الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماهية الذاكرة

صاحب الربيعي

2010 / 8 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الذاكرة خزان للمعلومات المكتسبة التي يمكن استعادتها حين الطلب لكنها لا تشتغل أتوماتيكياً بل برغبة الذات اللاواعية ولا يجري خزن كل المعلومات والخبرات اليومية في الذاكرة، وإنما فقط التي تقع ضمن اهتمامات الفرد وتبعاً لدرجة أهميتها ولا تستعاد بدقة كاملة لأنها تحفظ على هيئة صور في الذاكرة ومن ثم يعمل العقل على فك رموزها لتترجم إلى معلومات.
لا تعدّ فعالية الذاكرة متشابهة لدى كل البشر لأسباب بيولوجية ووراثية وتمرين الذاكرة على خزن المعلومات والاحتفاظ بها لحين الطلب، فالكثير من البشر ذاكرته ضعيفة على خزن المعلومات وقابلة للنسيان لارتباطها بمستوى الوعي الذي يحفز الذاكرة على أداء مهامها على نحو أمثل.
يضاف إلى ذلك خاصية الذاكرة فهناك ذاكرة نشطة في خزن المعلومات التاريخية لكن قدرتها ضعيفة على خزن معلومات حسابية والعكس صحيح بعدّها آلية جسدية متفاوتة بقدرتها على مزاوجة الأفكار والمعلومات لانتاج فكرة جديدة. وهناك من يتحلى بسرعة البديهة في طرح أفكاره لقدرته على مزاوجتها في خزان الذاكرة ومن ثم طرحها، وعلى خلافه هناك من يعاني ضعفاً في التفكير لعدم قدرته على استخدام كامل مخزون ذاكرته للمزاوجة بين الأفكار في فترة زمنية قصيرة وإنما يحتاج فترة زمنية أطول.
يتساءل (( نيتشه )) قائلاً : " هل كان عليّ أن أكون خزان ذاكرة لأتمكن من حفظ آرائي لنفسي ؟ ".
على الرغم من أن وظائف أجهزة الجسد متشابهة عند كل البشر لكنها بحاجة إلى تفعيل وتدريب لتشتغل على نحو سليم وإلا فإنها تتعطل من ذاتها، فهناك من يمارس عملاً يدوياً تقليدياً لا يحتاج إلى تفكير مدى الحياة ولا يستخدم سوى أجهزة الجسد التي تحسن أداء عمله ومع الزمن تضعف قدرة أجهزته الأخرى وتتعطل وظائفها. كما تتطلب أجهزة الجسد شحنات معرفية لتفعيلها فكما زاد وعي الفرد واتسعت مداركه العقلية زادت سعة خزان الذاكرة لحفظ المعلومات، وفي المقابل تحتاج أجهزة القوة في الجسد إلى تمارين رياضية لتفعيلها لتقوم بوظائفها على أكمل وجه.
لكن الأمر برمته متعلق بالذاكرة التي كلما زادت وظائفها نشطت أكثر في مساعدة أجهزة الجسد الأخرى، فإستخدام طاقة الجسد بحد ذاتها تتطلب تفكيراً سليماً يستعين بمخزون الذاكرة لمزاوجة الأفكار لانتاج فكرة جديدة، وتدريب الذاكرة على خزن المعلومات واستعادتها مرتبط بمستويات الوعي فكلما زاد خزين الذاكرة من المعلومات فعلت أكثر وظائفها الأخرى مع عدم إغفال العامل الوراثي والبيولوجي في عمل وظائف الذاكرة.
يقول (( أ. بينيه )) : " إن الحفظ المبني على الإشارات، هو عملية ارتقاء بوظائف الذاكرة فكلما زاد تدريبها على الحفظ زادات فعاليتها وقدرتها على نحو أكبر من الذاكرة الطبيعية ".
إن تدريب الذاكرة على خزن المعلومات واسترجاعها لتفعيل وظائفها الكثيرة يرتبط بالعقل الواعي الذي يحكم سيطرته عليها، فقد تخزن الذاكرة معلومات كثيرة لكنها غير قادرة على تحريرها من دون إيعاز العقل الواعي الذي يعمل على تقييمها خاصة المتعلق منها بالسلوك لاحتكامه لعقلانية المجتمع بعدّه مركزاً للضبط والتحكم لأجهزة الجسد الأخرى الذي يصدر الايعازات إلى أجهزة الجسد المختلفة للقيام بوظائفها أو منعها القيام بذلك.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الشجاعة داخل الفلج.. مغامرة مثيرة لمصعب الكيومي - نقطة


.. رائحة غريبة تسبب مرضًا شديدًا على متن رحلة جوية




.. روسيا تتوقع «اتفاقية تعاون شامل» جديدة مع إيران «قريباً جداً


.. -الشباب والهجرة والبطالة- تهيمن على انتخابات موريتانيا | #مر




.. فرنسا.. إنها الحرب الأهلية!