الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دين الإنسان البدائي و سيوف التوحيد الإبراهيمي

رويدة سالم

2010 / 8 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تدّعي ديانات التوحيد الإبراهيمية أن أيمان الإنسان البدائي بقوة عاقلة غير مشخصة ساكنة في كل ما يحيط به يمثل خطوة فطرية نحو الإيمان بخالق للكون هو الإله الواحد. أدرك الإنسان الأول وجوده سريعا و خشيه حالما امتلك آليات التفكير. يقدم الباحث فراس السواح في كتابه دين الانسان إضافة تأكد ما ذهبوا إليه حيث يقول (بان الانسان هو كائن متديّن لانه بعد ظهور الادوات الحجرية ترك الانسان الاول الى جانب ادواته شواهد من وسطه الفكري تشير الى بوادر دينية لا لبس فيها ) .
لكن إذا درسنا تاريخ النظم فسنجد ان اولى القوانين استمدت سلطتها التشريعية في عصر جامعي القوت في الحضارات البدائية (ماقبل الكتابة ) من سياسة القوة او الانتقام الفردي او القضاء الخاص. حيث كان الثأر و الانتقام الشخصي الوسيلة الوحيدة المتاحة والسبيل الوحيد لحماية الحق او لإنشاء حق الفرد او الجماعة. حيث يحدد الفرد نوع العقاب على من اعتدى عليه دون وجود أي اثر لقوانين عقائدية او ذات منحى روحي تحكم الجماعة. كان قانون الانتقام الشخصي ينبني على نزعات غريزية او مجرد إحساس و شعور بحقوق و واجبات لأفراد المجموعة نظراً لما اقتضته المرحلة بسبب عدم الاستقرار و الصراع المتواصل مع الطبيعة و الصيد المحفوف بالمخاطر في ذاك العصر البدائي الذي لم ينأى فيه الإنسان عن المرحلة الحيوانية كثيراً حيث كانت حاجته تنحصر في تأمين الغذاء و التكاثرالذي يؤمّن استمرارية النوع الذي يقف دونه الموت متحدياً بسفور لا محدود نظراً للعوز المعرفي الكبير.
عندما لاحظَ الإنسان البدائي في صراعه مع الطبيعة و مع الآخر ان الامر ينتهي به مهما كانت قوته إلى الفناء افترض وجود كيانات مخالفة للمادة : قوى ما وراء الطبيعة قائمة الذات ، فخلق العقل البشري البدائي تصورات لقوى ما ورائية من الطبيعة ذاتها لانه رأى أن أنفاس الميت تخمد او يكف دمه عن السيلان او يتوقف قلبه عن الخفقان ثم أن طيف الموتى يزوره اثناء نومه كما يزوره طيف الحيوان الذي يعاشره هذه الملاحظات جعلته يفترض وجود الروح ، ككيان لا مادي مقابل للجسد الذي يتحلل مع الموت ولا يبقى بعد ذلك سوى أشياء لا مرئية و لا مادية تتجاوز الزمان و المكان و تلازم الفرد و الجماعة كلها حيث يثبت علم النفس الحديث انه بامكان المعتقََد ان يؤثر بالجماعة ليجعلها ترى انعكاسات لكيانات مادية لا وجود لها بالواقع في تأثير نفسي جمعي يغدو قناعة راسخة و رخاء سلبي .
إنطلاقا من مسألة الموت هذه ولأنه يعتقد أن هذه القوى المؤثرة به عظيمة كان شديد الحذر منها و حاول حماية نفسه و تجنبها و هذا أدى الى ظهور التابو . و التابو هو حسب تعريف التحليل النفسي (فعل محظور يوجد إليه ميل في اللاشعور) كما يعرفه فونت بأنه أقدم مجموعة قوانين غير مكتوبة لدى البشرية ..و أقدم من الآلهة و الأديان..لا يعرف لها مصدر.
يُجمع الكل على ان التابو هو ما يُمنع المساس به كالطوطم الذي يمثل أي كيان يؤدي دور الرمز للقبيلة ، وأحيانا يقدَّس باعتباره المؤسس أو الحامي . ثم يعتبر أي مساس بالطوطم او الحدود الروحية الجمعية اثما وتدنيسا يستوجب تدخل الساحر حيث كان يعتقد أن خلاص الإنسان المصاب بتأثير التابو هو السحر فقط. هذا الوسيط الروحي بين العالم المادي و عالم القوى الخفية يوهم الجماعة باحداث خوارق بطرق خفية متصلا بالاسلاف عبر شعائر و طقوس تعتمد أدوات خاصة لا يمتلكها العامة بل يحتكرها وحده فيقوم بالتنبؤ و يدعي الوقوف على اسرار الغيب و يشفي المرضى و يدعي تعطيل بعض الظواهر الطبيعية و القوانين الازلية. يقول شفيق مقار في كتابه (منشأ السحر و الدين) :-}أن الانسان القديم حاول النفاذ الى الغوامض التي واجهته لدرء شر قوى خفية و فوق طبيعية تتربص به ثم حاول استرضائها و منع أذاها بضمها الى صفه لتكون عوناً له على تأمين بقائه في عالم غير محايد بل عدائي الى ابعد الحدود { هذا الدور الثاني اغتصبه الكُهّان مُعلنين ظهور عصر التقاليد الدينية او ما يسمى بالوحي الالهي الذي تجاوز فيه الانسان عبادة الظواهر الطبيعية و الاجداد و الحيوان الرمز في ما يسمى بعبادة الطوطم الى عبادة الارواح النصف مادية ثم الآلهة المتعددة.
يتضّح مما سبق أن الدين لم يكن فطريا بقدر ما كان نوعا من انواع التفاسير التي ركن اليها العقل البشري بعد ان انهكه البحث. ففى المراحل الحجرية الاولى ظل الانسان اسير المحيط المادى الذى عجز عن فهمه وتفسيره واستيعابه فوقف امام قوى الطبيعة المحيطة به خائفا و عاجزا عن السيطرة عليها و اخضاعها لسلطته ، فاستخدم وعيه لايجاد التفسيرات والتعليلات التى تحيط بالقوى الطبيعية فنسب الى كل جانب من جوانبها المؤثرة فى حياته قوى لا مرئية ما وراء طبيعية , واعتقَدَ ان هذه القوى الخفية تستقر فى الاشياء و الكائنات المحيطة به ثم في السماء كرمز للعلو و الرِفـعه عن ادران الارض و ما تحتويه من معاناة لا تنتهي ، و ميّز تلك القوى عن البشر الفانين بخلودها ، وملحمة جلجامش و سعيه فيها للحصول على نبتة الخلود العجيبة ابلغ دليل على ذلك .. يقول جلجامش لانكيدو// الآلهة وحدهم هم الخالدون في مرتع الشمس اما البشر فايامهم معدودة على هذه الارض.//
ثم جسّدها الانسان بهيئات حيوانية كرسوم كهوف الانسان البدائي وبهيئات بشرية ذكرية او انثوية كالدمى العشتارية و التماثيل و بهيئات مركبة من صفات بشرية وحيوانية كما منحها صفاة خاصة عندما مر الى مرحلة التوحيد الاولى مع الفراعنة، جاء في الموسوعة البريطانية ، المجلد الأول ، صفحة 401:" أن أخناتون كان أحد أعظم المصلحين الدينيين في التاريخ . وأنه أحدث في عهده تغييرات ثقافية جذرية . وقام بانقلابات في المفاهيم الدينية ، لذلك اختلف المؤرخون فيما بعد في تحديد شخصيته ، فمنهم من قال: إنه كان مثاليا نبيلا وأول من أسس أركان التوحيد، ومنهم من قال إنه كان من أسوأ الحكام في التاريخ.".
بعد أن صنع الإنسان البدائي التماثيل التي ترمز لآلهته وضعها فى كهوف و معابد، أسبغ عليها الكثير من القداسة و صار عبدا لها. بيد أن ايمانه بهذه القوى المقدسة لم يكن له أي تأثير اخلاقي بحياته اليومية المتصلة باسباب كسب الرزق و العمل كما لم يكن لها تاثير بالقوانين المنظمة لعلاقاته الاجتماعية بالشكل الذي صار اليه الحال مع ظهور الديانات الإبراهيمية وقوانين حمورابي التي لا تحوي أي ذكر للمعتقد و أو اية بنود قانونية مرتبطة به خير دليل.
بعد أن عرف الإنسان الاستقرار واعتمد على الزراعة فى حياته تغيرت علاقات الافراد و الجماعات و تغير نظام العقاب حيث صار كل اعتداء يمثل اثماً او معصية تلوّث الجماعة و لا تزول الا بعقاب ترتضيه الآلهة. فنبذ الاحتكام للقوة و بدء عهد جديد يحتّم على الفرد الخضوع الى أحكام رئيس الجماعة التي ينتمي إليها. صار هذا الاحتكام واجبا مفروضا على كل افراد الجماعة مما ضمن سلطة هؤلاء الممثلين للآلهة على الارض الذين يستمدون قوانينهم منها مباشرة و منح تشريعاتهم القوة القدسية و الالزامية. لكن هؤلاء الملوك انصاف الآلهة و ان استغلوا معتقدات شعوبهم لضمان سلطتهم و استمرارها إلا أنهم لم يمثلوا الشر و الفساد في الكون بقدر ما كانوا ابطالاً اصلاحيين حاولوا بناء حضارات متميزة واستعملوا قواهم السحرية الوهمية و تميزهم كابناء للالهة لتحسين ظروف معيشة شعوبهم . خلدتهم الاساطير الانسانية و جعلت منهم ابطالا لقدراتهم الخارقة كرومولوس و رموس مؤسسا روما إبني الكاهنة ريا سيلفيا والأب مارس إله الحرب او بناة الصين فوخي ونوّ و شينّونج او سرجون الاكدي .. و ما جلجامش بطل الملحمة السومرية الا رمز للبطل الاسطوري النصف الاله في سعيه لنشر المعرفة و الحكمة بين عموم الناس. فبعد فقدان جلجامش لنبتة الخلود التي اكلتها الافعى و بعد كل البحث يحصل على المعرفة و الحكمة التي يطرق بها الانسان ابواب المستحيلات لا من اجل خلود الذكر الفردي بل من اجل اهداف انسانية شاملة على حد تعبير فراس السواح في كتابه جلجامش....
كل الرموز الروحية و العقائدية التي تقدمها لنا النصوص الادبية القديمة في الشرق القديم هي من صَنعَ الكون و اعطى الحياة قيمتها واسس المدن و بنى الحضارات. مع هذا الدور السيادي المطلق الذي يجرد الانسان من كل دور فاعل و يقدمه على اساس انه مُستقبل سلبي و عاجز، كانت هذه الرموز مسالمة حيث يقتصر دورها من ناحية أخرى على التقرب من الانسان و رعايته و تقديم التفسيرات و شرح الغموض و تخفيف الاعباء كما كانت حساسة لما يصيبه و حامية له و لا تفرض تربية دينية خاصة و لا تدعو الى العداء كالديانات الابراهمية الثلاث التي اقتبست جُل الأساطير و اكتفت بتغيير المسمّيات دون المساس بجوهر الخرافة. كما كان جل دور تلك الآلهة هو توفير الأمن و الطمأنينة للمجموعة فبحكم الحياة البسيطة و الغير معقدة للانسان البدائي كان سد الحاجات اليومية للقبيلة يقتصر على الخبرات العملية التي تتطلب قدرات جسدية تنميها التدريبات و كانت التربية الروحية تعتمد على المحاكات و التقليد العبودي الصرف في ما يتعلق باقامة الحفلات و الطقوس الملائمة لعقيدة المجموعة و نواحي حياتها الروحية و كان الساحر و شيخ القبيلة والملك ابن الآلهة و الكاهن و إن استغلوا سلطتهم الروحية لضمان مصالحهم السيادية، هم مَن يقوم باسترضاء الالهة و التقرب منها و التودد إليها لضمان الخصب او للحماية من الكوارث الطبيعية. مطالب بسيطة لا تقارن بما مكنت منه الاديان الابراهمية الثلاث رجالاتها من سلطة على النفوس و الرقاب و إحلال للقتل و الاستعباد و اغتصاب كرامة و إنسانية الإنسان.
اقتصرت الزعامة الدينية في عصر الوحي الالهي على الملك ابن الآلهة باعتباره ممثلا لها و معبوداً حيا يحكم وفق نظرية التفويض الألاهي وهو يمثل الكاھن الأكبر للمدينة. لكنه كان المسئول أمام الآلھة إذا لم يحقق الخير والعدل . فالفرعون كان كبير الكهنة و المسئول المباشر عما يصيب البلاد من خير أو ضرر وكذلك ملوك العراق القديم الذين اشتهروا بالقوانين التي وضعوها كأور– كاجيتا نحو 2375 ق.م أحد ملوك سلالة لكش الاولى و الملك لبت عشتار خامس ملوك اسرة ايسن ثم حمورابي الممثل لسلطة الآلهة و الذي تميز قانونه الشهير بعدم وجود احكام دينية او عقوبات اخروية و عدم تعرضه للعبادات و الكهان على عكس النظم العربية الحالية في عصر العولمة و التكنولوجيا. و مع تنامي الدول و اتساع الامبراطوريات كلف الملوك كهنة ينوبون عنهم في خدمة الآلهة و اداء الطقوس و الشعائر اللازمة للإبقاء على النظام الطبيعي و ضمان خصوبة الأراضي و عودة الشمس بعد غيابها كما تجدر الاشارة ان الناس لم يكونوا يسعون الى الكهنة من اجل الهداية الاخلاقية والبحث في تفاسير لرغبات الآلهة.
لكن مع ظهور العبرانيين الاوائل بدأ مفهوم الدين يتغير، فالكاهن الذي يلبس اردية السحرة و الكُهّان كإرث بشري مقتبس عن كل الحضارات السابقة و الذي يستخدم عدتهم و طقوسهم ، احتكر اسرار الاتصال بالالهة المتعددة في سفر التكوين ثم الاله الواحد مع التوحيد في النصوص التالية. هذا الاحتكار و التقدير جعل الكهنة و من بينهم الانبياء يلبسون ثوب القداسة و يضعون الحدود للجماعة البشرية في ما يتعلق بالشعائر الدينية المفروضة و ممارسة الطقوس و تقديم القرابين و تقديم صكوك الغفران التي لا تجدي نفعاً الا اذا نطق بها الكُهان او بشّر بها النبي والرسول . بعد ان كان الكهان في الحضارات السابقة مجرد خُدّام في المعابد صاروا طبقة مميزة سرعان ما تصدرت قمة الهرم الاجتماعي وارتبطت سلطتهم بالنبي السياسي المُنَّظر و بالسياسيين ومصالحهم الخاصة من بعده . فصاروا يقفون جنبا الى جنب مع الحكّام و صار الدين بالتالي مُسَيَّس و السياسي رجل دين مُهاب.
ظهر في التراث الديني الإبراهيمي المنقول في النصوص المقدسة عدد مهول من الإصلاحيين ادعوا النبوءة و الوقوف على ارادة الاله و اقتنع اتباعهم و مؤيديهم بان الوحي ياتي حصراً لاشخاص ذوي استعدادات خاصة فقدسوهم الى درجة التأليه كما حدث مع يسوع ابن الرب او انصار اليهودية و الاسلام الذين يقدسون التعاليم الدينية و الانبياء أكثر من الإله في حد ذاته و يؤمنون بما جاء في نصوصهم حرفياً دون مراعاة التغييرات في تركيبة الفكر الإنساني .
صوَّرت الاديان الابراهمية الآخر المختلف عقائديا على اساس انه كائن همجي وجاهل اقرب الى الحيوانية و دون المؤمن انسانيةًًًًًً في مقابل قداسة الأنا و كل مكتسباتها المادية و الروحية و أحلت دمه و عرضه. إيمان مَرَضي هَوَسي فكل من يدينون بديانتهم هم الأفضل و الأقرب للإله مقابل وثنية معتقدات الآخرين الكفرة المارقين على الشريعة و الناموس. ثم حاولوا إستغلال سلطتهم المادية و الروحية على جماعتهم لتطويعها بالنص المقدس لخدمة مشاريعهم السياسية و من ثم السيطرة على المجموعات البشرية المحيطة بهم لاستعبادها و اذلالها بدعوى امتلاك السبيل الوحيد نحو نعيم الرب و غفرانه و التاريخ العبراني و اليهودي ثم المسيحي و الاسلامي مليء حد التخمة بالحروب الدينية التي لن ينكرها الا مُكابر، ادعى فيها كل فريق انه الأصدق و الاقدر على فهم غايات الإله و تحقيق أحكامه على الأرض . و نقدم هنا على سبيل الذكر لا الحصر امثلة قليلة هي غيض من فيض
1/ كل الحروب التي خاضها اليهود ضد الآخر هي مقدسة و غايتها السيطرة على البشر نساءا و رجالا وأطفالا ومالاً قاموا أثناءها بالاستيلاء على كل شيئ ثمين و حرق الممتلكات الاخرى.
2/ حروب فرنسا الدينية (من 1562 إلى 1598) بين الكاثوليك الفرنسيين والبروتوستانت وتضمنت كلا من الحروب المدنية والعمليات العسكرية المسلحة.
3/ حروب الرّدّة (11هـ. – 13هـ./632م. – 634م.) التي حدثت بعد وفاة رّسول الإسلام محمد بسبب امتناع بعض القبائل تسليم شخص ابو بكر الزكاة والتصرف فيها بانفسهم . و اعطى ابو بكر لنفسه الحق رغم معارضة الأغلبية من الصحابة ان يدخل في حرب مع المسلمين الذين لم يعطوه الزكاة كما أعطوها للرسول .
4/ ثم الفتنة الكبرى التي ذهب ضحيتها ألاف من البشر فقط بسبب اختلاف لا يمس جوهر الدين و له خلفيات لاختلافات فردية بين بعض الأفراد الذين أطلقت ايديهم بوفاة النبي المؤسس للدولة.
5/ ضحايا الحرب الأهليه بلبنان التي أتخذت طابعاً دينياً سياسياً ، وفتاوى أئمة السلفيين و الوهابيين التكفيريين التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من أبناء العراق ..
في عصر التكنولوجيا وبسبب الصراعات السياسية في هذا العصر الذي بدأت فيه بوادر التحرر الفكري تظهر متحدية السيف و الجلاد أصبح موقف رجل الدين اكثر من أي وقت مضى حرماً مقدساً فهو بدعم من يقف ورائه من ساسة يتصور أنه ممثل الاله على الارض و المُفسِّر للغامض من نصوصه. لهذا صار مع ازدياد قوته الروحية على الجماعة التي تقدسه ينفي و يصادر و يُكفِّر معتبرا ان رأيه هو الصواب و مُقنعا الجميع بذلك فيما يعتبر رأي المختلف عنه هو الكفر المطلق.
لهذا كثر عدد الانتحاريين الراغبين في الجنة التي زينها لهم أئمتهم فوجدوا بيئة خصبه بغياب الأمن في مدن العراق. اطفال و شباب مُغيَّبين فكرياً تمت صناعتهم كأي سلاح آخر يُرْمَوْنَ في اتون و يدمرون الحياة في سبيل حياة يوهمهم المتلاعبون بعقولهم الذين افقدوهم كل الطهر و البرائة انهم واجدوها في جنان عدن التي حلم بها الانسان منذ فكر فيما بعد الموت قبل أي تواصل مباشر له مع الاله. يعدونهم بالحور العين و الغُلمان و كل الملذات التي يحرمون منها بتضحيتهم بأرواحهم من اجل قتل آخرين ذنبهم الاختلاف العقائدي ورثوه عن أسلافهم كما ورث غيرهم عقيدته.
كما ازداد تشدد انصار الحركة التدبيرية من اليهود و المسيحيين الانجيليين الاصوليين الذين ينادون بهر مجدون نووية ليبعث المسيح من جديد بعد القضاء على البشرية العاصية الكافرة. لانهم ببساطة يؤمنون ان ما جاء في سفر حزقيال و سفر الرؤيا و سفر يوحنا نبوءات واضحة حول الوصايا التي يحدد فيها الله كيفية تدبر الكون و نهايته. يقول الكاتب التوراتي الامريكي هال لندسي في كتابه العالم الجديد القادم // إن المسيح سوف يضرب اولا اولئك الذين دنسوا مدينته القدس. ثم يضرب الجيوش المحتشدة في ماجيدو او هرمجيدون. فلا غرابة ان يرتفع الدم الى مستوى الجمة الخيل مسافة 200 ميل من القدس...و هذا الوادي سوف يملئ بالادوات الحربية و الحيوانات و جثث الرجال و الدماء... عندما تصل الحرب الكبرى الى هذا المستوى بحيث يكون كل شخص تقريبا قد قتل تحين ساعة اللحظة العظيمة فينقذ المسيح الانسانية من الاندثار الكامل و في هذه الساعة سيتحول اليهود الذين ينجون من الذبح الى المسيحية//
الاسلام بدوره لا يبتعد كثيرا في نفسيره لعودة المهدي المنتظر عما تتغنى به اليهودية و المسيحية و ما سيلحق بالبشرية من دمارثم يستقيم العدل بعده.
أيُعقَل ان يتحول الأله الى كيان عدائي سادي دموي الى هذا الحد بدل اللين و اللطف و الأمن و الطمأنينة التي من المفترض انها رسالته الاولى و الاخيرة ؟؟؟
لماذا كل هذه العدائية في الاديان الابراهمية و الى متى ستأسرنا بعنفها و آيات القتل و القتال فيها والموجودة بدون استثناء في مختلف النصوص المقدسة ؟؟؟
لماذا لا نعود للدين بنشأته الأولى ؟؟؟ لنقارن بين أن يفكّر الأنسان برب على تصوره هو يجد به كل ما يحلم به من سمو و اخلاق و احترام للذات و للآخر المختلِف و بين أن يُفرَض عليه رأي آخر يحدد ايمانه و يقوده في طريق يقال انه طريق الحق لكن بعد ان يُغيّب فكره و تُعْصَب عيناه كثور الدالية و يمنع من التفكير و السؤال؟؟؟
هل أن التماثيل التي صنعها البشر الأوائل كرمز للقوة العاقلة المسيّرة للكون كان يقصد بها تجسيداً للرب نفسه بحيث كانوا يخشون هذه التماثيل التي صنعهوها بأيديهم أم أنها مجرّد أشياء ترمز لألــه يُناجونه ليشعروا بالأمان بوجودهِ كحامٍ لهم و ليطمئنوا معرفياً لتفسيرات إفترضوها ؟؟؟
الأنبياء الذين ادعوا امتلاك قدرات خاصة للتكلم مع الإله متغنين بصلصلة تصم الآذان (هكذا وصفه النبي محمد نزول الوحي عليه)هي اقرب الى الأمراض النفسية منها الى الوحي الرباني ، لقد ضللونا و أتهموا الأنسان القديم زوراً فصوروا لنا أنه يعبد هذه التماثيل ثم فرضوا آرائهم بشتى السبل فكان القتل و القتال من اسس الديانات الابراهمية الثلاث. غَيَّبوا العقول و أعدموا كل من تجرأ و فَكَّر. داسوا الكرامة الانسانية و استعبدوا البشر بأسم الإله القوي الجبار القهار المتكبّر .
ألا تشاطرونني الرأي أن ذاك الرمز المسالم هو أفضل للحياة البشرية من الإلـه المُرعب الذي يتوعدنا بالجحيم ان نحن تكلمنا او ناقشنا او احترنا. بل ان نحن تجرأنا و خالفنا حُكّامنا و قلنا للفقيه انك قد اخطئت فما هكذا تورد الأبل يا سعد ؟؟؟
أن كان حتما لا مناص لنا كبشر من دين فلماذا لا نعود لدين سكّان الكهوف الذي لم يدعوا لأراقة دماء و لا الى تحديد أخلاقيات عدائية ضد الآخر تُسيئه و تجرده من كل انسانية وفكر؟؟؟
بعد هذه القرون من الكشف العلمي و التقدم التكنولوجي و ثبوت أخطاء فادحة في النصوص المقدسه كإدعاءات الاعجاز العلمي و كساء الاله العضم لحماً الا يحق لنا ان نختار ما يريحنا فكرياً و روحياً بعيداً عن الفرض و الإجبار الذي يقوم به ادعياء يتغنون بتمثيل الاله و تطبيق قوانينه و اقصاء الآخرين ( الكفار و المارقين و الملحدين والاشقاء الاعداء) الذين و إن كانوا على ذات الدين و يختلفون في التطبيقات ؟؟؟
كيف علمت كل فرقة من الفرق السنية او الشيعية و ما أكثرها و كم هي عميقة اختلافاتها رغم انها ترد من ذات النبع ، كيف علمت كل منها انها هو من فهم نص محمّد المقدس اكثر من الآخرين و انها الأجدر بتمثيل كلمة الأله على الارض و إقامة حد الردة و اتهام الآخرين بالكفر و الخروج عن الجادة ؟؟؟؟
لنترك الفرق و التفرقة جانبا و لتكن العقيدة و المُعتقد حرية خاصة لا دخل لأحد فيها و لا يحق لأحد أيّاً كان ان يفرض قناعاته على الآخرين و لا ان يحدد طريقهم . لماذا لا نعلم أطفالنا القراءة ثم نتركهم أحرارا في اختيار ما يقرؤون دون ان نسمح للغيربالتأثير عليهم فينشئون سليمي النفوس بعيداً عن الدعوات الإرهابية والعنف و الشغف بالدم و الاستعباد
لنردد مع السيد محمد حسين فضل الله (: "أحبّوا بعضكم بعضاً، إنّ المحبة هي التي تُبدع وتؤصل وتنتج .. تعالوا إلى المحبة بعيداً عن الشخصانية والمناطقية والحزبية والطائفية .. تعالوا كي نلتقي على الله بدلاً من أن نختلف باسم الله") في انتظار ان يتحقق السلام يوما حين تنحسر ميادين الاديان الى داخل حدائقنا الخاصة لا تتجاوزها قيد انملة و نكون احرار في اعتناق ايها نختار مع الحفاظ على دورنا كمواطنين صالحين على قول فولتير :- لا نضر بالاخر و لا نعتدي عليه بل نحترم انسانيته كما نحترم انسانيتنا و لا ندوس حديقته كما لا يعتدي هو علينا و لا على معتقدنا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
سيمون خوري ( 2010 / 8 / 25 - 17:20 )
أختي رويدا سالم المحترمة ، أهنئك على هذا المقال والتحليل الذي شخصياً أتفق معه بالكامل ، وهو جهد نظري محترم في تفسير نشأة الديانات . وفي الرد على ما تضمنه كتاب الكاتب الكبير الأخ سواح . بالتأكيد هي لم تكن إشارات أو بوادر دينية ، بقدر ما كانت تعبير عن الخوف من المجهول ، وعدم القدرة على تفسير أسرار الطبيعة ، كذلك الذي فسر البرق والرعد على أنه صوت غامض ، ثم ألبسه الساحر صوت الإله الغامض .
بتقديري أن هناك أيضاً قضية غائبة أحياناً كبيرة عدد من مفكرينا المحترمين إما أنهم يقفزون عنها أو نتيجة سبب ما ، وهو أن ما لدينا من وثائق ومعرفة حول الحضارات القديمة سواء حضارات الشرق القديم أو غيرها ، لا تقدم معلومات حول الحضارات التي سبقتها زمنياً . ففي اليابان مثلاً كانت هناك معالم حضارية رفيعة المستوى دمرها - تسونامي - قديم أثارها تكمن تحت البحر وكذا في البحر الأبيض المتوسط ، على سبيل المثال أيضاً حجر الطوب الذي إستخدم في بناء الحدائق المعلقة يتحمل وزناً مقدارة 450 كلغ إذا حسبنا إرتفاع المبني مع عدد الطوب المستخدمة نصل الى نتيجة أن معرفة هذه الحضارات بعلم الحساب تفوق معرفة فيثاغورس .


2 - تتمة التعليق
سيمون خوري ( 2010 / 8 / 25 - 17:24 )
ولم يكن الهدف من البناء هو التقرب من إله غائب ، بل تكريس سلطة الحاكم بوصفه هو الإله البشري الذي منحته سلطته المادية - الإجتماعية وهم الخلود والمقدرة على التحكم بالأشياء . المهم الموضوع في غاية الأهمية أعتقد أننا بحاجة الى إصلاح وغرس ثقافة جديدة قبل الحديث عن إصلاح أنظمة الحكم . أختي الكاتبة أعتذر عن الإطالة مع كامل تحياتي وتقديري لجهدك الجميل والراقي


3 - السيدة رويدة سالم المحترمة
ليندا كبرييل ( 2010 / 8 / 26 - 04:52 )
المعذرة,لا أشاطرك الرأي أن ذلك الرمز المسالم هو أفضل للحياة البشرية من الإله المرعب الذي يتوعدنا بالجحيم ,هذا الرمز ما زال يحيا ويعيش في جنوب شرق آسيا ويشكل ثقافاتها, ويكاد الانسان لا يفهم كيف تتعايش هذه الأفكار مع التطور التكنولوجي المذهل لتك البلاد لكنهم هناك قد أحدثوا فصلا بين الدين والسياسة وتسيرهم القوانين الوضعية وبقيت هذه الرموز الغارقة في القدم على مستوى الفرد وجماعته,نعم هي آلهة مسالمة لا تقارن بالهمجية التي دعت لها الأديان التي نقول عنها السماوية,ولكن لو أتيحت لها الظروف السياسية لتنفيذ مآربها لنبتت أظافرها هي الأخرى, حضرتك تنطلقين من منظور اليوم فترين فيها المسالمة ولو أتيح لتلك الديانات عوامل القهر والتسلط التي مرت بها بلادنا لتحولت هي الأخرى إلى ديانة توحيدية رابعة وخامسة... ولزاد عدد المرضى النفسيين في العالم, القوانين الوضعية حجمت من سيطرة أديان الألهة المتعددة التي هي مسالمة فعلا بطبيعتها لكنها وان كانت متعايشة لكنها تقوم على رفض الآخر وعدم الاعتراف به لكن .. من دون اللجوء إلى القتل والإبادة . أريد الإلتقاء على دين واحد فقط :هو مبادئ حقوق الانسان .شكرا أختي رويدة


4 - الردة عصيان مسلح ضد الدولة ومسيحنا غير مسيحهم
نابه سعيد ناصر ( 2010 / 8 / 26 - 05:48 )

فقط اود اوضح للكاتبة المحترمة ان الخليفة الراشد ابي بكر الصديق رضي الله عنه لم يقاتل القبائل العربية بسبب امتناعها عن دفع الزكاة فقط ولكن لانها اعلنت العصيان المقرون بحمل السلاح ضد الدولة
وهذا ما لا تقبل به اي دولة ديمقراطية في الغرب فقد قاتلت بريطانيا المتمردين الايرلندين لمدة عشرين سنة لانهم رفعوا السلاح في وجه الدولة حتى في النهاية اعلنوا جنوحهم للسلم
والحرس الوطني في امريكا جاهز لقمع اي محاولة انفصال لاي ولاية ولردع اي محاولة لافراد او جماعة تحاول الخروج على الدولة بالسلاح كما حصل مع الداوديين

ايضا اود ان اوضح ان مسيح الانجليين يختلف عن مسيح بقية الطوائف المسيحية بالتأكيد فانه يختلف عن المسيح الذي يعرفه المسلمون والذي سينزل في اخر الزمان بباب دمشق ويكسر الصليب ويريق الخمر ويذبح الخنزير ويجاهد في الله حق جهاده لسبع سنين ويتبعه خلق كثير ولن يقبل جزية فاما الاسلام او حش الرقبة


5 - هل يتركنا الصناعيون والعسكريون ننعم بالامن
نابه سعيد ناصر ( 2010 / 8 / 26 - 06:33 )
بالحقيقة ان ااشك في السرد التاريخي للاخت فالبشرية لم تبدأ بالوثنية ولكنها بدأت بالايمانية ذلك ان ابو البشرية آدم عليه السلام هو نبي على ارجح الاقوال وان الله تعالى اوحى اليه وفهمه وعلمه
وان سيل الرسالات لمن ينقطع عن البشرية وانه مامن امة الا وقد خلا فيها رسول قد تتطاول الاماد وقد تنطمس الاديان وتغطي عليها الوثنية ولكن تبقى اشارات من نفح الاديان والرسالات القديمة
بالحقيقة اننا لو تركنا اطفالنا بلا تأثير لاهتدوا الى الله وهذه فطرة في الانسان ولكن هذا لا يكفي لان الانسان بحاجة الى ان يتعرف على الله وعلى مطلوباته منه
مطلوب فقط ان نحيد المتطرفين من كل دين وملة ولكن التطرف ايضا ليس حكرا على المتدينين فمن بين العلمانيين واللادينين والملاحدة من يتخذ من العنف مركبا وخلاف هؤلاء هنا السياسيون والعسكريون والصناعيون الجشعون الذين لا يشبعون من استعباد الانسان ومن استهلاك الموارد حتى اخر نقطة
لو تصالحنا نحن اهل الاديان هل يتركنا هؤلاء الجشعون ننعم بالامن والامان


6 - مداخلة قصيرة جداً
سيمون خوري ( 2010 / 8 / 26 - 07:06 )
مع الإعتذار من الأخت كاتبة المقال ، أعتقد أن ما ذكرته الأخت الكريمة ليندا نقطة هامة لنتفق على حقوق الإنسان ، لكن كيف ومن هي الأدوات ..؟ هنا تكمن المشكلة الإتفاق على تطبيق شرعة حقوق الإنسان تتطلب قوانين تساير العصر . في تونس أيام الرئيس الراحل بورقيبة سمح للمرة الأولى للمرأة بحق الإنتخاب والترشح ، كذلك جرى منع الزواج المتعدد .. إذن كانت هناك تعديلات على قوانين الأحوال الشخصية التي تتحكم فيها أهواء المشرعين الدينيين كما هي الحال لدى كافة الديانات الفضائية . لنتفق على حقوق الإنسان يعني فصل الدين عن الدولة وهذا ربما يزيد من إحترام الناس للديانة . عندما تحترم الديانة خصوصيتي أحترم هذه الديانة بإعتبارها حق الأخرين في الإيمان أو عدمه أما عندما تخترق الديانة حتى غرفة النوم عندها يصبح الموضوع مختلفاً وعموماً الدين هو علاقة شخصية بين الإنسان وما يعتقد . أختي ليندا ألا تتفقين معي . أخي نابه أتفق معك في نقطة واحدة ، هي عدم السماح للتطرف من أي طرف كان في إعلان تفوقة على العقل والحكمة . مع الإعتذار من الكاتبة المحترمة


7 - هل هي إزدواجية أم إزدواجية ؟
الحكيم البابلي ( 2010 / 8 / 26 - 07:29 )
السيدة رويدة سالم ...... تحية
مقال جيد وتسلسلي ، ويؤيد الفكرة التي تقول من يريد معرفة الحقيقة فعليه بقراءة تأريخ الإنسان من طقطق لسلام عليكم
ولكن سطلني وحيرني لجوئك في السطور الأخيرة للسيد حسين فضل الله !!! وهو إستشهاد لم يكن له مبرر وحاجة في مقال ينضح بالعلمانية ، والمضحك هو قول الرجل في نهاية جملته عن المحبة ( تعالوا كي نلتقي على الله بدلاً من أن نختلف بإسم الله ) وما درى بإن كل إختلافات البشر كانت بإسم هذا الوهم الذي يدعونه الله
آسف سيدتي لو تصورتُ بأنك الأخرى لا تزالين واقعة تحت تأثير الدين ومسوخه ، أما مقولة شيخك المسروقة : ( أحبوا بعضكم بعضاً ) فهي ليست من تعاليم الإسلام الحقيقي بشيء ، بل محض كلام للإستهلاك الشعبي وتخدير النفوس ، فنصوص الإسلام تدعو لكل شيئ عدى محبة الإنسان ، وقرآن محمد حمال أوجه مع سبق الإصرار ، وإله محمد كان خير الماكرين
متأسف سيدتي ، مقالك رائع ، لكنك شوهتِ كل جمالياته بسطورك الأخيرة
حاولتُ أن أجد لكِ مبرراً لإقحام الشيخ في المقال ، لكنني فشلتُ
تحياتي ، وأرجو أن تتعلمي بالتجربة


8 - لماذا هذا الخلط يا نابه سعيد ناصر ؟؟؟
فهد لعنزي ( 2010 / 8 / 26 - 07:51 )
اما الذين لم يدفعوا الزكاة لم يكونوا يرفعون السلاح ابدا ولكن كان هناك التباس سياسي حول من يكون الخليفة بعد رسول الله ـ علي ام ابو بكر ـ ولكن الخليفة الراشد ابو بكر الصيق (ر) تسرع في الام حتى ان بعض الصحابة اشار عليه بعدم التسرع وحتى بعد ان ارسل خالد ابن الوليد وجدهم يقيمون الصلاة ومهما يكن في الامر فان الذي فعله خالدا من قتل مالك ابن نويره والسطو على زوحته كان محل استنكار من الخليفة الراشد عمر (ر) حتى انه طالب باقامة الحد عليه.اما الذين حملوا السلاح فهم مسيلمة وسجاح اللذان ادعوا النبوة وكان حتما على الدولة وواجبها هو اخماد هذا التمرد وهذا ما يسمى بحروب الردة. انه من الغباء بمكان ان نتقاتل او ان شتم بعضنا بعضا على احداث ذهبت مع اصحابها ونحن لسنا طرفا فيها بل من الحكمة ان يتقبل بعضنا بعضا تحت حكم ديموقراطي علماني وليكن شعارنا جمبعا -الدين لله والوطن للجميع-. يقول الامام علي (ر) -الناس اثنان اما اخ لك في الدين او شريك لك في الخلق-


9 - أستاذنا العزيز السيد سيمون خوري
ليندا كبرييل ( 2010 / 8 / 26 - 08:47 )
أستاذ : أنا أعلنت إعجابي بشرعة حقوق الانسان وأتمنى حقاً أن يلتقي كل البشر عليها لكني أعلم تماماً استحالة تطبيقها في بلادنا التي تهيمن عليها ثقافة الواحد فنحن في مجتمع قبلي لا يعترف إلا برأس قبيلته , وهنا أود أن أشير إلى أن التمني الإلتقاء على هذا الإنجاز الإنساني كان رداً في الواقع على مقولة الشيخ فضل الله التي أفاض بشرحها الأستاذ البابلي الحكيم , ودعوة التعايش هذه تتسم بها كل الديانات الأرضية لكني أرى أنه ما من دين على وجه الأرض مهما كان مسالماً إلا ويحمل في أعماقه إقصاء الآخر والأديان كلها أرضية وسماوية تقوم على هذه النقطة بالذات , وهذه الديانات المسالمة كانت ذات يوم في تقاتل وعراك ولم ينظمها ويحجمها إلا القانون , أنا لن أطمع وأطالب بالفصل التام بين الدين والسياسة لأني أعلم أن هذا مستحيل , لكني آمل أستاذ أن يحجم دور رأس الأفعى : رجل الدين فيبعد عن حياتنا , على أي( الله) كان يريدنا السيد فضل الله أن نلتقي ؟؟على كثرة الآلهة القديمة فقد تفوقنا عليها عدداً في وقتنا الحاضر, ويقولون لك : الله واحد . شكراً لكم


10 - إضافة أخرى
سيمون خوري ( 2010 / 8 / 26 - 10:25 )
أتفق معك أختي ليندا في ما ذهبت اليه ، وكذلك ما فاتني عوضه صديقي وأخي الحكيم . لكن أختي ليندا ، مع الإعتذار أيضاً للكاتبة المحترمة ، الدين هو بالضبط مشروع سلطة أكان فرداً أم جماعة على مر التاريخ . أي هو مشروع سياسي أحادي . في التاريخ الإسلامي وبقية الديانات الفضائية ، هناك أكثر من دليل على كيف تعاملت السلطة مع معارضيها ممن وجهوا نقداً لفكرة النبوة والأنبياء ، وكما تعلمين أن الدين يقوم على هذه الفكرة جرى إعدام أبن المقفع بحجة أنه زنديقاً وحتى احرقت كتب أبن الرواندي وأبو بكر الرازي وإبن حيان وحتى المعري .الديانات عموماً لم تتخلف بفعل عامل خارجي بل من داخلها عندما جرى فرض وصي على الإله وهو رجل الدين ومهمته شرح مقاصد الإله . الأن لا يوجد إسلام ولا غيره يوجد أسلام التفسير الديني وكذلك مسيحية التفسير الديني أو يهودية التفسير اليهودي وكل كما قال صديقي الحكيم يوظف النص بما يتلائم ومشروعه السياسي - الإقتصادي - السلطوي . نحن ربما نواجه معضلة فوات الأوان التاريخي . فكل دوائرالإنفتاح التي عرفتها الديانات في بداية إنتشارهاعلى أيدي بعض المصلحين أغلقت منذ نهاية القرن الخامس الهجري . مع التحية


11 - سنقرأ أجابات رويدة
سالم الدليمي ( 2010 / 8 / 26 - 13:37 )
الساده الأفاضل / سيمون خوري ، ليندا كبريل ، نابه سعيد ، الحكيم البابلي ، فهد العنزي
بدايةً اشكر مروركم الكريم بمقالة أبنتي الغاليه رويدة ، وأتفق معكم فيما أبديتموه من ملاحظات مهمه حول المقال ، لقد عرضت عليَّ رويدة مقالها قبل النشر للمراجعه و قد وافقتها علي نشره دون حذفٍ أو إضافه ، حتى ما اشار اليه السيد الحكيم البابلي فيما يخص دعوة الشيخ فضل الله ، كانت هنا تدعو المسلمين حصراً لنبذ الخلافات الطائفيه التي نعاني منها الآن في العراق والتي راح ضحيتها (أمس تحديداً)أكثر من ستين شخصاً و جرح أكثر من مئتين وخمسين آخرين في خمس تفجيرات نفّذها مسلمين أنتحاريين .. حاولت ابنتي ان تستعرض (حسب رؤيتها)تطور الديانات حتى وصولها الى التوحيد و تسيس معتقدات الأنسان البدائي البسيطه التي أراد بها تفسيراً لظواهر الطبيعه و التعايش السلمي معها ومع محرّكها أيّا كانت صيرورته
ستقرأ رويدة ردودكم الجديره بالأهتمام والأحترام وسترد عليكم حتماً فحسبما اعلمتني أن هذا الموضوع سيقى مفتوحاً للنقاش لعدة أيام قد تكون عشره


12 - الانجيليون وحماقة المنطق
نابه سعيد ناصر ( 2010 / 8 / 26 - 22:57 )
الحقيقة ان ابن الراواندي كان شخصا انتهازيا متقلبا بين الاديان والمذاهب بمقدار ما يصله من دنانير فهو يهودي مرة ومرة مسيحي ومرة مسلم ثم يعود يهودي وبالحقيقة ان ابن الراواندي مات حتف انفه ولم يعدم وقد جرى الرد على كتبه
اتعجب من الانجليين لا يرون القذاة في اعيونهم هناك مئات العلماء والاف البشر اعدمتهم محاكم التفيش المسيحية واحرقتهم احياء وعلى نار هادئة تبدأ باشعال اصابع القدمين
واعدمت واحرقت ملايين الكتب الثمينة تحت دعاوي الهرطقة
وتمت ابادة طوائف مسيحية عديدة منها طوائف موحدة كالاريسيين مثلا والنساطرة الذين فروا الى جزيرة العرب وبادية الشام والعراق
وحينما تعقبت دولة الاحتلال الروماني الارذثوكس المصريين فروا الى الصحراء المصرية وسيناء هربا من الاضطهاد
بالنهاية الرد الاحمق على دعوة الشيخ حسين فضل الله يدل على ان هؤلاء الانجليين الحمقى لا يقبلون بالحق من طرف ما دام مسلما ولا يقبلون عبارة جيدة من اي علماني الا ان يسب الاسلام والمسلمين فهو عندها فوق راسهم ؟!


13 - رويدك ياخت رويده يا محلا السيوف الابراهيمية
نابه سعيد ناصر ( 2010 / 8 / 27 - 14:26 )

يااخت رويده يا محلا السيوف مقارنة بصواريخ التوماهوك والقنابل الذكية والغبية ذات الاطنان السبعة التي تلقيها الحضارة الغربية الديمقراطية اللبرالية الانسانية الحداثية على النائمين الغافلين من المدنيين المسلمين في مدنهم وقراهم فتدمر البيوت وتشوي اجساد الاطفال وتقطع اوصال النساء وتسحق الشيوخ ويطال اذاها حتى البهائم والزروع وتلوث المياه والتربة لعقود


14 - أعتذر من كل قلبي
رويدة سالم ( 2010 / 8 / 27 - 16:15 )
اعتذر لكم جميعا على عدم تمكني من الرد على مداخلاتكم القيمة و التي تستحق ان أتوقف عند كل منها بسبب ضروف أسرية قاهرة و سأرد حالما اتكمن من ذلك


لكم ودي و احترامي و محبتي



15 - أخي سيمون خوري
رويدة سالم ( 2010 / 8 / 28 - 05:20 )
شكرا لمرورك سيدي الكريم
فعلا كما تفظلت و أشرت الاديان ليست سوى صناعة بشرية صرفة لتفسير الخوف من الموت و غموض كل مضاهر الطبيعة المادية المحيطة بالبشري البدائي ثم مع تطور المحتمعات تحولت الى سلاح للسيطرة و الاستعباد

مع خالص احترامي و مودتي


16 - بل الرمز افظل من الاله الدموي عزيزتي
رويدة سالم ( 2010 / 8 / 28 - 05:27 )
ليندا كبرييل المحترمة
الدين ايا كان هو وضعي بالضرورة لانه وُضع من قبل أفراد ثم غذته مصالح الجماعة بشريةالتي ينتمي اليها المؤسسون. لكن مادام لا يدعوا الى اباحة دم و عرض الاخر و تُميز قوانينه بين ما هو حق فردي و حق عام فهو بالتأكيد أفظل من دين يبيح القتل و السبي و التعدي على الاخر . دين يدعي اصحابه انهم الاسمى لأنهم شعب مختار و أكرم و انهم الاجدر بإمتلاك الكون و ما حوى

مع ودي


17 - سيدي الكريم نابه
رويدة سالم ( 2010 / 8 / 28 - 05:39 )
حروب الردة
بعض القبائل أسقطت من حساباتها الزكاة وهي ركن من أركان الإسلام.
قالوا لما استخلف أبو بكر رحمه الله ارتدت طوائف من العرب ومنعت
الصدقة وقال قوم منهم : نقيم الصلاة ولا نؤدي الزكاة , فقال أبو بكر
رضي الله عنه :- لو منعوني عقالاً لقاتلتهم -ا لبلاذري , فتوح البلدان103
لم يقل من انكر الاسلام كدين بل من رفض دفع الزكاة و هناك فرق كبير بين القولين

المهدي الاسلامي المنتظر 
ورد سنن ابن ماجه - (ج 12 / ص 102) عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : - يَقْتَتِلُ عِنْدَ كَنْزِكُمْ ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ ابْنُ خَلِيفَةٍ ثُمَّ لَا يَصِيرُ إِلَى وَاحِدٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَطْلُعُ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فَيَقْتُلُونَكُمْ قَتْلًا لَمْ يُقْتَلْهُ قَوْمٌ... فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللَّهِ الْمَهْدِيُّ- ما أشبه مهدي المسلمين بهرمجدون الانجيليين و اليهود. القتل بل الابادة !!!!! ما أرحم الاله الابراهيمي

مع ودي


18 - سيدي نابه هذا ما قلته انا تماما
رويدة سالم ( 2010 / 8 / 28 - 05:50 )
الابراهيميون يأكدون ان الايمان فطري فأن كان الامر كذلك لماذا اختص الله او الرب او يهوه او ايا كان اسمه الشعب السامي برسالاته و انبيائه و انكر على باقي البشرية في اركان الكرة الارضيةهذه النعمة المباركة ؟؟؟
تقول سيدي : فمن بين العلمانيين واللادينين والملاحدة من يتخذ من العنف مركبا وخلاف هؤلاء هنا السياسيون والعسكريون والصناعيون الجشعون الذين لا يشبعون من استعباد الانسان ومن استهلاك الموارد حتى اخر نقطة
برايك كيف يتكمن السياسيون المسلمون و المسيحيون و اليهود من السيطرة على شعوبهم إن لم يكن بالتلاعب العاطفي بمشاعرهم و التغني على اوتار العقيدة و الايمان الاعمى ؟؟؟؟
بماذا تغنى كل من شارك في حرب الخليج : صدام و مناصروه من جهة و من جهة أخرى الرؤساء الأمريكان و مناصروهم ؟؟؟؟ ألم يتغنوا بالدين و صلوا قبل الدخول في المعارك التي راح ضحيتها الاطفال و العزل و لا زال يعاني منها الالاف؟؟؟؟؟
كونوا محايدين في احكامكم لطفا

مع احترامي


19 - الحكيم البابلي معك كل الحق
رويدة سالم ( 2010 / 8 / 28 - 05:56 )
الاسلام حمال اوجه و ما هو الا دين حرب و دم في جزء كبير منه
لكن سيدي
اليهودية و المسيحية احقاقا للحق لا تقل عدائية عنه
بل كلها ترد من نبع واحد هو عدم احترام الاخر و العدائية و ارجوا ان لا تحتج بدعوى ان المسيحية براء من كل هذا فيسوع بنفسه اكد انه ما أتى ليغيير بل ليتمم و يكمل النصوص السابقة
ثم ببحث صغير في كوكل ستجد كما لا باس به من النصوص الانجيلية التي تتحدث عن قتل الاخر الى جانب ما تتغنى به الحركة التدبيرية من حرب نووية ستقتل الاخضر و البايس

مع ودي


20 - شكرا سيدي فهد لعنزي
رويدة سالم ( 2010 / 8 / 28 - 06:00 )
شكرا سيدي على الاظافة و التعمق في قضية حرب الردة التي تدل الى اي مدى كان الاسلام كما اليهودية و المسيحية أديانا مُسيسة منذ البدء
بل نزعات مرضية بسيكوباتية ودموية تبيح دم الاخ الشقيق قبل الغريب و دعوة محمد رسول المسلمين في غزوة بدر اصحابه لقتل اهلهم من اخوة و اعمام ابلغ دليل

مع ودي


21 - لا شيئ يوفيك حقك والدي الغالي
رويدة سالم ( 2010 / 8 / 28 - 06:04 )
شكرا معلمي و والدي سالم على دعمك المعنوي الدائم لي و لأسرتي الصغيرة
ارجوا أن اكون بمستوى توقعاتك دوما

مع عميق امتناني و محبتي



22 - تحيه للحوار المتمدن
موسى محمد يسوع الله المترصد ( 2010 / 8 / 31 - 07:44 )
تحياتي


23 - مقال رائع كعادتك عزيزتى رويدة
سامى لبيب ( 2010 / 9 / 1 - 08:54 )
تحياتى عزيزتى رويدة..وكم أنتلى رائعة كعادتك
أتفق معك فى هذا العرض التحليلى الرائع وإن كنت أتحفظ على تصور الإنسان الأول للروح كلامادة ...لأنه بالفعل لا يوجد شئ لا مادى حتى يمكن للدماغ ان تتصوره ..هى لا تعدو أن تكون كلمة لغوية .
الروح بالنسبة له وبالنسبة لنا أيضا لا تعدو أن تكون دفعة من الهواء الأثيرى تخرج مع آخر دفعة من الزفير ومن هنا اعتقد بأن الروح كيان أثيرى .

أنا أعتقد بأن الدين والآلهة لم تكن تمثل حلول معرفية للحياة والوجود فحسب بل مثلت هوية وشخصية الجماعة البشرية ووحدتها وتميزها لذلك نجد المعتقدات تحمل صفة العنصرية فى بنيانها الداخلى وقد تظهر بشكل واضح فى الأديان الحديثة مثل اليهودية حيث غير مقبول إنضمام الأغيار للدين اليهودى وتصبح شاملة فى الأديان الأخرى التى تجعل التمايز من خلال الإنضمام لها .
من السهولة بمكان أن نتلمس هوية وشخصية المنتج الدينى لذلك بقدر ما كان يدعو للسلام بين الجماعة الواحدة فإنه صدر الكراهية والعنف خارج الجماعة.

لذلك من الجيد أن يكون هناك دين جديد للإنسانية إذا صح التعبير يتجاوز فيه الهويات المنغلقة والعنصرية .

خالص مودتى ..


24 - معك كل الحق أستاذي
رويدة سالم ( 2010 / 9 / 1 - 23:54 )
أستاذي كم يسرني مرورك بموضوعي
أتفق معك تماما أنه لا وجود لأية كيانات لامادية لكني فقط قصدت أن الانسان البدائي إفترض وجود كيان ما وراء الطبيعة غير ملموس و لا مادي نتيجة لملاحظته أن الميت يكف عن التنفس و أن قلبه يكف عن الخفقان و أن دمه يكف عن السيلان و ثم أسند لهذا الكيان اسما أيا كان النَفسُ أشتقاقا من التنفس أو الروح المصطلح المتداول.
في مجتمعاتنا الريفية اليوم يقول بعضهم عند موت شخص ما أنهم يرون الروح تنسل من الجسد على مراحل بداية من اطراف الاصابع الى أن تبلغ الصدر ثم تقتلع منه بعنف و ألم. هي بالنهاية مجرد ملاحظات لا علمية لتفسير ظاهرة مستعصية على فهم الانسان البسيط. أرجوا أن أكون قد وُفقت، أستاذي، في شرح وجهة نظري سأحاول أن أبحث في دور الاديان البدائية في حياة الجماعة البشرية و كيف إكتسى بالكثير من العنف تجاه الاخر مغيرا مساره مع التوحيد الابراهيمي

مع خالص ودي و أحترامي

اخر الافلام

.. الطوائف المسيحية الشرقية تحتفل بأحد القيامة


.. احتفال نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل من الإخوة المسيحيين بقدا




.. صلوات ودعوات .. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسي


.. زفة الأيقونة بالزغاريد.. أقباط مصر يحتفلون بقداس عيد القيامة




.. عظة الأحد - القس باسيليوس جرجس: شفاعة المسيح شفاعة كفارية