الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعارض الايجابي

علي شايع

2010 / 8 / 9
المجتمع المدني


بين الايجابي، والسلبي، شاسع من الفرق، لا يمكن أن تغطي أفقه نافذة صغيرة، من عمود كلمات ؛ ما أحوجها - وصولاً- لحمل المعنى، تاماً، ودون ما يعترضه، سلباً، من معنى لا يفضي إلى وعي منتج.

وبين الوعي والإيجابية، ما يؤمّن للإنسانية بالوعي سبيلاً، للتغيير، وأملا في سيادة أدواته، وآليات بثّه في الناس.. بثّه كعمل خير يترفّع عن الرخيص، ويحفل بالسهل الممتنع لإيصال إيجابيته، كفكرة، تليق بالمواجهة وفروسيتها. فالمواجهة بلا فروسية هزيمة حتى وإن تحقق الانتصار.

والمعارض الإيجابي منتصرٌ وهو مخضّب بدم هزم السيف، لأن الانتصار له مجد؛ يبقى فهمّه قيد الخاصة. ولعّل من بين هؤلاء الخاصة، شاعر أقف أمام كلماته بخشوع، لأني أحسبّه - منذ زمن طويل- يمجدني كمعارض لا يبخسه حقّ العرفان والثناء؛ يقول الشاعر أمل دنقل : “المجد..لمن قال لا بوجه من قالوا نعم”.

المعارض الإيجابي راسخ الثقافة أكثر من السلطوي الحاكم، المتهتّك؛ فساداً وغشّاً، بينما يبقى المعارض مؤمّلاً بحسن الختام، لإثبات حقانيته.

المعارض الإيجابي مثقف، قادر على البحث، مفتوح الأفق، واسع الرجاء، متطلّع، ساع الى الجديد، فطّن، كيّس، ثابت في وحشة طريق قليل السالكين.

المعارض الإيجابي نظيف،بينما الساعي إلى غايته في السلطة، شائك الطوية، غادر، ومراوغ، فعلت فيه السياسة فعلها في العاملين بها؛ الملوثين بظلام دهاليزها.. ظلام لا يغسله نور، ولا يشذّبه تثقيف.

المعارض الإيجابي مترفّع، لا يخالجه شكّ في أمله، ولا يغريه بديل عن عمله، لا ينجرّ إلى نفوذ، ولا يسعده مكوث أو سكون على هوان.

المعارض الإيجابي أنفع إشغالاً من السياسي، بفن الممكن، محفّز أزلي لهذا الممكن حتى يسود بالأفضل.

المعارض الإيجابي ابن بيئته، مثقل بهمومها، مرنٌ، ومتواصلٌ وهذه البيئة، منطلق بهذه الحاضنة كمثال ينادي بحقوقه إلى العالم.المعارض الإيجابي غير مؤدلج، أو معصوب البصيرة بالانتماء، لا ينتمي إلا لتعارضه مع السلطة؛ بكلّ ما يتيح له الاحتجاج والمخالفة والممانعة، مستحقاً لقبه، كمعارض يمثل الجميع، كاشفاً لعيوب الحكومة ،ومردودها السلبي؛ وهو يوزّع الهدم بالتساوي.

المعارض الإيجابي يعارض بقوّة، و يشعر إن هذه القوّة أشد وقعاً من سلطة الحاكم، لذا لا يناله إعياء، ولا يحيدّه إغراء. مقبل على التضحية، بقدر إقباله على الحياة، وقوفاً في النقطة الوسط بين الأفضليات.

المعارض الإيجابي يعرف القوّة ولا يجعلها آلة خوف، يعرف معاناة الخائفين، يستقوي بهم، ولا يظهر في فسحة أمنهم سلاحه فيرعبهم. لأنه مؤمن بمدنية الحياة المبتغاة، والمؤمّلة في آمال الراغبين، وفي فلسفة الوجود، في الكتب المقدّسة؛ حياة تقرّ بها أعين من يعيشها، آمنا في وطنه، متحرّراً من سلطة ظالميه بالسلبية، فيعيش مهدوم المنبر، ومحاطة جنباته بالنكران.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس


.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على




.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين