحوا يكيلون المديح للطاغية بشكل غير مسبوق في العالم كله .... إنهم أبناء الطبقة الوسطى الداعرة وحملة الشهادات الملطخة بالعار وخيانة العلم والعقل والرأي ...فلا تعتب على الإنتهازي والدجال السافر كالإخوان المسلمين .. بل على الذين تاجروا بالماركسية وبالمعارضة وحقوق الإنسان وبالدكلكين الحزبية العفنة وهم مرتزقة برخص التراب ينتظرون صافرة جندي أول من جيش الإنكشارية لينضم إلى القطيع .. حماك الله لا تغضب الحقيقة دوماً خشبة الخلاص للمخلصين ..


2 - الاخوان تنظيم انتهازي بلا مبادئ
فواز محمد ( 2010 / 8 / 4 - 23:39 )
عزيزي الكاتب ان جماعة الاخوان المسلمين تخلت عن كل شيئ واحيانا تجاوزوا حتى عقيدتهم للحفاظ على حكم حماس لان نهاية حماس هي نهاية للاخوان المسلمين اينما حلوا او وجدوا وما حديثهم عن فك الحصار عن غزة هو في الواقع محاولة فك الحصار عن حماس ولا يهم الاخوان المسلمين غزة وابناء غزة المهم اولا واخيرا حماس ولقد اوقعتهم حماس في ورطة لان حماس الان مكروهة من الشعب واغلب من انتخبها اصبحوا يلعنون اليوم الذي انتخبوا فيه حماس ولم يتبقى لهم الا اولئك الذين يتقاضون رواتب منهم اقل عنصر فيهم يتقاضى700دولار اما المهمين يتجاوز راتبهم3000دولار شهريا ونؤكد لكل قراء الحوار اانهم سوف يهزمون هزيمة ساحقة باي انتخابات قادمة ان شاركوا بها واغلب الظن لن يشاركوا والاعذار موجودة لشعورهم بالهزيمة الساحقة التي سيمنون بها


3 - عجيب أستفسارك استاذ غسان
شيرزاد همزاني ( 2010 / 8 / 8 - 09:32 )
أستاذي العزيز غسان المفلح .. أنا لا أتعجب من تجنب ألأخوان للمسائل التي ذكرتم أنهم تجنبوها ولا للمسائل التي تطرقوا أليها ولا لخطابهم ألأنشائي لأن كل هذه ألأمور هي الموروث الديني وليس لديهم شئ خارج الموروث الديني. فعلى سبيل المثال لن يستطيعوا أن ينادوا بالديمقراطية وصورة تطبيقها لأن الديمقراطية هي ليست فقط غير موجودة في التاريخ ألأسلامي بل هي بدعة غربية . وهكذا بالنسبة للقانون الدستوري والفصل بين السلطات وهلم جراً .... ما أتعجب منه هو تساؤلك عن غير المسلمين تحت مظلة أمتنا .. فهم أمر من أثنيين أما أهل الكتاب وجزيتهم واضحة وبينة أو من غيرهم فيكون ألأمر جينئذٍ للسلطان -ظل الله في ألأرض- أدامه الله باغيا على رقاب عباده . تقبلوا تحيااااتي


4 - الحرب المقدسة
جورج كتن ( 2010 / 8 / 9 - 16:14 )
الصديق غسان.. شكراً لهذا المقال المفهوم بكامله، الذي يشير إلى النقاط الاساسية في بيان مجلس الشورى الإخواني، ويبين مدى ابتعادهم عما اصدروه من مشروع رؤية لسوريا الحديثة الذي وضع على الرف من أجل -المواجهة- مع طواحين الهواء الامبريالية الصهيونية التي تشن حرباً مقدسة متوهمة ومزعومة ضد الإسلام والمسلمين!!!؟؟؟

اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah