الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تمجيد القتلة ! تعليقا على مقال للكاتب حسن ناظم

محمد شفيق

2010 / 8 / 8
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


قبل ايام وانا اطالع صحيفة العالم قرأت مقالا للاستاذ ( حسن ناظم ) المنشور في العدد ( 159 ) والتي كانت بعنوان ( من عجائب تسعينيات , حكاية عن نور حمودي القيسي ) والمنشور هنا

http://www.alaalem.com/index.php?aa=news&id22=13718

تحدث فيه الكاتب عن ذكرياته مع الدكتور نوري حمودي القيسي عميد كلية الاداب في جامعة بغداد عام 1990 وكان ايضا مدرسهم في مرحلة الماجستير .
يذكر الكاتب بأن الدكتور القيسي تكلم معهم حول شخصية الطاغية ( الحجاج بن يوسف الثقفي ) وطلب منهم ان يعدوا بحثا عن هذه الشخصية ( فلقد حان الوقت لانصافها ) هذا الامر جعل القلوب ان تبلغ الحناجر حسب تعبير الاستاذ ناظم ويتسائل الكاتب
كيف يمكن للامة ان تنصف قاتليها ؟ ان تمجد شخصا كان سببا في دمارها وخرابها وتخلفها . كيف يكون ذلك ؟
في الحقيقة ان الامر لايقتصر على شخصية الحجاج وتمجيده وتكريمه ونعته بصاحب الفتوحات العظيمة والكبيرة في تاريخ الامة الاسلامية . ففي تاريخنا الكثير من النماذج التي سرى الاجرام والقتل في دمائهم كسريان الدم في اجسامهم . قبل عدة سنوات قرأت بحثا لاحد رجال الدين حول ( هل يجوز لعن يزيد بن معاوية ) بدأ هذا الشيخ بسرد اعمال يزيد الاجرامية بحق الامة والانسانية واولها جريمة التاريخ الكبرى قتل الامام الحسين بن علي مع اهل بيته وصحبه في كربلاء في ابشع صورة وحشية تجرد شخوصها من ابسط المعاني الانسانية . ثم هجومه على المدينة المنورة وقتله الاف من اهلها . بعد كل هذه الجرائم وغيرها التي ارتكبها يزيد يقول هذا الشيخ ( لكن هذا لايعني ان نلعن يزيد ونشتمه )
لماذا العرب والمسلمين لايعترفون بالخطأ . الم يقولوا ( اذا لم تخطأ لا تتعلم ) اليس الاعتراف بالخطأ فضيلة . مهما حصل لايعترفون بالخطأ ويبجلون اصحاب الخطأ . الى يومنا هذا هناك اشخاص يترحمون على ( صدام حسين ) رغم كل الجرائم التي ثبت تورطه بها وهم يعرفون ان صدام مجرم كما يعرفون ابنائهم . يعلمون علم اليقين ان صدام قام بغزو الجارة الكويت وقتل الاف في الانفال . وقام بتصفية العلماء والمفكرين والمثفقين ورجال الدين ووو. رغم ذلك فالكثير يقدمون التعازي في ذكرى هلاكه حتى ان حد اصدقائي الفنانين قال لي ذات يوم ( والله يأخي احنا هواي ظلمنا صدام حسين )
قبل عدة اشهر قرأت عامودا لاحد كبار الكتاب العراقيين وهو يمدح صدام ونظامه علنا بكل وقاحة وينتقد طبيبه السابق ( علاء بشير ) لانه فضح صدام من خلال كتابه ( كنت طبيبا لصدام ) ومن جملة ما ذكره في عموده ( ترى لو نهض صدام من قبره وشاهد هؤلاء .....) بقي عليه ان يقول ( رحم الله صدام ) حتى تكتمل الجملة . في مقابل تمجيد هؤلاء المجرمين والقتلة . نجد الكثير من الشخصيات اصبحت في طي النسيان , بل اصبحوا اشخاص مذنبين ومخطئين !! فالحسين قد خرج على امام زمانه والقى بنفسه الى التهلكة . والشهيد ( محمد باقر الصدر ) كان عميلا للخميني والنظام الايراني اذن اصاب عندما اعدمه . نحن امة كما وصفها الشاعر المصري الكبير ( محمود سامي البارودي ) ( يرى الضيم يغشاه فليتذ وقعه .. كذي جرب يلتذ بالحك جلده ) لقد اجاد الوصف بمنتهى لهذه الامة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أخي الرائع محمد شفيق
نادر عبدالله صابر ( 2010 / 8 / 8 - 15:30 )
طاب مساؤك ايها الصديق الرائع
شكرا لكل كلمة من كلمات مقالك الجميل ... فنحن بالفعل امة لا نقرا التاريخ من زاوية محايدة ... كثيرون من ابطالنا المعروفين في التاريخ ,هم بالحقيقة ليسوا اكثر من قتلة, افاكين, نهابين مغتصبين , حثالة... ومع ذلك ندرس اطفالنا على ان هؤولاء ابطال , ومثل عليا,, يجب الأقتداء بهم !!!! وهنا الطامة!!! وهنا الجامعة التي تخرج المزيد من الرهابين والشاذين!!!! ...ه
لك دوما كل المحبة والأعجاب


2 - محمد الحلو
محمد شفيق ( 2010 / 8 / 8 - 19:18 )

تحية طيبة

الاخ العزيز - محمد الحلو - اشكر مروكم الكريم

بالفعل تلك طامة


3 - الدكتاتور وجه اخر لرجل الدين
احمد السمير ( 2010 / 8 / 9 - 18:23 )
السوال المهم هو هل هولاء الافراد منفصلين عن سياق يدعم تصوراتهم ويسند لهم استبدادهم الحجاج كان ينتمي الى ذات المنظومة الفكرية التي ينتمي لها الحسين لكن الاختلاف حول التاؤيل الحسن قبل منح الخلافة للامويين والحسين رفض كما ان الحجاج كان نوعا ما مقتنع ومؤمن ايمانا قطعيا بان ماكان يفعله يتطابق مع الشريعة السوال هو من اين اتئ بهذه القناعة كما ان الامام الحسين لم يكن يملك خيارا الا ان يبايع وبهذا هو رفض اعني لم يختار الثورة وانما فرضت عليه وبلاشك ان الصدر كان مولعا بالخميني وقد وصفه في الكثير من كتاباته بانه قائدهذا الزمان واتباعه واجب وحق وبالتالي هذه حقائق لابد من ذكرها وان استفاد منها الدكتاتور اعني ان الصدر وفر فرصة مثالية للدكتاتور للاستبداد واستمالة دعم الغرب ذاك ماهي رؤية الصدر للحكم اكيد طبقا لمؤلفاته ولاية الفقيه وهي لاتختلف عن الدكتاتور اذن نحن امام بدائل متشابهه فلماذا تمنح امتياز للصدر وتمنعه عن الدكتاتور . عندما نذكر الوقائع كباحثين لنذكرها بتجرد الدكتاتور نموذج لايختلف عن نموذج رجل الدين سوئ الخميني او الصدر او ابن لادن الذين يقاطعون الدولة العلمانية لصالح الشريعة


4 - الاخ : احمد السمير
محمد شفيق ( 2010 / 8 / 10 - 19:43 )

تحية طيبة

اخي الاستاذ - احمد السمير - اشكر مروركم الكريم

اتفق في بعض ما قلته . واخالفك في البعض الاخر
اشكركم على هذا التعليق العلمي والنافع

تحياتي

اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة