الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أليست هذه : إيحاءات جنسية !

عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)

2010 / 8 / 13
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



عندما تناول أبوينا الأولين من الثمرة المُحرّمة، عرفا: "الجنس" !
ولا يزال البعض ـ بإفتراض حسن النية -، يتناول من هذه الثمرة، ويعطي غيره في صورة أمر ديني !
لن أتحدث عن فتوى: "ارضاع الكبير"، التي اثارت جدلاً واسعاً بيننا، فهي لوحدها مثالاً لذروة الإيحاء الجنسي، ولكني أتحدث عن سلوكيات مبرمجة بفعل اناس كحوليو المشاعر، تشتعل أجسادهم فور رؤية أمرأة، أو سماع صوتها، أو مصافحتها .. سلوكيات تحمل مستصغر الشرر الذي يشعل النار ، وهي كثيرة،أذكر منها:
كنت متجهاً إلى محطة القطارات، عندما مررت على بائع الصحف؛ لأشتري مجلتي المفضلة . أحضرت البائعة المجلة ووضعتها على الطاولة التي أمامها .. في البداية لم أدرك انها لا تريد أن تعطيني المجلة في يدي، وبينما كنت اناولها ثمنها، طلبت مني أن أضع النقود على الطاولة ؛ حتى تتمكن من أخذها !
لم أكن اتوقع هذا التصرف المفاجيء منها، مما جعلني أشعر بالخجل، ثم بالغضب وكأنني مصاب بداء معدِ، أو كأنني سأرتكب الفحشاء لو وضعت النقود في يدها !
لقد كنت ذاهباً في مهمة ما، وجل تفكيري كان منصباً على اللحاق بالقطار، وكيفية اتمام مهمتي، ولكن البائعة أبت إلا أن تذكرني بأن هناك ذكراً وأنثى ، وبدلاً من أن يكون الموضوع موضوع تعامل بين مشتري وبائع لا تثبت أحداثه في الذاكرة ، أصبح قصة يقرؤها العقل أكثر من مرة، وربما يحتفظ بتفاصيلها، وتفاصيل المرأة إلى الأبد !
وعندما كنت أركب المترو قبل الفصل العنصري بين الذكر والأنثى، لم أكن أفكر في الركاب الذين حولي سوى انهم بشر كل يذهب في طريقه، وإلى هدفه .. أما الآن إذا تركت أي سيدة العربة المخصصة للنساء ، وركبت حيث مجتمع الرجال ، فاني أهتم بالموضوع وأبدأ في التساؤل : لماذا لم تركب هذه السيدة العربة مع بنات جنسها، وبالتالي فقد وضعها هذا الفصل الجنسي في بؤرة اهتمامي على عكس ما اراد صانعو الأسوار !
وكم كنت اشاهد مباريات المونديال، وخصوصاً عندما كان فريقنا القومي يكافح على أرض الملعب لينال الفوز، وكان كل اهتمامي هو ملاحقة الكرة بعيني؛ لعلها تصيب هدفاً لصالح الوطن، إلى أن جاء من ينذرنا من مشاهدة مثل هذه المباريات؛ لأن الكاميرات تنقل لنا صوراً عن فتيات شبه عاريات، فبدأت أهتم بهذا الموضوع لا لكي أرى الفتيات؛ ولكن لكي أتحقق من صدق شيوخ الفضائيات، الذين نجحوا في لفت أنظارنا لشئ لم يكن في الفكر !
رأيت يوماً مشهداً في مسلسل رمضاني عن رجل يتقدم من محل لبيع الاقمشة، في هذه اللحظة قامت شابة من على مقعد حجري كانت تجلس عليه، عندما اعطاها البائع طلبها، فلما انصرفت ورأى الرجل أن المقعد قد خلا منها، أراد الجلوس عليه، فإذا بالبائع يمنعه من الجلوس، قائلاً: لا تجلس عليه الآن حتى يبرد من حرارة جسمها !
لقد عشت عمراً أجلس مكان: رجال، وسيدات، وفتيات .. ولم أكن أفكر مطلقاً في ان المقعد لا يزال يحمل حرارة جسم من جلس عليه، حتى شاهدت هذا المشهد، فأخذت انتبه إلى هذا الأمر الذي جرح عفتي العقلية طويلاً، إلى أن أنتصرت على فكرته الشريرة !
،...،...،...
إن بيوت الشر تبقى بيوتاً مُغلقة إلى أن نشير إليها ؛ فَتُفتح !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ثقافة
مازن فيصل البلداوي ( 2010 / 8 / 13 - 14:20 )
هذه ايضا تسمى ثقافة عزيزي الكاتب، ولكن أسمها هو ثقافة تخلّف،لأنها في عقول من ينظرون الى هذا الأمر وبهذه الكيفية ويتصورون ان جميع من حولهم يحملون نفس طريقة التفكير، فهي ارهاصات الحرمان وارهاصات الأزدواجية في التعامل، كمن يبات ليلته مع (عاهرة) لكنه يتزوجها عرفيا لليلة واحدة

شكرا لك


2 - ما الحل؟
basem adeeb ( 2010 / 8 / 13 - 18:18 )
المشكلة ان الاسلام غرس ذلك في عقل المسلمين حتي المرأة والمفروض ان تثور علي هذا الوضع المشين لها نراها مستسلمة


3 - الإسلام هوّ السّبب
سناء نعيم ( 2010 / 8 / 14 - 08:45 )
مع الأسف هذه هيّ الثّقافة الّتي تنتشر اليوم بفعل الحصار الذي يضربه المشايخ على العقل وبتواطؤ من السّلطة .فإذا كانت الفتاة،كما يدّعون،تثير شهوات الرّجل لذا يجب تكفينها بالحياة فما ذنب الطفلات البريئات حتّى يتوشّحن بهذا الزّيّ البالي ويحرمن من طفولتهن بحجّة االتّربية على-العفّة-.هذا هوّ وضعنا البائس كما أراده الشّيوخ الّذين غسلوا أدمغة النّاس ،فلم يعد لهم عقل ولا تفكير.


4 - الهوس الجنسي لماذا؟
اقبال حسين ( 2010 / 8 / 14 - 14:09 )
نعم ،انا اعيش بأمريكا وارتاد احواض السباحة،يحضر الشباب والشابات ويسبحون مع بعضهم البعض،لايكون الجنس هاجسا لهم ولم اراهم مثارين،عندما تغطي المرأة جسدها عن الرجل يصبح التفكيرفي العلاقة بين الرجل والمرأة فقط الجنس،وهذا ماتم تجاوزه في هذه المجتمعات،ولكن لاتزال المجتمعات الاسلاميه تفكر بالحديث مااجتمع رجل وامرأة الا وكان الشيطان ثالثهم


5 - يتبع
اقبال حسين ( 2010 / 8 / 14 - 14:26 )
نحتاج تعليم مختلط ومفاهيم جديدة تترسب منذ الطفوله،ليست اي علاقه بين رجل وامرأة تقود الي الجنس،فكما توجد علاقة اخ واخت ايضا هنالك علاقة الزميل والزميلة اي النظر الي بعضهم البعض كأنسان لاجنس،اماالجنس فعلاقةحب خاصة بين رجل ومرأة

اخر الافلام

.. ممزق الأحشاء وفاقد البصر.. الشاب الغزاوي رامي ضحية جديدة للا


.. فيضانات ودمار خلفه إعصار خلال مروره بجزيرة بربادوس في البحر




.. إعصار كارثي محتمل يضرب الولايات المتحدة


.. خارطة بالقواعد الأميركية المنتشرة في الدول الأوروبية.. وعدد




.. الخارجية التركية: جهود تركيا ومواقفها الراسخة من أجل الشعب ا