الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


.الخرافة و الدين. عندما يصبح الامام طرزانا

محيي هادي

2010 / 8 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


.الخرافة و الدين. عندما يصبح الامام طرزانا

اسطورة، خرافة، دجل، عقيدة دينية، ..... كلها كلمات تتشابك بعضها بالبعض و يصعب على الانسان تفكيكها و فصل الواحدة عن الاخرى، و كل كلمة من هذه الكلمات متزاوجة مع الأخرى زواجا كاثوليكيا. إلى الموت.
و هنا أطرح هذين السؤالين:
أيوجد تناقض بين الخرافة و العقيدة الدينية؟
و عندما تتحول الخرافة بيد مرتزق الدين الى سلاح يستعمله لمحو دماغ المتدين و يجعل من الخرافة حقيقة، اليس هذا هو الدجل بعينه؟ إن مرتزق الدين يصبح دجالا حينما يصر على كذبته و هو بها يعرف أنها كذبة.

الاسطورة قرأها البعض بأنها كلمة مشتقة من الكلمة الانجليزية (ستوري)، اي التاريخ. و لكن الاسطورة ليست بتاريخ واقع بل بتصفيط (تسطير) كلام غير معقول و خرافي يصدقه المتدين من الذين لا يمكن شراء شيئا بمخهم، لا ولا حلاوة. –سأذكر لاحقا السبب الذي جعلني استعمل الكلمات الأخيرة –
إن الاسطورة تُفرح الجاهل بالتصنت لها و تُخجل العاقل عندما يسمع بأن هناك شخص ما يصدقها، و يزعجه عندما يرى عزيز عليه يؤمن بها.

إن انسان الايمان الديني، المؤمن من أي صنف كان، و كما يقول الفيلسوف الالماني نيتشة هو انسان تابع و غير مستقل، و إنه لا يقدر أن يوطد ذاته كفاية أو يُوجد مقاصد مستنبطة من ذاته. و تصبح المعرفة عند الرجل المتدين الخطيئة الكبرى. فالمعرفة هي الممنوع و المحظور بذاته. فالعلم هو الخطر الاول و الاساسي ولهذا يجد المتدين واجبا عليه أن يحاربه. بكلمة الكذب و بلسان الدجل و بمنع الحرية بالسجن و بسيف الارهاب. و قد رأينا في الدول الاسلامية، و منها العراق، كيف حوربت مدارس العلم من قبل مرتزقة الدين ولا يزال أحفادهم يحاربونها.

إن الإيمان الديني لا يحرك الجبال و إنما يقيم بالخرافة جبلا حيث لا توجد جبال، إذ أنه يخدّر عقل المؤمنين فيصور لهم ذلك الجبل . و على الرغم من الآية القرآنية: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ....) فإن هناك مثل عراقي يقول: (ازرعنا الـ "لو" و ما طلع). و لهذا فإن الجبل لا يخشع و لا يتصدع بفعل "نزول" آية ما عليه، بل أنه يتصدع بفعل ضربة فأس فيه، لا بل أنه يُزال الآن بفعل عمل الماكنات المصنوعة بيد الانسان. ألا نرى كيف تفتح الأنفاق في الجبال و تحت البحار بفعل آلات الإنسان.
و هكذا فلا يمكن أن تفعل أي فعل عملي قراءة آية على جبل، بل كل آيات القرآن، لا بل كل آيات التوراة و الزبور و الانجيل و القرآن مجتمعة، فكيف بخرافة يلقيها على هذا المنبر أو ذاك هذا الشيخ المعمم أو ذاك المُغَوتر.
إنه العمل الذي يزرع الأرض و يصدع الجبال و يقدم المجتمع، على عكس الدجل و الخرافة اللذان يعرقلان تقدمه نحو الامام.

**

خرافات و دجل على طريقة المنابر الشيعية: هل كان الامام موسى الكاظم طرزان أيامه؟

يُعتبر موسى بن جعفر الامام السابع من إثني عشر إماما يعتقد بهم المسلمون من الطائفة الشيعة الإتنى عشرية. و يلقب بعدة ألقاب أهمها: الكاظم و باب الحوائج. ولد في شهر صفر من عام 128 هـ و توفي في شهر رجب عام 183 هـ. أي أنه عاش 55 سنة هجرية. عاصر أربعة خلفاء عباسيين هم: المنصور و المهدي و الهادي و الرشيد. و يُقال أنه توفي متأثرا بسم دسه في طعامه هارون الرشيد. و قد دفن في جانب الكرخ من بغداد و تعرف المنطقة المدفون فيها بالكاظمية، نسبة إلى لقبه الكاظم. و قد عرفت الكاظمية بشكل أوسع بعد استشهاد أكثر من ألف شخص في يوم واحد ذهبوا لزيارتها. استشهدوا بسبب عمل ارهابي قام به مسلمون آخرون.

استلمت من أحد الأصدقاء إيميلا عن فيديو، تجد رابطه عزيزي القارئ في آخر المقالة، يتحدث فيه أحد المعممين عن معجزة (كذبة و خرافة) نسبها إلى الامام موسى بن جعفر، و أود أن أكتب و أعلق عن هذه الخرافة بطريقتي:

بعد أن توقف فجأة عن بكاءه المزيف و ترك زعيقه و كأنه يريد الغناء على طريقة غناء الفلامنكو الاسبانية سأل مرتزق الدين، الجالس على المنبر و المعمم بعمامة بيضاء، حاضري مجلسه المسمى بالمجلس الحسيني:
- أنا لا أعرف، هل قصيت عليكم هذا الخبر أم لا ؟ قصة الاسد الذي في الغابة؟ في الضيعة؟
سأل الحاضرين بطريقة و كأنه يسأل أطفالا صغارا غير ناضجين يريد أن يحكي له قصة. و الحقيقة أن المعمم يعتبر الحاضرين أناسا لا عقل لهم و لا ادراك. و بدأ المعمم في رواية دجله: (1)
- في رواية تذكر أن واحدا من أصحاب موسى بن جعفر قال له: سيدي ! نحن نريد أن نسلك هذا الطريق الاسلم و الأقرب. هذا سراط و لكن في هذه الغابة أسد.
فأجابه الامام: و لكن أولاد فاطمة محرّمين على السباع! (2)
فرد عليه صاحبه: أنتم أولاد فاطمة، أما أنا فلا.
و رد الامام: ما خاب من آمن و تمسك بنا.
ثم تابع المعمم قائلا:
- دخلوا الغابة و جا ء الأسد ، فعلا، راكضا، و الامام فوق فرسه. فوضع الاسد يده في الحلقة الحديدية، التي يُدخل الفارس قدمه ليركب الفرس، و وضع الامام قدمه فوق يد الاسد.
و استمر الخطيب المنبري:
- و طأطأ الاسد رأسه و قبّل قدم الامام.

و هنا ارتفعت أصوات حاضري مجلس الخطبة الحسينية العصماء بـ "اللهم صلي على محمد و آل محمد".( 3)

ولم تنته مصيبة هذه الكذبة عند هذا الحد بل أن المعمم، و بكل صلافة استمر قائلا:
- أخاف ان يكون واحدا منكم لا يقبل عقله وذهنه هذه الرواية . إني لا أشتري عقل الذي لا يصدق بالحكاية.
و استأنف المعمم:
- يحسب هذا أنه هو الذي أوجد الوجود. إنه لا يدري بأني لا أشتري بعقله باقتين من الكرفس. (4)
و استمر:
- أخاف أن واحدا لايعقل هذه الرواية، فإذا وجدتموه قولوا له: عمِّي! إن هذه الرواية موجودة في منتهى الآمال للشيخ عباس القمي (5) في الجزء الثاني في باب معاجز الامام الكاظم.
و استمر المعمم:
- إن هذه الرواية المعجزة هي من أبسط المعاجز. و لكن إذا قلت غيرها.....أخاف أن يهرب المصور بكامرته!
و هنا توقف و ظهرت على شفتيه ابتسامة خبث و دجل و أراد أن ينطق بكلمات أخرى الا أن لسانه تلعثم و لم يطيعه. فضحك و بضحكته أراد أن يقول للحاضرين: أيها الأغبياء!! إنني دجال دين.

و استأنف المعمم:
- بكى الاسد. همهم الاسد. الامام همهم أيضا بلغة الأسد. (6) انصرف الاسد و هو ينحني ثلاث مرات كأنه يقول:
"اللهم لا تجعل آخر العهد مني....." قال ذلك و كأنه خارج من زيارة......

و استمر المعمم في خرافته:
- سأل الامامَ صاحبُه: ما الذي قلته للأسد؟ و ما الذي قال لك؟
قال الامامُ لصاحبه: قال لي: عندي لبوة، و قد بلغها المخاض و اشتد عليها العسر، و تكاد تموت منذ ثلاثة أيام. و ضاقت بي الأبواب ياباب الحوائج!!!! قال له الامام بكل تواضع و أدب: ابشر يا أسد. لقد رزقك الله منها....إذهب و ارجع إليها.

و رجع المعمم يزعق كما كان يزعق قبل حكاية كذبته.
**

(1) لم يبتدأ المعمم بالكليشة: "كان يا ماكان. كان في قديم الزمان"

(2) لا أعرف كيف سمح البعض من المنعوتين بـ "أولاد فاطمة" أن يعطوا هذا الامتياز الخاص، و امتيازات أخرى، لأنفسهم و يطلبون من الآخرين أن يصدقوهم و يدعموهم؟ فهل وُضع على أعضاء أولاد فاطمة "جن جرسا" فتم تمييزهم بهذه الطريقة عن باقي البشر؟
ألم يعلموا بالمثل القائل: من مدح نفسه فهو كذاب!
و هل نسوا القانون العربي القائل بتبعية الابناء للآباء و ليس للأمهات؟
و هل نسوا أن فاطمة هي الجدة (؟؟؟؟؟) لموسى بن جعفر؟ و يصعب الوصول اليها عن طريق أب و أم موسى بن جعفر، إلا بلي عنق الأعراف و التقاليد؟
و لكن هذا الامر قد أصبح تجارة لـ "أولاد فاطمة" و للمروجين لهم. إن هذه التجارة ينهم منها الطيب و الخبيث، الغني و الفقير، و العالم و الجاهل، الجيد والسرسري....... و معروف أن الذي وشى بموسى الكاظم عند الخليفة العباسي هو أحد أقربائه من "أولاد فاطمة".
إن المشكلة أن هناك ساذجون، من غير "أولاد فاطمة"، يصدقون بهذا الامتياز و يدافعون عنه.

(3) عند سماعي هذه الصلوات على محمد و آله أود أن أذكر أن هناك:
* من يصدق ما يقول هذا المعمم.
* و أن هناك من يجاري المذكورين أعلاه و هو بين المصدق و اللامصدق.
* أو قد يكون من الذين يستخدمون الدين لأسباب سياسية و هكذا فإنه بدبلوماسية و خداع سياسي يجاريهم.
* و هناك من لا يصدق قول المعمم فيقول صلواته بشكل يُطيل كلمات الـلــــــــــــــه و محمــــــــــــــــــد و آلــــــــــــــه بشكل مبالغ فيه. و هو بهذا يريد أن يقول للمعمم" "هذه الكلاوات ما تعبر عليَّ".
* و هناك من يقول بنفسه: الله مصلي على الحليب و المحلبي.

(4) لاحظ تهجم المعمم الدجال على الذي لا يصدقه. إذ أن هذا الدجال لا يدري بأن بعقله لا يمكن شراء حلاوة.

(5) و شهد شاهد من أهلها!! وافق شن طبقة. و تدحرج الغطاء فلقى طنجرته.

(6) إن كاتب الخرافة و قائلها يشبهان الامام موسى بن جعفر بطرزان الافلام الذي كان يصاحب القردة شيتا و يعرف لغة الحيوانات جميعها. أو أنهما يُشبهان الامام موسى بالنبي التوراتي سليمان الذي تقول عنه الاسطورة اليهودية بأنه كان يعرف لغات الحيوانات العديدة. وقد أتخذ المسلمون هذه الاسطورة اليهودية و صدقوا بها بشكل أعمى.
إن الفيلسوف الانكليزي الشهير (برنارد رسل) قد ذكر في كتابه (تاريخ الفلسفة الغربية) بأنه لا وجود للنبي داود، و أنه شخصية وهمية، و بهذا فعند عدم وجود الاب النبي داود فلا وجود لابنه سليمان.

رابط الفيديو:

http://www.youtube.com/watch?v=FzZ4j2m01AE


محيي هادي – أسبانيا
11/08/2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المشكلة عليك ان تسمع فقط
فواز محمد ( 2010 / 8 / 12 - 10:05 )
ان الشيوخ والمعممين يحيطون نفسهم بهالة مقدسة لا يجوز مقاطعتهم او مناقشتهم علنا خوفا من الاحراج لذلك لهم ان يقولوا ما يقولوا وعيك الاستماع فقط وعدم السماح بالمناقشة او الاسئلة التي بالتأكد لو سمح بها لانكشفت الاكاذيب ووقعوا في المأزق الكبير


2 - مصيبة
محمد بودواهي ( 2010 / 8 / 12 - 16:08 )
هكذا كانت المجتمعات في أوربا في القرون الوسطى
لاحظ سيدي أن الفرق بيننا وبينهم اليوم خمسة قرون
أنا علماني مغربي أصاب بالفاجعة عندما أنظر في التلفاز وأرى تلك المشاهد المقززة التي يقوم بها إخواننا المغرر بهم في العراق في تلك المناسبات
إنها المصيبة عندما يسيطر رجال الدين الجهلة على عقول الناس
تحياتي وتقديري للكاتب

اخر الافلام

.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah