الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
عقدة الخواجة ... المثقف العربي بين التأصيل والتغريب
مؤيد بلاسم العبودي
2010 / 8 / 18دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
عندما تقترح على مجموعة من المثقفين التغريبيين غرس نخلة من نخيل البصرة ..في اصقاع سيبيريا المنجمدة ، فلا شك انهم سيقذفونك بشتى التهم المعلبة ، أهونها اتهامك بالجنون ،
وعندما تبادرهم بسيد الأسئلة : لماذا؟
يسارعون إلى إجابتك قبل أن تكمل سؤالك بمنطق الخبير : لان طبيعة النخل لا تتحمل بيئة جليدية قاسية مثل سيبيريا..
لكنهم سيحيرون بالتأكيد حينما ترشقهم بسؤال عن كيفية اعتناقهم فكرا مستوردا من البورصات الفكرية للغرب أو الشرق لا تتحملها بيئتنا الثقافية ولا يقبلها مجتمعنا المحافظ (الرجعي). ولا يحارون لك حرفا.. رغم كونهم يحيلوننا ( زرافات ووحدانا) إلى فئران تجارب لتقليعات النيوليبرالية .. أو الاشتراكية المودرن .. وآخر مستحضرات ( صيدلية) فرانسيس فوكوياما للفكر والتنظير..
ان واحدة من اكبر المشاكل التي تواجه البناء الفكري لمجتمعنا هي ( عقدة الخواجة)
اي الإحساس بالنقص الثقافي والحضاري المعرفي واجترار فكرة استنساخ النمط الغربي في العيش والتفكير..والتبعية للنموذج الغربي بالمطلق. وضياع الهوية والاتكال بل والتطفل الثقافي على نتاج الاخرين..
وهي عقدة تشبه في اعراضها ومدلولاتها العللية الأمراض الحضارية من حيث أن لها بعدين:
البعد الأول : بعد نفسي ( سيكولوجي) على المستوى العمودي (الشخصي) و الثاني هو بعد اجتماعي (سوسيولوجي) على المستوى الأفقي ( العام).
ومن مظاهر هذه الحالة – العقدة الشعور اللاإرادي بتعظيم وتقليد وإجلال كل ما هو غربي الاسم والمضمون وتفضيله على كل ما هو شرقي اللب والمظهر.
تتصل هذه المشكلة – العقدة بكونها نتيجة التفكير الاستهلاكي الرائج في مجتمعاتنا.. وبغريزة أخرى تتمثل في اكتشاف الآخر (الناجح او القوي) ومحاولة تبني مشروعه لحل المشكلات القائمة ( اجعل لنا الها كما لهم الهة) .. خصوصا وان اغلب مثقفينا يشعرون بحالة من الاغتراب داخل المجتمع..
إن النزعة الاستهلاكية تتجلى في كوننا مجرد مستعملين users في اغلب مجالات إنتاج المعرفة الحديثة ومقلدين حتى في أدوات البحث الابستمولوجي .. فضلا عن تطفلنا على عالم التكنولوجيا الحديثة .. بينما يحتكر الآخر المتقدم كونه designer)).
كما يمكن ملاحظة ان الهوس الشبابي بتقليعات الملابس الغربية وتسريحات الشعر كاحد الاثار الجانبية لهذه العقدة حتى في مجال الرياضة حيث انقسم شبابنا الى انصار النادي الملكي( ريال مدريد) والكتالوني ( برشلونة).
ومما قيل في ذلك شهادة الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر في كتابه (المنبوذون في الارض) : كنا نحضر اولاد رؤوس القبائل واولاد الاشراف والاثرياء والسادة من افريقيا واسيا ونطوف بهم بضعة ايام في امستردام ولندن والنروج وبلجيكا وباريس فتتغير ملابسهم ويلتقطون بعض انماط العلاقات الاجتماعية الجديدة ويرتدون السترات والسراويل ويتعلمون منا لغاتنا واساليب رقصنا وركوب عرباتنا وكنا نتدبر لبعضهم احيانا زيجة اوروبية ثم نلقنهم اسلوب الحياة ضمن اثاث جديد وطراز جديد من الزينة ، واستهلاك اوروبي جديد وغذاء اوروبي ، كنا نوحي لهم ونلهم في اعماقهم الرغبة في تغريب بلادهم ثم نرسلهم الى بلادهم .. ونقنعهم بان بلادهم المتخلفة لا تتطور الا بتبني نمط العيش الغربي .. وهناك يقتنعون فعلا انهم مفكرون وما هم الا صدى لاصواتنا .. نقول فكرة .. فتتردد بينهم ... كأنهم ببغاء.. )
ومن ابرز الكتاب المرضى بهذه العقدة موسى سلامة وشبلي العيسمي وصادق العظم ومنصور حكمت .. وهم كتاب معروفون على النطاق الاقليمي بانهم رواد فكر التغريب.
واصحاب هذه العقدة، كبارهم وصغارهم ، يتجاهلون نقائص الحضارة الغربية مع علمهم بها، وكأن ايمانهم بتفوق العقل الغربي ونجاح مجتمعه قد بلغ الايمان بقدرته على حل جميع المشاكل ، او كان التفكير بنقائص هذه الحضارة الغربية في كثير من اوجهها يجب ان يؤجل حتى نصبح جزءا من هذه الحضارة بالفعل، كما يقول د. شكري عياد. وصدق القائل( قل ان تشبه احدا بقوم الا وأوشك ان يكون منهم )
وللحقيقة يجدر هنا القول، ان الامر لا يستحق ان نتنكر لواقعنا الثقافي والحضاري ، كما يجب الا نستنسخ التاريخ في عودة ماضوية تستحدث مشاكل الماضي لنقف على نصوصه القديمة باذهان متخشبة خالية من اي علامة للمرونة في التعامل مع متغيرات عصرنا الراكض في اتون الثورة المعلوماتية او ما بعد عصر التصنيع و التكنولوجيا، بيد اننا لو اردنا العبور الى القرن الحالي بدون ان نكون هامشيين يجب الا نصنع مجتمعا ينتمي الى العصور الوسطى تحت مظلة ادعياء الاحياء وسدنة السلفية التقليدية ، كما فعلت طالبان وتفعل النسخة اللادنية، وهو ما تعاني منه الوهابية الرسمية في مملكة ال سعود وبعض رجال السراديب.
اذ ان هناك مساحات ثابتة في الاسلام واخرى متغيرة بحسب الظروف الزمانية والمكانية، يمكن ان تملأ بالاجتهاد القائم على مواكبة روح العصر .
فلا يمكن لاحد ان يحجر على تجارب الاخرين او ممارسة التطهير الفكري وانتاج نسخة اسلامية عن محاكم التفتيش، لان عقيدتنا تعتمد روح الحوار والانفتاح على روح العصر باسلوب حضاري حتى في اسس التربية، بل ومحاولة الاستفادة من تجارب الاخرين مهما كانت انتماءاتهم ، كما يقول رسول الله صلى الله عليه واله : اطلب العلم ولو في الصين ، وكما يقول امير المؤمنين عليه السلام :الحكمة ضالة المؤمن ... خذ الحكمة حتى من الفاسق .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - الى ادارة الحوار المتمدن
تي خوري
(
2010 / 8 / 18 - 00:32
)
هذا المقال مخالف لشروط النشر وغير صالح للنشر , حيث هدفه الاساسي شتم الكتاب التالية اسمائهم وبالاسم:
ومن ابرز الكتاب المرضى بهذه العقدة موسى سلامة وشبلي العيسمي وصادق العظم ومنصور حكمت .. وهم كتاب معروفون على النطاق الاقليمي بانهم رواد فكر التغريب.
فيرجى اخذ العلم والتصرف حسب الاصول
تحياتي
2 - شكرا لك يا تي خوري
مؤيد بلاسم
(
2010 / 8 / 18 - 23:21
)
في عصر المسدسات الكاتمة للراي..
والفتاوى المفخخة ..
والاحكام البوليسية ..
والكلاب الانتحارية..
وأجهزة الكشف عن النوايا ..
في عصر الخناجر المروانية ..
نحاول ان نقتطع مساحة من الحرية نكتب بها من دون مقص الرقيب ..
لكن..
هل ترى ان اختلاف الراي يوجب ان توجه شكوى ضدي..لمجرد تشخيص..
صاب او اخطا.؟؟
لماذا تريد الحرية حكرا يا سيدي الكريم عليك .. وتحرمني من نعمتها..
اذا كنت تختلف معي ..وترى اني مخطئ.. فاهلا بك ..
شخص الخطا وساكون لك شاكرا وسعيدا..
اما ما ذكرت من شكواك ..فهي حجة مردودة .. ولا نريد الاساءة لاحد ممن ذكر ..
لكنه تشخيص قد يكون خاطئا وقد يكون مصيبا
ماذا نقول اذا كان كتابنا ومثقفينا الذين يشكون من دكتاتورية الحكام يفكرون بهذه الطريقة
شكرا لك ولادارة الحوار المتمدن الموقرة ..واتمنى لك التوفيق ايها العزيز
وثق بان مساحة الحرية هنا ..ما يجعلنا نحلق في افق الحوار المتمدن
3 - شكرا لك على الشكوى
مؤيد بلاسم
(
2010 / 8 / 19 - 00:23
)
في عصر المسدسات الكاتمة للحب..
والفتاوى المفخخة ..
والانظمة
البوليسية ..
والكلاب الانتحارية..
وأجهزة كشف النوايا ..في عصر الخناجر المروانية ..
اكتب عن حرية الراي في الحوار المتمدن ..
فتحاصرني مقصات الرقيب ...!!
لمجرد ابداء راي
لماذا يا سيدي لم تجب الحجة بالحجة..
هل تحول المثقف العربي الى حاكم صغير؟؟
شكرا لك ولادارة الحوار المتمدن الموقرة ..
حيث نتنفس الحرية وسط صحراء ا لنت
4 - اسف
تي خوري
(
2010 / 8 / 19 - 06:18
)
يا سيد بلاسم
انا لست صاحب او مدير الموقع , بالاضافة لذلك انا ليس لدي فرع للمخابرات.......ولكن يبدو انك تجهل بان هذا الموقع الرائد قد كفل لنا الحق بابداء الرأي, والشكوى ضد ما هو مخالف للذوق العام وهذا ما فعلته, وعلى ادارة الموقع ان تقرر!!!
انا مجرد قارئ , وقلت رأي بما كتبت , ونحن لنا الحق بابداء رأينا!! ولو قرأت بين سطوري , ستفهم باني لم اجد اي حجة بمقالك لكي اقارعها , وكل ما وجدته , حسب رأي الشخصي, اقل من ان اناقشه ,وانا نادم لاني اضعت وقتي في قرأته....ويبدو ان هذا رأي كل من قرأ مقالك من خلال التقييم والتعليق....
اسف
5 - لا داعي للاسف
مؤيد بلاسم
(
2010 / 8 / 20 - 00:20
)
ايها التي الذي لا اعرف اسمك
حرية التعبير مكفولة ولا داعي للاسف
وحسنا فعلت حينما طمنتني انك لست عاملا في المخابرات - رغم ان مزاجك العنيف يناسبهم -
على العموم يا سيدي انا شاكر لك مرورك على مقالي المتواضع هذا وشكواك مني
وللفترة الزمنية المقتطعة من ووقتك الثمين
بل ومستعد حتى لتعويضك عن الحالة العصبية التي مررت بها حين قراته و التي ربما ستسبب لك جلطة لا سامح الله
بل وحتى لشعرات راسك التي ربما سقطت لشدة غضبك على تجاوزي على السادة المذكورة اسماؤهم في المقالة
وادلل اغاتي..
6 - راق لي كثير
ابراهيم غالب
(
2010 / 8 / 20 - 02:41
)
الاستاذ مؤيد بلاسم
مع شديد الاسف
يقف المثقف العربي كما قلت مستهلكا في اغلب كتاباته وهو متأثرا بكلمات من كاتب غربي او مقاله غربيه تنطبع في داخله لتولد رؤاه التوأميه والمستسخه غربيا
بدل أن يكون هو صحب القوه لان الادب العربي ذو رونق وصدى واسع
لكن مع الشديد الاسف
راق لي كثيرا ما قدمته اخي المبدع
تقبل مروري
7 - اصبت بالفعل
فائق الفراتي
(
2010 / 8 / 20 - 02:43
)
اجدت يا استاذ مؤيد في موضوعك
ولم تقل غير الحق ايها
المبدع
دمت بود
8 - تي خوري
ابراهيم غالب
(
2010 / 8 / 20 - 03:10
)
اولا لو اعلم ماهو المخالف في هذا المقال
وثانيا لو كنت صاحب حق ومتاكد من رايك بانه هو الصواب لم تختبئ خلف اسم مستعار
ولكن هذا ان دل على شي دل على شعف في الشخصيه وانك مهوسا بالتهجم على كل ما هو لامع
وثالثا ما قيل في هذا المقال صحيح ولا يقبل شائبه ومع شديد الاسف فاغلب ادباء العرب هم متأثرون بالغرب
والعم الخواجه
لم تحاولون التضليل
والى اي وقت سنبقى نكذب ونوهم الاخرين دعونا نعالج الخطأ ونرصده ونحلله ونجد الحلول لا ان نقف نجامل بعضنا البعض
رجاءا ايها المستعار لاترمي بحجارة ضعفك الشخصي على من يقول الحقيقه
سلام الله عليك يا ابا الحسن حين قلت لا تستوحشوا طريق الحق لقلت سالكيه
تحياتي لك استاذ مؤيد
.. السيسي وبن سلمان: -إقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة هي ال
.. هل تستعد إسرائيل لمواجهة غير متوقعة في جنوب لبنان؟
.. الجيش الإسرائيلي يصدر أمر إخلاء لمبنى بالضاحية الجنوبية
.. صور مباشرة للغارات الإسرائيلية على النبطية جنوب لبنان
.. وسط ترقب للرد الإسرائيلي على إيران.. شركات طيران عالمية تعلق