الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التفلسف والتراث

رعد خالد تغوج

2010 / 8 / 19
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لقد تكرر خطاب المنهج في قرأة التراث ,بقدر ما تكرر خطاب اللامنهج,او الحفر بهدف الحفر ,والتفكيك والتقويض بهدف التفكيك,اي انه خطاب اللاخطاب ,وبقدر ما نأخد التراث كأشارة ,علامة,لا نعثر الا على الاختلاف ,هذا ما اراد ان يؤسسه فلاسفة الاختلاف الفرنسين(ليوطار,دريدا,دلووز),بالأضافة لمفكريين العرب الاختلافيين(علي حرب,عبدالكبير الخطيب),وبغض النظر عن الاتجاهين الذان يتعاملون مع القرأن,الاول والذي يعتبره نصا مقدسا,والثاني الذي يرى فيه نصا مؤسسا ,تجدر الاشارة الى ان القرأن ,وبفضل القرأن وحده,تمكن لخطاب تجنيسي معين ,الانطلاق ابستملوجيا من القرأن,وهو خطاب العلوم العربية,بما تحويه من مستوى غرامتلوجي او تيرملوجي او ابتملوجي,الامر الذي يفرض في بنية الخطاب الابستملوجي نفسه,عبر عمليات الاشباع البطيء التي ادت الى تمظهرها(باومر),تفرض حتمية عدم قدرة اي محاولة لنقد الاسس الابستملوجية التي قام عليها القرأن نفسه ,والتي اعتمد عليها,والسؤال الذي يطرح نفسه ,هل بالأمكان زحزحة ميدان الدراسة نفسه ليتحول من البنية العربية( للنحوية واللغوية والمصطلحيةالعربية)الى مجال لسانيات النص وخطاب الكلام ,او الى الاعتماد على فيلولوجيا السريانية او الارامية او حتى اللاتينية ,لتفسير مبهم القرأن على حد تعبير القدماء,وهل نستطيع فصل المخاطب(بكسر الميم)عن المخاطب(بفتح الميم),كما اعلن رولان بارت وبول ريكور والمدرسة البنيوية بشكل عام ,والتي عمدت في خطابها الى اقصاء الذات المحركة,بكل مدارسها الانثروبولوجيا واللسانية والفلسفية؟

القرأن -------- الابستيم العربي-----------القرأة المعاصرة
*
*
القرأن ---------سيميوطيقا اللسان ---------قرأة مخالفة معاكسة

السؤال هنا هو سؤال انطيولوجي ,ولكنها ليست انطيلوجيا الميتافيزيقيا الغربية ,بل هو سؤال الاصل عند مارتن هايدجر,عن الاصل الذي انطلق منه الخطاب القرأني ومن ثم السني,وعن الاصل الذي ننطلق منه لتحديد هذا الخطاب كما نزل او قيل او تجلى وظهر(هايدجر)اول مرة,وعن مشروعية هكذا انطلاقة ,هذا وتعتبر القراءة الفينومينولوجيا مبعدة من هكذا تداول,لأنها لا تقيس الا على المعطيات المباشرة للوعي في وضع كافة الوجود بين قوسين(هوسرل),وهذا ما يؤدي الى الاقصاء التعسفي للثنائية الميتافيزيقيا التي اسسها ديكارت ,وهذا ما يؤدي الى النقد الصريح للخطاب القرأني,الذي يعتمد على هكذا ثنائيات افلاطونية ,بالأضافة الى اي حد يمكن ان نتخلص من الدائرة الهيرمينوطيقا ,والذي ما انفكت حتى القراءة التنويرية من اعادة وضع تفاسير لننزلق من معنى الى اخر ومن تفسير الى شرح الى عمليات الفهم وفهم الفهم ,لنقع في دوامة المعنى(جاك دريدا),مع ان كل كلمة تحضر وتغيب الكلمات الاخرى,فعند قرأة كلمة (فصل)فأن المعنى الحاضر بوعينا هو اوزان هذه الكلمة ,مثل (عمل,جعل,أجل,...),فالمعنى قائم على الاختلاف و ميتافيزيقيا الحظور كما يقول جاك دريدا ,بالاضافة الى ان التتفسير نفسه او اعادة انتاج المعنى,او اي تبيين اخر هو محض تجميد للزمن,وهذا ما وقعت فيه الماركسية التي تعتمد على خطاب الصيرورة وليس الكينونة,لذلك لن تنجح المدرسة الماركسية في اللغة او المدرسة الانعكاسية في نقد الفهم القرأني,هذا على مستوى الوحدات اللسانية الصغرى,اما على مستوى خطاب النص وثنائية فرندياند دي سوسير (اللسان والكلام),فأن الامر مختلف,فالنص بكامله هو خطاب (جوليا كرستيفا),وعند ممارسة القرأة تبقى ميتافيزيقيا الحضور حاضرة,وعبر الانتقال من وحدة لسانية صغرى الى وحدة اخرى ,وفي علاقة ديلاكيتكية بين الدال والمدلول والتي تكون في الاخر (اللسان),في اثناء هذه القرأة ننتقل من دال الى دال أخر ,وفي اثناء قراءة الدال الاخر ندرك فقط مدلول الاول,وهذا ما سماه جاك دريدا ب(الأنزلاق الدلالي),فمحكوم على المعنى ان يبقى متشتتا ,وكل ما حاولنا الامساك به ينزلق ,ولعل هذا نتيجة تأثير فكر ادموند هوسرل وجان بول سارتر على فكر دريدا,حيث ان سارتر في كتابه (الوجود والعدم)يبين بتأويله الفينومينولجي للوجود ان (الظاهرة تحيلنا على ظاهرة اخرى ,وهكذا نبقى فقط في عالم الظواهر),فدريدا قام بأسقاط الواقع الوجودي المعيش في الفلسفة الوجودية على قرائته الهيرمينوطيقية التفكيكية للنصوص الغربية,

وكما اوضح عبدالله الغذامي فأن مسألة الحداثة لم تعد قضية,بل تجاوزت ذلك لتصبح اشكالية على المستويات كافة ,لذلك فأن مسألة تبني الافكار الحداثوية حتما سترتفع الى مستوى اشكالية ايضا,ما دامت الاداة نفسها وضعت الأن في قفص الاتهام,فسيوضع ايضا الأثر , ونلاحظ ان الاختلاف ما زال قائما ,فمن اقصى اليمين عندنا المنهج السلفي ,وفي اقصى اليسار هنالك المنهج الالحادي المادي ,والبنيويات التي ادت الى تمفصل وتمظهر هذه الاختلافات هي بنيويات واحدة,ذات محورين,زمني ماضي ,وزمني مستقبلي,فعلى المستوى الاول هنالك قطيعة ابستمية بين البنيات وبين التراث (اذا ما استثنينا الذي يتبنون نزعة نقدية مثل طرابيشي وغيره),وهنالك على المستوى الزمني المستقبلي ,بديهية التقدم,فهي معطى مباشر لوعينا الجمعي(ادموند هوسرل) ,او هي فكرة مسبقة تحدد سيرنا وبحثنا كما يقول (هانس غيورج غادايمار), وتجدر الاشارة الى الأليات التي وضعها الفقاء واهمها القياس,لقد ادرك الفقهاء ان الواقع الوجودي هو اكبر واكثر اتساعا من النص ,لكنهم بفضل الأليات التي وضعوها ,ينبغي لهذا الاتساع أن يحدد ويظبط ,وبهذا قاموا بوضع وقولبة المتغير والجاري بنظام ثابت ازلي ابدي,او بلغة تفكيكية تم تحديد خطاب الصيرورة وخنقه ليتلائم مع الكينونة الميتافيزيقا (القرأن),
وبالعكس من الثورة الفرنسية التي اعلت من شأن العقل والهته,ثم دخول الجناح الراديكالي والذي شن هجمة على المثقفين وعلى فولتير بالخصوص بقيادة -روبيسبيير-,تبقى مسألة ان العقل الاسلامي لم يؤله حتى عند المعتزلة,بل الذي كان مقدسا حتى قبل افول هذا العقل هو القرأن ,ومن ثم السنة والحديث,لهذا لم يكن هنالك ثنائية انصار العقل و اعدائه في تلك الفترة,بل انصار القرأن واعدائه,وكل فرقة تدعي ان منهجها القرائي هو وحده الصحيح,حتى المتصوفة مارست السلطة الثقافية نفسها حينما كان يدعي ابي حامد الغزالي أن علم التصوف هو علم ألهي-أخروي مقابل علم بشري-دنيوي,وانه علم(كنه الشريعة) بمقابل ايضا علم (ظاهر الشريعة), والمتصوف بخطابه الفوق بشري يتموضع فوق وخارج العلائق الاجتماعية , ومن هنا كانت سلطته,وهذا عكس اوروبا بعد الثورة الفرنسية,والذي اعتقد قادتها بأن العقل والعقلانية كانت وراء الثورة,والانبهار الذي جذبهم للأحتداء بالنموذج الرياضي-الفيزيائي,حتى في العلوم الانسانية وبقيت هكذا خطابات الى نهاية القرن التاسع عشر وعند ظهور نيتشه بالتحديد,الذي مارس بأسلحته الفتاكة هوايته الوحيدة وهي (تحطيم كل الاصنام التي عبدناها ,وقلب كل القيم),
وفي الفترة نفسها ظهر المذهب الوضعي الذي اسسه اوغست كونت ,والمذهب الماركسي والهيجلي والدارونية
والمدرسة الالمانية التاريخية,والدراسات الفيلولوجية,وقد بدا ظاهرا للفلاسفة والعلماء ان التاريخ يمشي بخط مستقيم,وهذا ما حدى بالفلاسفة والعلماء اعادة التصالح مع خطاب الصيرورة الذي اوجده هيراقلطيس في اليونان,ومن ثم المسيح والرسول بولس,فظهر ان العالم يسير نحو التقدم اكثرفأكثر,واصبحت اوروبا متشرنقة على نفسها,وما كاد السؤال عن بداية الفلسفة او ين بدأت ينتهي,حتى جاء السؤال عن نهاية الفلسفة بفضل المدمرات النيتشوية,وهذا ما حدى بالمدارس الفلسفية المعاصرة الى تحويل السؤال الفلسفي نفسه,واللجوء الى السؤال الاستاطيقي(هايدجر)او اللغوي مثل,البرغماتية والتحليلية(ديفدسون,روتري,سنتيانا),او المعنى والاختلاف(دريدا,ليوطار),او السرد(بول ريكور)وتغيرت ايضا اللغة الفلسفية لتصبح فلسفة بدون فلسفة ,ردا على المرحلة الرومانتيكية التي ازدهرت فيها ثقافة التبسيط








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر مصرية: وفد حركة حماس سيعود للقاهرة الثلاثاء لاستكمال ا


.. جامعة إدنبرة في اسكتلندا تنضم إلى قائمة الجامعات البريطانية




.. نتنياهو: لا يمكن لأي ضغط دولي أن يمنع إسرائيل من الدفاع عن ن


.. مسيرة في إسطنبول للمطالبة بإيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة و




.. أخبار الساعة | حماس تؤكد عدم التنازل عن انسحاب إسرائيل الكام