الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يؤثر اللعان الالهي المقدس على سلوك واخلاق المسلمين؟

طريف سردست

2010 / 8 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



قال أبو بكر الرازي في رده على أبي حاتم الرازي، في كتاب الاخير اعلام النبوة: "إن أهل الشرائع إذا طولبوا بالدليل شتموا".


يمتلئ القرآن الكريم بالعديد من تعابير اللعان، فالله لايمل من توزيع اللعنات ذات الشمال وذات اليمين. وعلى الرغم من انني لاافهم ماذا تعني كلمة " اللعنة" وماقيمتها بالنسبة لله غير إشعار المُخاطب بالاهانة وتصغيره واعلامه بأن الله غاضب جدا، وهي بحد ذاتها مسألة تثير التساؤل في مدى ملائمتها مع مواصفات الاله، من حيث انها اسقاط لسلوك بشري على شخصية الاله، يفترض ان يكون سامي وكامل.

هذا على الرغم من ان الحديث الشريف يقول:" ليس المؤمن بطعان ولا بلعان ولا بالفاحش ولا بالبذيء"، وقال: " لايكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة"، وقال "لعن المؤمن كقتله". واللعنة شيئ خطير للغاية، إذ يشرحها الرسول (ص) فيقول:" إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة الى السماء فتغلق ابواب السماء دونها ثم تهبط الى الارض فتغلق ابوابها دونها ثم تأخذ يمينيا وشمالا فإذا لم تجد مساغا رجعت الى الذي لعن إن كان اهلا لذلك ". وإلا رجعت الى قائلها وهناك الكثيرين الذين لعنهم الله، ومنهم النائحة (لاادري لماذا الاولوية في السلبيات غالبا للانثى) والمصورين (يعني نصف الامة) والنامصة والمتنمصة والواشمة والمستوشمة (كانت الفلاحات الى فترة قصيرة جميعهن موشومات) ولكنه لعن السلتاء ايضا (المرأة التي لاتخضب يديها، يعني جميع نساء الامة اليوم) ولعن من أم قوما وهم له كارهون () ولعن المتيتلين والمتبتلات (لاعزاء للعوانس)

ولايقف الامر عند اللعان، بل يستخدم القرآن اوصاف مثل الوصم بالسفاهة( راجع الحاشية الاولى)، لمجرد التساؤل او الخلاف الفكري، مما يجعل الامر يبدو كالابتزاز، وتعابير التشبيه بالانعام والحيوان، يجعل الامر يصل الى حد تبادل الشتائم. ويصل الامر الى اتهام الشخص بأنه ابن زنى (الحاشية الثانية) "زنيم"، في آية خاصة تحتوي على رشق من التعابير الغاضبة المميزة تثير الاعجاب " البياني"، ولكنها لاتليق بإله.

وغالبا نرى سيل اللعنات تنهمر لمجرد خلاف فكري ومنه رفض قبول القصص القرآنية على انها حجة للعقل وليس مجرد ترديد لاساطير الاولين (راجع الحواشي ادناه)، ونعلم اليوم ان ذلك يتطابق مع الواقع فعلا. وبغياب اية حجة منطقية او عقلية او علمية، لا لبس بها، يصبح من المفهوم انه لم يبقى لمؤلف القرآن الا ابتزاز وشتم المُعارض، ليصل الامر به الى تشبيهه " بالحمار يحمل اسفارا، او يلهث كالكلب"، بل وينتهي في مسخ البعض الى خنازير وقرود، لمجرد عدم رغبتهم التوقف عن العمل في يوم السبت (استراحة الرب) (الحاشية الرابعة). وهنا اتساءل: لماذا الى خنازير وقرود وليس الى صقور واسود او حتى قطط مثلا، هل يملك الله ذات القيم النفسية والثقافية التي يملكها الانسان؟

لايقف الامر عند هذا الحد، بل نجد ان القرآن يحرض ويدفع المسلم للمشاركة النشطة في عمليات اللعان، نجد ذلك تطبيقا للاية الكريمة التي تحل المعضلة بين زوج شكاك وزوجة متهمة في عرضها، (راجع الحاشية السادسة) وفي الاية التي تدعو الى المباهلة (راجع الحاشية السابعة)، غير اننا ايضا نراها في آيات اخرى حيث يدعو النبي الى الاغلاظ للكافرين والمنافقين (راجع الحاشية الخامسة) لمجرد الاختلاف ، وعلى الرغم من ان مشكلة من هذا النوع يجب ان تكون من صلاحيات الله وحده، إذ ان الانسان لايمكنه الدخول في قلب المنافقين مثلا. وبالتأكيد فإن المهمة التي القيت على عاتق النبي لن يتاح له تحقيقها بالاغلاظ لهم الا بواسطة إغلاظ اتباعه عليهم، وهو امر خطير عدا عن انه يذكرنا بأن الايات قبل كثرة المسلمين كانت تأتي متشحة بلباس الوداعة. وفي الحاشية الثالثة نجد ان القرآن يحرض على قتل مسلمين ايضا لمجرد رفض الهجرة (في ذلك الوقت الى المدينة، وهو امر يشير الى ان بعض النصوص القرآنية تاريخية، فقدت معناها اليوم، وليس الامر مقتصرا على العبادة). البعض يبرر ذلك على ان اللعان جزء من تقاليد المجتمعات القديمة التي كان مجتمع المدينة ومكة جزء منه.

ان تكون اللعنة واللعان من عناصر حديث الامم القديمة، لايبرر للالهة السامية ان تتبع خطى البشر واخلاقهم، بل يفترض ان عليها ان تقوم بتقويمهم وزرع مكارم الاخلاق. ان تقوم بالتأثير عليهم ايجابا وليس ان تتأثر بهم سلبا. وان يكون التوراة ممتلئ باللعنات، لايبرر للقرآن ان يسير على خطاه لمجرد ذلك، خصوصا وان التوراة متهم اليوم بأنه مكتوب من قبل البشر، فهل اصبح البشر نموذجا لله ومثلا اعلى فيقتبس منهم؟



لهذه الاسباب لاعجب ان يتأثر المؤمن ويتربى على الاخلاق المأزومة الواردة في القرآن في نظرته الى الاخر وعلاقته معه، لتتطابق مع نظرة الله وسلوكه، على اعتبار ان الله هو المثل الاعلى، وان القرآن هو مصدر الاخلاق لدى المؤمن. فإلى اي مدى يتحمل القرآن مسؤولية سلوك المسلم في علاقته المأزومة مع الاخرين، خصوصا ان الصورة الشائعة عنا اليوم هي ، على العموم، سلبية بالمقارنة مع الصورة الشائعة عن اتباع بقية الاديان، مثل البوذيين والهندوس والسيخ ..

من خلال إن الاسلام الشرعي يملك اليوم دولتين سياسيتين على الاقل هم السعودية وايران (إذا تجاوزنا السودان والمناطق التي يسيطر عليها الاصولييون المسلمون في الصومال وغزة ونيجيريا واندونيسيا والعراق وباكستان وافغانستان)، يتاح لنا من خلالهم دراسة المدرسة الوهابية والسنية ومدرسة الولي الفقيه الشيعية، وبالتالي نحصل على صورة واسعة عن اسباب السلوكية الوصائية متأثرة بالتربية القرآنية، مباشرة في التطبيق العملي وما يغرسها ويبرزها هذا الفكر في حياة وسلوك وحرية الانسان، الامر الذي يجعل من الممكن "رؤية الاسلام" من عدة وجوه، السياسية والاجتماعية، الفردية والجماعية، الفقهية والتطبيقية، والنتائج المترتبة عليه.

البعض يحاول ان ينفي ان يكون للتعابير الالهية مضمون " لعان او اهانة او تصغير"، على اعتبار ان الشخص الموجهة له يستحقها، وهو امر مثير للغرابة. ان يكون " يستحقها" لايعني انها لم تعد لعان وتصغير وشتيمة، بل على العكس يؤكد استخدامها في هذا الاستحقاق على مضمونها الغير لائق بإله، وتنتهي الى تشبه الاله بالبشر، كما ان اصرار الاله على استخدامها يعني انه من المباح لنا ان نشتم لمن يتحقق فيه هذا المضمون، فنحن اولى ان نتعلم من الله، عدا عن ان مفهوم " من يتحقق فيه معايير الاستحقاق للشتم" بذاته قياس غير موضوعي متروك للتقدير الشخصي لكل فرد، وهذا الامر خطير، كان من الضروري للاله ان يترفع عنه حتى لايكون نموذجا لنا في اباحته وتركه لتقديراتنا العقلية المختلفة من انسان الى آخر . وفي هذا الصدد يمكن لنا الاطلاع على مقالة عبد العزيز الجربوع التي تسير على خطى فتاوي الباز وعثيمين، والمستمدة تبريراتها الى القرآن والسنة، على الرابط التالي:
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=147665

والقول انه امر طبيعي ان يطلق تعبير " ابن الزنا" على كل وليد من علاقة خارج الزواج ، هو امر غير اخلاقي وغير عادل ويثير التقزز. فمن جهة كان الزنا قبل الاسلام، حيث من الممكن ان تكون الغالبية ابناء زنا، كما هو الحال مع الصحابي الجليل عمرو بن العاص ايضا، إضافة الى وجود من يقدم الحجج على ان نسب الرسول نفسه صلى الله عليه وسلم معني بالامر (راجع المجهول في حياة الرسول، باب مولد المصطفى).
ومن جهة اخرى يقول الرسول ان الابن للفراش وللعاهرة الحجر، وبالتالي فابن الزنا ينسب شرعيا الى والده، ولايجوز تعيير الابن بذلك، لعدم وجود ذنب له فيه، في حين ان يقوم الله نفسه بخرق هذا المبدأ الاخلاقي الهام هو بادرة خطيرة اسست لانتهاكات كبيرة في سلوك البعض يعاني منها اللقطاء بغير حق. ومن المفهوم ان تكون نفسية رفض المجتمع لدى اللقطاء والمفاهيم الاحادية الناشئة لدى المجتمع ردا على هذه النفسية، لابد ان للقيم القرآنية السلبية دور في خلقها بإعتبار ان سلوك الله هو النموذج الاعلى الذي يجب اقتدائه، وبإعتبار ان المجتمع قبل القرآن لم يكن لديه هذه النفسية والمفاهيم السلبية تجاه من يسميهم الاسلاميون ابناء الزنا.

ولذلك فإن القول ان " ابناء الزنا" لديهم سلوك خاص يستحقون بسببه التشهير والطعن والاهانة، هو قول مردود، خاطئ تربويا ولااساس له من الصحة. ان سلوك " ابناء الزنا" يربيه المجتمع نفسه، ومرتبط بمدى تقبله لهم. والمجتمع الاسلامي الاول عندما كان لايزال حديث عهد بالاسلام، ولم تترسخ فيه قيم القرآن الجديدة، كان لايزال كباره يتسابقون على إدعاء ابوة ابن الزنا الذكر، كما حصل الامر مع عمرو بن العاص . وبالتالي لم يكن الامر مرفوضا اجتماعيا، ولم يكن معلوما ان لابناء الزنا سلوك سئ اكثر مما يمكن ان يوجد لدى بقية فئات المجتمع.، وبالتالي لايوجد مايبرر وصم الانسان بالزنا لمجرد خلاف فكري.

ان كراهية مجتمع اسلامي لابناء الزنا جرى زرعها في المجتمع لاحقا بفضل الاسلام، وهو امر غير عادل وغير اخلاقي ويؤكد على صحة توجه الموضوع بأن للقرآن تأثير على اخلاقنا، كما يبرر للقطاء كراهية المجتمعات الاسلامية..

والقرآن رسالة لتتحدث مع البشر في مختلف العصور والازمان والمجتمعات وليس خصيصا لعقلية البدو قبل 1400 سنة واحفادهم من بدو اليوم فقط. ويفترض ان لايغيب ذلك عن رؤية الله، إذ لايعقل ان يبرر الامر ان القرآن مكتوب خصيصا لجذب ناس من نوعية عصر الرسول صلى الله عليه وسلم في حين يصبح القرآن سببا لرفض الناس له اليوم، ولذلك فهذه الحجة غير منطقية يجب ان نترفع عن نسبها الى الله.


وان تنحط اخلاق بعض البشر لايعني ان من واجب الاله السامي ان يسايره في سلوك الانحطاط او يصبح البشر مقياس المقارنة مع الله، إذ يفترض ان الدين السامي يبقى ساميا ولايتأثر بسلوك الاخرين وعلى الاخص الادنى. فالقول ان الله كان مضطرا لاستخدام لغة " الترهيب" عوضا عن لغة الحجة البالغة، على الرغم من انه يملك الحجة البالغة لو شاء، هو القول بشرعية استخدام " الابتزاز" عوضا عن التوجه للعقل. وعلى الرغم من اني لااناقش حق الله في استخدام هذه الوسائل، الا ان استخدامها من قبل الله يعني شرعنتها، وبالتالي فتح الباب لمن يشاء لاستخدامها بإعتبار القرآن هو النموذج والمثل الاعلى. من هنا يكون الجربوع وابن الباز على حق من الناحية الشرعية، او على الاقل يكون القرآن قد اثار التباسا عميقا على الجبهة الاخلاقية وفتح ثغرة لشرعنة انتهاك الحقوق. من يتحمل مسؤوليته؟

يقال ان لكل قول رقيب عتيد، وان في القرآن جانب ايجابي. غير ان ذلك لايعني انه حض على استمداد الاخلاق من الجانب الايجابي وحده. مثلا لو اشتم محاوري اثناء حوار فأقول له انه (ِمثل الحمار يحمل اسفارا) فهل سيزعل الرقيب العتيد؟ .

وان يقال ان الحض على الاخلاق والتقيد بالكلام الطيب، " جزء اخر" يأمر به القرآن، لاينفي وجود الجزء الاول، خصوصا وان "الجزء الاخر" خصيصا لمن قبل الاصلاحات، في حين يبقى ان الجزء الاول لمن رفضها، الا يعني ذلك ان من حقنا الشرعي استخدام الابتزاز والتصغير والشتم مع الناس لمجرد رفض افكارنا انطلاقا من ان القرآن هو مثلنا الاعلى؟

هل لدينا حق الهي في ابتزاز واستصغار وشتم من لايقبل منا " الاصلاح" لمجرد اننا نحن الذي نراه الافضل. ثم اليس القول ان من لايفهم الا بالرهبة والخوف هو إعتراف بدعوة القرآن لإستخدام الابتزاز والترويع والضغط وحتى العنف من اجل "اقناع الناس"، ويعني ان إتهام القرآن انه كتاب ارهاب، وان الناس دخلوا في الاسلام بسبب الخوف والارهاب هو اتهام صحيح؟.

والقول ان في القرآن " جانب اخر" ايجابي، لاينفي وجود الجانب السلبي فلماذا يجري التغاضي عنه والمطالبة بالسكوت عنه والاصرار على التكلم في الجانب الايجابي فقط، على الرغم ان السلبي موجود ويجري تربيتنا عليه ومن خلاله، عمليا، وليس فقط من خلال الجانب الايجابي .

البعض يحاول الاختفاء خلف القول ان للايات " اسباب نزول" غير اننا نعلم ان وجودها لايعني على الاطلاق ان الايات مخصوصة بأسباب النزول، وانما على عموم المعنى، وهذه قاعدة فقهية، وتعليم القرآن ،غالبا، لايتم ربطه بأسباب النزول وانما بالمعنى العام للايات، وهذا بالذات الذي يجعل القرآن كتابا دينيا وإلا يصبح القرآن كتابا تاريخيا.

يشير البعض مدافعا الى ان الاسلام انتج حضارة واخلاقا يقف على قمتها اسماء لامعة محترمة، غير انهم يتناسون ان اهم الاسماء والمعها مثل ابن سينا وابن رشد والبيروني وعمر الخيام والتوحيدي والمتنبي والرازي وثابت بن قرة وابن طفيل والحلاج والشهرزوري وابو العلاء المعري والكندي وصالح بن القدوس والجاحظ .. الخ جرى اتهامهم بالخروج عن الاسلام والهرطقة، ومنهم من حرقت كتبه ومنهم من طرد من عمله ومنهم من قتل. ولذلك قالقول ان " الاسلام" تحديدا كان السبب في ظهورهم امر يرفضه العديد من علماء الدين ، (راجع كتاب : حقيقة الحضارة الاسلامية، للشيخ ناصر الفهد)، وبدليل ان الاسلام نفسه لم يقدم لنا اية حضارة في بلاد الاسلام الاصلية : الجزيرة العربية. ان الاديان ليست هي التي تصنع الحضارات، وانما تصنعها الحضارات.

حواشي الموضوع:

حاشية اولى
يقول الله جل جلاله:
فلعنة الله على الكافرين ( البقرة، 83)
ولقد انزلنا اليك آيات بينات ومايكفر بها الا الفاسقون (البقرة، 93)
" ومن يرغب عن ملة إبراهيم الا من سفه نفسه" (البقرة، 124)
" سيقول السفهاء من الناس ماولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم" (البقرة 156).

ياأيها ىالذين آمنوا انما المشركين نجس فلايقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا

حاشية ثانية
((وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلافٍ مَهِينٍ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِءاياتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ )) – سورة القلم . (هذه الاية من اجمل الايات).

حاشية ثالثة
" فلاتتخذوا منهم اولياء حتى يهاجروا في سبيل الله فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولاتتخذوا منهم وليا ولانصيرا" (النساء 91)

حاشية رابعة
قصة الذين استحقوا ان يمسخهم الله الى خنازير وقرود، يقول:
( وَاسْأَلْهُمْ عَنْ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (163) وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنْ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165) فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ) الأعراف/163-166 .

."ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين"(65) بقرة. " قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل"(60) مائدة. (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ) (22) سورة الأنفال ( ويقول الطبري في تفسيره: ثم أخبر تعالى أن الكفار شر ما دب على الأرض ).الطبري

{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }الأعراف179

: ( أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا . أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ) الفرقان/43-44 .

ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه اخلد الى الارض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث (الاعراف:176) .

( ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع الا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون )

حاشية خامسة
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)(9) سورة التحري

حاشية سادسة
( والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين ، والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين ، يدرؤا عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين ، والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين ) سورة النور الآيات 6-9

‏حاشية سابعة
آية المباهلة:
قالَ تعالى : " اِنَّ مَثلَ عيسى عِندَ اٌللهِ كمَثلِ آدَم خلَقهُ مِن ترابٍ ثُمَّ قالَ لهُ كُن فيكوُنُ * اَلحقُّ مِن رَبّكَ فلاَ تكُن مِنَ المُمترينَ * فمَن حَاجَّكَ فيهِ مِن بَعدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلمِ فقُلْ تعالَوا ندَعُ اَبناءَنا وَاَبناءَكُم وَنِساءَنا وَنِساءَكُم وَاَنفُسَنا وَاَنفسَكُم ثُمَّ نبتهِل فنجعَل لَعنة اٌللهِ عَلَى الكاذِبينَ" : (آل عمران : 59 - 61).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إن أهل الشرائع إذا طولبوا بالدليل شتموا
تي خوري ( 2010 / 8 / 21 - 15:52 )
إن أهل الشرائع إذا طولبوا بالدليل شتموا-.

مقال اكثر من رائع
اول مرة اقرأ لكم ولكن ساعوض ما فاتني

شكرا على هذا البحث القيم


2 - اسوة المسلمين
مهنا احمد ( 2010 / 8 / 21 - 16:37 )
الله هو أسوة المسلمين فميلهم للعصبية والعن والقتل إنما هي شحنات ادخلها القران في العقل الباطن لدي المسلمين كيف لا وان تسمع رجل يقرءا الآيات التي تحظ على القتل والمستمعين جدا مستمعين بل في حالة نشوة ، كيف لا عندما يستمع الناس بقاري يقرءا آية كاملة يتبادل فيهاالله السباب مع احد عبيده تبت يدا أبي لهب وتب ، المسلمون قوم جبلوا على السباب ولنا في تعليقاتهم في الحوار المتمدن أسوة حسنة أما بخصوص موضوع إخواننا في الإنسانية الذين اسماهم اله المسلين أبناء زناء (زنيم) هذا الموضوع كبير جدا ويحتاج إلى دراسة خصوصا بان هؤلاء يعانون من مجتمعات ترفضهم وتجردهم من بشريتهم ، الأطفال غير الشرعيين في معظم دول العالم ماعدا عندا المسلمين هم بشر عادين لديهم كامل الحقوق في الحياة ،


3 - السلام عليكم
طلعت خيري ( 2010 / 8 / 21 - 20:46 )
عزيزي .. طريف .. شكرا لك

مقالتك لا تمتلك اي وحده موضوعيه تخص اللعن .. انا استطع ان انشاء مقاله اخرى وانسف بها ما كتبته ..ولكن لابد من توجيه ان جمع الايات من اماكن متفرقه من القران في موضوع معين يجعل موضوعك معرض للانتقاد لانه يمكن ان نستخرج ايه اخرى تنفي ما تقدمت به...جميع الايات التي ذكرتها عن موضع للعن لا علاقة له بموضوعك.. لان اللعن وقع على اهل الكتاب واول من لعنهم داود وعيسى ابن مريم .. لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم .. ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون... فهناك ملعونين قبل ان يلعنهم القران ... هل تريد ان اقدم لك للعنات في الكتاب المقدس ..


4 - كيف تنجو من لعنة الله ؟
نابه سعيد ناصر ( 2010 / 8 / 22 - 04:24 )

كيف يدعي الكاتب ان المسلم يتربى على اللعان وهو يورد
الحديث الشريف يقول:- ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا بالفاحش ولا بالبذيء
واللعن معناه الطرد من رحمة الله
وهو اقسى ما يمكن ان يصيب الانسان
واللعان ليس اختراعا اسلاميا
فما يسمى بالكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد مليء بلعن الاشياء والاماكن والاشخاص
والازمنة ؟!
وكل انبياء الله لعنوا الاقوام التي تجرأت على حاكمية الله او حادت عن المنهج او آذت الرسل والصالحين
يقولون ان اللي على راسو بطحه بيحسس عليها والشاطر يفهم ؟!


5 - رد
طريف سردست ( 2010 / 8 / 22 - 21:16 )
اخي الكريم طلعت خيري ونابه سعيد ناصر
ان وجود لعان في كتب السابقين ليست مبررا لاستخدامها من إله سامي، والقضية لم تقف عند اللعان وحده بمعنى الخروج من رحمة الله، بل تعدته الى التشبيه والاستهزاء والتصغير والدعوة للقتل، وهي ممارسات لااخلاقية على اقل تقدير.

وبالتأكيد من المستغرب ان يدين الحديث الشريف - اللعان والكلام الفاحش والبذيء- ومع ذلك نجد هذا الكلام بالذات يستخدمه الله نفسه في القرآن، كما اننا نعلم نماذج له في الحديث الشريف، مما يجعلنا نتساءل: اليس هذا الذي ينطبق عليه القول: - يأمر بالبر وينسى نفسه-؟


6 - هل تجرؤ على التطاول على رئيسك في العمل يا هذا
نابه سعيد ناصر ( 2010 / 8 / 23 - 01:18 )
حاشا لله ان يأمر بالقتل ان الله لا يأمر بالفحشاء والمنكر ولكنه يأمر بمكارم الاخلاق وبما يحفظ النوع البشري من الابادة اما اللعن
بالطبع هذا شغل الخالق العظيم مع خلقه يؤدبهم كيفما شاء يلعنهم يبيدهم ولا احد له الحق في لاعتراض على تقدير العزيز القدير

مع ان اللعن والابادة والمحق تأتي مسببة وذلك لان هؤلاء الناس ارسلت لهم الرسل ورأوا المعجزات ولمسوها بأيديهم وحصلت امام اعينهم
ومع ذلك كفروا وجحدوا وتقاوحوا واساؤا الادب مع خالقهم ومع رسله وقتلوا بعضهم ونشروا بعضهم بالمناشير
وسيلحق المحق واللعن كل من وصلت اليه الرسالة وكل من اساء الادب مع الخالق العظيم
انكم ايها الكتبة لا يجسر احدكم ان يتفوه بربع كلمة مع رئيسه في العمل ولكنكم تتطاولون على ذات الله
ومن عجب انه هو الذي خلقكم ويطعمكم ويسقيكم ولم يمنع عنكم رغم جحودكم الاوكسجين مثلا ولو كنتم تتطاولتم على من احسن اليكم من البشر لربما فقدتم حياتكم
اعجب من ربي يمهلكم اما لان تهتدوا او لتزدادوا اثما حتى تأتؤن محملين بالاثام التي تدمغكم التي تطرحكم في الجحيم ولسوف تعلمون


7 - رد 2
طريف سردست ( 2010 / 8 / 23 - 05:53 )
اخي نابه
راجع الحاشية الثالثة ترى انه امر بالقتل لمجرد الخلاف بالراي، وليس لمكارم اخلاق او حفظ نوع بشري او حتى حيواني

واتفق معك انه إله يستطيع ان يستخدم الكلمات التي يريدها، ولكنها يجب ان تعكس - طبيعته- الالهية السامية والا سينطبق عليه الحكمة التي تقول: من آمن العقاب اساء الادب، وتوزيعه للمعايير الاخلاقية مع عدم رؤيته وجوب انصياعه لها يصبح كمن يأمر بالمعروف وينسى نفسه، وهذا ليس من صفات اله حقيقي.
وايضا اعجب من ربك انه يمهلنا، مع ان الاثم الرئيسي في نظره هو عدم الاعتراف بوجوده على الاطلاق، وقد اصبح كافيا، فماذا يريد اكثر منه؟

اخر الافلام

.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين


.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ




.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح


.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا




.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم