الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رمضان...فرص للأستثمار وتحقيق الأرباح

حاكم كريم عطية

2010 / 8 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


شهر رمضان شهر فضيل عند المسلمين وشهر يصوم فيه المسلمين والصيام هو من الأركان الخمسة التي يقوم عليها الدين الأسلامي والصيام ممارسة قديمة قدم البشرية فلقد مارسه الأنسان لأسباب كثيرة كان أكثرها شيوعا ارضاء الألهة حتى تطور ت هذه العادة لتصبح في تعاليم الدين الأسلامي من الأركان الخمسة للدين وأوجب طاعتها وتنفيذها على كل مسلم ومسلمة وكان من الأسباب الموجبة لذك هو أن يمر المؤمن بفترة ممارسة هذه الطقوس للوصول ألى الأحساس بالفقير والمحروم ومعاناته ولذلك كان وما زال رمضان مبتغى الفقراء للتخفيف من معاناتهم وظروفهم الصعبة نتيجة قيام الميسورين من المسلمين بمساعدة الفقراء والتخفيف من معاناتهم ألا أن ممارسة هذه الطقوس دخل عليها الكثير نتيجة أرتباط الدين بالسياسة والأقتصاد ونتيجة تطور مفهوم الدولة ودخول أنماط الأقتصاد المتعددة والمشوه في أحيان كثيرة على مجتمعاتنا ولعل ظهور نشاطات أقتصادية مكفولة من جهات دينية ( شركات ومؤسسات أنتاج لحوم الدجاج الحلال ) وكذلك تحول مؤسسات وأحزاب دينية لأحزاب سياسية تستهدف السلطة السياسية لا التعاليم ونشر الدعوة الأسلامية أو ما يسمى بكتل الأسلام السياسي في العراق وأبتعاد المؤسسة الدينية اكثر فأكثر عن مهمتها الدينية ودخولها معترك السياسة ومتاهاتها كل ذلك يضاف أليه تطور الدولة المدنية وأنفلات الأقتصاد وأتخاذه أشكالا مشوهة تقترب أو تبتعد قليلا عن أقتصاد السوق الحر وغياب سلطة الدولة والرقابة عليه في ظل وضع أمني جعل من العراق بيئة خصبة لأنتشار ظاهرة الفساد والتزوير على كل الصعد بيئة كان اللاعب الأساسي فيها هو أنهيار منظومة الأخلاق وبناء مواطن على مدى 40 عاما لا يعرف معنى للمواطنة مواطن أمي ضحية ونتاج للدكتاتورية ثم جاءت حركة التنغير الأمريكي ليأتي القطار ثانية محملا بمن طعنو العراق وشعبه وليكملو مشوار الدكتاتوية بأرساء مفاهيم وقيم الطائفية كل ذلك أفرغ كل المفاهيم والقيم التي كان المجتمع العراقي يتميز بها في خمسينات وسبعينات القرن العشرين من محتواها وأحلال مفاهيم غريبة على المجتمع ستصبح العقبة الرئيسية في تطور المجتمع العراقي وأستعادة عافيته وبيئته الطبيعية لينعم العراقيين بحريتهم وكرامتهم وخصوصا الطبقات المسحوقة والفقراء والمحرومين ولعل من أبرز المؤشرات على التغير الحاصل في المجتمع تحول شهر رمضان الفضيل لشهر تخافه طبقة المحرومين والفقراء وشرائح كثيرة من العراقيين كونه يتزامن مع أرتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية ومستلزمات الصوم أرتفاعا لا يتناسب مع دخول العراقيين وعدم توفر الجودة والرقابة على ما يطرح في الأسواق من مواد تضفي سمه المجتمع الأستهلاكي المتخم بالمواد الرخيصة نوعيا مما جعل من هذا الشهر مشروع قلق دائم للفقراء بعد أن كان شهرا ينتظره الناس بفارغ الصبر للتخفيف من معاناتهم ومصائبهم وهذه الظاهرة لم تعد سرا واذا ما تتبعنا مسار هذه التغيرات بعد حركة التغير الأمريكية ودخول هذا الكم الهائل من الملتزمين دينيا وظهور كتل دينية سياسية ما أنزل الله بها من سلطان كل يدعي تصدره لتطبيق التعاليم والشريعة ألا أن ما يحدث على أرض الواقع غير هذا وذاك فلقد أوغل صيادي الفرص في تحقيق أبشع ممارسة عملية في نهب الناس والأيغال في حرمانهم واستغلالهم فباتت المعاناة تتعدى الطبقات الفقيرة لتصل الطبقات المتوسطة وأصحاب الدخل المحدود وهي الشرائح التي تمثل السواد الأعظم من الشعب العراقي فشعب يعاني 12 شهرا من الحرمان من خدمات الدولة الأساسية اضيف لها شهرا آخر لتصبح السنة العراقية 13 شهرا فلقد أصبحت المعاناة مضاعفة في رمضان وهذا ليس بخافيا لا على المؤسسة الدينية ولا على الأحزاب السياسية ولا مؤسسات الدولة العراقية لكن الملاحظ أن هذه الجهات لا تعير أهمية لموضوع المعاناة اليومية للمواطن العراقي لأسباب كثيرة أولها أن فاقد الشيء لا يعطيه فمن لم يستطع تشكيل حكومة بعد أنقضاء خمسة أشهر لا يمكن أن يكون لبرنامجه السياسي أن تتصدره معاناة المواطن بل تتصدره حرب الأستحواذ على مغانم المواقع السيادية والكراسي في الدولة العراقية ومن يمتلك ويستحوذ على مفاصل الأقتصاد لا يمكن أن يكون المواطن ومعاناته في برنامجه الأقتصادي بل معادلة الربح ألى أقصى مدياتها وبكل السبل حيث أستشرى الفساد المالي والأداري ليكتمل ثنائي المعادلة السياسية الأقتصادية ويوغل في نهش جسد العراقيين لتصبح أشهر سنة العراقيين 13 رقم مشؤوم لكنه مع الأسف أقترن بأسم شهر فضيل أفرغ من محتواه وأصبح قلق الفقراء من قدومه قلق مشروع بل وضمن الحريات الأساسية في الدستور ربما يطلب الفقراء مستقبلا بالغاء هذا الشهر الفضيل وتفضيل أن تكون السنة العراقية 11 شهرا حيث كبرت معاناة الناس ووصلت مديات لم يعد السكوت عليها مقبولا لا شرعا ولا قانونا وأذا ما أستمر الحال على ما هو عليه فبركان الفقراء قادم لا محالة فهل تسمعون .

حاكم كريم عطية
لندن في 10/8/2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة توضح ما المراد بالروح في قوله تع


.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة تجيب عن -هل يتم سقوط الصلوات الف




.. المرشد الأعلى بعد رحيل رئيسي: خيارات رئاسية حاسمة لمستقبل إي


.. تغطية خاصة | سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال عهد رئ




.. تربت في بيت موقعه بين الكنيسة والجامع وتحدت أصعب الظروف في ا