الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رجال الدين يعلنون الحرب علي مصر

بولس رمزي

2010 / 8 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


شجار بين اثنين من سائقي الميكروباس بمركز الصف التابع لمحافظة حلوان والجديد في الامر ان احد هذين السائقين مسلم والآخر مسيحي وهذه الاحداث متكرره يوميا بين سائقي الميكروباس وقد تكون اكثر صعوبه لكن مثل هذه المشاجرات لا تلفت نظر احدا لانها لم تكن بين طرفين احدهما مسلم والاخر قبطيا أما في حادث الصف نري ضجه كبيره علي المواقع الاليكترونيه القبطيه وغرف الشات الحواريه الجميع يتحدث وكأننا في نهاية العالم وطبيعة ماحدث شجار بين اثنين من سائقي الميكروباس


اولا- طبيعة الحادث ليست طائفيه

في قراءه للموقف من خلال تلك المشاجره نجد ان طبيعة الحادث ليست طائفيه ولكنني بشكلا محايدا اوجه اصابع الاتهام الي رجال الدين الاسلامي والمسيحي بقيامهم باشعال هذا الموقف وتحويله من شجارا عاديا الي حادثا طائفيا بالرغم من انني اعلم تماما ان كلامي غير مقبولا لدي الساده الدراويش من الطرفين ولكن هذه هي الحقيقه وفقا لما يلي :

1- عقب المشاجره مباشره قام القس عيزرا بالاتصال باغلب المواقع القبطيه علي الانترنت اضافة الي قيام البعض من الناشطين الاقباط باجراء التسجيلات التليفونيه مع جناب الكاهن عيزرا واذاعته علي رواد غرف الشات هذا بالاضافه الي قناة الرجاء التي يتم مشاهدتها في مصر من خلال الانترنت

2- عند استماعي الي التسجيل الذي تم مع الكاهن عيزرا اصبت بحاله من الاستياء الشديد عندما استمع الي كاهن يستخدم شعارات متشدده تهدف الي زيادة الاحتقان في الشارع المصري ولا تقتصر علي مدينة الصف

3- في اليوم التالي ردا علي الحمله الاعلاميه التي اري انها حمله تحريضيه لا ينبغي ان تصدر من رجل دين من المفروض ان يتسم بالوداعه والتسامح كان الطرف الاخر جاهزا بحملته الاعلاميه المضاده عندما اعتلي منبر القريه شيخ المسجد عقب صلاة الظهر محرضا المصلين علي الانتقام والدفاع عن الاسلام ونجح في تحريك النخوة الدينيه لدي المصلين بالمسجد واستنفراهم في موقعه طائفيه جديده وترويع الاقليه القبطيه المقيمه في هذه القريه بالرغم من ان هذا الهجوم قد اقتصر علي اسرة طرف المشاجرة القبطي ولم يتم تعميمه علي باقي الاسر القبطيه في القريه

4- تحركا امنيا محدودا تم علي اثره اعتقال بعضا من الشباب القبطي ووفقا لرواية الكاهن والعهده هنا علي الراوي فلم يتم اعتقال ايا من طرف المشاجره الاخر من الاخوه المسلمين ومن وجهة نظري فانه ان صح هذا فانه اجراءا يشوبه تمييزا لانه في مثل هذه الحالات يتم التحفظ علي طرفي المشاجره ووضعهم رهن التحقيق وفقا الاجراءات الشرطيه المعمول بها

5- هناك روايات علي لسان كاهن الكنيسه بانه تلقي تهديدات من عضو مجلس الشعب عن دائرة الصف "سعد الجمال" مالم يقبلوا الصلح بين العائلتين سوف يكون مصير اقباط القريه سيئا للغايه الا وان الكاهن عيزرا رفض تهديدات سعد الجمال ورفض الرضوخ لتهديداته وقبول الصلح


ثانيا- الاتجاه بمنتهي القوي الي ترسيخ الدوله الدينيه في مصر

الامر المزعج للغايه تلك الاساليب التي يتبعونها رجال الدين من الطرفين الاسلامي والمسيحي فان هذا الامر يرسخ وبمنتهي القوي الي السير في عكس الاتجاه فبدلا من اتجاه الدوله نحو الدوله المدنيه فاننا للاسف نتجه وبقوه عكس الاتجاه من اجل تكريس وتعزيز الدوله الدينيه في مصر للاسباب التاليه :


1- عندما نري انه دائما من يتحدث باسم اقباط هذه القريه او تلك هو كاهن كنيستها علي الرغم من ان الكنيسه لا علاقة لها بهذا الشجار الذي دار بين اثنين من سائقي الميكروباس وهنا اتساءل من الذي دعا هذا الكاهن او غيره في ان يتحدث ويصرح للمواقع باسم الاقباط ؟ الكاهن ترك دوره الاساسي وهو دورا دينيا بحت من اقامة شعائر الصلاه ودروس الاحد ومحاضرات واجتماعات تعليم الكتاب المقدس للشباب والفتيات وليس من حقه في ان يتحدث باسم اقباط القريه حول امورا حياتيه !! هل الاقباط في القري المصريه ليس لهم كبيرا يتصف بالحكمه يوجههم ويتحدث باسمهم ويقف الي جوارهم في مثل تلك المشكلات سوي الكاهن؟ ام اصبح كاهن الكنيسه هو كل شئ بالنسبه لاقباط قري مصر؟ فقد اصبح الكاهن رجل دين , وحلالا للعقد والمشكلات الاسريه , ومتحدثا رسميا لهم , وايضا قائدا ميدانيا اذا استوجب الامر؟؟

2- عندما نري شيخ المسجد الذي تخلي عن دوره الاساسي وهو امامة الصلاة وتعليم الناس في اصول الدين وتفسير القرآن يتحول فجأه من رجل دين يتصف بالسماحه ويسعي الي الصلح بين الاطراف المتخاصمه منعا لتفاقم المشكلات واشتعالها ولكن نجده يتخلي عن دوره الايجابي وواجبه الديني الاساسي ويسعي الي بث روح العداء وتحريض المصلين علي الانتقام واشاعة الفوضي في القريه وتحول الي قائدا ميدانيا يحرض الناس علي الجهاد ضد جيرانهم واخوتهم الاقباط!!


3- عندما اجد الدوله عاجزه عن منع رجال الدين هؤلاءعن مثل هذه الافعال التي من شأنها اشعال نيران الفتن والطائفيه والتسبب في تضخيم الاحداث بدلا من دورهم كرجال دين في المساهمه الفعاله في اخماد نيران هذه الفتن والتحريض علي الحب والتسامح وتقريب وجهات النظر وتوبيخ المخطئين من الجانبين وهنا انا اري أن اي رجل دين لايقوم بهذا الدور الايجابي هو رجل دين فاشل ولا يصلح مطلقا في ان يطلق عليه لقب شيخ او لقب كاهنا ولذلك انا اهيب بالقيادات السياسيه في الدوله بان تتخذ مواقف اكثر جديه امام هؤلاء مشعلي الفتن وموقديها وان تكون القيادات الدينيه اكثر حزما مع هؤلاء المحرضين


أخيرا

عندما نري المسجد والكنيسه يتحولان الي مراكز قياديه , وعندما اري تخلي كل من شيخ المسجد وكاهن الكنيسه علي دورهم الديني داخل كل من المسجد والكنيسه , فان ذلك يصب في مصلحتيهما فقط دون الاخذ في اعتبارهم ضياع البلد وانقسامها علي ذاتها كل ما يعنيهما هو سحب القياده من تحت اقدام القاده السياسيين والاستيلاء عليها واستغلال القياده والرعايه الدينيه استغلالا في منتهي السوء قد تصل بنا الي طريق اللاعوده وضباع البلد في غياهب الحروب الاهليه لاقدر الله لها ان تكون

وهنا اري ان يعود كل من كاهن الكنيسه وشيخ المسجد الي دور عبادتهم ناصحين لا محرضين , وان يكونا علي علاقه وطيده كسابق عهدنا بهم في الاربعينات والخمسينات والستينات من القرن الماضي , يتعاونا علي اخماد اي فتن قد تحدث قبل وقوعها وليس النفخ في النيران التي اسفل الرماد ولن يكون هذا الا بقيام الدوله المدنيه التي لا تحتكم لرجال الدين وتقلص ادوارهم في المجتمع الي ادني حد وان لا نسمع كلمات النشاز من الطرفين فلا يجب ان نستمع الي كاهن يهيج الراي العام القبطي من خلال مواقع الانترنت القبطيه ولا نري شيخ مسجد يستخدم منبر المسجد وميكروفونه من اجل اشعال نيران الفتن الطائفيه
الهم فابلغت وقد اعذر من انذر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بل من الضروري أن يتصدر الكاهن
سامح شوقي ( 2010 / 8 / 14 - 22:48 )
لأن كهنة الكنيسة هم من زرعوا الجبن والخنوع والتخاذل وإنعدام الكرامة وتقبل الواقع المذل المهين في نفوس أقباط مصر منذ الصغر وهم من رسخوا نفسية الأرنب في لاشعورهم وهم من سموا الأشياء بغير مسمياتها فكل ما ذكرته لك أسموه محبة وتسامح وحكمة (حكمة الجبناء طبعاً) وطبعاً أنا لا أنكر أن هذا الأسلوب المتخاذل لاقى قبول لدي الأقباط لأن طبيعة نفسية المصري عموماً هي تفضل عدم التصادم مع المعتدين إيثاراً للسلامة أو حتى طلباً للإستشهاد مع أن السيد المسيح لم يطلب من الناس حب الموت والسعي إليه بل قال إذا إضطهدوكم إهربوا إلى الجبال كما أن الرسول بولس لم يقبل الإهانة عندما كان في إمكانه حفظ كرامته وأصر على أن يقدم الذين إعتدوا عليه إعتذارهم له بل وأن يأتوا إليه ويخرجوه بأنفسهم من محبسه لدرجة أنهم توسلوا إليه!! (لماذا لم يقبل في هذه المرة الإهانة والظلم بفرح؟) فمن كل ما تقدم توجب على من زرع الجبن أن يصلح خطأه ويرسخ عدم التهاون والتساهل في الحق والكرامة ثم أن كثرة إحتجاجات الأقباط ليست من فراغ بل هي بسبب كثرة الإعتداءات أم أنك ترى أن يعترض الأقباط مرة كل 20 أهانة مثلاً حتى لا يكونوا مزعجين؟


2 - نظام رخو دولة رخوة هذه النتيجة
نادر علي احمد ( 2010 / 8 / 15 - 01:44 )

نحي الكاتب اولا ونرى ان قد احسن توصيف الاحوال ولكن العتب بالنهاية يقع على النظام الرخو الذي يحكم دولة رخوة للغاية مما يسمح للمتطرفين على الجهتين الاسلامية والمسيحية بشحن النفوس ضد بعضها لو كان هناك نظام قوي لاختفت هذه الاشياء لو !!


3 - أما آن الأوان للخروج من القرون الوسطى
فرحات الجزائري ( 2010 / 8 / 15 - 20:33 )
ما أقوله يصلح لكل الدول الدينية والشبه دينية في المنطقة
لن تقوم لكم قائمة ما لم تأسسوا لدول مدنية تكون فيها لكلمة المواطنة مفهومها المتفق عليه عالميا إلا في المنظومة الشرقية الرافضة للعقل والمنطق
فما دمنا ندافع عن منطق الطوائف والعقائد والمذاهب تحت مباركة الكهنة من كل المعتقدات والتغاضي على حقوق المواطن كاملة داخل منظومة قانونية عصرية تحمي الجميع في حرياتهم وتردعهم في المساس بحرية الآخرين، سنضل لقمة سهلة للدجلة و المستبدين والجهل و الفقر والمذلة
فلا هناك لا عزة بالإسلام تغني عن عزة النفس ولا مجد الرب يغني عن مجد الأمة بأعمالها وعلمها
يتشاجر مسلم ومسيحي في مصر على شيئ تافه وتأخذ الواقعة أبعاد حرب دينية ولا أحد تسائل على الميكروباسين لمذا لم يكونوا من اختراع مصر التي كانت في يوم ما قطب العلم والحضارة قبل أن تدخل في قطيع الرب وبعد ذلك في خير أمة وتخرج من جلدها وتنقض حضارتها بيد أبنائها
فاليذهب الكهنة والشيوخ إلى الجحيم ولتحيا مصر


4 - ملاحظ من خارج مصر
محمد بودواهي ( 2010 / 8 / 16 - 03:39 )
لا حل في الأفق للمصريين إلا بتبني قيم العلمانية وتأسيس الدولة المدنية
وهذا سوف لن يتأتى بكل تأكيد إلا إذا استطاع الشعب المصري قطع الطريق على كل سماسرة الدين ، وبجميع تلاوينهم ، وقطع الصلة بكل ما يأتي من أرض الظلام والخراب وراء البحر الأحمر
رهان صعب لكن ليس بالمستحيل
ملحوظة للكاتب : ليس من العدل وضع الاثنين في سلة واحدة إذ تعرف جيدا أن هناك واحد يهاجم وواحد يدافع فقط
نتمنى لكم كل الخير


5 - الدولة مسئولة
سامي المصري ( 2010 / 8 / 20 - 04:27 )
أحي الكاتب على مقاله العاقل ولكني أتفق مع رأي الأستاذ محمد بودواهي أنه ليس من العدل وضع الإثنين في سلة واحدة بينما أجهزة الدولة والإعلام يساند طرفا مما يحتم قيام الطرف الآخر بحق الدفاع عن النفس. التعصب الديني عندما تشجعه الدولة بكل أجهزتها يترتب عليه قيام التعصب المضاد والذي. وليس جديدا أن تقوم أجهزة اأمن بالقيام بالقبض على الجانب القبطي فقط والتاريخ يشهد بذلك حتى في أحداث الكشح ونجع حمادي. الدولة هي المسئول الأول عن كارثة التخلف والتعصب الديني المتزايد على كل الجوانب؛
تحية للكاتب والمعلقيين العقلاء؛

اخر الافلام

.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس


.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال




.. قطب الصوفية الأبرز.. جولة في رحاب السيد البدوي بطنطا


.. عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي




.. الآلاف يشيعون جـــــ ثمــــ ان عروس الجنة بمطوبس ضـــــ حية