الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى أنت يا بخاري ....؟

مصطفى حقي

2010 / 8 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


شهرزاد بين يدي شهريار تروي الحكاية بعد الألف ..؟
بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد ، ان قروداً مؤمنون يسكنون في غابة بعيدة مع حيوانات أخرى أليفة ، وفي إحدى الامسيات نام القرد الذكر على يد زوجته ، وبعد أن غطّ الزوج في النوم ، جاء قردٌ شاب يغري القردة الزوجة بالإشارات ، واستجابت أخيراً وسحبت ساعدها ببطء من أسفل ظهر زوجها المستغرق في نومه ، واختفت متسللة مع الشاب العاشق في عمق الغابة وشربا من شراب الحب حتى ارتويا ، وعادت القردة الزوجة وتمددت إلى جانب زوجها النائم وحاولت إعادة يدها إلى أسفل ظهر زوجها الذي هبّ مذعوراً ، وتصنّعت الزوجة استغراقها في النوم ، ولكن الزوج شكّ في الأمر ودسّ انفه بين ساقي زوجته يشمشم ، واستوى واقفاً وهو يصرخ : هيا انهضي أيتها الزانية ، ثم وجه نداءه إلى الجوار : أيها القوم أعلمكم أن زوجتي قد زنَت ... ! فحضر كبير القرود وسأل : أين هم شهودك الأربع وقد رأوا بأم أعينهم ، كما الميل في المكحل ، أي كامل العملية الجنسية ، وردّ القرد الزوج : ولكن يا شيخنا نحن معشر القرود نتميز عن الانسان بحاسة شمّنا القوية وبتلك الحاسة المتميزة بإمكاننا أن نؤكد وقوع جريمة الزنا ، فردّ شيخ القرود : إذاً علينا بخبراء الشم في حال تعذر وجود شهود العيان ، وبسرعة سمي الخبراء من المشهورين بحاسة الشم الذين بدأوا بالزوج ثم انتقلوا إلى القردة الزوجة وعبر شم جهازها التناسلي قرر الخبراء وبعد تأدية اليمين أمام شيخ القرود مؤكدين وبخبرتهم الشميّة ان القردة الزوجة قد ارتكبت فعل الزنى ، وان آخر جماع لها هو لغير زوجها ... وهنا قرر شيخ القرود إيقاع عقوبة الزنى بالزانية ، وهو الرجم حتى الموت .. كل ذلك جرى بحضور الحمار ، والذي احتج صارخا بالجميع أن يوقفوا هذه المهزلة ، وبرغم انه حمار فهو لا يصدق ما يرى وما يسمع ، ومتى كان لكل قرد زوجة ولا يجوز لها أن تتعداه وشرف يدافع عنه ؟ وهنا نهر شيخ القرود الحمار وصرخ به ، وهل أنت يا أبا صابر أفهم وأذكى من الذي رواها والذين صدقوه بحادثة مماثلة جرت في الجاهلية ، واستهزأ الحمار من شيخ القرود وقال ساخراً هات وسمي ذلك الصادق الذي رواها ، والعقلاء من غير الحمير الذين صدقوه ، فأخرج شيخ القردة كتاباً ، وقرأ : الواقعة رواها عروة بن ميمون الأودي عن أعجب شيء رآه في الجاهلية ، وأيده فيها (تاريخ دمشق لابن عساكر، ص 417، وكذلك فتح الباري، شرح صحيح البخاري، للعسقلاني، ج7، باب القسامة في الجاهلية، وفيض القدير، شرح الجامع الصغير للإمام المناوي، ج3، حديث 2924وكذلك صدّقها ولا يزال وعلى امتداد القرون ملايين المسلمين الذين رحلوا والذين منهم على قيد الحياة الآن ويعيشون في عصر العلم والتكنلوجيا ..وهنا صرخ الحمار صرخة فزع ورعب ..
: حتى أنت أيها البخارى ...!
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح...؟ ولكن الدكتور كامل النجار لم يسكت وفضحهم عبر مقاله (تخاريف رجال الأزهر3 ) المنشور في الحوار المتمدن ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الف ليلة وليلة وكليلة ودمنة
تي خوري ( 2010 / 8 / 14 - 01:15 )
صدقت ايها المحترم , فان روايات البخاري ليست بأفضل من حكايا الف ليلة وليلة او كليلة ودمنة , على الاقل الف ليلة وليلة وكليلة ودمنة فيها ادب وتشويق ومغزى..!!!!

تحياتي للكاتب والمعلقين


2 - المزيد من ليالي شهرزاد ...!؟
سرسبيندار السندي ( 2010 / 8 / 14 - 15:21 )
عزيزي ألأستاذ ألفاضل مصطفى حقي ... إن مصيبة شعوبنا هى أنه لايزال الملايين منهم يصدقون مثل هذه الخرافات والخزعبلات ويعتبرونها سنة أنزلت من السماوات ... والمصيبة والطامة ألأكبر ليست في تكفير من لايؤمن بها بل هدر دماءهم وقتلهم ... وهنا مكمن الخطر على مجتمعاتنا اليوم والأخر من ذالك هو تحجيم العقل البشري ومنعه من التفاعل مع ضروريات وتطورات الحياة ... ولكن في النتيجة سواء شاء هؤلاء الجهال أم أبو لابد أن يستجيب القدر إذا الشعب أراد الحياة والبقاء ... ولابد لهؤلاء من رفع الرايات البيض ذات يوم بعد إفلاسهم ... تحياتي لك على الرمزية في الموضوع مع خالص أمنياتي بألمزيد من ليالي شهريار ....؟


3 - المزيد من ليالي شهرزاد ...!؟
سرسبيندار السندي ( 2010 / 8 / 14 - 15:22 )
عزيزي ألأستاذ ألفاضل مصطفى حقي ... إن مصيبة شعوبنا هى أنه لايزال الملايين منهم يصدقون مثل هذه الخرافات والخزعبلات ويعتبرونها سنة أنزلت من السماوات ... والمصيبة والطامة ألأكبر ليست في تكفير من لايؤمن بها بل هدر دماءهم وقتلهم ... وهنا مكمن الخطر على مجتمعاتنا اليوم والأخر من ذالك هو تحجيم العقل البشري ومنعه من التفاعل مع ضروريات وتطورات الحياة ... ولكن في النتيجة سواء شاء هؤلاء الجهال أم أبو لابد أن يستجيب القدر إذا الشعب أراد الحياة والبقاء ... ولابد لهؤلاء من رفع الرايات البيض ذات يوم بعد إفلاسهم ... تحياتي لك على الرمزية في الموضوع مع خالص أمنياتي بألمزيد من ليالي شهريار ....؟


4 - شكرا دكتور مصطفى
عايـــد aied ( 2010 / 8 / 14 - 18:14 )
ركام من التخاريف و البضاعة الميتة
لم تعد مقبولة و لا تستحق مضعية الوقت فيها


5 - تللسقف
يوسف حنا بطرس ( 2010 / 8 / 14 - 21:07 )
فعلا ايها الاستاذ المحترم انها لقصه غريبه وهناك الملايين من الذين يدعون بشرا يصدقون هذه الخرافات والاساطير التي لا تصدقها الاعقول مريضه وما بالك بالحمار يعفور وقصته
تحيه حب واحترام للسيد مصطفى حقي


6 - تخلف واي تخلف!!
ظبيه مصطفى ( 2010 / 8 / 14 - 22:43 )
المشكله فينا نحن (المليارونصف مسلم ) اذ ان سبب تخلفنا هو عدم قبولنا حتى فكره ازاله الصدئ عن الاقفال و السلاسل التي قيدنا فيها عقولنا


7 - العقده الجنسيه
ارشد توفيق ( 2010 / 8 / 15 - 05:11 )
لو اطلعت على اي من الكتب المقدسة لو جدته ملئ بالايحاء الجنسي مما يدل على هوس مؤلفيه بالجنس


8 - ابدعت ياصديقي
محمد الرديني ( 2010 / 8 / 15 - 06:20 )
التفاتة ذكية منك
كعادتك دائما ولكن لي اعتراض بسيط ، بسيطدا قد البولطة
غاب عن متابعاتك جمعية الحمير في كردستان التي يراسها الاستاذ (....) عمر كالول والتي تم اجازتها قبل 4 سنوات ونصف ، انها فعلا جمعية نشطة وستساهم في طرد القرود الشمامة من مواقعها
الثاني للسيد تي خوري بعد اذنك
ياسيد خوري اعد قراءة الف ليلة وليلة ولكن بطبعتها الاصلية ستجدها اروع ما انتج في الادب العربي في شموليتها تأسيسها لمرحلة تاريخية من مراحل العقل العربي ولكم مع الاسف مغنية الحي لاتطرب
شكرا لم مصطفى وهذا عهدي بك


9 - محمد الرديني
تي خوري ( 2010 / 8 / 15 - 07:05 )
الكاتب المبدع محمد الرديني
تحياتي لك , لو قرأت سطور تعليقي وما بينها ستجد بأن مغنية الحي هذه ,خاصة, قد اطربتني الى حد النشوة , وانا اتفق معك بان الف ليلة وليلة ربما الشئ الوحيد الرائع في ادبنا العربي . وانا متأكد بانك ذكي وقد فهمت قصدي وقصد الكاتب مصطفى حقي ,الذي سوف ازوره في اول زيارة لي لسورية, بان اوجه الشبه بين روايا ت البخاري والف ليلة هو انهما روايات لا غير..........
لقد قرأت لاول مرة مقالك اليوم وقد اعجبت باسلوبك الشيق بالكتابة وقد ضحكت كثيرا عند الزواج رقم 11
واصبحت من قرائك ايضا .

تحياتي لك ولمصطفى وللجميع


10 - تصفيق متواصل وقوفاً
المنسي القانع ( 2010 / 8 / 15 - 07:35 )
ياه يا أستاذ مصطفى المبدع
لي زمان يقرب من عشر سنوات لم أضحك خلالها من قلبي ، واليوم ضحكت ليس من قلبي بل من أعماق أعماقه . يالها من صياغة حلوة -- حلوة بحق .
ضحكت سيدي من جمال الصياغة وضحكت من شر البلية التي أُبتلينا بها منذ أربعة عشر قرناً ونيف كانت إساءة للنفس وللعالم عزائي أن العالم سوف لن يحقد كثيراً لأننا أضحكناه علينا بهذه الثقافة القرداتية . وأغلب ظني أن راوي القصة لم يكذب فهو يتكلم لغة القرود دون غيرها .
شكراً لك
ولن أكتب أكثر لأني ما زلت واقفاً أصفق
الف شكر


11 - عذرا ياتي خوري
محمد الرديني ( 2010 / 8 / 15 - 10:38 )
عذرا ياخوري الصدفة تلعب دورا سلبيا في بعض الاحيان
فقد كنت في مناظرة مع احد الكتاب عبر التلفون والذي يصر على ان الف ليلة وليلة رواية جنسية لايرأها الاالمراهقين وحاولت جهد الامكان ان ابين له خطأ مايقول ولكنه اصر كاي عربي شهم على رايه
المهم جاءت شحنة الغضب وانا اقرا تعليقك وساءني ان يبدر مني سوء القصد من غير ان ادري مقصدك
ولو تواضعت وقرات تعليقك مرة اخرى لما كنت في محل اللوم
استميحط عذرا مرة اخرى واعدك ان غضب الجاهلية سيرحل عني الى الوهابيين بدون تاشيرة مع اقامة دائمة هناك
تحياتي وعذرا من مصطفى حقي اذ مددت كلماتي الى مساحة تخصه


12 - لماذا كل هذا السرد والاطناب
طارق العبدالله ( 2010 / 8 / 15 - 10:53 )
لم يكن هناك من حاجة لهذا السرد والاطناب للتمهيد وللربط بين مانقل عن البخاري وقصة شهريار... على كل حال هذه هي قابلية الكاتب في فن الصياغة والاسلوب التهكمي


13 - ماذا لو جاءت القصة في الكتاب المقدس ؟
نادر علي احمد ( 2010 / 8 / 15 - 11:54 )
الخبر في الجاهلية وكما هو معروف فالجاهلية مليئة بالحكايات الغريبة والاساطير

إنني افترض صحةَ هذا الخبر فأقول يتضح بيانه من أوجه :
الأول : أن هذا الأثر ليس من كلامِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ؛ بل هو خبر عن رجل تابعي ، وليس من أصحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رأى بعينه ما رأى فحكاه ، وكان ذلك في الجاهليةِ (قبل الإسلام) بحسبِ الروايةِ التي تقول : قال عمرو بن ميمونٍ:- رأيت في الجاهلية - فهذا الخبر ليس له علاقة بالإسلام ، ولا برسولِ اللهِ rوبالتالي فلا مجال للطعن به على النبيِّ rوالمسلمين.
الثاني : أن بعضَ الحيواناتِ قد تعرف الحلالَ من الحرامِ ، فأنت مثلاً: إذا قدمت لقطةٍ قطعة لحم فستأكلها أمامك بكل طمأنينة ؛ لكن إذا جاءت القطةُ وسرقتها دون علمك سوف تفر القطةٌ هاربة ؛ لأنها تعلم أنها سرقتك فهذا مشاهد ، وعليه فالحيوان قد يعلم الحلال من الحرام فليس هناك ما يمنع من تصديق هذه القصة فلا مجال للقول بأنها خرافة ،إذ لو جاءت في الكتاب المقدس ما قالوا مثلما قالوا ...هذا بفرض صحتها !!


14 - تشبيه رائع ياسيد مصطفئ
سعد الشرؤكي ( 2010 / 8 / 15 - 12:12 )
مقالتك جديرة بالقراءةوحوار جميل واحترام كبير لمكانة الحمار لا بل انصفته وهو جدير بانصافك.عزيزي ساكون من متابعين قلمك الجميل لك مني عظيم الاحترام

اخر الافلام

.. الآلاف يشيعون جـــــ ثمــــ ان عروس الجنة بمطوبس ضـــــ حية


.. الأقباط يفطرون على الخل اليوم ..صلوات الجمعة العظيمة من الكا




.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله