الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى تغييب وابادة ثمانية الاف من رجال بارزان المناضلة

بدرخان السندي

2010 / 8 / 7
القضية الكردية


تمر اليوم ذكرى الابادة الجماعية التي ادت الى قتل ثمانية الاف شهيد من عشيرة بارزان حيث اقتيدوا الى الموت بعد ان سحبوا من بيوتهم في المجمع الذي كانوا قد اودعوا فيه مع عوائلهم.. اي ان هؤلاء الشهداء كانوا مدنيين امنين كانت الحكومة العراقية قد هجرتهم من قراهم الى منطقة قوشتبة في اربيل حيث اخذوا الى مكان مجهول الى ان اكتشفت مقابرهم الجماعية وقد دفنوا بملابسهم بعد ان اطلق عليهم الرصاص وبعضهم دفن حيا.
وتعد هذه العملية الوحشية التي اقترفها نظام صدام حسين من اسوأ العمليات اللاإنسانية بحق الشعوب في تأريخ الأنسانية اذ لم تبق وسيلة تعذيب او موت تقليدية او مبتكرة من قبل النظام الإ واستخدمت مع شعبنا الكوردي المسالم الذي تتلخص ثوريته عبر تاريخه بالمطالبة بحقه في الحياة الحرة الكريمة مثل سائر شعوب الله على أرضه.
ورغم ان الشعوب الثائرة لها نخبة ثورية مقاتلة وتبقى الشرائح الأوسع من الشيوخ والأطفال والنساء والرجال ممن لم يرفعوا السلاح فأن هذه الشرائح الواسعة بدورها لم تسلم من ماكنة الموت التي اعدها النظام البائد.
والسؤال هنا من أين استمد النظام البائد كل هذا الكم الهائل من الحقد والرغبة الجامحة في قتل الأبرياء والفتك بالأطفال والنساء وما سلم حرث ولا نسل من الحرق والتدمير.
اليست هذه هي الأزدواجية بعينها ان يدعي انسان بـ (الحرية) و (الأشتراكية) ثم يحرق ابناء شعبه بالغازات السامة ان هم طالبوا بالحرية او بالأشتراكية في الحقوق؟ انها ازدواجية النظم الشمولية والتي تجلت في العراق بأبشع اشكالها لقد كانت البداية مع عشيرة بارزان ومن ثم امتدت يد الحقد الى الالاف من ابناء شعبنا الكوردي وعلى مستوى اجرامي قل نظيره في تاريخ العالم.
وفي هذه المناسبة ومن اجل التذكير فقط لابد من الأشارة الى بعض الحقائق الصارخة في هذه الذكرى.
وهنا لابد من سؤال للضمير الانساني ان يسأله: ماذا حل بـ 182 الف رجل وامرأة وطفل اقتيدوا الى صحارى الوسط والجنوب في العراق ولماذا احرقت 5000 قرية كوردية حرقاً تاماً ولماذا طمست العيون والينابيع التي تروي الأراضي الزراعية، بالسمنت والكونكريت ولماذا احرقوا الاف الكيلومترات من الأراضي الزراعية بحيث اصبحت غير صالحة للزراعة.. ولماذا اعدموا بمحاكم صورية الكثير من ابناء شعبنا الكوردي بمن في ذلك تلاميذ صغار دون سن الرشد؟.. وأخيرا لماذا بيعت فتياتنا الى بلدان عربية.. لقد وقف شعبنا الكوردي مؤيداً لكل حركات تحرر الشعوب، وقفنا مع الجزائر في نضالها من اجل الأستقلال ووقفنا مع حق الشعب الفلسطيني في نضاله من اجل نيل حقوقه المشروعة ورغم القتال الذي كان يدور بين النظم السياسية في العراق وبين شعبنا الكوردي فأن القيادة الكوردستانية المتمثلة بالبارزاني الراحل كانت توقف القتال عندما يعلن الجيش العراقي أسهامه للقيام بعمليات عسكرية لصالح فلسطين مثلما حدث في حرب حزيران 1967 ولكن للأسف الشديد لم يجد الكورد صدى لمثل هذا الشعور لدى الأخوة العرب شعوباً ونظماً.. وكلهم سكتوا عن الأعمال الأرهابية الشنيعة التي ارتكبها النظام الصدامي في حلبجة عندما ضربت بالسلاح الكيمياوي المحرم دولياً، ليست حلبجة فحسب بل سواها من قرى عديدة.. ولم يحركوا ساكناً او رفضاً او حتى تساؤلاً في الأجهزة الأعلامية العربية عما يحدث في عمليات (( الأنفال)).
اننا نعتقد بان اعلام النظام الصدامي استطاع ان يضلل الرأي العام العربي والأسلامي من خلال ادعاءات قومية وعاطفية على ان العراق بنظامه يمثل بوابة الوطن العربي وأن العراق يحارب بالنيابة عن الأمة العربية وان في العراق حملة اسلامية وأن العراق ضيف مؤتمرات عربية واسلامية حتى اصبح الكثير من ابناء الأمة العربية والأسلامية في غفلة عما يحدث داخل العراق، فضلاً عن امتدادات الروح القبلية التي مازالت تعمل بشكل غير مباشر للأسف حتى في السياسة الأعلامية لكثير من الوسائل الأعلامية العربية وحتى يومنا هذا وعلى طريقة (انصر اخاك ظالماً او مظلوماً) فالحرب علينا سميت بـ (الأنفال) وبذلك اصبح الكورد كفاراً والنظام العراقي اصبح راية الله على أرضه!! هل هناك اشنع من هذا التوظيف للدين؟؟
وأما سكوت الأنظمة السياسية عما كان يدور من مأس في كوردستان وفي جنوب العراق ايضاً فنحن نرى ان عدداً من هذه النظم كان محكوماً بمصالح سياسية مع العراق فضلاً عن عدم قدرة بعض هذه الأنظمة على اتخاذ قراراتها ومواقفها ازاء ما يحدث في الشرق الأوسط بكامل ارادتها.
اننا اذ نستذكر هذه الذكرى الاليمة ذكرى ابادة وتغييب الالاف من عشيرة بارزان باكورة عمليات الانفال والابادات الجمعية التي عاشها الشعب الكوردي فاننا نحيي نضال شعبنا الكوردي وقيادته السياسية المناضلة، ونحيي في ذات الوقت نضال هذه الشريحة المناضلة –البارزانيون- الذين رفعوا راية النضال من اجل حقوق الشعب الكوردي من مطلع القرن العشرين وكان ولم يزل البارزاني الخالد رمز امتنا الكوردية عاش نضال الشعب الكوردي من اجل تحقيق اماله المشروعة المجد والخلود للشهداء البارزانيين في ذكرى ابادتهم عام 1983.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 


.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال




.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني


.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط




.. خالد أبو بكر يرد على مقال بـ -فورين بوليسي-يتهم مصر بالتضييق