الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤامرة على قوى المقاومة وجدارة نصر الله

محمود عبد الرحيم

2010 / 8 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كلما تابعت الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله، وخطاباته الصريحة والجريئة، أشعر بالفخر، لأن ثمة صوتا عربيا شجاعا، كهذا، ما زال بيننا.
وأدرك كم أن هذا الرجل قائد بمعنى الكلمة، يعرف ماذا يقول جيدا، وأين ومتى يلقي برسالته، دون تزيد أو إدعاء، على نحو يجعلها تصل واضحة، لمن يهمه الأمر في الداخل والخارج، وتُحدث أثرها بقوة، فضلا عن أنه يعرف متى يبادر، ومتى ينتظر، بنظرة ثاقبة، قائمة على التحليل الدقيق، والرؤية العميقة للأمور، والتقديرات الصائبة إستراتيجيا، التى تمكنه من صياغة معادلات سليمة بإتجاه الداخل، كمعادلة الإنفتاح على كل التيارات، وإتخاذ الحوار الوطني وسيلة لحل أية إشكالية، أو تباين في الرؤى، مهما كانت معقدة، و طرح التكامل والتواءم بين كل من المقاومة والجيش والشعب، الذي يحمى كل منهم الآخر، وفي الأخير، كُل يحمي الوطن، ويصون سيادته وإستقلاله، إلى جانب معادلة الردع بإتجاه الخارج، المؤسسة على حسابات دقيقة، وتوظيف مثالي للقدرات الذاتية، والتحالفات الإستراتيجية، والمعرفة الجيدة لنقاط ضعف العدو المؤلمة.
وكلما أستمعت إلى السيد حسن نصر الله، يتداعى إلى ذهنى الزعيم العربي الكبير جمال عبد الناصر، بكاريزميته، ومواقفه الشجاعة الصادقة، وقوة حجته، وإتكائه على الرصيد الجماهيري الذي لا ينفد، والذي يعد رهانا رابحا، في مواجهة أعداء الداخل والخارج، فكلاهما ينتمي لنفس مدرسة الكرامة والشجاعة والعزة.
ولأن نصر الله وحزبه، رقم صعب في المعادلة اللبنانية، والشرق أوسطية، بشكل عام، يراد التخلص منهما، وإبعادهما عن المشهد، ليتسنى إعادة رسم خارطة المنطقة، وفرض تسوية صهيوأمريكية، دون ممانعة أو مواجهة، قوامها التسليم بالهيمنة الإقليمية لإسرائيل، والإستسلام لمخططاتها التوسعية، التى تشاطرها أياها، وتدعمها واشنطن، صاحبة الهيمنة الأكبر، على المستوى العالمي، مثلما حصل من قبل مع ناصر في مرحلة تاريخية سابقة، من محاولات عديدة، لإنهاكه، وكسره، وتصفية مشروعه التحرري، الذي كان بمثابة الشوكة في حلق كل من القوى الإمبريالية والصهيونية.
وحسنا فعل نصر الله، حين خرج على الرأي العام، عقب تسرب معلومات من المحكمة الجنائية الدولية، ذات التوجهات المشبوهة من البداية، بشأن تورط أعضاء منتمين لحزب الله في عملية إغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وتحدث عن "فتنة إسرائيلية"، ومؤامرة على لبنان.
و صدقت تقديرات الرجل، فلم تمض أيام معدودات، حتى تجسدت المؤامرة، في شكل إختراق القوات الإسرائيلية للحدود الجنوبية للبنان، والقيام بإجراءات إستفزازية، بغية إستدراج حزب الله إلى مواجهة عسكرية، بعد دق أسفين في الداخل اللبناني، وتوهموا أن بالإمكان توجيه ضربة قاصمة لحزب الله، في ذكرى إنتصاره على قوى البغي والعدوان، قبل أربعة أعوام، وأن يتم لهم بسهولة الثأر المؤجل ، وإخماد روح المقاومة، التى تقض مضاجعهم ، و قامت بتمريغ سمعة "الجيش الإسرائيلي، الذي لا يقهر" مرتين في الوحل، مرة بجعله يلجأ للفرار من الجنوب في العام 2000، و الثانية بفشل حربه العدوانية، التى أستمرت قرابة الشهر في العام 2006.
غير أن نصر الله كان من الحكمة بمكان، ليحبط هذا المخطط الصهيوني، ويفوت الفرصة على المتربصين به وبحزبه، ولبنان بشكل عام، بأن ألتزم بضبط النفس، وترك الجيش اللبناني يتصدى لمواجهة الإسرائيليين، فيما بقى على إستعداده، لتقديم العون، وللمواجهة في الوقت المناسب.
ولاشك أن واقعة الكشف عن جاسوس إسرائيلي جديد، قيادي في "التيار الوطني الحر"، المتحالف زعيمه مع حزب الله، جزء من هذه المؤامرة، وأظن أنه سيتم التعامل معها في سياقها الصحيح، وبحكمة أيضا، حيث ليس مستبعدا أن تكون تل أبيب قد ضحت برجلها، لضرب تحالفات حزب الله الداخلية، في إطار الفتنة المراد إشعالها داخل لبنان.
وفي تصوري، إن إعمال العقل في هذا التوقيت والتصرف بذكاء وهدوء، ضربة جديدة للكيان الصهيوني، وإنتصار سياسي جديد لحزب الله، وزعيمه نصر الله، في الذكرى الرابعة لحرب تموز، بشكل يؤكد جدارته وحزبه، سواء على صعيد العمل المقاوم أو السياسي، ويجعل منه نموذجا يحتذى في صنع القرار المناسب في الوقت المناسب، وعلى النحو الذي يعظم المكاسب، ويتفادى الخسائر، وهذه هى صفات الزعيم الحقيقي الذي يستحق منا كعرب كل تقدير وإعزاز، لا أن نشارك أعداءنا في السعي للنيل منه، وتشويه صورته هو وحزبه، وترديد المقولات الصهيو أمريكية المغرضة، المفهوم مراميها الخبيثة، وأجنداتها الشريرة.
ومن المؤسف حقا، أن تشترك وسائل إعلامية عربية، وخاصة مصرية، في حملات الهجوم على هذا الرجل وحزبه، بالترافق مع النيل، كذلك، من حركة المقاومة الفلسطينية حماس، ومحاولة الإساءة إليهم عند الرأي العام العربي، الذي كان، ولا زال ينظر إليهم بتقدير كقوى مقاومة شريفة، تواجه العدو الصهيوني، وتفسد مخططاته العدوانية.
وكان أولى بهؤلاء الإنتهازيين الجبناء، أن يوفروا مظلة دعم اعلامي، لرافعي راية النضال، والدفاع عن مصالح ومصير الأمة العربية، بدلا من أن يطلقوا تعبيرات مسفة، من قبيل "العصابات المأجورة والعميلة لإيران، والتى تعمل على تخريب الإستقرار الإقليمي، لخدمة أجندات خارجية."
ولا يُفهم هذا السلوك الشاذ والمستهجن، إلا في سياق تورط دوائر عربية في مخطط تصفية المقاومة العربية، وتوفير خدمة إعلام حرب وتعبئة لإسرائيل وأمريكا، وتقديم متطوعين لهذه المهمة القذرة، لتسهيل عملية التوغل والسيطرة، وترك الساحة مفتوحة أمام كل من الكيان الصهيوني وواشنطن، ليفرضا إملاءاتهما، ويكرسان لإدامة حالة الإستسلام والتبعية، والإنكسار، غير أن هؤلاء لا يستوعبون أن إرادة الشعوب لا تُكسر، وروح المقاومة لا تموت، وأنها كلما تعرضت لضربة هنا أو هناك، أو حصار وتآمر، تزداد صلابة وإصرارا، ويزداد أنصارها، والداعمين لها، المؤمنين برسالتها، كرمز للكرامة وللحق والحرية الغائبين، في وجه قوى الظلم والإستكبار.
فسحقا لهؤلاء المتآمرين وأبواقهم الحقيرة، وليموتوا بغيظهم، وتحية إعزاز وتقدير لقوى المقاومة الشجاعة والحكيمة في فلسطين ولبنان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مع احترامي الكبير لشخص الكاتب
نادر عبدالله صابر ( 2010 / 8 / 15 - 17:01 )
لك اجمل تحية
حزب الله وقائده الملهم يمثلان حالة مرضية ومفارقة مخزية في الوضع اللبناني .. هذا الحزب الذي قاد لبنان للدمار والخراب لا يهمه الا مصلحته ومصلحة القوى الأقليمية المرتبط بها
احينما كان لبنان يدمر ذات تموز من 2006 كان البطل الهمام نصر الله مختبئا تحت الأرض يتسول وقف اطلاق النار
هذا البطل اعترف بعظمة لسانه انه : لو عرف حجم ردة فعل اسرائيل لما قام باختطاف الجنديين الأسرائيليين
اي بطولة ورجولة حينما قبل بأن يكون بعيدا عن حدود اسرائيل اربعين ميلا ؟؟!!! ..ه
هل لك ان تدلني على اي بلد في العالم يقبل ان يكون عنده حزب مسلحا ؟؟؟ ووخصوصا ان الوضع اللبناني لا يحتمل ذلك لأن سلاح حزب الله ( الذي يمثل فقط 20% من الشعب )سيكون ضد الشعب اللبناني عامة
سيدي الكاتب رفقا بعقولنا


2 - هكذا يقلب الحواة المفاهيم
تي خوري ( 2010 / 8 / 15 - 19:02 )
هكذا يقلب الحواة المفاهيم ..فيصبح الخائن والعميل بطلا ووليا.. يصبح قاطع الطريق والارهابي نبيا ... ويصبح اغتصاب الصغيرات زواجا شرعيا .. ويصبح كتاب الارهاب والمتناقضات وحيا الهيا... ويصبح..ويصبح .....الخ الخ
الم يكفينا 1430 سنة من الحواة ليأتينا اجيال جديدة من الحواة؟؟؟

تحياتي


3 - موتوا بغيضكم
نادر علي احمد ( 2010 / 8 / 17 - 09:00 )

يا الهي كم يغيضكم الاسلام

اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah